كتبهابلال عبد الهادي ، في 24 نيسان 2011 الساعة: 22:10 م
الحمد لله الموفق إلى السداد والملهم إلى
الرشاد. وبعد فإن جميع ما أودعته في هذا الكتاب فإنما هو مبنيّ على أمرين أحدهما
إبراز غرائب اللغة ونوادرها فيندرج تحت جنس الغريب نوع المترادف والمتجانس وقد ضمنت
منهما هنا أشهر ما تلزم معرفته وأهم ما تمس الحاجة إليه عن نمط بديع ولو ذكر على
أسلوب كتب اللغة مقتضباً على العلائق لجاء مملاً وقد راعيت سرده مرة على ترتيب حروف
المعجم ومرّة نسقته بفقر مسجعة وعبارات مرصعة. ومن ذلك القلب
والأبدال كما في التورور والثورور والتوثور والترتور وتمطي وتمتي وتمطط
وتمدد. ومنه إيراد ألفاظ كثيرة متقاربة اللفظ والمعنى من حرف واحد من حروف
المعجم نحو الغطش والغمش والبهز والبحز والبغز والحفز تنبيهاً على إن كل
حرف يختص بمعنى من المعاني دون غيره وهو من أسرار اللغة العربية التي قل من تنبه
لها. وقد وضعت لهذا كتاباً مخصوصاً سميته منتهى العجب في خصائص لغة العرب.
فمن خصائص حرف الحاء السعة والانبساط نحو الابتحاج والبداح
والبراح والأبطح والأبلنداح والجح والرحرح والمرتدح والروح والتركح والتسطيح
والمسفوح والمسمح في قولهم أن فيه لمسمحاً أي متسعاً والساحة والانسياح والشدحة
والشرح والصفيحة والصلدح والاصلنطاح والمصلفح والطح والمفرطح والفشح والفطح
والفلطحة إلى آخر الباب. ويلحق به ألفاظ كثيرة خفية الاتصال لا تدرك إلا بإمعان
النظر نحو الأسجاع والتسريح والسماحة والسنح. ومن خصائص حرف الدال اللين
والنعومة والغضاضة نحو البراخدة والتيد والثأد والثعد والمثمعد والمثمغد
والثوهد والثهمد والخبنداة والخود والرادة والرخودة والرهادة والعبرد والفرهد
والأملود والفلهود والقرهد والقشدة والمأد والمرد والمغد والملد إلى آخر الباب.
ويلحق به من الأمور المعنوية الرغد والسرهدة والمجد وغير ذلك. وربما عادلوا في بعض
الحروف أي راعوا فيها الإكثار من النقيض فإن حرف الدال يشتمل أيضاً على ألفاظ كثيرة
تدل على الصلابة والقوة والشدة. وذلك نحو التأدد والتأكيد والتأييد والجلعد والجلمد
والجمد والحديد والسحدد والسخدود والسمهد والتشدد والصفد والصلد والصلخد والصمغد
والعجرد والتعجلد والعرد والعربد والعرقدة والعصلد والعطود والعطرد والعلد إلى
آخره. ومن خصائص حرف الميم القطع والاستئصال والكسر نحو أرم وأزم وثرم وثلم وجذم
وجرم وجزم وجلم وحزلم وحسم وحطم وحلقم وخذم وخرم وخزم وخضم إلى آخر الباب. ويلحق به
من الأمور المعنوية حمّ الأمر أي قضي وحرم وحتم وحزم فإن معنى القطع ملحوظ فيها.
ويكثر في هذا الحرف أيضاً معنى الظلام والسواد. ومن حرف الهاء الحمق والغفلة والرثء
أي قلة الفطنة نحو أله وأمه وبله والبوهة وتفه والتوه والدله والسبه وشده لغة في
دهش أو مقلوب منه وعته وعله وغمه ونمه ووره. وقس على ذلك سائر الحروف. ومن هذا
الغريب أيضاً كون بعض الصيغ يختص بمعنى من المعاني نحو أجرهدّ وأسمهرّ وكل ذلك مشار
إليه في هذا الكتاب فينبغي التفطن له.
وقد طالعت كتاب المزهر في اللغة للإمام السيوطي رحمه الله مما ذكر فيه خصائص اللغة نقلاً عن الإمام اللغوي إبن فارس فلم أجده تعرّض لهذا النوع بل ربما أورد من الخصائص أحياناً ما لا ينبغي إيراده كجعله مثلاً إطلاق لفظة الحمار على البليد منها. ومن ذلك الغريب النوادر من الألفاظ وذلك نحو قولي أكهى في صفة الرجل المتقرقف من البرد قال في القاموس أكهى سخن أطراف أصابعه بنفس. ونحو العنقاش للذي يطوف في القرى يبيع الأشياء. والضوطار وهو من يدخل السوق بلا راس مال فيحتال للكسب والذئابة أي بقية الدين. وثرمل يقال ثرمل الطعام لم يحسن أكله فأنتثر على لحيته وفمه.
ويتكظكظ وهو أن ينتصب الإنسان عند الأكل قاعداً كلما امتلأ بطنه. ونحو الجلهزة والتلحذ والوزم والأرغال وغير ذلك مما فسر بعضه وترك الباقي فراراً من تكبير جرم الكتاب. والأمر الثاني ذكر محامد النساء ومذامهن فمن هذه المحامد ترقي المرأة في الدراية والمعارف بحسب اختلاف الأحوال عليها كما يظهر مما أثرت عن الفارياقية. فإنها بعد أن كانت لا تفرق بين الأمرد والمحاوق اللحية وبين البحر الملح وبحر النيل تدرّجت في المعارف بحيث صارت تجادل أهل النظر والخبرة وتنتقد الأمور السياسية والأحوال المعاشية والمعادية في البلاد التي رأتها أحسن انتقاد. فإن قيل إنه قد نقل عنها ألفاظ غربية غير مشهورة لا في التخاطب ولا في الكتب فلا يمكن أن تكون قد نطقت بها. قلت إن النقل لا يلزم هنا أن يكون بحروفه وإنما المدار على المعنى. ومن تلك المحامد أيضاً حركات النساء الشائقة وضروب محاسنهن المتنوّعة التي لم يتصوّر منها شيء إلا وذكرته في هذا الكتاب لا بل قد أودعته أيضاً معظم خواطرهن وأفكارهن وكل ما أختص بهن.
وقد طالعت كتاب المزهر في اللغة للإمام السيوطي رحمه الله مما ذكر فيه خصائص اللغة نقلاً عن الإمام اللغوي إبن فارس فلم أجده تعرّض لهذا النوع بل ربما أورد من الخصائص أحياناً ما لا ينبغي إيراده كجعله مثلاً إطلاق لفظة الحمار على البليد منها. ومن ذلك الغريب النوادر من الألفاظ وذلك نحو قولي أكهى في صفة الرجل المتقرقف من البرد قال في القاموس أكهى سخن أطراف أصابعه بنفس. ونحو العنقاش للذي يطوف في القرى يبيع الأشياء. والضوطار وهو من يدخل السوق بلا راس مال فيحتال للكسب والذئابة أي بقية الدين. وثرمل يقال ثرمل الطعام لم يحسن أكله فأنتثر على لحيته وفمه.
ويتكظكظ وهو أن ينتصب الإنسان عند الأكل قاعداً كلما امتلأ بطنه. ونحو الجلهزة والتلحذ والوزم والأرغال وغير ذلك مما فسر بعضه وترك الباقي فراراً من تكبير جرم الكتاب. والأمر الثاني ذكر محامد النساء ومذامهن فمن هذه المحامد ترقي المرأة في الدراية والمعارف بحسب اختلاف الأحوال عليها كما يظهر مما أثرت عن الفارياقية. فإنها بعد أن كانت لا تفرق بين الأمرد والمحاوق اللحية وبين البحر الملح وبحر النيل تدرّجت في المعارف بحيث صارت تجادل أهل النظر والخبرة وتنتقد الأمور السياسية والأحوال المعاشية والمعادية في البلاد التي رأتها أحسن انتقاد. فإن قيل إنه قد نقل عنها ألفاظ غربية غير مشهورة لا في التخاطب ولا في الكتب فلا يمكن أن تكون قد نطقت بها. قلت إن النقل لا يلزم هنا أن يكون بحروفه وإنما المدار على المعنى. ومن تلك المحامد أيضاً حركات النساء الشائقة وضروب محاسنهن المتنوّعة التي لم يتصوّر منها شيء إلا وذكرته في هذا الكتاب لا بل قد أودعته أيضاً معظم خواطرهن وأفكارهن وكل ما أختص بهن.
|
ولـرُبَّ نـور سـاطـع يغـدو
إذا
|
قابلته يومـاً بـه مـكـسـوفـا
|
وكبير بطن ضاق عنـه
وفـاتـك
|
ذي شِرَّة عنه يخـيم ضـعـيفـا
|
كالزئبـق الـفـرار ينـظـره
ولا
|
يستطيع يمسك من قفاه صـوفـا
|
يهوي هويَّ الريح فـي الـوادي
إذا
|
ما هيج ثم يسنم الـشـنـعـوفـا
|
هو خير داحٍ للذي لـم يرض
مـن
|
لعب الزمان ولهـوه خـذروفـا
|
أن تتله يطربك حسـن
بُـغـامـه
|
أو تُلغه يسمعك مـنـه عـزيفـا
|
فيه ترى في لبرد مشـتـى ثـم
أن
|
ثارت خجوجاة السهام مصـيفـا
|
وإذا ثقلت من الـطـعـام
وغـيره
|
تلقى به من ثقـلة تـخـفـيفـا
|
وإذا اتخذت حديقة فاغـرس
بـهـا
|
منه كليمات تـزدك قـطـوفـا
|
تغنيك عن نصب الخيال بها
فـلـو
|
أضحى شظاظاً لصحها لا خيفـا
|
إني ضمنت لك الفدور فمـا
تـرى
|
من بعده عزهاً ولا مـنـجـوفـا
|
كلا ولا مستـثـقـلاً نـومـاً
ولا
|
أرقاً ولا تشكو صدى وعجـوفـا
|
لا تقدمن على ركوب الصعـب
إن
|
لم تتـخـذه صـاحـبـاً ورديفـا
|
حتى إذا تُعتعت أصبح
عـاصـمـاً
|
لك أن تزل فتخطى الخرنـوفـا
|
إني لا عـلـم والـسـداد
يدلـنـي
|
إن الجناب يرى الأبيل مـخـيفـا
|
فاخفه أنت بكـل حـرف
بـاتـر
|
قد خط فيه يكفّ عنك كـفـيفـا
|
هو حصرم في طرف من
يغتابـه
|
ما زال أن ذكر اسمه مطـروفـا
|
وهو الحديد القاطع الماضي
الـذي
|
يبري العظام ويحسم الشرسـوفـا
|
إن شئت تلبسـه عـلـى
عـلاتـه
|
فاهنأ به أو لا فدعـه نـظـيفـا
|
ولقد أجزتك سـفـه أو
لـعـقـه
|
أو أن تخف قيئاً فخـذه مـدوفـا
|
لكن حـذار مـن الـزيادة فـيه
أو
|
أن ترتأي استعمالـه مـحـذوفـا
|
إذ ليس فيه مـن مـحـل
قـابـل
|
للحـذف أو لـزيادة تـثـقـيفـا
|
لوكان يعشق جامـد
لـجـمـالـه
|
لغدا الورى طراً به مشـغـوفـا
|
ولئن نزحـت عـن الأنـام
فـإنـه
|
يمشي إليه حيث كـان زحـوفـا
|
وإذا تخاصم كـاذبـان
فـلـحـية
|
الأشقى يغدر شعرها منـتـوفـا
|
حتى كأنَّ الشعر من
لـحـييهـمـا
|
قطن الحشايا ناعمـاً مـنـدوفـا
|
وحياة رأسـك أن رأسـي
عـارف
|
إني به لن أسـتـفـيد رغـيفـا
|
كلا ولا أقطـا ولا حـشـفـا
ولا
|
خزّا على وتدي ولا كـرسـوفـا
|
لكن بقرني حكة هاجـت
عـلـى
|
إنـي أعـالـج مـرة تـألـيفـا
|
من كان يؤجر كي يؤلف
خـطـبة
|
فهو الخليق بأن يعـد عـسـيفـا
|
ما راح من قولي فخذه وما
تـجـد
|
من زائف فاتركه لي ملـفـوفـا
|
لا بد أن تجـد الـصـيارف
مـرة
|
بين الدراهم درهـمـاً مـزيوفـا
|
ولـربَّ دينـار يجـر إلـيك
مـن
|
تهوى بلحيته ولـيس مـشـوفـا
|
لا يعلقن بزجاج عقلـك مـا
تـرى
|
فيه من الصدأ القـديم كـثـيفـا
|
من كان في بلد لطيفـاً
طـبـعـه
|
يجد الغليظ من المحب لـطـيفـا
|
لا ترفسن ما سرَّ مـن لأجـل
مـا
|
قد ساء بل لا تـولـهِ تـأفـيفـا
|
إن المصنف لا يكون
مـصـنـفـاً
|
إلا إذا جعل الكـلام صـنـوفـا
|
أو ليس أن الضرب مثل الصنف
في
|
المعنى وقرع عصا إليه أضـيفـا
|
حاشاك أن تقضي عليّ
تهـافـتـاً
|
من قبل أن تتحقق الـتـوقـيفـا
|
فتقول قد كفر المؤلف
فاحـشـدوا
|
يا قوم صاحبكم أتـى تـجـديفـا
|
فتهيج أرباب الـكـنـائس
هـيجة
|
شؤمى فيخترطوا عليه سـيوفـا
|
بيني وبينـك مـن صـلات
مـودة
|
ما يقطع التفسيق والتـسـقـيفـا
|
لا تزبئرّ إلى الـقـتـال ولا
إلـى
|
الشكوى ولا تك بينـنـا قـذِّيفـا
|
إن كنتُ إحسانـاً أتـيت
فـدونـك
|
التحبيذ لي أو لا فـلا تـقـذيفـا
|
لا تشـتـمـن أبـي ولا أمـي
ولا
|
عرضي ولا تك لي بذاك ألـيفـا
|
إثمي على أنفـي ينـاط
مـدلـدلا
|
ما أن يصيب من العبـاد أنـوفـا
|
ولربِّ فسيق الـلـسـان
مـبـاذئ
|
يغدو وقد فسق العفيف عـفـيفـا
|
ونـزيه نـفـس أن يزر ذا
زوجة
|
ويكون أن ضحكت له عتـريفـا
|
كلب الكواعب ليس يعـدي
غـيره
|
ودواؤه كعـب يلـيه مـنـوفـا
|
ماذا على مـهـدٍ إلـى
إخـوانـه
|
شيئاً ألذَّ مـن الـمـدام طـريفـا
|
سهرُ الليالي محكماً
تـفـصـيلـهُ
|
وهم رقود يحكمـون جـحـيفـا
|
أرأيت ذا كـــــــــرم
يردّ
|
هدية ويسوم مهديها له تعـنـيفـا
|
أو لـيس أن الـدهـر
مـازحــاً
|
يهذي ويأتي المضحكات
جنـوفـا
|
فأشتق من خرف الجنـى
ومـن
|
حصف تهي الأظفار منه حصيفا
|
دع عنك تعبيس الأسود وكن
أخـاً
|
لأبي الحصين مراوغاً يهفـوفـا
|
من أضحك السلطان صوت
ردامه
|
فهو الذي في الناس عدَّ عريفـا
|
تمت بهذا البيت فاتحـتـي
وقـد
|
صيرته لبنـائهـا تـسـقـيفـا
|
لا تقرأن من بـعـده شـيئاً
ولـو
|
كلفت حرفاً واحداً تـكـلـيفـا
|
فتكون قد أزلفت ثـم
تـجـاوزت
|
بك رجلك اليسرى له تـاريفـا
|
إني أرى كالريح في أذنيك
عرف
|
نصيحتي راحت سدى وطلـيفـا
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق