الاثنين، 11 فبراير 2013

الصين في عام "الأفعى": لقاء الحكمة والغضب

 
ودّع الصينيون "التنين" واستقبلوا "الأفعى". أمس الأول، استقبل سكان الصين، البالغ تعدادهم 1.3 مليار نسمة، عام "الأفعى الخطيرة الحكيمة"، لتأخذ مكان "التنين الجبار" الذي كان مسيطراً العام الماضي، مع العلم أن الأفعى من أكثر الرموز المحيّرة لدى الصينيين فهي تعبّر عن الإخلاص الأسري والحكمة والذكاء، في وقت تعتبر رمز الغضب كذلك.
ويعتبر الثعبان أو الأفعى البرج السادس في دولاب الأبراج الصيني، الذي يضم 12 حيواناً، ويرتبط كل حيوان منها بأحد العناصر الخمسة، المعدن والنار والخشب والأرض والماء، كما يرتبط أيضا كل عام بأحد العناصر الخمسة بالتناوب.
والنار هي العنصر الثابت لبرج الثعبان، أما العنصر المسيطر على العام 2013 فهو المياه. ويقع هذا الارتباط مرة كل ستين عاماً، ويشيع اعتقاد بين الصينيين بأن هذا العام خطير لمن تزامنت ولادته مع اقتران النار بالمياه منذ ستين عاماً، لذا ينصحون الشخص المعني بارتداء شيء أحمر اللون، وفي الكثير من الأحيان يكون قلادة أو خلخالاً أو سواراً أو حزاماً أو قطعة ملابس داخلية، طوال العام.

وبحسب الصينيين، يعد عام "الأفعى" بالانقلابات القدرية المفاجئة، وخاصة أن اجتمعت بعنصر الماء، كما حدث في العام 1953 وخلاله توفي جوزف ستالين، وانتهت الحرب الكورية، كما صعدت الملكة إليزابيث الثانية إلى العرش البريطاني. ودخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في سباق التسلح النووي.
واللون الفلكي للعام هو اللون الأسود، لذا يحرص الصينيون على استقبال هذا العام مرتدين هذا اللون رمزاً لعمق عوالم الأفعى، كما يؤمنون بأن تسلل ثعبان حيّ إلى المنزل يجلب الثروة للأسرة التي تقطن فيه، وأن الأشخاص الذين يولدون في عام الثعبان الصيني يتميزون بالغموض والذكاء والجاذبية، ومنهم الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن، والفنان بابلو بيكاسو، وعالم النبات تشارلز داروين، إضافة للرئيس السابق للحزب الشيوعي الصيني ماو تسي دونغ الذي ولد العام 1893.
ويعتقد الصينيون بأن الألعاب النارية تخيف الأرواح الشريرة وتجذب إله الثروة، كي يتوجه الى المنازل حاملا كنوزه بمجرد حلول أول أيام العام الجديد، حيث جرى إطلاق قرابة 750 ألف عيار ناري في اللحظات الأولى من عام الأفعى، في وقت تابع قرابة 700 مليون صيني حفلة عيد رأس السنة التلفزيونية، التي تحولت الى طقس أسري كانت المغنية سيلين ديون نجمته في هذا العام بأغنيتها الشهيرة من فيلم تايتانيك.
كما غصت مطارات الصين بسيل من المهاجرين المتوافدين من كل حدب وصوب، لاستقبال العام الجديد بين أسرهم في وطنهم، وقارب عددهم 200 مليون شخص، ما يشكل أكبر هجرة بشرية تحدث على الكرة الأرضية.
("أنباء موسكو"، رويترز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق