كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 10:26 ص
ومما تخيرناه في المنثور والمنظوم، وبدأنا في
هذا الجزء بأخبار ذوات الرأي منهن والجزالة ، وجواباتهن المسكتة، وأحاديثهن
الممتعة، أي ويبدأ الآن مقاماتهن وأشعارهن قال أبو عبيد الله محمد بن زياد الإعرابي
حدثنا خالد بن الحارث ومعاذ بن معاز وعفان بن مسلم ويعقوب الحضرمي عن عبد الله بن
حسان عن جدتيه دحية وعلية عن جدتهما قيلة بنت مخرمة وأخبرنا حجاش العنبري عن أبيه
عن المنجاب عن قيلة وحدثنا أبو زيد عمر بن شبة والزبير بن بكار بمثل هذا الإسناد عن
قيلة وحدثني عبد الله بن شبيب قال حدثني ابراهيم بن محمد الحلبي قال حدثني عبد الله
بن سواد العنبري عن حفص بن عمر الحوضي النمري بعضهم خالف بعضاً في اليسير منه
والمعنى واحد قالت: كنت ناكحة في بني جناب بن الحارث بن جهبة بن عدي بن جندب بن
العنبر رجلاً منهم يقال له الأزهر بن مالك وأنه مات وترك بنات فيهن واحدة فزيراء
وهي صغراهن قد أخذتها الغرسة قالت خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم لى الله عليه واَله في نأنأة الاسلام فبكت الحديباء علي فرحمتها فحملتها معي
على بعيري سراً من عمها أثوب بن مالك فخرجنا نرتك جملنا إذا انتفجت الأرنب فقالت
الحديباء الفصية ورب الكعبة لا يزال كعبك عالياً على كعب أثوب فبينا الجمل يرتك إذ
خلا وأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثوب فقلت واضطررت إليها فما
اصنع قالت تقلبين ثيابك ظهورها لبطونها وتقلبين أحلاس جملك ظهورها لبطونها وتقلبين
ظهرك لبطنك ثم قلبت مستحالها من صوف فقلبت ظهرها لبطنها قالت ففعلت ما أمرتني به
فقام الجمل ففاج وبال واعدت عليه أدائه ثم خرجنا نرتكه فإذا أثوب يسعى على آثارها
بالسيف صلتا فوألنا منه إلى خباء ضخم فألقى الجمل ذلولاً لدي رواق البيت الأوسط
فاقتحمت داخله بالجارية وتناولني بسيفه فأصابت ظبته طائفة من قرني وقال الق إلي
ابنة أخي يا دفار فألقيتها إليه وكنت أعلم به منهم وقد تحشحش سيأتي تفسيره آخر
الحكاية له القوم ثم انطلقت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان ابتغي الصحابة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فبينا أنا عندها ذات ليلة تحسب أني نائمة إذ
جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد أصبت لقيلة صاحب صدق قالت ومن هو قال هو حريث
بن حسان غادياً ذا صباح وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله
عليه قالت يا ويلها لا تخبر بهذا أختي فتتبع أخا بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها
ليس معها من قومها رجل قال لا تذكريه فإني غير ذاكره لها فلما أصبحت وقد سمعت ما
قال شددت على جملي فانطلقت الى حريث بن حسان فسألت عنه فإذا به وركابه مناخة فسألته
الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فقال نعم وكرامة فخرجت معه
صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه واَله فدخلنا
المسجد حين شق الفجر وقد أقيمت الصلاة فصلى والنجوم شابكة والرجال لا تكاد تعارف من
ظلمة الليل فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال لي رجل إلى جنبي
امرأة أنت أم رجل? قلت امرأة قال كدت تقتنيني عليك بالنساء وراءك فإذا صف من النساء
قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فصففت معهن فلما صلينا جعلت أرى ببصري
الرجل ذا الرو أو القثر لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه حتى دنا
رجل فقال السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هو جالس القرفصاء ضام
ركبتيه إلى صدره عليه اسمال ملسين كانت مصبوغتين بزعفران فنعصا وبيده عسيب مقشور
غير خوصتين من أعلاه فقال وعليك السلام ورحمة الله فلما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم لى الله عليه واَله والتخشع في مجلسه أرعدت من الفرق فقال له جليسه يا
رسول الله صلى الله عليه وسلم رعدت المسكينة فقال بيده يا مسكينة عليك السكينة فذهب
عني ما كنت أجد من الرعب قالت: فتقدم صاحبي أول من تقدم فبايعه على الإسلام وعلى
قومه ثم قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لنا بالدهناء لا يجاوزها من تميم
الينا إلا مسافراً أو مجاوراً فقال يا غلام اكتب له بالدهناء قالت فلما رأيت ذلك
شخص بي وهي داري ووطني فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يسلك السوية من
الأمر هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك قال:
صدقت أمسك يا غلام المسلم أخو المسلم يسعهم الماء والشجر يتعاونان على الفتان كذا
قالت فلما رأى حريث وقد حيل دون كتابه صفق بإحدى يديه على الأخرى ثم قال: كنت أنا
وأنت كما قال الأول حتفها حملت ضان بأظلافها قالت فقلت أما والله لقد كنت دليلاً في
الليلة الظلماء جواداً لدى الرحل عفيفاً عن الرقيقة صاحب صدق حتى قدمنا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه على أسأل حظي إذا سألت حظك قال وما حظك من
الدهناء لا أبالك قالت قلت مقيد جملي سله لجمل إمرأتك قال أما أني أشهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم لى الله عليه اني لك أخ ما حييت إذا ثنيت هذا علي عنده قالت قلت
إذ بدأتها فاني لا أضيعها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه ما
يمنع ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجرة قالت فبكيت وقلت يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الله لقد ولدته حزاماً وقاتل معك يوم الربذة ثم انطلق إلى خيبر
يميرني منها فأصابته حماها فمات وترك علي النساء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لى الله عليه لولا أنك مسكينة لجررت على وجهك أو لأمرت بك فجررت على وجهك اتغلب
إحداكن أن تصاحب صويحبها في الدنيا معروفاً فإذا حال بيني وبينها من هو أولى به
منها قالت رب اثبني على ما أمضيت وأعني على ما أبقيت فو الذي نفس محمد بيده اني
أحيدكم لسبكي فيستعير اليه صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم قالت ثم أمر
فكتب لي في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة لا يظلمن حقاً ولا يكرهن على
منكح وكل مؤمن مسلم لهن نصير أحسن ولا يسئن قال أبو عبد الله ومما سمعته من غير
عفان قال وأظنه من حديث يعقوب قال ولست أحققه قال محاس عن أبيه عن المنجاب أدركت
احدى بنات قيلة في زمن الحجاج قد خطبها رجل من أهل الشام فأبت فأرسل إليها الحجاج
حتى أكرهها عليه فجعلت تتقى بكتابها وهو في يديها وتقول إن في كتابنا أن لا نكره
على منكح فلم يلتفت إلى كتابها ودفعها إلى الشامي قال أبو عبد الله في قولها تحشحش
له القوم إن المتحشحش أن يهزل الرجل بعد يبس قال العقيلي قد تحشحشنا في اَخر هذا
الشهر يعني شهر رمضان أي يبسنا وهزلنا وقحلنا من الصيام وهي تحسحس بالسين أصوب أي
تحرك له القوم وتحسحست اللحمة في النار إذ إنقبضت وسمعت لها صوتاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق