كتبهابلال عبد الهادي ، في 19 كانون الثاني 2011 الساعة: 15:00 م
هذا الكاريكاتور ظهر
في جريدة الشرق الاوسط الصادرة اليوم.
وقراءته لا تخلو من
مسرّة لاذعة ولاسعة. اميل شخصيّا الى قراءة الاحداث السياسية التي تعتري الجسد
العربي وغير العربي من خلال الرسومات الكاريكاتوريّة التي لا تحبّ اللتّ والعجن كما
في كثير من التحاليل السياسية. كما ان لها ميزة تفتقدها الكلمة وهو ان الصورة تغني
عن الف كلمة بحسب القول الصيني المأثور. او وفق ما يقوله المثل العربي " ليس من رأى
كمن سمعا".
هناك كلمتان هما "
الشارع العربي"، وهناك في يسار الصورة من فوق هلال ونجمة يرمزان الى تونس الغائبة
اسما والغائبة لونا. اللون الأحمر للنجمة وللهلال غاب من الصورة. لونهما هنا اشبه
بلون التراب، ولكنّه على ما اظن لا علاقة له بالتراب التونسي. هل الشمس موجودة في
الصورة؟ هناك القمر في شكل هلال والنجمة . ماذا ينقص السماء لتكتمل؟ الشمس؟ هل يميل
لون النجم الى لون الشمس؟ لست ادري. ولكن الا الدائرة التي تحتضن النجم والهلال
كشمس وارية او على وشك ان تتوارى؟ ربّما. هل تسطع شمس تونس على العرب ( عدوى
الاحتراق درجت في غير دولة عربة، مصر الجزائر… والحرق على الجرّار. من يحرق نفسه
غير " المختل عقليّا في مصر على ما تناقله المسؤولون المصريّون؟)
من المرعب سطوع شمس
تونس وذيوع وامتداد حريق الاجساد الى خارج حدود تونس الجغرافية. نرى جزءا من جدار
منصوب على الطريق. لمنه انتشار الحريق. وهناك اربعة اشخاص بثياب رسميّة يبنون
الجدار. اللباس الرسمي يعني انهم ليسوا معماريين او بنائين، انهم يعتدون على
المهنة. يغتصبون مهن غيرهم. او انهم بناؤون حمقى لانهم لا يعرفون كيف يلبسون لكلّ
حال لبوسها. وهم حمقى في الصورة على انهماكهم وتنسيق العمل في ما بينهم، الكلّ
يعمل، ولكن الكلّ يعمل، عمليا، بحمق . والسبب هو الصورة التي ترسم لهم جثثا ضخاما
ورؤوسا صغيرة جدا. تأمّل عزيزي المشاهد، حجم الرأس بالنسبة لحجم الجسد.
عادة من الممكن ان
تتحول الالبسة الرسمية الى البسة شغل في لحظة خوف. الخوف يكسر البروتوكولات،
والمراتب والمناصب. الخوف جامع مانع. الخوف ، هنا، همّ مشترك بين البنائين الذين
يريدون ايقاف تونس عند حدّها او حدودها.
الطرق بين تونس
وبقيّة المناطق العربية مقطوعة بالجدار الذي بني على عجل.
ولكن متأمّل الصورة
يلحظ كما لو ان ما يحيط بالطرق هي مياه. السنا امّة الماء؟ من " المحيط" الى
"الخليج"؟ وليس هناك حاجز مائيّ يفصل الماء عن الماء. هل لأنّ آمن؟ النارعلى تضاد
مع الماء. الماء خصم عنيد للنار المندلعة في جسد العالم العربيّ.
الاحتراس من
الاحتراق ضروريّ.
ليست اسرائيل وحدها
التي تبني الجدر في الشرق الأوسط.
هناك اسلاك شائكة
ايضا في الرسم. والشارع العربيّ ليس شارعا انّه جسد بيده الممدودة. يد مبسوطة ولكن
الجسد كانه جسد المسيح في لحظة صلبه لا في لحظة انزاله عن الصليب.
ماذا يفعلون بيد
المخلّص؟
شكراً للرسّام أمجد
راسم.
وهو اسم على
مسمّى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق