كتبهابلال عبد الهادي ، في 1 أيار 2011 الساعة: 12:55 م
بسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة الكتاب وغايته
الحمد لله العلي الأعظم، الأعز الأكرم، الذي علم بالقلم؛ علم الإنسان ما لم يعلم؛ وصلى الله على الصادق الأمين، الناطق المبين، محمد نبينا المختار، وعلى إخوانه المصطفين الأخيار، وأهل بيته الأبرار، وأزواجه امهات المؤمنين، وتابعيهم بالأحسان الى يوم الدين، ورحمة الله وبركاته عليهم أجمعين.أما بعد فان سبحانه جعل للعلوم محلين: احدهما القلوب، والآخر الكتب المدونة، فمن أوتي سمعاً واعياً، وقلباً حافظاً، فذاك الذي علت درجاته، وعظُمت في العلم منزلته، وعلى حفظه معوله؛ ومن عجز عن الحفظ قلبه، فخط علمه وكَتبه، كان ذلك تقييداً منه له، إذ كتابه عنده آمن من قلبه، لما يعرض للقلوب من النسيان، ويتقسم الأفكار من طوارق الحدثان.
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحُه". فحمل جماعة من السلف حكم كتاب العلم على ظاهر هذا الخبر، وكرهوا ان يكتب شيء من الحديث وغيره في الصحف، وشددوا في ذلك وأجاز آخرون منهم كتاب العلم وتدوينه. وأنا اذكر بمشيئة ما روي في ذلك من الكراهة، وأبين وجهها. وأن كَتْبَ العلم مباح غير محظور، ومستحب غير مكروه. وبالله تعالى استعين، وهو حسبي ونعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق