كتبهابلال عبد الهادي ، في 1 شباط 2011 الساعة: 20:00 م
شعاران يرفعهما شخص
واحد.الشعار الأول الخفيّ الى حدّ ما هو اعلان انتهاء عصر الخوف في المرتبة الدنيا.
وهو خوف موجود على الصدر ولكن يدير ظهره للعالم، لغويّا، في الأقل. فالعبارة مكتوبة
بالعربية فقط. لا يهمّ اعلان ذلك للغرب مباشرة. اقصد بمباشرة ان الكلمة لا يصعب
وجود اجنبي يعرف العربي في ساحة تغطية الاحداث او كشفها بالاحرى. فمبارك تكفّل ب "
تغطية " الاحداث وسترها كما يستر المرء عورته. التعتيم نوع من ستر العورة، ايقاف
النت، واكسسواراته تعتيم فاضح وفادح. ولكن المسألة الآن في مكان آخر.
ولكن الشعار المرفوع
يغاير الشعار الموضوع على الصدر. شعار بلغتين!وبلونين. ولكن القارىء يعرف ان في
الشعار ثلاث عبارات وليس عبارتين رغم وجود عبارتين فقط يحتلان مساحة الشعار.الغائب
ظاهر بحدّة في ما حضر من كلام.
من اين اتت " فيس
بوك" على كلّ ظالم؟ العبارة ليست مبتكرة. انها كليشيه/ راسم لغويّ تستخدمها افواه
الضعفاء والمظلومين والمقهورين. جمالية العبارة منبثقة من لعب بعبارة قديمة كما
قلت.وعادة ما يبرع في صوغ هكذا عبارات الكتّاب والشعراء ورسّامو
الكاريكاتور.العبارة المأثورة هي " الله على كلّ ظالم". لا تخرج الا من فم مظلوم
هذه العبارة او لسان ظالمٍ شديد الخبث بحيث يسرق ايضا كلام المظلومين!
هذا الشعار يحمل
عديدا من الدلالات. واهم دلالة هنا ان "حضور" الفيسبوك الخطّي يعلن فقدان الفيسبوك
العملي. الم يوقف "الريّس المخلّع!" استخدامه في ارض الكنانة؟
ان الشعار يدخل في
صلب الشعائر الاجتماعية الجديدة، الشعائر الاجتماعية التي تضمر ايضا الشعور الديني
في حياة الناس في مصر. هنا، يتشّح الفيسبوك ببعد دينيّ. هذا ما تقوله صياغة العبارة
المضمرة.
ولكن الشعار ايضا
رسالة شكر الى فيسبوك.
المعنى الحرفي ل"فيس
بوك" كتاب الوجوه. وهو الان يساهم في ان تستعيد الوجوه الممحوّة الملامح ملامحها.
ومن هنا، فأنّه يستحقّ الشكر، الشكر الورع، والجريء.
تحية لموقع يساهم مع
غيره في تغيير الواقع العربي.
انتهى عصر الخوف مع
ابتداء عصر الفيسبوك! علاقة تستحقّ القراءة المتشعبّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق