كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 10:31 ص
حدثنا أحمد بن عبيد البصري، قال: حدثنا أبو عبد
الرحمن العتبي عن أبيه قال: قدم الحجاج بن يوسف على الوليد بن عبد الملك فألفاه
يدفن بنتاً له فمال إلى قبر عبد الملك فصلّى عنده ركعتين ثم انصرف وقد ركب الوليد
فمشى بين يديه وعليه درع وقوس فقال اركب يا أبا محمد قال يا أمير المؤمنين دعني
استكثر من الجهاد فإن ابن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث شغلاني عن الجهاد زمناً
طويلاً فعزم عليه الوليد فركب فلما دخل القصر القى الوليد ثيابه وبقي في غلالة ثم
اذن للحجاج فبينا هو يحدثه ويقول له يا أمير المؤمنين اذ أقبلت جارية فسارت الوليد
ثم انصرفت ثم عادت فقال الوليد يا أبا محمد أتدري ما قالت هذه الجارية قال لا يا
أمير المؤمنين قال أرسلت إليّ ام البنين بنت عبد الملك عبد العزيز بن مروان ما
مجالستك هذا الاعرابي وهو في سلاحه وأنت في غلالة لأن يخلو بك ملك الموت أحب إليّ
من أن يخلو بك الحجاج وقد قتل الناس قال الحجاج يا أمير المؤمنين امسك عن تنزف
النساء فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة لا تطلعهن على أمرك ولا تطمعهن في سرك ولا
تدخلهن في مشورتك ولا تستعملهن بأكثر من زينتهن يا أمير المؤمنين ولا تكن للنساء
برؤوم ولا لمجالستهن بلزوم فإن مجالستهن صغار ولؤم ثم نهض الحجاج فدخل الوليد على
أم البنين فأخبرها بمقالة الحجاج فقالت إني أحب أن تأمره أن يسلم علي غداً فلما
أصبح غدا الحجاج على الوليد فقال أعدل إلى أم البنين فقال أعفني يا أمير المؤمنين
قال لتفعلن قال ففعل فحجبته طويلاً ثم أذنت له فأقرته قائماً ثم قالت يا حجاج أنت
الممتن على أمير المؤمنين بقتل ابن الزبير وابن الأشعث لقد كنت المولى أي العبد غير
المستعلي أما والله لولا أنك أهون خلقه عليه الضمير راجع إلى الله ما ابتلاك برمي
الكعبة ولا بقتل ابن ذات النطاقين فأما ما ذكرت من قتل ابن الأشعث فلعمري لقد
استفحل عليك ووالى الهزائم حتى غوثت فلولا أن أمير المؤمنين نادى في أهل الشام وأنت
في أضيق من القرن فأظلنك رماحهم ونجاك كفاحهم لكنت ضيق الخناق ومع هذا إن نساء أمير
المؤمنين قد نفضن العطر من غدائرهن والحلي من أيديهن وأرجلهن فبعثنه في أعطية
أوليائه وأما ما نهيت عنه أمير المؤمنين من قطع لذاته وبلوغ أوطاره من نسائه فإن كن
ينفرجن على مثل أمير المؤمنين فهو غير مجيبك إلى ذلك وان كن ينفرجن على مثل ما
انفرجت عنه أمك فما أحقه أن يقتدي بقولك قاتل الله الذي يقول إذ نظر إليك وسنان
غزالة الحرورية بين كتفيك:
ثم أمرت جارية لها فأخرجته فدخل على الوليد فقال
ما كنت فيه يا حجاج قال يا أمير المؤمنين ما سكتت حتى ظننت نفسي قد ذهبت وحتى كان
بطن الأرض أحب الي من ظهرها وما ظننت أن امرأة تبلغ بلاغتها وتحسن فصاحتها قال إنها
بنت عبد العزيز وقال ابن الإعرابي عن المفضل الضبي قال قالت الجمانة بنت قيس بن
زهير العبسي لأبيها لما شرق ما بينه وبين الربيع بن زياد في الدرع دعني أناظر جدي
فإن صلح الأمر بينكما وإلا كنت من وراء رأيك فأذن لها فأتت الربيع فقالت إذا كان
قيس أبي فانك ياربيع جدي وما يجب له من حق الأبوة عليّ إلا كالذي يجب عليك من حق
البنوة لي والرأي الصحيح تبعثه العناية وتجلى عن محضه النصيحة إنك قد ظلمت قيساً
بأخذ درعه واجد مكافأته إياك سوء عزمه والمعارض منتصر والبادي أظلم وليس قيس ممن
يخوف بالوعيد ولا يردعه التهديد فلا تركنن إلى منابذته فالحزم في متاركته والحرب
متلفة للعباد ذهابه بالطارف والتلاد والسلم أرخى للبال وأبقى لأنفس الرجال وبحق
أقول لقد صدعت بحكم وما يدفع قولي إلا غير ذي فهم ثم أنشأت تقول:
أحمد بن الحارث عن المدائني قال أجمع أهل ميسان
للمسلمين وعليهم الفليكان فلقيهم المغيرة بن شعبة بالمرغاب فقالت ازده بنت الحارث
بن كلدة للنساء إن رجالنا في نحر العدو ونحن خلوف ولا اَمن إن يخالفوا الينا وليس
عندنا من يمنعنا وأخرى أخاف أن يكثر العدو على المسلين فيهزمونهم فلو خرجنا لأمنا
مما نخاف من مخالفة العدو الينا ويظن المشركون أنا عدد ومدد أتى المسلمين فيكسرهم
ذلك وهي مكيدة فأجبنها إلى ما رأت فاعتقدت لواء من خمارها واتخذت النساء رايات من
خمرهن وامضين رأيهن ومضين وهي أمامهن وهي تقول يا ناصر الاسلام صفاً بعد صف أن
تهزموا وتدبروا عنا نخف أو يغلبوكم يغمزوا فينا القلف قال فلما رأى العدو الرايات
قالوا هذا عدد ومدد اتى العرب فانهزموا منهم اسماعيل بن مجمع أبو محمد قال قال
المدائني عن مسلمة بن محارب قال حج معاوية بن أبي سفيان فأتى الحجفة أو الابواء هو
وأبو سلمة الفهري فأتيا مياه بني كنانة حتى صارا إلى خباء بفنائه امرأة عشمة فقالا
من القوم فقالت من الذين يقول لهم الشاعر:
قالا كوني ذهلية قالت ذهيلة كنت قالا هل من قرى
قالت أي ها الله خبز خمير وحيس فطير ولبن يمير وماء نمير فنزلا بها فقدمت اليهما ما
ذكرت فجعل معاوية يأخذ الفلذة من الخبز بمثلها من الحيس فيغمرها في اللبن فلما فرغ
قال لها حاجتك فاني من أمير المؤمنين بمكان قالت كلأك يا أمير المؤمنين قال وما
يدريك أني أمير المؤمنين قالت بشمائلك حين لفتك الريح مقبلاً قال أما إذا عرفت
فاسألي قالت حلقي دوني نساء الحي أفلا تعمهم قال سلي في نفسك قالت صانك الله يا
أمير المؤمنين أن تفحل وادياً يرف أعلاه ويقف أسفله قال نادي فيهم فنادت أمير
المؤمنين بفنائكم فأتاه الاعراب بها فقضى حوائجهم وفضلها عليهم وحدثنا عبد الله بن
شبيب قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف
قال حدثني عيسى بن عبد الله العلوي قال لما نزل معاوية بن أبي سفيان وادي الكرى قال
لغلامه ارحل لي جمل الصحوت وارحل معه من الابل ما يماسطه ففعل فركبه ورحل من أصحابه
معه فلما خرج من القرية حاد عن الطريق فإذا بيوت من بيوت البادية فخش بينها فإذا
امرأة بين سجفين حسناء جملاء فلما نظرت إليه قالت أمير المؤمنين ورب الكعبة قال لها
أتعرفيني قالت نعم قال لها ممن أنت قالت من الذين قال شاعرهم:
قال أنت إذن من بني الحارث بن كنانة فما تقولين
في بني بكر قالت أبغض صغيرها وكبيرها ولا اَمن غدرها وفجورها قال فهل عندك من قرى
قالت نعم خبز فطير ولبن يمير وحيس خمير وماء هجير قال أخ أخ احضريني ما عندك فجاءت
به فجعل يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة ويخلط بينهما مرة وقال لها إني أرى لك عقلاً
ورأياً وبياناً فهل لك أن تتبعيني فتدخلي بيني وبين امرأة من قريش أحبها قالت كم لك
يا أمير المؤمنين أو كم أتى عليك قال ثلاث وستون سنة قالت أصبحت يا أمير المؤمنين
تنظر في سنك فتسوءها وتنظر في ذات يدك فيسرها فهل عندك من شيء تريد الجماع قال نعم
قالت لا حاجة بك إلى أحد يدخل بينك وبينها فذلك يرضيها عنك فأعطاها فأحسن ورحل وذكر
ابن الأعرابي أن عمر بن الخطاب قال أيها الناس ماهذه الصداقات جمع صداق ومهر الزوجة
التي قد مددتم إليها أيديكم لا يبلغني أن أحداَ جاوز بصداقه صداقالنبي صلى الله
عليه وسلم لى الله عليه قال فقامت اليه امرأة برزة فقالت ما جعل الله لك ذلك يابن
الخطاب وقد قال الله عز وجل وإن أوتيتم احداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً فقال
عمر إلا تعجبون أميراَ خطأ وامرأة أصابت ناضل أميركم فنضل مصعب الزبير قال قدمت
زينب بنت الزبير بن العوام مكة فخطبها رجل من بني أمية قد كانت هي وأمه قبل ذلك عند
رجل من قريش فأبت فقيل لها في ذلك فقالت أكره ثلاث خلال لم أكن لأرجع في أرض هاجر
منها اَبائي ولم أكن جئت على ظهر بعير لأتزوج وما كنت لأكون كنة بعد أن كنت ضرة
وقال المدائني لما أهديت بنت عقيل بن غلفة إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان بعث
مولاه له لتأتيه بخبرها قبل أن يدخل بها فأتتها فلم تأذن لها أو كلمتها فأحفظتها
فهشمت انفها فرجعت اليه فأخبرته فغضب من ذلك فلما دخل عليها قال ما أردت إلى عجوزنا
هذه قالت اردت والله ان كان خيراً أن تكون أول من لقى بهجته وان كان شراً أن تكون
أول من ستره وذكر هارون بن يزيد العبدي عن أبي زهير الرواسي قال لما قتل حول
المختار بن أبي عبيد الثقفي من اهل بيته خمسون رجلاً وانهزم الناس فمر أبو محجن بأم
المختار واسمها دومة فقال يا دومة ارتدي خلفي قالت والله لإن يأخذني هؤلاء أحب الي
من أن أرتدى خلفك وذكر أبو عبد الله بن الأعرابي عن المفضل الضبي قال كانت رقاش بنت
عمرو بن صلب بن وائل عند كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة فقال لها يوماً اخلعي
درعك قالت خلع الدرع بيد الزوج قال اخلعيه لأنظر إليك قالت التجرد لغير نكاح مثله
المدائني قال كان تميم الداري يبيع العطر في الجاهلية وكان من لخم فخطب أسماء بنت
أبي بكر في جاهليته فماكسهم في المهر فلم يزوجوه فلما جاء الإسلام جاء بعطر يبيعه
فساومته اسماء فماكسها فقالت طال ما ضرك مكاسك فلما عرفها استحى وسامحها في بيعه
المدائني عن محمد بن علي قال كانت بنت سعيد بن العاص عند الوليد بن عبد الملك فلما
مات عبد الملك لم تبكه فقال لها الوليد ما يمنعك من البكاء على أمير المؤمنين ولا
مصيبة أجل من فقده قالت وما أقول له إلا أن أسأل الله أن يحييه ويزيد في سلطانه حتى
يقتل أخاً لي آخر قال إي والله لقد كسرنا ثناياه وقتلناه فقالت قد علمت من شقة استه
بالسيف قال الحقي بأهلك قالت الذ من الرفاء والبنين وقال المدائني تزوج مروان بن
الحكم أم خالد بن يزيد بن معاوية فقال مروان ذات يوم وأراد أن يقصر به في شيء جرى
بينهما يا ابن الرطبة فقال له خالد أمين مختبر وأتى خالد أمه فأخبرها الخبر وقال
أنت صنعت بي هذا وأنشدها هجاء هجى بها فيها:
فقالت له دعه فإنه لا يقولها بعد اليوم فدخل
عليها مروان فقال أخبرك خالد بشيء قالت يا أمير المؤمنين هو أشد لك تعظيماً من أن
يذكر شيئاً جرى بينك وبينه فلما أمسى وضعت على وجهه مرفقة وقعدت عليه هي وجواريها
حتى مات فأراد عبد الملك قتلها وبلغه رضخ من فعلها فقالت له أما أنه لشد عليك أن
يعلم الناس جميعاً أن أباك قتلته امرأة فكف عنها وكانت ام خالد بنت أبي هاشم من ولد
عتبة بن ربيعة وقال المدائني لما كبر يزيد ومروان ابنا عبد الملك من عاتكة بنت يزيد
بن معاوية قال لها عبد الملك إن ابنيك قد بلغا فلو أشهدت لهما بميراثك من أبيك كانت
لهما فضيلة على سائر أخواتهما فقالت اجمع لي شهوداً من مواليّ ومواليك قال فجمعهم
وادخل معهم روح بن زنباع الجذامي وكانت بني أمية تدخله على نسائها مداخل مشائخها
وأهلها وقال له رغبها فيما صنعت وحسنه لها وأخبرها برضائي عنها فدخل عليها فتكلم ثم
قال ما قاله عبد الملك فقالت يا روح أتراني أخشى على ابني العيلة وهما ابنا أمير
المؤمنين أشهدتك اني تصدقت بمالي على فقراء آل بني سفيان قال فخرج القوم وأقبل روح
يجر رجليه فلما نظر عبد الملك قال أما أنا فأشهد أنك قد أقبلت بغير الوجه الذي
أدبرت فيه قال يا أمير المؤمنين اني تركت معاوية بن أبي سفيان في الديوان جالساً
يريد أن عاتكة كجدها معاوية في الدهاء وأخبره الخبر قال فغضب عليها عبد الملك
وتوعدها فقال له روح مهلاً يا أمير المؤمنين فوالله لهذا الفعل في ابنيها خير لك من
مالها قال فكف عنها وقال المدائني أرسل مسلمة بن عبد الملك إلى هند بنت المهلب
يخطبها على نفسه فقالت لرسوله والله لو أحيا من قتل من أهل بيتي وموالي ما طابت
نفسي بتزويجه بل كيف يأمنني على نفسه وأنا أذكر ما كان منه وثاري عنده لقد كان
صاحبك يوصف بغير هذا في رأيه وقال مصعب الزبيري خطب عبد الملك بن مروان رملة بنت
الزبير بن العوام فردته وقالت لرسوله إني لا اَمن نفسي على من قتل أخي وكانت أخت
مصعب لأمه كانت امهما الكلبية الأصمعي عن أبان بن تغلب قال مررت بإعرابي له امرأة
حسنة الوجه وكان دميم الخلقة وهو يعلوها ضرباً فقلت له أتضرب مثل هذا الوجه الحسن
فقالت أصلحك الله ان له عذراً فدعه قلت وما هو قالت قدمت إلى الله سيئتين فعاقبني
عليهما به وقدم اليه حسنة فجزاه بي حدثنا عبد الله ابن شبيب قال حدثني أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثني عمر بن أبي بكر العذري عن عبد الرحمن بن أبي الزناد وعن مخرمة
بن سليمان الوالبي قال دخل عبد الله بن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر في اليوم
الذي قتل فيه فقال يا أمه خذلني الناس حتى أهلي وولدي ولم يبق معي إلا اليسير ومن
لا دفع عنده أكثر من صبر ساعة من النهار وقد أعطاني القوم ما أردت من الدنيا فما
رأيك قالت إن كنت على حق تدعو إليه فامض عليه فقد قتل عليه أصحابك ولا تمكن من
رقبتك غلمان بني أمية فيتلعبوا بك وإن قلت اني كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت
نيتي ليس هذا فعل الأحرار ولا فعل من فيه خيركم خلودك في الدنيا القتل أحسن ما يقع
به يا ابن الزبير والله لضربة بالسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل قال لها هذا
والله رأيي والذي قمت به داعياً إلى الله والله ما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله
عز وجل أن تهتك محارمه ولكني أحببت أن أطلع على رأيك فيزيدني قوة وبصيرة مع قوتي
وبصريتي والله ما تعمدت إتيان منكر ولا عملاً بفاحشة ولم أجر في حكم ولم أغدر في
أمان ولم يبلغني عن عمالي حيف فرضيت به بل أنكرت ذلك ولم يكن شيء عندي اَثر من رضاء
ربي اللهم اني لا أقول ذلك تزكية لنفسي ولكن اقوله تعزية لأمي لتسلو عني قالت له
والله اني لأرجو ان يكون عزاي فيك حسناً بعد ان تقدمتني أو تقدمتك فان في نفسي منك
حرجاً حتى أنظر إلى ما يصير أمرك ثم قالت اللهم ارحم طول ذاك النجيب والظماء في
هواجر المدينة ومكة وبرهَ بأمه اللهم اني قد سلمت فيه لأمرك ورضيت فيه بقضائك
فأثبني في عبد الله ثواب الشاكرين فرد عنها وقال يا أمة لا تدعي الدعاء لي قبل قتلي
ولا بعده قالت لن أدعه لك فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق فخرج وهو يقول:
وقال لأصحابه احملوا على بركة الله وليشغل كل
رجل منكم رجلاً ولا يلهينكم السؤال عني فإني في الرعيل الأول ثم حمل عليهم حتى بلغ
بهم الحجون وهو يقول:
فرماه رجل من أهل الشام بحجر على وجهه فارتعش
منها فدخل شعباً من تلك الشعاب يستدمي رأته مولاة له فقالت ويا أمير المؤمنين قالوا
أين هو فأشارت اليه فدخلوا فقتلوه فأما أحمد الحارث فحدثنا عن المدائني بن مسلمة بن
محارب أن ابن الزبير دخل على أمه اسماء وهي عليلة فقال يا أمة كيف تجديك قالت ما
أجدني إلا شاكية فقال يا أمة أن الموت لراحة فقالت يا بني لعلك تتمنى موتي فوالله
ما أحب أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك فأما أن تظمر بعدوك فتقر عيني وأما أن تقتل
فأحتسبك قال فالتفت إلى أخيه عروة وضحك فلما كان في الليلة التي قتل في صبيحتها دخل
في السحر عليها فشاورها فقالت يابني لا تجبنن عن خطة تخاف على نفسك فيها القتل قال
إنما أخاف أن يمثلوا بي قالت يا بني ان الشاة لا تألم السلخ بعد الذبح.
أخبرنا أحمد بن الحارث عن أبي الحسن المدائني قال أوتي هشام بن عبد الملك بجارية تعرض عليه فأعجب بها فسام صاحبها بها فأبعد عليه في السوم فقال له لأعطينك بها أعطية لم أبلغها بجارية قط لك بها عشرة اَلاف درهم فأبى وخرج بها قال وتبعتها نفس هشام وجعل لا يطيب بالزادة نفساً فاتى الابرش الكلبي مولاها فلم يزل حتى أخذها منه بثلاثين ألفاً وأهداها اليه فسر بها ولم يلبث ان جاءه مال من ضياعه فيه فضل فقسمه في أهله وولده وبقيت عشرون ومئة ألف فدعى امرأتيه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص وعبيدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية فبدأ بأم حكيم فقال من أحق الناس بهذا المال قالت إن ذلك لغير بخيل زوجتك وبنت عمك قال قد أخذت حقها قالت فابنك وولي عهد المسلمين وسيد فتيان قومك قال قد أخذ حقه فأقبل على عبدة فقال هاتي ما عندك فانكم يا اَل أبي سفيان تدعون فضيلة في الرأي قالت ما أبين ذاك أحقهم به من جاد لك بما بخلت به على نفسك قال صدقت فبعث بالمال إلى الأبرش فلما استقلت البدور على أعناق الرجال نظر إليها هشام فقال هذه ثم أحسن منها هاهنا.
وقال عبد الله بن شبيب عم الزبير قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال كانت الزمعية بنت كثير بن عبد الله بن زمعة عن عبد الله بن مطيع ولم يذكر الخبر وقال المدائني قال عبد الله بن عوف لامرأته أم طلحة بنت مطيع بن الأسود ان نزلت من السرير فأنت طالق فقبضت رجليها وقالت لأردن عليك سفهك ولأقطعن طمعك وقال الزبير فقال سفهه والله لك فلان وفلان.
وحدثني عبد الله بن شبيب قال حدثني ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه قال كانت عند رجل من اَل أبي طالب فاما المدائني فذكر انه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام امرأة من قريش فضجرت عليه يوماً فقال لها أمرك في يدك أما والله لقد كان في يدك عشرين سنة فحفظته وأحسنت صحبته فلم أضيعه إذ كان في يدي ساعة من نهار وقد رددت عليك حمقك قال حمقة والله فاعجبه قولها فأحسن صحبتها.
حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني مسعود بن عمر قال حدثنا عمارة بن عقيل قال كانت عندنا امرأة باليمامة يقال لها أم أتال وكانت من أجمل النساء فاَمت من زوجها فخطبها أشراف أهل اليمامة وكنت فيمن خطبها فقالت وكان لها ابناً يقال له أثال فردت كل خاطب من أجله:
قال وخطب عمران بن موسى بن طلحة هنداً بنت اسماء
بن خارجة الفزاري فردته وارسلت اليه اني والله ما بي عنك رغبة ولكن لا أتزوج إلا من
لا يؤدي قتلاه ولا يرد قضاءه وليس ذلك عندك.
حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن أبي علي البصري قال حدثنا نصر بن قديد الليثي قال حدثنا العلاء السعدي عن أبيه قال حجت أم حبيب بنت عبد الله بن الأهتم أو بنت عمرو بن الأهتم الشك من ابن أبي علي قال فبعث إليها الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فخطبها فقالت إني لم اَت هذه البلد للتزويج وإنما جئت لزيارة هذا البيت فإذا قدمت بلدي وكانت لك حاجة فشأنك قال فازداد فيها رغبة فلما صارت إلى البصرة أرسل إليها فخطبها فقال أخوتها أنها امرأة لا يفتات على مثلها برأي وأتوها فأخبروها الخبر فقالت إن تزوجني على حكمي أجبته فأدوا ذلك اليه فقال امرأة من تميم اتزوجها على حكمها ثم قال وما عسى أن يبلغ حكمها لها قال فأعطاها ذلك فقالت قد حكمت صداق ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بناته أثنا عشر أوقية فتزوجها على ذلك وأهدى لها مئة ألف درهم فجاءت اليه فبنا بها في ليلة قائظة على سطح لا حظار عليه فلما غلبته عينه أخذت خمارها فشدته في رجله وشدت الطرف الأخرى في رجلها فلما أنتبه من نومه رأى الخمار في رجله فقال ما هذا قالت أنا على سطح ليس عليه حظار ومعي في الدار ضرائر ولم اَمن عليك وسن النوم ففعلت هذا لأنك إذا تحركت تحركت معك قال فازداد فيها رغبة وبها عجباً ثم لم يلبث أن مات عنها فكلموها في الصلح عن ميراثه فقالت ما كنت لاَخذ له ميراثاً أبداً وخرجت إلى البصرة فبعث إليها نفر يخطبونها منهم يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن عامر فأتاها أخوتها فقالوا لها هذا ابن أمير المؤمنين وهذا ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه واَله وهذا بن حواريه وهذا ابن عامر أمير البصرة اختاري من شئت منهم قال فردتهم جميعاً وقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وسلم.
وقال المدائني أتى عبيد الله بن زياد بامرأة من الخوارج فقطع رجلها وقال لها كيف ترين فقالت إن في الفكر في هول المطلع لشغلا عن حديدتكم هذه ثم قطع رجلها الأخرى وجذبها فوضعت يدها على فرجها فقال لتسترينه فقالت لكن سمية امك لم تكن تستره.
المدائني قال كانت رملة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر وأمها فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام الكبرى قال أبو الفضل هذا غلط وأنا أحسبها زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه عند هشام بن عبد الملك وكانت لا تلد فقال لها هشام يوماً أنت بعلة لا تلدين فقالت بلى يأبى كرمي أن يدنسه لؤمك.
حدثني أبو صفوان البصري محمد بن أبي النعمان قال حدثني أبو محمد العنبري قال خرج خالد بن الوليد حاجاً فمر بأهل بيت من العرب من بني عامر بن صعصعة فنزل بماء لهم فرأى جارية منهم اعجبته فبعث إلى أبيها فخطبها وزوجه على عشرة اَلاف درهم ثم قال أدخلوها علي في اطمارها التي رأيتها فيها فأدخلت عليه فأعجبته وأخذت بقلبه فأكرمها وأخذ أطمارها فصيرها في صندوق وقفل عليها وحملها إلى الشام فدخل على عبد الملك فحدثه حديثها وما رأى من ظرفها فبعث عبد الملك إلى الأطمار لينظر إليها فلما دخل الرسول بطلب الأطمار قالت الجارية أجلس فأن أمير المؤمنين عزمني ثم كتبت اليه:
قال فلما قرأ شعرها وصلها بمائة ألف درهم وأوصى
خالداً بها.
المدائني قال قيل لابنة النعمان بن المنذر في أي شيء كانت لذة أبيك قالت في الشراب ومحادثة ذوي الألباب قيل فصفي لنا ما كنتم فيه قالت أطيل أم أوجز قيل أوجزي قالت أصبحنا والناس يغبطوننا فلم نمس حتى رحمنا عدونا.
حدثني حماد بن اسحق عن أبيه عن الفضل بن الربيع قال قال المهدي للخيزران أم موسى وهارون ابنيه ان موسى ابنك يتيه أن يسألني حوائجه قالت يا أمير المؤمنين ألم تكن في حياة المنصور لا تبتديه بحوائجك وتحب أن يبتدئك هو فموسى ابنك كذلك يحب منك قال لا ولكن التيه يمنعه قالت يا أمير المؤمنين فمن أي ناحية أتاه التيه أمن قبلي أم من قبلك.
الأصمعي عن أبان بن تغلب عن رجل سماه قال بينا أنا ذات يوم بالبادية فخرجت في بعض ليالي الظلم فاذا أنا بجارية كأنها علم فأردتها على نفسها فقالت وحيك أما لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك ناه من دين قلت لها والله لا يرانا شيء إلا الكواكب قالت ويحك فاين مكوكبها.
أحمد ابن الحارث عن المدائني قال دخلت امرأة من بني مروان على عبد الله بن علي بالشام فبكت فقال مم تبكين أجزعا لأهلك على ما أصابهم قالت لا والله ولكنه ما كان يوم سرور إلا وهو رهن بيوم مكروه.
وقال غير المدائني قالت لا ولكني رأيت نعمتكم وتنقلها منا إليكم وما امتلأت دار حيرة إلا امتلأت عبرة.
حدثني أبو العيناء قال كتب إلى قصرية أحبها وأواصلها وبلغني أنها قالت أبو العيناء ظريف ولكنه أعمى قبيح وقد ذكر لي غيره من البصيريين أن هذا الشعر لبعض السدوسيين وان الخبر له والشعر:
قال فأرسلت الي أو للخصوم عند القضاة يراد
الأحباب يا عاض ما يكره مصعب بن عبد الله بن الزبيرعن أبيه مصعب بن عثمان قال قالت
هند بن عتبة حين أتى نعي يزيد بن أبي سفيان وقال لها بعض المعزين عنه أنا لنرجو أن
يكون في معاوية خلف منه قالت أومثل معاوية يكون خلفاً من أحد والله لو جمعت العرب
من أقطارها ثم رمى به فيها لخرج من أيها شاء.
وقيل لها إن عاش معاوية ساد قومه فقالت ثكلت إن لم يسد إلا قومه.
حدثوني عن العتبي عن أبيه قال حدثني بعض الأعراب قال مررت يوم عرفة ببيت بطنبه كبش مربوط قال فسمعت رجلاً في البيت يقول واستؤتي من ضيفينا هذا أتانا وما عندنا ما نقر به اليه فقالت له امرأته أبا فلان اياك ان تلقى الله كذاباً بخيلاً أوليست هذه شاتك مربوطة بفنائك قال هذه نسيكتي غداً قالت وأي نسيكة أعظم أجراً وأحسن ذخراً من ذبحك إياها لضيفك.
وقال الجاحظ لما مات رقية بن مصقلة أوصى إلى رجل ودفع اليه شيئاً وقال ادفعه إلى أختي فسال الرجل عنها فخرجت اليه فقال لها أحضريني شاهدين انك أخته فارسلت الجارية إلى الامام والمؤذن ليشهدا لها واستندت إلى الحائط فقالت الحمد لله الذي أبرز وجهي وأنطق عيي وشهر بالفاقة اسمي فقال الرجل شهدت إنك اخته حقاً ودفع الدنانير إليها ولم يحتج إلى شهادة من يشهد لها.
حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عثمان بن عبد الرحمن قال عرضت عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث المخزومية أم أدريس وسليمان وعيسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي جعفر المنصور وقد وافى حاجاً فصاحت يا أمير المؤمنين أحمل عني كلك أو أعني على حمله لك معي بنو عبد الله بن الحسن صبية صغار لا مال لهم وأنا امرأة لست بذات مال فأناشدك الله أن نفارق احتمال ما يلزمك احتماله منهم عوناً لهم إلى أطراحهم فاني خائفة عليهم إن فعلت أن يضيعوا فقال يا ربيع من هذه فنسبها له فقال هكذا ينبغي أن تكون نساؤهم وأمر برد ضياع أبيهم وأمر لها بألف دينار.
أسد علي وفي الحروب نعـامة | ربذاء تفزع من صفير الطائر | |
هلا برزت إلى غزالة في الوغا | بل كان قلبك في جناحي طائر | |
صدعت غزالة قلبه بـفـوارس | تركت مناظره كـأس الـدائر |
أبي لا يرى أن يترك الدهر درعه | وجدي يرى أن يأخذ الدرع من أبي | |
فرأي أبي رأي البخـيل بـمـالـه | وشيمة جدي شيمة الخائف الأبـي |
هم منعوا جيش الأحابيش عنوة | وهم نهنهوا عنها غواة بني بكر |
هم دفعوا حلف الأحابيش عنوة | وهم منعوا عنكم غواة بني بكر |
أما رأيت خالـداً يهـمـه | إن سلب الملك ونيكت أمه |
أبي لابن سلمى أن يعير خـالـداً | ملاقى المنايا أي صرف تميمـاً | |
فلست بمبتاع الـحـياة بـسـبة | ولا مرتق من خشية الموت سلماً |
لا عهد لي بغارة مثل السيل | لا ينقضي غبارها حتى الليل |
أخبرنا أحمد بن الحارث عن أبي الحسن المدائني قال أوتي هشام بن عبد الملك بجارية تعرض عليه فأعجب بها فسام صاحبها بها فأبعد عليه في السوم فقال له لأعطينك بها أعطية لم أبلغها بجارية قط لك بها عشرة اَلاف درهم فأبى وخرج بها قال وتبعتها نفس هشام وجعل لا يطيب بالزادة نفساً فاتى الابرش الكلبي مولاها فلم يزل حتى أخذها منه بثلاثين ألفاً وأهداها اليه فسر بها ولم يلبث ان جاءه مال من ضياعه فيه فضل فقسمه في أهله وولده وبقيت عشرون ومئة ألف فدعى امرأتيه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص وعبيدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية فبدأ بأم حكيم فقال من أحق الناس بهذا المال قالت إن ذلك لغير بخيل زوجتك وبنت عمك قال قد أخذت حقها قالت فابنك وولي عهد المسلمين وسيد فتيان قومك قال قد أخذ حقه فأقبل على عبدة فقال هاتي ما عندك فانكم يا اَل أبي سفيان تدعون فضيلة في الرأي قالت ما أبين ذاك أحقهم به من جاد لك بما بخلت به على نفسك قال صدقت فبعث بالمال إلى الأبرش فلما استقلت البدور على أعناق الرجال نظر إليها هشام فقال هذه ثم أحسن منها هاهنا.
وقال عبد الله بن شبيب عم الزبير قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال كانت الزمعية بنت كثير بن عبد الله بن زمعة عن عبد الله بن مطيع ولم يذكر الخبر وقال المدائني قال عبد الله بن عوف لامرأته أم طلحة بنت مطيع بن الأسود ان نزلت من السرير فأنت طالق فقبضت رجليها وقالت لأردن عليك سفهك ولأقطعن طمعك وقال الزبير فقال سفهه والله لك فلان وفلان.
وحدثني عبد الله بن شبيب قال حدثني ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه قال كانت عند رجل من اَل أبي طالب فاما المدائني فذكر انه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام امرأة من قريش فضجرت عليه يوماً فقال لها أمرك في يدك أما والله لقد كان في يدك عشرين سنة فحفظته وأحسنت صحبته فلم أضيعه إذ كان في يدي ساعة من نهار وقد رددت عليك حمقك قال حمقة والله فاعجبه قولها فأحسن صحبتها.
حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني مسعود بن عمر قال حدثنا عمارة بن عقيل قال كانت عندنا امرأة باليمامة يقال لها أم أتال وكانت من أجمل النساء فاَمت من زوجها فخطبها أشراف أهل اليمامة وكنت فيمن خطبها فقالت وكان لها ابناً يقال له أثال فردت كل خاطب من أجله:
لعمري أثال لا أفـدي بـعـينـه | وان كان في بعض المعاش جفاء | |
إذا استجمعت أم الفتى غض طرفه | وشاعـره دون الـدثـار بـلاء |
حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن أبي علي البصري قال حدثنا نصر بن قديد الليثي قال حدثنا العلاء السعدي عن أبيه قال حجت أم حبيب بنت عبد الله بن الأهتم أو بنت عمرو بن الأهتم الشك من ابن أبي علي قال فبعث إليها الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فخطبها فقالت إني لم اَت هذه البلد للتزويج وإنما جئت لزيارة هذا البيت فإذا قدمت بلدي وكانت لك حاجة فشأنك قال فازداد فيها رغبة فلما صارت إلى البصرة أرسل إليها فخطبها فقال أخوتها أنها امرأة لا يفتات على مثلها برأي وأتوها فأخبروها الخبر فقالت إن تزوجني على حكمي أجبته فأدوا ذلك اليه فقال امرأة من تميم اتزوجها على حكمها ثم قال وما عسى أن يبلغ حكمها لها قال فأعطاها ذلك فقالت قد حكمت صداق ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بناته أثنا عشر أوقية فتزوجها على ذلك وأهدى لها مئة ألف درهم فجاءت اليه فبنا بها في ليلة قائظة على سطح لا حظار عليه فلما غلبته عينه أخذت خمارها فشدته في رجله وشدت الطرف الأخرى في رجلها فلما أنتبه من نومه رأى الخمار في رجله فقال ما هذا قالت أنا على سطح ليس عليه حظار ومعي في الدار ضرائر ولم اَمن عليك وسن النوم ففعلت هذا لأنك إذا تحركت تحركت معك قال فازداد فيها رغبة وبها عجباً ثم لم يلبث أن مات عنها فكلموها في الصلح عن ميراثه فقالت ما كنت لاَخذ له ميراثاً أبداً وخرجت إلى البصرة فبعث إليها نفر يخطبونها منهم يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن عامر فأتاها أخوتها فقالوا لها هذا ابن أمير المؤمنين وهذا ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه واَله وهذا بن حواريه وهذا ابن عامر أمير البصرة اختاري من شئت منهم قال فردتهم جميعاً وقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وسلم.
وقال المدائني أتى عبيد الله بن زياد بامرأة من الخوارج فقطع رجلها وقال لها كيف ترين فقالت إن في الفكر في هول المطلع لشغلا عن حديدتكم هذه ثم قطع رجلها الأخرى وجذبها فوضعت يدها على فرجها فقال لتسترينه فقالت لكن سمية امك لم تكن تستره.
المدائني قال كانت رملة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر وأمها فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام الكبرى قال أبو الفضل هذا غلط وأنا أحسبها زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه عند هشام بن عبد الملك وكانت لا تلد فقال لها هشام يوماً أنت بعلة لا تلدين فقالت بلى يأبى كرمي أن يدنسه لؤمك.
حدثني أبو صفوان البصري محمد بن أبي النعمان قال حدثني أبو محمد العنبري قال خرج خالد بن الوليد حاجاً فمر بأهل بيت من العرب من بني عامر بن صعصعة فنزل بماء لهم فرأى جارية منهم اعجبته فبعث إلى أبيها فخطبها وزوجه على عشرة اَلاف درهم ثم قال أدخلوها علي في اطمارها التي رأيتها فيها فأدخلت عليه فأعجبته وأخذت بقلبه فأكرمها وأخذ أطمارها فصيرها في صندوق وقفل عليها وحملها إلى الشام فدخل على عبد الملك فحدثه حديثها وما رأى من ظرفها فبعث عبد الملك إلى الأطمار لينظر إليها فلما دخل الرسول بطلب الأطمار قالت الجارية أجلس فأن أمير المؤمنين عزمني ثم كتبت اليه:
يا ابن الذوائب من أمية والـذي | صارت اليه خلافة الجـبـار | |
فبم استفزك خالـد بـحـديثـه | حتى هممت بأن ترى أطماري | |
فلئن هزئت بسحق ثوب ناحـل | اني لمـن قـوم ذو أخـطـار | |
لا يبطرون لدى اليسار ولاهـم | دنس الثياب يرون في الأعصار | |
فارفض بطالة خالد وحـديثـه | واحفظ كريمة معشـر اخـيار |
المدائني قال قيل لابنة النعمان بن المنذر في أي شيء كانت لذة أبيك قالت في الشراب ومحادثة ذوي الألباب قيل فصفي لنا ما كنتم فيه قالت أطيل أم أوجز قيل أوجزي قالت أصبحنا والناس يغبطوننا فلم نمس حتى رحمنا عدونا.
حدثني حماد بن اسحق عن أبيه عن الفضل بن الربيع قال قال المهدي للخيزران أم موسى وهارون ابنيه ان موسى ابنك يتيه أن يسألني حوائجه قالت يا أمير المؤمنين ألم تكن في حياة المنصور لا تبتديه بحوائجك وتحب أن يبتدئك هو فموسى ابنك كذلك يحب منك قال لا ولكن التيه يمنعه قالت يا أمير المؤمنين فمن أي ناحية أتاه التيه أمن قبلي أم من قبلك.
الأصمعي عن أبان بن تغلب عن رجل سماه قال بينا أنا ذات يوم بالبادية فخرجت في بعض ليالي الظلم فاذا أنا بجارية كأنها علم فأردتها على نفسها فقالت وحيك أما لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك ناه من دين قلت لها والله لا يرانا شيء إلا الكواكب قالت ويحك فاين مكوكبها.
أحمد ابن الحارث عن المدائني قال دخلت امرأة من بني مروان على عبد الله بن علي بالشام فبكت فقال مم تبكين أجزعا لأهلك على ما أصابهم قالت لا والله ولكنه ما كان يوم سرور إلا وهو رهن بيوم مكروه.
وقال غير المدائني قالت لا ولكني رأيت نعمتكم وتنقلها منا إليكم وما امتلأت دار حيرة إلا امتلأت عبرة.
حدثني أبو العيناء قال كتب إلى قصرية أحبها وأواصلها وبلغني أنها قالت أبو العيناء ظريف ولكنه أعمى قبيح وقد ذكر لي غيره من البصيريين أن هذا الشعر لبعض السدوسيين وان الخبر له والشعر:
وأنثها لمـا رأتـنـي أقـبـلـت | تعيب وقالت أعورنا حل الجسـم | |
فإن يك في وجهي عيوب وإن أكن | قبيحاً فاني غـير عـي ولا فـدم | |
لساني وأخلاقي تعفى على الـذي | تعيبن مني فاسألي بي ذوي الحلم |
وقيل لها إن عاش معاوية ساد قومه فقالت ثكلت إن لم يسد إلا قومه.
حدثوني عن العتبي عن أبيه قال حدثني بعض الأعراب قال مررت يوم عرفة ببيت بطنبه كبش مربوط قال فسمعت رجلاً في البيت يقول واستؤتي من ضيفينا هذا أتانا وما عندنا ما نقر به اليه فقالت له امرأته أبا فلان اياك ان تلقى الله كذاباً بخيلاً أوليست هذه شاتك مربوطة بفنائك قال هذه نسيكتي غداً قالت وأي نسيكة أعظم أجراً وأحسن ذخراً من ذبحك إياها لضيفك.
وقال الجاحظ لما مات رقية بن مصقلة أوصى إلى رجل ودفع اليه شيئاً وقال ادفعه إلى أختي فسال الرجل عنها فخرجت اليه فقال لها أحضريني شاهدين انك أخته فارسلت الجارية إلى الامام والمؤذن ليشهدا لها واستندت إلى الحائط فقالت الحمد لله الذي أبرز وجهي وأنطق عيي وشهر بالفاقة اسمي فقال الرجل شهدت إنك اخته حقاً ودفع الدنانير إليها ولم يحتج إلى شهادة من يشهد لها.
حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عثمان بن عبد الرحمن قال عرضت عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث المخزومية أم أدريس وسليمان وعيسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي جعفر المنصور وقد وافى حاجاً فصاحت يا أمير المؤمنين أحمل عني كلك أو أعني على حمله لك معي بنو عبد الله بن الحسن صبية صغار لا مال لهم وأنا امرأة لست بذات مال فأناشدك الله أن نفارق احتمال ما يلزمك احتماله منهم عوناً لهم إلى أطراحهم فاني خائفة عليهم إن فعلت أن يضيعوا فقال يا ربيع من هذه فنسبها له فقال هكذا ينبغي أن تكون نساؤهم وأمر برد ضياع أبيهم وأمر لها بألف دينار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق