كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 11:54 ص
بسم الله الرحمن الرّحيم ربّ يسّر بخير يا كريم
«1» اللهم إنا نحمدك على ما أوليت من الآلاء والمنن، وأبليت من البلاء الحسن،
وأفضلت علينا من إنعامك مبديا ومعيدا، وأفضت لنا من إحسانك مسديا ومفيدا، ونشكر لك
على ما ألهمتنا من الشكر، وجعلته وهو منحة منك أوفى عدة لنا وذخر، ونسألك العصمة من
الزيغ والزلل، ونعوذ بك من الخطأ والخطل، ونأمل منك توفيقا يقينا مزلّة العاثرين،
ويحمينا من مذمّة العائبين.
اللهم وكما آتيتنا قلوبا واعية، فاجعلها إلى شكر نعمك داعية، وبما خصصتنا من فضيلة البيان، فاكفنا بلوى العجب والافتتان، واحرسنا من إساءة نتوهمها إحسانا، وعيّ فاضح نظنه بيانا، وأرنا ما خفي عنّا من عيوبنا، وواراه الهوى عن بصائرنا وعيوننا، وسلّمنا من معرّة الأقوال وهذرها، وجنبنا مضرّة الأفعال وكدرها، وصلّ على حبيبك مولانا وسيدنا «2» محمد المختار، وعلى آله الأبرار وصحبه الأخيار «3» ، صلاة تعلي بها «4» شريف درجته، وتنجز له «5» بها وعده في أمته، حتى يسعهم عفوك السابغ، وتوردهم من تجاوزك وصفحك منهلك السائغ.هذا كتاب جمعته من نتائج الأفكار، وطرف الأخبار والآثار، ونظمت فيه فريد النثر ودرره، وضمنته مختار الشعر «1» ومحبّره، وأودعته غرر البلاغة وعيونها، وأبكار القرائح وعونها، وبدائع الحكم وفنونها، وغرائب الأحاديث وشجونها، حين بدّل الصفو بالكدر، وغيّرت بني الأيام الغير، وفسد الزمان، وخان الإخوان، وأوحش الأنيس، وخيف «2» الجليس، وصار مكروه العزلة مندوبا، ومأثور الخلطة محظورا، وأضاءت آثار الوحدة في القلوب فأنارتها، وحكمت العقول بفضيلة التخلّي فاختارتها، فوجدت الكتاب خير صاحب وقرين، وأفضل رفيق وخدين، لا يخون ولا يمين، ولا يماكر ولا يناكر، ولا يعصي ولا ينافر، المفضي إليه بسرّه مستظهر آمن، والمصاحب له وادع ساكن، مأمون الهفوة والزلة، محمود الخلوة والخلّة، فهو لمن وفّق للاعتزال أسلم خليل، وأكرم أخ برّ وصول، ولمن سلب الايثار، وحكمت عليه غلبة الاضطرار، تذكرة للناسي، وتبصرة للساهي، وكلّ منهما يجد في هذا الكتاب لمراده مستمتعا، ويسلك منه إلى مراده نهجا متسعا، فسيتخرج «3» منه أدبا يقدح من زناده قبسا، ويكشف بضيائه لبسا، وحكمة يدعو إليها مرغّبا ومفيدا، ومثلا شرودا، يورده دليلا لما جوري فيه وشهيدا، وحكاية يتمثل بها، ويجعلها قياسا «4» لما سئل عنه وشبها، وأخلاقا كريمة تحثّ على اقتفائها فالخير مأثور اتباعه، أو لئيمة تنفّر بقبحها عن احتذائها فالشرّ يكفيك منه سماعه «5» ، وسيرا وأخبارا تتمثّل «6» بمعانيها، وتروّح القلوب لتعي الذكر بالتفكّر «7» فيها، ونادرة يجلو بها صدأ القلوب، ويهزّ لها عطف السامع المكروب، وغيرذلك مما هو مشروح في أبوابه وفصوله، ومغن بتمييزه «1» عن الدأب في تطلبه وتحصيله.
وشرّفت كلّ باب بأن بدأته بآي من كتاب الله سبحانه وتعالى، وأثر من رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وقدّمت أمامه تحميدا يكون مشيرا إلى معناه، وطليعة لمقصده ومغزاه، وختمته بطرف من نوادره، وملح من غرائبه، ليستريح إليها اللغب الطليح من كلال الحدّ، ويأمن معها الدئب الحريص من ملال الجدّ، خلا بابي الافتتاح والخاتمة فإنّهما لله خالصان، وللانقاذ من هفوات القلب واللسان مؤمّلان.
وهو مصروف عن الإسهاب المملّ إذ كان مطيّة العثار والإرداء، ومصدوف عن الاختصار المخلّ فانه مظنّة الخيبة والإكداء، وهما طرفان مذموم بهما الإفراط، وخير الأمور الأوساط «2» ، وما ألوت جهدا في الاختيار، ولا يلزمني أن يكون لكل الناس رضى فقد يروق للرجل لفظ وهو للآخر قذى، ويلذّ له معنى ويجده سواه أذى، والعالم في المقاصد شتّى الطرق أخياف «3» ، والاختيارات لها ائتلاف واختلاف.
وأفردت منه بابا يشتمل على جمل من التاريخ ليعرف منه أهل كلّ زمان، وأعيان كلّ أوان، فيسلم ممّا ابتلي به بعض الفضلاء وقد ذكر رؤيا رآها هارون الرشيد زعم أنه قصها على ابن سيرين، فصار بما جهل من تباعد عصريهما ضحكة للحاضرين، وودّ لو كان وفضله في الغابرين.ورتبته في «1» خمسين بابا، يجمع كل باب فيها فصولا متقاربة، ومعاني متناسبة، ليقرب على متصفّحه ما يريد انتزاعه بمعرفة مكانه، ويسرع إلى ملتمسه بعلم مظانّه، وابتدأته بالمواعظ والآداب الدينية، وختمته بالأدعية المستحبّة المرويّة، رجاء أن يمحّص الله بهما ما بينهما من خائنة الأعين ويمحو، وينهض من كبّة حصائد الألسن ويعفو «2» ، وبالله المستعان «3» .
فرحم الله امرءا وقف من كتابي هذا على خلل فأصلحه وزلل فاستدركه، فإني نقلته والقلب عليل، والخاطر كليل، والأثر قد قوّض خيمه وارتحل، والنذير قد حلّ مزعجا للزيال ونزل، والأحباب قد دلفوا، والأتراب قد سلفوا، وهم لنا فرط سابق، وأنا لظعنهم مشيّع لاحق، فلم أكد أعاود لحظه ولا تتبعت غلط الوهم واليد، وغفر له ولنا من وسعت «4» رحمته سهو الأعمال وعمدها، ولغو النيّات وقصدها، إنه جواد كريم، غفور رحيم، وهو حسبي «5» .
الباب الأول: في المواعظ والآداب الدينية وهو بعد الآيات المستخرجة من الكتاب العزيز أربعة فصول:
الفصل الأول: في كلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما ورد موعظة وأدبا يتعلّق بالورع والزهد، وأتبعته بشيء من كلام الأنبياء قبله «6» صلى الله عليهم أجمعين.
الفصل الثاني: من كلام آل الرسول صلى الله عليه وعليهم والعترة الهاشمية وأخبارهم فيما يناسب الباب «7» .الفصل الثالث: من كلام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين «1» .
الفصل الرابع: من كلام التابعين وسائر طبقات الصالحين وأخبارهم.
الباب الثاني: في «2» الآداب والسياسة الدنيوية ورسوم الملوك والرعية وهو ستة فصول الفصل الأول: الحكم «3» والآداب التي تهذّب بها النفوس ويشترك في احتذائها السائس والمسوس.
الفصل الثاني: السياسة الملكية وما يجب للولاة وعليهم والرعية «4» ، وما يلزمهم من تقيّل «5» الأخلاق المرضيّة.
الفصل الثالث: سياسة الوزراء والكتاب وأتباع الملوك في خدمة ولاتهم.
الفصل الرابع: الآداب والسياسة التي تصلح للجمهور.
الفصل الخامس: أخبار في السياسة والآداب يقتدى بها وتكون مثالا لطالبها.
الفصل السادس: نوادر تتعلق بهذا الباب مع بعده عنها وعلى قلّتها فيه.
الباب الثالث: في الشرف والرئاسة.
ويتضمّن هذا الباب ما جاء في شرف النفس وعلوّ الهمة والسؤدد والحلم وحمل المغارم وحفظ الجوار وحمي الذمار.
الباب الرابع: في محاسن الأخلاق ومساوئهاالباب الخامس: في السخاء والجود والبخل واللؤم.
الباب السادس: في البأس والشجاعة والجبن والضراعة.
ويجيء في هذا الباب أسماء المشهورين من الفرسان وقتلهم في الإسلام.
الباب السابع: في الوفاء والمحافظة والغدر والملل.
الباب الثامن: في الصدق والكذب ويتصل به العهود والمواثيق والأقسام المستغربة.
الباب التاسع: في التواضع والكبر.
الباب العاشر: في القناعة واللطف والحرص والطمع.
الباب الحادي عشر: في تحصين السر والنميمة.
الباب الثاني عشر: ما جاء في العدل والجور.
الباب الثالث عشر: ما جاء في العقل والحمق.
الباب الرابع عشر: في المشورة والرأي: صوابه وخطئه.
الباب الخامس عشر: في العهود والوصايا.
الباب السادس عشر: في الفخر والمفاخرة.
الباب السابع عشر: في المدح ويتصل به فصلان: الشكر والاعتذار، والاستعطاف.
الباب الثامن عشر: في التهاني.
وفصوله تسعة: الفتوح، الولاية، الخلع، الولد، المواسم، النكاح، القدوم من سفر، الشواذ، النوادر.
الباب التاسع عشر: في المراثي والتعازي.
وفصوله ستة: الملوك والرؤساء، الإخوان، والأهل، الأطفال، النساء، الشواذ، النوادر.
الباب العشرون: في العبادة والمرض.
الباب الحادي والعشرون: في المودة والإخاء والمعاشرة والاستزارة.
الباب الثاني والعشرون: في الهدايا.الباب الثالث والعشرون: في الهجاء ومقدماته.
وهي ثلاثة فصول: العتاب والاستزادة، التعريض، شكوى الزمان.
الباب الرابع والعشرون: الاغراء والتحريض.
الباب الخامس والعشرون: التقريع والتوبيخ.
الباب السادس والعشرون: الوعيد والتحذير.
الباب السابع والعشرون: في النعوت والصفات.
وهي أربعون نوعا: نعت الخيل والبغال والحمير. نعت الإبل. نعت الفيل. الأسد. وحش الفلاة وسباعها. القنص وآلاته وأماكنه. الطير. أنواع شتى من الحيوان. الحية. الهوام والحشرات. النساء ولباسهن وزينتهن.
الغلمان. السودان. السماء والنجوم وما يتعلق بها. الليل والصبح وما جاء في طول الليل وقصره.
السحاب والغيث وما كان منهما. الرياح. الخصب والمحل. المياه والغدران والأنهار. السفن. الجسر. الرياض والأزهار. النخل والشجر. الحرب والجيش. السلاح والجبن. أنواع القتل والجراح. الأبنية والمعاقل. الديار والرسوم. الفلاة والسير والسّرى. البيان والمحاورة. القوافي. الكتاب والقلم وآلاتهما. النار والحر وما تنوّع منهما. القرّ والصلاء. المآكل والأكول والقدر.
الملاهي. الشواذ. النوادر.
الباب الثامن والعشرون «1» : في الشيب والخضاب.
وهي خمسة فصول: الفجيعة بالشيب. التسلّي عن حدوثه. مدح الخضاب وذمّه. أخبار المعمرين. النوادر.
الباب التاسع والعشرون: في الغزل والنسيب.
وهو اثنان وعشرون نوعا: شدة الغرام والوجد. الإعراض والهجر والصد. الشوق والنزاع. ذكر الوداع. المسرة باللقاء عند الإياب. الطيفوالخيال. الرقة والنحول. البكاء والهمول. إحماد المواصلة ولذة العناق.
شكوى الفراق والبين واحتمالهما. الأرق والسهاد. تعاطي الصبر والجلد. العذول والواشي والرقيب. وصف المحبوب. طيب الأفواه. وصف الثغر. إسرار الهوى وإعلانه. عشق الحلائل. غزل العبّاد وتساهلهم فيه. أخبار من قتله الكمد.
جمل من الغزل والنسيب. نوادر من الباب وأخبار المتيمين.
الباب الثلاثون: في أنواع شتى من الخطب.
الباب الحادي والثلاثون: في المكاتبات.
الباب الثاني والثلاثون: في الأمثال والاستشهادات.
وهي ستون مفصلة في مواضعها «1» .
الباب الثالث والثلاثون: الحجة البالغة والأجوبة الدامغة.
الباب الرابع والثلاثون: كبوات الجياد وهفوات الأمجاد.
الباب الخامس والثلاثون: في أخبار العرب وعوائدهم وغرائب سيرهم وأوابدهم.
الباب السادس والثلاثون: في الكهانة والزجر والفأل والطيرة والعيافة والفراسة.
الباب السابع والثلاثون: في اليسر بعد العسر والرخاء بعد الضر.
الباب الثامن والثلاثون: ما جاء في الغنى والفقر.
الباب التاسع والثلاثون: في الأسفار والاغتراب.
ويدخل في هذا الباب: الوداع والإياب وورود الكتاب وصدور «2» الجواب.
الباب الأربعون: في تنجّز الحوائج والسعي فيها والشفاعة والوعد والإنجاز والمطل.
الباب الحادي والأربعون: في الحجاب متيسّره ومتعسّره.
الباب الثاني والأربعون: في الحيل والخدع «3» المتوصل بها إلى نجح المقاصد والمطالب.الباب الثالث والأربعون: في الكناية والتعريض.
ويتضمن: المعاياة والأحاجي والتورية واستطراد الشعراء.
الباب الرابع والأربعون: في الخمر والمعاقرة.
وما جاء في مدحها وذمها ووصفها ونعتها «1» وأخبار معاقريها ومحاسن الندماء ومساوئهم.
الباب الخامس والأربعون: في الغناء والقيان.
الباب السادس والأربعون: في المؤاكلة والنهم والتطفيل وأخبار الأكلة والمآكل.
وهو ستة فصول: آداب الأكل والمؤاكلة، الاقتصاد في المطاعم والعفة عنها. الجشع والنهم وأخبار الاكلة. التطفيل وأخبار الطفيليين. أوصاف الأطعمة وفنونها. نوادر الباب «2» .
الباب السابع والأربعون: في أنواع السير وعجيبها، وفنون الأشعار والأخبار وغريبها «3» .
الباب الثامن والأربعون: في النوادر والمجون.
وابتدأته: بمزح الأشراف والأفاضل وفكاهتهم، والرخصة فيه ثم جعلته من بعد اثني عشر نوعا:
نوادر الأعراب. نوادر الشعراء والأدباء. نوادر الظرفاء. نوادر مواجن «4» النساء. نوادر في التعصب والتحزب. نوادر المخنثين. نوادر ذوي «5» العاهات والأدواء «6» . نوادر الخلعاء. نوادر الأغبياء والجهلاء وعيّهم وتصحيفهم وغلطهم. نوادر المتنبئين والقصّاص والممخرقين. نوادر المجانين. نوادر السفلة وأصحاب المهن والسوقة.الباب التاسع والأربعون «1» : جمل في التاريخ.
الباب الخمسون: في الأدعية.
اللهم وكما آتيتنا قلوبا واعية، فاجعلها إلى شكر نعمك داعية، وبما خصصتنا من فضيلة البيان، فاكفنا بلوى العجب والافتتان، واحرسنا من إساءة نتوهمها إحسانا، وعيّ فاضح نظنه بيانا، وأرنا ما خفي عنّا من عيوبنا، وواراه الهوى عن بصائرنا وعيوننا، وسلّمنا من معرّة الأقوال وهذرها، وجنبنا مضرّة الأفعال وكدرها، وصلّ على حبيبك مولانا وسيدنا «2» محمد المختار، وعلى آله الأبرار وصحبه الأخيار «3» ، صلاة تعلي بها «4» شريف درجته، وتنجز له «5» بها وعده في أمته، حتى يسعهم عفوك السابغ، وتوردهم من تجاوزك وصفحك منهلك السائغ.هذا كتاب جمعته من نتائج الأفكار، وطرف الأخبار والآثار، ونظمت فيه فريد النثر ودرره، وضمنته مختار الشعر «1» ومحبّره، وأودعته غرر البلاغة وعيونها، وأبكار القرائح وعونها، وبدائع الحكم وفنونها، وغرائب الأحاديث وشجونها، حين بدّل الصفو بالكدر، وغيّرت بني الأيام الغير، وفسد الزمان، وخان الإخوان، وأوحش الأنيس، وخيف «2» الجليس، وصار مكروه العزلة مندوبا، ومأثور الخلطة محظورا، وأضاءت آثار الوحدة في القلوب فأنارتها، وحكمت العقول بفضيلة التخلّي فاختارتها، فوجدت الكتاب خير صاحب وقرين، وأفضل رفيق وخدين، لا يخون ولا يمين، ولا يماكر ولا يناكر، ولا يعصي ولا ينافر، المفضي إليه بسرّه مستظهر آمن، والمصاحب له وادع ساكن، مأمون الهفوة والزلة، محمود الخلوة والخلّة، فهو لمن وفّق للاعتزال أسلم خليل، وأكرم أخ برّ وصول، ولمن سلب الايثار، وحكمت عليه غلبة الاضطرار، تذكرة للناسي، وتبصرة للساهي، وكلّ منهما يجد في هذا الكتاب لمراده مستمتعا، ويسلك منه إلى مراده نهجا متسعا، فسيتخرج «3» منه أدبا يقدح من زناده قبسا، ويكشف بضيائه لبسا، وحكمة يدعو إليها مرغّبا ومفيدا، ومثلا شرودا، يورده دليلا لما جوري فيه وشهيدا، وحكاية يتمثل بها، ويجعلها قياسا «4» لما سئل عنه وشبها، وأخلاقا كريمة تحثّ على اقتفائها فالخير مأثور اتباعه، أو لئيمة تنفّر بقبحها عن احتذائها فالشرّ يكفيك منه سماعه «5» ، وسيرا وأخبارا تتمثّل «6» بمعانيها، وتروّح القلوب لتعي الذكر بالتفكّر «7» فيها، ونادرة يجلو بها صدأ القلوب، ويهزّ لها عطف السامع المكروب، وغيرذلك مما هو مشروح في أبوابه وفصوله، ومغن بتمييزه «1» عن الدأب في تطلبه وتحصيله.
وشرّفت كلّ باب بأن بدأته بآي من كتاب الله سبحانه وتعالى، وأثر من رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وقدّمت أمامه تحميدا يكون مشيرا إلى معناه، وطليعة لمقصده ومغزاه، وختمته بطرف من نوادره، وملح من غرائبه، ليستريح إليها اللغب الطليح من كلال الحدّ، ويأمن معها الدئب الحريص من ملال الجدّ، خلا بابي الافتتاح والخاتمة فإنّهما لله خالصان، وللانقاذ من هفوات القلب واللسان مؤمّلان.
وهو مصروف عن الإسهاب المملّ إذ كان مطيّة العثار والإرداء، ومصدوف عن الاختصار المخلّ فانه مظنّة الخيبة والإكداء، وهما طرفان مذموم بهما الإفراط، وخير الأمور الأوساط «2» ، وما ألوت جهدا في الاختيار، ولا يلزمني أن يكون لكل الناس رضى فقد يروق للرجل لفظ وهو للآخر قذى، ويلذّ له معنى ويجده سواه أذى، والعالم في المقاصد شتّى الطرق أخياف «3» ، والاختيارات لها ائتلاف واختلاف.
وأفردت منه بابا يشتمل على جمل من التاريخ ليعرف منه أهل كلّ زمان، وأعيان كلّ أوان، فيسلم ممّا ابتلي به بعض الفضلاء وقد ذكر رؤيا رآها هارون الرشيد زعم أنه قصها على ابن سيرين، فصار بما جهل من تباعد عصريهما ضحكة للحاضرين، وودّ لو كان وفضله في الغابرين.ورتبته في «1» خمسين بابا، يجمع كل باب فيها فصولا متقاربة، ومعاني متناسبة، ليقرب على متصفّحه ما يريد انتزاعه بمعرفة مكانه، ويسرع إلى ملتمسه بعلم مظانّه، وابتدأته بالمواعظ والآداب الدينية، وختمته بالأدعية المستحبّة المرويّة، رجاء أن يمحّص الله بهما ما بينهما من خائنة الأعين ويمحو، وينهض من كبّة حصائد الألسن ويعفو «2» ، وبالله المستعان «3» .
فرحم الله امرءا وقف من كتابي هذا على خلل فأصلحه وزلل فاستدركه، فإني نقلته والقلب عليل، والخاطر كليل، والأثر قد قوّض خيمه وارتحل، والنذير قد حلّ مزعجا للزيال ونزل، والأحباب قد دلفوا، والأتراب قد سلفوا، وهم لنا فرط سابق، وأنا لظعنهم مشيّع لاحق، فلم أكد أعاود لحظه ولا تتبعت غلط الوهم واليد، وغفر له ولنا من وسعت «4» رحمته سهو الأعمال وعمدها، ولغو النيّات وقصدها، إنه جواد كريم، غفور رحيم، وهو حسبي «5» .
الباب الأول: في المواعظ والآداب الدينية وهو بعد الآيات المستخرجة من الكتاب العزيز أربعة فصول:
الفصل الأول: في كلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما ورد موعظة وأدبا يتعلّق بالورع والزهد، وأتبعته بشيء من كلام الأنبياء قبله «6» صلى الله عليهم أجمعين.
الفصل الثاني: من كلام آل الرسول صلى الله عليه وعليهم والعترة الهاشمية وأخبارهم فيما يناسب الباب «7» .الفصل الثالث: من كلام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين «1» .
الفصل الرابع: من كلام التابعين وسائر طبقات الصالحين وأخبارهم.
الباب الثاني: في «2» الآداب والسياسة الدنيوية ورسوم الملوك والرعية وهو ستة فصول الفصل الأول: الحكم «3» والآداب التي تهذّب بها النفوس ويشترك في احتذائها السائس والمسوس.
الفصل الثاني: السياسة الملكية وما يجب للولاة وعليهم والرعية «4» ، وما يلزمهم من تقيّل «5» الأخلاق المرضيّة.
الفصل الثالث: سياسة الوزراء والكتاب وأتباع الملوك في خدمة ولاتهم.
الفصل الرابع: الآداب والسياسة التي تصلح للجمهور.
الفصل الخامس: أخبار في السياسة والآداب يقتدى بها وتكون مثالا لطالبها.
الفصل السادس: نوادر تتعلق بهذا الباب مع بعده عنها وعلى قلّتها فيه.
الباب الثالث: في الشرف والرئاسة.
ويتضمّن هذا الباب ما جاء في شرف النفس وعلوّ الهمة والسؤدد والحلم وحمل المغارم وحفظ الجوار وحمي الذمار.
الباب الرابع: في محاسن الأخلاق ومساوئهاالباب الخامس: في السخاء والجود والبخل واللؤم.
الباب السادس: في البأس والشجاعة والجبن والضراعة.
ويجيء في هذا الباب أسماء المشهورين من الفرسان وقتلهم في الإسلام.
الباب السابع: في الوفاء والمحافظة والغدر والملل.
الباب الثامن: في الصدق والكذب ويتصل به العهود والمواثيق والأقسام المستغربة.
الباب التاسع: في التواضع والكبر.
الباب العاشر: في القناعة واللطف والحرص والطمع.
الباب الحادي عشر: في تحصين السر والنميمة.
الباب الثاني عشر: ما جاء في العدل والجور.
الباب الثالث عشر: ما جاء في العقل والحمق.
الباب الرابع عشر: في المشورة والرأي: صوابه وخطئه.
الباب الخامس عشر: في العهود والوصايا.
الباب السادس عشر: في الفخر والمفاخرة.
الباب السابع عشر: في المدح ويتصل به فصلان: الشكر والاعتذار، والاستعطاف.
الباب الثامن عشر: في التهاني.
وفصوله تسعة: الفتوح، الولاية، الخلع، الولد، المواسم، النكاح، القدوم من سفر، الشواذ، النوادر.
الباب التاسع عشر: في المراثي والتعازي.
وفصوله ستة: الملوك والرؤساء، الإخوان، والأهل، الأطفال، النساء، الشواذ، النوادر.
الباب العشرون: في العبادة والمرض.
الباب الحادي والعشرون: في المودة والإخاء والمعاشرة والاستزارة.
الباب الثاني والعشرون: في الهدايا.الباب الثالث والعشرون: في الهجاء ومقدماته.
وهي ثلاثة فصول: العتاب والاستزادة، التعريض، شكوى الزمان.
الباب الرابع والعشرون: الاغراء والتحريض.
الباب الخامس والعشرون: التقريع والتوبيخ.
الباب السادس والعشرون: الوعيد والتحذير.
الباب السابع والعشرون: في النعوت والصفات.
وهي أربعون نوعا: نعت الخيل والبغال والحمير. نعت الإبل. نعت الفيل. الأسد. وحش الفلاة وسباعها. القنص وآلاته وأماكنه. الطير. أنواع شتى من الحيوان. الحية. الهوام والحشرات. النساء ولباسهن وزينتهن.
الغلمان. السودان. السماء والنجوم وما يتعلق بها. الليل والصبح وما جاء في طول الليل وقصره.
السحاب والغيث وما كان منهما. الرياح. الخصب والمحل. المياه والغدران والأنهار. السفن. الجسر. الرياض والأزهار. النخل والشجر. الحرب والجيش. السلاح والجبن. أنواع القتل والجراح. الأبنية والمعاقل. الديار والرسوم. الفلاة والسير والسّرى. البيان والمحاورة. القوافي. الكتاب والقلم وآلاتهما. النار والحر وما تنوّع منهما. القرّ والصلاء. المآكل والأكول والقدر.
الملاهي. الشواذ. النوادر.
الباب الثامن والعشرون «1» : في الشيب والخضاب.
وهي خمسة فصول: الفجيعة بالشيب. التسلّي عن حدوثه. مدح الخضاب وذمّه. أخبار المعمرين. النوادر.
الباب التاسع والعشرون: في الغزل والنسيب.
وهو اثنان وعشرون نوعا: شدة الغرام والوجد. الإعراض والهجر والصد. الشوق والنزاع. ذكر الوداع. المسرة باللقاء عند الإياب. الطيفوالخيال. الرقة والنحول. البكاء والهمول. إحماد المواصلة ولذة العناق.
شكوى الفراق والبين واحتمالهما. الأرق والسهاد. تعاطي الصبر والجلد. العذول والواشي والرقيب. وصف المحبوب. طيب الأفواه. وصف الثغر. إسرار الهوى وإعلانه. عشق الحلائل. غزل العبّاد وتساهلهم فيه. أخبار من قتله الكمد.
جمل من الغزل والنسيب. نوادر من الباب وأخبار المتيمين.
الباب الثلاثون: في أنواع شتى من الخطب.
الباب الحادي والثلاثون: في المكاتبات.
الباب الثاني والثلاثون: في الأمثال والاستشهادات.
وهي ستون مفصلة في مواضعها «1» .
الباب الثالث والثلاثون: الحجة البالغة والأجوبة الدامغة.
الباب الرابع والثلاثون: كبوات الجياد وهفوات الأمجاد.
الباب الخامس والثلاثون: في أخبار العرب وعوائدهم وغرائب سيرهم وأوابدهم.
الباب السادس والثلاثون: في الكهانة والزجر والفأل والطيرة والعيافة والفراسة.
الباب السابع والثلاثون: في اليسر بعد العسر والرخاء بعد الضر.
الباب الثامن والثلاثون: ما جاء في الغنى والفقر.
الباب التاسع والثلاثون: في الأسفار والاغتراب.
ويدخل في هذا الباب: الوداع والإياب وورود الكتاب وصدور «2» الجواب.
الباب الأربعون: في تنجّز الحوائج والسعي فيها والشفاعة والوعد والإنجاز والمطل.
الباب الحادي والأربعون: في الحجاب متيسّره ومتعسّره.
الباب الثاني والأربعون: في الحيل والخدع «3» المتوصل بها إلى نجح المقاصد والمطالب.الباب الثالث والأربعون: في الكناية والتعريض.
ويتضمن: المعاياة والأحاجي والتورية واستطراد الشعراء.
الباب الرابع والأربعون: في الخمر والمعاقرة.
وما جاء في مدحها وذمها ووصفها ونعتها «1» وأخبار معاقريها ومحاسن الندماء ومساوئهم.
الباب الخامس والأربعون: في الغناء والقيان.
الباب السادس والأربعون: في المؤاكلة والنهم والتطفيل وأخبار الأكلة والمآكل.
وهو ستة فصول: آداب الأكل والمؤاكلة، الاقتصاد في المطاعم والعفة عنها. الجشع والنهم وأخبار الاكلة. التطفيل وأخبار الطفيليين. أوصاف الأطعمة وفنونها. نوادر الباب «2» .
الباب السابع والأربعون: في أنواع السير وعجيبها، وفنون الأشعار والأخبار وغريبها «3» .
الباب الثامن والأربعون: في النوادر والمجون.
وابتدأته: بمزح الأشراف والأفاضل وفكاهتهم، والرخصة فيه ثم جعلته من بعد اثني عشر نوعا:
نوادر الأعراب. نوادر الشعراء والأدباء. نوادر الظرفاء. نوادر مواجن «4» النساء. نوادر في التعصب والتحزب. نوادر المخنثين. نوادر ذوي «5» العاهات والأدواء «6» . نوادر الخلعاء. نوادر الأغبياء والجهلاء وعيّهم وتصحيفهم وغلطهم. نوادر المتنبئين والقصّاص والممخرقين. نوادر المجانين. نوادر السفلة وأصحاب المهن والسوقة.الباب التاسع والأربعون «1» : جمل في التاريخ.
الباب الخمسون: في الأدعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق