لو ان الله سبحانه يستجيب لدعوات كلّ المظلومين لخربت الدنيا في لحظات! فسبحان حكمته.
Pages
▼
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012
الاثنين، 29 أكتوبر 2012
عصر الصورة المخادعة
نعيش في عصر الصورة وليس هناك أسهل من اللعب بالصورة. وعليه يفترض بالعين أن تعرف كيف لا تقع في فخّ ما ترى على الشاشات وغير الشاشات. نسمع عن الخدعة السينمائية ولكن قليلا ما نلتفت الى الخدعة التلفزيونية والخدعة الاعلاميّة.
الأموات لا يكفّون عن إعطاء تعليماتهم في شؤون الأحياء
الأموات لا يكفّون عن إعطاء تعليماتهم في شؤون الأحياء
الخرافة تستعين بكلّ شيء حتى بالتكنولوجيا والفايسبوك لتحقيق مآربها
الخرافة تستعين بكلّ شيء حتى بالتكنولوجيا والفايسبوك لتحقيق مآربها
شاءت الصدف ان تكون الخرافة والخرف من بطن لغويّ واحد
شاءت الصدف ان تكون الخرافة والخرف من بطن لغويّ واحد
الرجل الذي صار فراشة
ثمّة حديث نبويّ شريف لا يعترف باليقظة التي
نعرفها، وهو حديث فاتن، بعيد الغور، يستحقّ التأمّل من جوانب مختلفة، يقول:" الناس
نيام فإذا ماتوا انتبهوا"، وهو كما يلحظ القارىء يقوّض مفاهيم اليقظة والانتباه
الرائجة، ويزعزع الحدود اللزجة بين عالم اليقظة وعالم المنام. لا
أدري سبب ورود هذا الحديث على بالي وأنا أقرأ هذه الحكاية الصينية التي وردت في
كتاب الطاويّ
الصينيّ دْجْوَانْغْ تْزِهْ، وهذا الكاتب سيّد من أسياد النثر الصينيّ بإجماع
النقّاد وخبراء اللسان الصينيّ، وصاحب تعابير "تخرق العقول" اذا استعرت القول الذي
قاله العكبريّ عن بعض شعر المتنّبي. الحكاية نثرية ولكن الطريف أنّ البعض يتعامل
معها باعتبارها قصيدة، وهذا الالتباس في هويتها لدى القرّاء يعزّز من طبيعتها
القائمة على حدود اليقظة والمنام.
يقول دجوانغ تزه: " رأيت مرّة في منامي
أنّي فراشة ترفرف بجناحيها في هذا المكان وذاك، أني فراشة حقاً من جميع الوجوه. ولم
أكن أدرك شيئاً أكثر من تتبعي لخيالاتي التي تشعرني بأني فراشة. أما ذاتيتي
الإنسانية فلم أكن أدركها قط، ثم استيقظت على حين غفلة وها أنذا منطرح على الأرض
رجلاً كما كنت، ولست أعرف الآن هل كنت في ذلك الوقت رجلاً يحلم بأنّه فراشة، أو
أنّني الآن فراشة تحلم بأنّها رجل؟".
تنتهي
الحكاية هنا، في هذه اللحظة المراوغة بين عالمين، وحياتين، وحقيقتين. حين يريد
البعض شرح الفكر الطاويّ
يستعين بهذه الحكاية التي تسمح لخيال القارىء أن يرفرف على ذوقه في عالم الأفكار
والتخامين على حدود الظنّ واليقين.
السبت، 27 أكتوبر 2012
" أبيع نفسي" ديوان شعر حديث! انتحله مرجان أحمد مرجان.
" أبيع نفسي" ديوان شعر حديث! انتحله مرجان أحمد مرجان.
الجمعة، 26 أكتوبر 2012
كريستال الكلام
"الكلمة ليست قطعة من الكريستال الذي لا يتغير لونه، بل هي بمثابة الجلد الظاهر لكائن حيّ يدعى الفكر، وهذا الجلد يتغير لونه وتركيبه بحسب الظروف المحيطة به اثناء استعماله".
اوليفر ونديل هولمز، قاض من القرن التاسع عشر
اوليفر ونديل هولمز، قاض من القرن التاسع عشر
الخميس، 25 أكتوبر 2012
الأربعاء، 24 أكتوبر 2012
الاثنين، 22 أكتوبر 2012
ابن خلدون يسطو على أفلاطون
عملية سطو
قال لي أحدهم: أفلاطون سرق من ابن خلدون كتابه: "آراء أهل
المدينة الفاضلة"!
قلت متعجباً: ولكن أفلاطون مات قبل ولادة ابن خلدون بقرون!
قال: إنهم يزوّرون تاريخنا ويلعبون، تقديماً وتأخيراً،
بسجلاّت موتانا!
لحْن مبرّر!
استغرب التلميذ وهو يسمع الأخْطاء النحْوية تتدفّق من فم
أستاذه الذي يعلمهم جماليات الأدب العربي. لم يقدر الطالب على الصمت، أصيبت أذناه
بالغثيان، وتململ منه اللسان، فنبّه الأستاذ إلى بعض هذه الأخطاء التي ترتكبها
شفتاه. اشتدّ استغرابه وهو يسمع ردّ الأستاذ بنبرة شديدة البراءة: أنا أستاذ أدب لا
أستاذ لغة.
مجنون ليلى
اشتاقت ليلى للمجنون فذهبت إليه من غير موعد.
دقت باب البيت وانتظرت ثم دقت الباب ثانية وانتظرت. دقت
ثالثة بعنف وانتظرت لا صدى في الداخل لطَرْقاتها. رجعت خائبة الأشواق.
في اليوم التالي التقيا فسألته: أين كنت بالأمس؟ قال: كنت
في البيت!
استغربت ليلى. لم تصدقه ولكن قسم لها بجنونه فصدّقته. ولمْ
لم تفتح لي؟
لم اسمع طرق الباب، ربّما جئت في الوقت الذي كنت مستغرقاً
في التفكير بك.
حبّ من سيليكون
أحبّ لون شعرها ولكنه اكتشف فيما بعد انه لون
مستعار.
أحبّ لون عينيها ثم اكتشف انه مستعار من لون العدستين
اللاصقتين.
أحبّ اكتناز شفتيها ثم اكتشف انه اكتناز مستعار من عيادات
التجميل ومادّة السيليكون.
أحبّ حديثها ثم اكتشف انه حديث مستعار من ألسنة
غيرها.
أصيبت حواسّه الخمس بصدمة نفسيّة حادّة فقرر، على إثرها،
رسم صورة امرأة بالأبيض والأسود على جدار غرفة نومه، وأخرى في غرفة السفرة وثالثة
علقها كالتعويذة تحت مرآة سيارته ليأمن من حوادث السير والنظر.
لوائح شطب
وصلته أنباء وهو راقد في ضريحه الرطب أنهم يسرقون هويّته
وصوته وينتخبون من يخالفه الرأي. راودته نفسه أن يتمرّد على ألاعيبهم الصوتيّة التي
تقلق بين وقت ووقت بقايا جثمانه فقرّر أن يخوض لعبة الانتخابات، قائلاً لنفسه
المرفرفة فوق ضريحه بنبرة لا تخلو من المنطق: ما دمت قادراً على التصويت في هذا
البلد فهذا يعني أن الترشّح حقّ من حقوقي الشرعيّة، وهكذا قرّر بعد استخارة ليلية
أن يترشّح منفرداً في الانتخابات ( لم يخطر بباله الرماديّ، فيما يبدو، تشكيل
لائحة) وينسى لفترة من الوقت وحشة القبر. استغرب بعد فرز الأصوات فوزه الساحق في
المعركة. زال عجبه حين علم أنّ كلّ الموتى – مثله- وقفوا إلى جانبه وتبنوا ترشّحه
ووضعوا اسمه في صناديق الاقتراع باعتبار انه كان أكثر المرشحين انسجاماً مع
رفاتهم.
طالب راسب
لم يعرف ماذا يكتب. تلعثم القلم بين أصابعه. الأسئلة لمْ
تمرّ عليه أجوبتها، ولم يردْ أن يكتب كيفما اتفق أو ينسخ الأسئلة على امتداد
الصفحات البيض كما يفعل بعض الكسالى لاعتقادهم أن الأستاذ يقع فريسة الكمّ! فقدّم
الورقة بيضاء بلا دنس. ظهرت النتائج، فكان من بين الراسبين، ولكن علا صوته مستنكرا
النتيجة، ومطالبا بمراجعة المسابقة لمعرفة سبب "تسقيطه" لا "سقوطه" كما قال. راجعها
الأستاذ ثم كتب بقلم أحمر عريض على بياضها المديد : خارج على الموضوع.
معسّل
لم يكن يحبّ تدخين المعسّل، كان يعتبره اعتداء
وانتهاكاً لحرمة التنبك العجميّ الأصيل. كان يفاخر بأنّه لا يدخّن إلا التنبك
المستورد من بساتين إيران، ولكن الدنيا كما المذاقات تتغير. انتبه إلى أن مصدر
التنبك الذي اعتادت عليه شفتاه ليس إيران وإنمّا بلاد الفرس والمجوس، والكلمات
غدّارة، فغيّر علاقته مع "الأرجيلة"، وصار، بين ليلة وضحاها، أمام استغراب أصدقائه
في المقهى يتناول المعسّل ويطنب في مديحه، وتبيان مزاياه المنعشة لحاسّة الشمّ،
ويتأمّل بحفاوة عالية رسوم الغيوم الطالعة من منخريه وفرجة شفتيه، كما صار أنفه
يتأفّف من رائحة التنبك العجميّ المنبعة كالنتن، في ظنّه، من بعض
الأراجيل.
تيار
التيارات يكثر عددها يوما بعد يوم، دبّت في طموحاته
الغيرة، فقرر إنشاء تيار خاصّ به. استورد مولّدات كهرباء ووزّعها بالمجّان، لوجه
الضوء، على الأحياء والحارات الفقيرة. صار تياره الأكثر سطوعاً في ليالي
وطنه.
انقطاع " نسل" الكهرباء
بعد تسْعة أشهر بلياليها من انقطاع الكهرباء اختلطت في
مستشفيات الأمهات صرخات الأطفال الأولى بصرخات الطلق وبأصوات مولدات الكهرباء التي
تعكّر صفو الليل، فعلّق أحد الخبثاء قائلاً: إنّ الضوء من ألدّ أعداء تحديد
النسل.
ذكريات فأرة
فأرة عجوز راحت تتذكّر أيّامها الخوالي، وفجأة افترّ ثغرها
عن بسمة ساخرة، إذ تذكرت أوّل منام تعيه ذاكرتها. وهو المنام الذي رأت نفسها فيه
قطّة تداعب فأراً بأطراف مخالبها.
نديم قطيش هو نديم الطيش
اضحكني امس نزق الاعلاميّ الشبيح، نديم الطيش، وهو يسبح في ما تبقى من دم الشهيد اللواء وسام الحسن. اضحكني وهو يصرخ ويهلوس بالكلام ويتخبّط كمن أصيب بمسّ. تخيّل وهو عريف الحفل ان الجماهير الحاضرة انما حضرت لسواد عينيه.
فانفزرت قريحته بالكلام الطالع النازل، وظنّ ان الاقدار لعبة بين يديه، يأخذها بعبارة من شفتيه الى السرايا، فقال بصيغة من يوحى اليه، ان ساعات نجيب ميقاتي معدودة.
لم يرحموا امس ما تبقى من جثمان وسام الحسن.
ادخلوا لبنان في نفق مظلم.
ليس للحماقة حدود!
وليس لنديم الطيش مستقبل.
فانفزرت قريحته بالكلام الطالع النازل، وظنّ ان الاقدار لعبة بين يديه، يأخذها بعبارة من شفتيه الى السرايا، فقال بصيغة من يوحى اليه، ان ساعات نجيب ميقاتي معدودة.
لم يرحموا امس ما تبقى من جثمان وسام الحسن.
ادخلوا لبنان في نفق مظلم.
ليس للحماقة حدود!
وليس لنديم الطيش مستقبل.
الأحد، 21 أكتوبر 2012
جذور مكروهة
يقترح البعض ازالة جذر " ف ر س" لأن فيه رائحة " الفـُرْس المجوس"، من المعجم العربي، وهكذا يرتاح العرب من الفَرس والفارس والفروسية والفراسة.
ولا يقترح هذا الاقتراح في رأيي انسان عنده ذرّة من فراسة!
والله أعلم.
ولا يقترح هذا الاقتراح في رأيي انسان عنده ذرّة من فراسة!
والله أعلم.
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012
نصف حقيقة
نصف الحقيقة لا يعني قول الحقيقة. نصف الحقيقة
ليست مجازا. بين الكذب والمجاز صلة رحم. ولكن بين الحقيقة والمجاز قطع أرحام. من
يكتفي بقول نصف الحقيقة لا ينوي قول الحقيقة، كلامه ملفّع بالكذب.
الإعلام لا يقول الحقيقة، يقول جانبا منها، أي يتجنّب قولها.
الحقائق فضاحة تكون احيانا كالنار تشعل الحرائق في فم قائلها.
الساكت عن الحقّ شيطان أخرس.
الناطق بنصف الحقيقة شيطان ثرثار!
الإعلام لا يقول الحقيقة، يقول جانبا منها، أي يتجنّب قولها.
الحقائق فضاحة تكون احيانا كالنار تشعل الحرائق في فم قائلها.
الساكت عن الحقّ شيطان أخرس.
الناطق بنصف الحقيقة شيطان ثرثار!
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012
لغة الضاد مضطهدة بين فكي كماشة «المتهتكين» و«المتشددين»
بيروت: سوسن
الأبطح
ينظر العربي إلى لغته بـ«ازدراء» و«احتقار»، ويرى أنها لغة «منحطة»، لذلك يفضل أن يتحدث بلغة غيرها، وفي أحسن الأحوال يُطعِّمها بمفردات أجنبية، كي يتخلص من إحساسه بالضعف والامتهان. هذا ما يقوله اختصاصيون في اللغة العربية، ويرون في لبنان نموذجا فاقعا، لوضع لغوي عربي متدهور، بات يحتاج إلى دق ناقوس الخطر. «مهرجان اللغة العربية» الذي أقيم أخيرا في العاصمة اللبنانية، ويتوقع أن تنتقل عدواه إلى عواصم عربية أخرى، أعاد طرح الأسئلة من جديد.
لماذا لم يعد الشباب قادرين على التكلم حتى بالعامية للتعبير عن أنفسهم، من المسؤول؟ وهل ثمة حلول كي ننفض عن لغة الضاد الغبن الذي ألحقناه بها؟
تعد مسؤولة جمعية «فعل أمر»، التي نظمت أخيرا «مهرجان اللغة العربية» في بيروت، بالتعاون مع «مؤسسة الفكر العربي»، بأن العام المقبل سيشهد مهرجانا آخر للغة، بسبب التشجيع الكبير الذي لقيته الفكرة. والجديد عام 2011 هو إشراك طلاب المدارس من مختلف المناطق اللبنانية، خاصة أن تنسيقا سيبدأ مع وزارتي الثقافة والتربية، اللتين تبديان رغبة كبيرة في دعم هذا المشروع. وتشرح مسؤولة الجمعية، سوزان تلحوق «أن هناك تعطشا، ليس في لبنان فقط، وإنما في دول عربية أخرى، لتنظيم مهرجانات مشابهة، الهدف منها تشجيع الناس على التحدث باللغة العربية بفخر، ودون إحساس بالنقص. والاتصالات جارية على قدم وساق مع هيئات أهلية في عدة دول تريد تبني الطرح وتنظيم مهرجانات مشابهة».
و«مهرجان اللغة العربية»، الذي أقيم أخيرا في بيروت، على مدار يوم واحد، وحضره آلاف الأشخاص، هو واحد من أغرب المهرجانات التي يشهدها لبنان على الإطلاق، لأن هدفه الوحيد هو أن يقول للناس: «لغتكم تستحق منكم أن تتكلموا بها، فلا تخجلوا!». وللاحتفال بهذا المهرجان، أغلق شارع الحمرا طوال النهار، وأقيمت فيه معارض، وعلقت لوحات وصور، كما أقيم معرض لكتب الأطفال، وتوالت فرق غنت بالعربية على المسرح الكبير الذي أقيم وسط الشارع. وزينت شرائط صفراء جانبي الشارع، كتب عليها بشكل متكرر «لا تقتل لغتك». واللافت أن غالبية الحضور كانت من الشباب الذي يتهم بأنه ينبذ اللغة العربية، ويلجأ للفرنسية والإنجليزية، وأحيانا يستخدم لغة يخلط فيها العربية مع اللغتين الأجنبيتين. ولم يعد نادرا في لبنان أن يقول لك أحد الشبان «إنه لا يستطيع التكلم بالعربية، ولا يجيد التعبير عن نفسه بها».
يقول الدكتور إميل يعقوب، أستاذ اللغة العربية في الجامعة اللبنانية: «ما دامت مادة الرياضيات، كما المواد العلمية، كلها تعلم باللغات الأجنبية، فلا بد أن يشعر الطالب بأن لغته لا تصلح للعلوم، وينظر إليها بازدراء»، ويشرح: «أكثر من ذلك، فإن الطالب الذي يأتي من دولة أجنبية، بمقدوره استكمال دراسته في أي من الفروع العلمية في الجامعة، وينال الإجازة دون أن يخضع لأي امتحان باللغة العربية. وإذا أضفنا إلى هذا كله أن أساتذة اللغة العربية في المدارس الرسمية لا يخضعون لأي تدريبات تأهيلية، بينما يتم الاعتناء بشكل خاص بتدريب وتأهيل أساتذة الفرنسية والإنجليزية، ندرك أن هناك ازدراء للغة العربية، ليس من قبل الطلاب أو الأساتذة، وإنما من قبل الدولة نفسها. بل إن المواد التي تدرس بالعربية في لبنان، مثل التاريخ والجغرافيا، لا تشرح للطلاب في الصف بالفصحى، وإنما بالعامية».
لكن الكلام على الفصحى والعامية يستفز سوزان تلحوق مسؤولة جمعية «فعل أمر»، التي لم تر حرجا في استخدام الفنانين للغة العامية في لوحاتهم، أو ألعابهم، أو حتى غنائهم، أثناء المهرجان الذي أقيم في بيروت. وتقول: «كنت أتمنى لو أننا لا نزال في مرحلة صراع الفصحى والعامية، لقد تجاوزنا كل ذلك للأسف، وصرنا في مرحلة إثبات الهوية والحرف. إذ إن معركتنا اليوم هي مع الحرف اللاتيني الذي بات يحل مكان الحرف العربي، حتى في الدفاتر المدرسية وامتحانات الإملاء العربي، فلم يعد نادرا أن يكتب الأطفال على دفاترهم كما يكتبون حين يمارسون الـ(تشات) مع أصدقائهم على الكومبيوتر». وقد عرضت إحدى الشاشات في شارع الحمرا، في يوم مهرجان اللغة العربية، تعريفا ببرنامج إلكتروني يستطيع مستخدمه الكتابة بالحروف اللاتينية، بينما تظهر الحروف عربية على الشاشة، لتمرين الشباب على التعرف بشكل أفضل على أبجديتهم، واستخدامها مستقبلا، بعد رؤيتها على شاشاتهم بشكل متكرر.
تعتبر سوزان تلحوق أن «الكلام على الفصحى والعامية بات مفتعلا في ظل الأزمات اللغوية المستجدة التي تعصف بالعرب. فكل اللغات لها فصحى وعامية، ويتعامل أهلها مع هذه الازدواجية بسماحة وتفهّم، بينما نحن وحدنا نحمل سيف النقمة على أنفسنا»، وفي رأي تلحوق أن «الفصحى تعطي العامية، والعامية تعطي الفصحى، وكل منهما تغذي الأخرى. الرواية مثلا لا بد أن تكتب بالفصحى، ولكن هل يمكننا أن ننتج كل أفلامنا ومسرحياتنا بالفصحى، ونقصر غناءنا على الفصحى؟ هذه أسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا بصراحة، وألا نختبئ وراء نظريات لم تعد تنسجم مع الواقع».
يتفق الدكتور بلال عبد الهادي، أستاذ الألسنية في الجامعة اللبنانية، مع الدكتور إميل يعقوب، على أن نقطة يعتبرانها أساسية، وهي أن أزمة اللغة العربية هي أزمة سياسية. ويقول عبد الهادي: «منذ فترة، لفت نظري أن اليابان تقيم مهرجانا سنويا للخط، يشارك فيه حوالي 3000 شخص من عامة الناس، ومن يفز في هذه المسابقة التي تقام يوم رأس السنة اليابانية - وهذا أمر له دلالة كبيرة - يستقبله الإمبراطور تكريما لمهاراته في فن الخط. ومعلوم أن الإمبراطور في اليابان هو رأس السلطة الروحية، وبالتالي فإن تكريم الفائز الذي يتفنن في الخط، على هذا النحو، هو إحدى وسائل تعزيز علاقة المواطن بلغته، بدءا من شكلها (الخط) للوصول إلى مضمونها». ويضيف د. عبد الهادي: «كل الدول عندها ما يسمى سياسة لغوية. نحن موضوعيون أكثر مما ينبغي مع لغتنا، والموضوعية تضر أحيانا، نحن نعترف بشكل سافر بضعفنا من خلال احتقارنا للغتنا. فإذا كان الإنسان يحتقر نفسه، فكيف لا يحتقر لغته، إن ما نعيشه هو نوع من الانسجام مع الذات، وربما إذا انطلقنا من هذا الانسجام السلبي، استطعنا أن نجد أدوية لأمراضنا اللغوية».
ثمة حلول تربوية في لبنان، كان من الممكن أن تأتي بثمر، لكنها أجهضت، مع بدء العمل بالمناهج الجديدة سنة 2000، يروي الدكتور إميل يعقوب أنه كان قد «تم الاتفاق على وضع كتب للمواد العلمية، أي الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، لتدريسها بالمرحلة المتوسطة. وطبعت هذه الكتب باللغتين الأجنبيتين، لكن الكتب العربية لم تطبع أبدا، علما بأنها ألفت وتم تجهيزها، ودفعت تكاليفها، لكن الأموال ذهبت هدرا، لأنه ببساطه، ترك للمديرين حرية اختيار اللغة التي يريدونها للتدريس لطلابهم، وهم لن يختاروا العربية أبدا. وكان لا بد من إلزامهم بالكتاب العربي كما ألزموا بالكتاب المدرسي الموحد. لذلك أقول إن الدولة نفسها تنظر إلى العربية على أنها منحطة».
«المشكلة متشعبة، وحلولها يجب أن تكون كذلك»، بالنسبة للدكتور عبد الهادي، إشراك الناس في عملية تطوير اللغة، مسألة قد تكون مفيدة. «في فرنسا، مثلا، طلب من المواطنين أنفسهم أن يجدوا بدائل للكلمات الإنجليزية التي بدأت تغزو لغتهم، حتى لو كانت هذه البدائل عامية، وتجد صدى عند غالبية الناس، ليتم تبنيها من قبل السلطة اللغوية. بهذا لم يعد العمل اللغوي حكرا على النخبة الأكاديمية، وإنما أصبح المواطن شريكا فاعلا فيه». ويتابع عبد الهادي: «نحن نستخدم مثلا كلمة (مريول) للتدليل على اللباس المدرسي. المعجم لا يعترف بهذا الكلمة، وإنما نجد فيه (مريلة) أو (مرولة)، لكن لو بحثنا في غوغل عن هاتين الكلمتين لن نعثر على شيء، لأن المتكلمين والمؤلفين العرب يفضلون استخدام لفظة مريول، التي سنجد لو بحثنا عنها في غوغل آلاف الصفحات، فلماذا لا يتم تبنيها؟».
المشكلة الأساسية بحسب ما يرى الدكتور عبد الهادي هو أننا لم نفهم حاجة اللغة إلى الليونة اللغوية، إذ نجد المتشددين لغويا والمتهتكين لغويا، وهذا انعكاس للواقع العربي المنقسم بين متهتكين ومتزمتين يتبادلون المواقع على الشاشات التلفزيونية.
ما بين الأكاديميين والهيئات المدنية التي تعنى باللغة، ثمة إجماع على ضرورة التحرك واتخاذ الإجراءات التي تساعد الفرد على اكتساب ثقته بانتمائه ولغته. جمعية «فعل أمر» لا تدعي أن لها دورا كبيرا، وتصر على أن مهمتها هي إحداث صدمة لدى جمهور الناس، وحثهم على تغيير سلوكهم. وقد حدث هذا بالفعل يوم المهرجان، إذ كان الكلام الذي يتردد على أفواه الكثير من الحاضرين: «صحيح ليش ما نحكي عربي؟» لكن الأكاديميين يرون أن على الدولة أن تتحرك. ويحكي الدكتور عبد الهادي أن أحكم حكماء الشرق (كونفوشيوس) حين سئل أنه في حال استلم السلطة السياسية من أين يبدأ الإصلاح؟ فكانت إجابته بسيطة جدا، لكنها ذات دلالة عميقة، قال: «أبدأ بإصلاح اللغة، وأبدأ بإعادة وصل اللفظ مع معناه».
ينظر العربي إلى لغته بـ«ازدراء» و«احتقار»، ويرى أنها لغة «منحطة»، لذلك يفضل أن يتحدث بلغة غيرها، وفي أحسن الأحوال يُطعِّمها بمفردات أجنبية، كي يتخلص من إحساسه بالضعف والامتهان. هذا ما يقوله اختصاصيون في اللغة العربية، ويرون في لبنان نموذجا فاقعا، لوضع لغوي عربي متدهور، بات يحتاج إلى دق ناقوس الخطر. «مهرجان اللغة العربية» الذي أقيم أخيرا في العاصمة اللبنانية، ويتوقع أن تنتقل عدواه إلى عواصم عربية أخرى، أعاد طرح الأسئلة من جديد.
لماذا لم يعد الشباب قادرين على التكلم حتى بالعامية للتعبير عن أنفسهم، من المسؤول؟ وهل ثمة حلول كي ننفض عن لغة الضاد الغبن الذي ألحقناه بها؟
تعد مسؤولة جمعية «فعل أمر»، التي نظمت أخيرا «مهرجان اللغة العربية» في بيروت، بالتعاون مع «مؤسسة الفكر العربي»، بأن العام المقبل سيشهد مهرجانا آخر للغة، بسبب التشجيع الكبير الذي لقيته الفكرة. والجديد عام 2011 هو إشراك طلاب المدارس من مختلف المناطق اللبنانية، خاصة أن تنسيقا سيبدأ مع وزارتي الثقافة والتربية، اللتين تبديان رغبة كبيرة في دعم هذا المشروع. وتشرح مسؤولة الجمعية، سوزان تلحوق «أن هناك تعطشا، ليس في لبنان فقط، وإنما في دول عربية أخرى، لتنظيم مهرجانات مشابهة، الهدف منها تشجيع الناس على التحدث باللغة العربية بفخر، ودون إحساس بالنقص. والاتصالات جارية على قدم وساق مع هيئات أهلية في عدة دول تريد تبني الطرح وتنظيم مهرجانات مشابهة».
و«مهرجان اللغة العربية»، الذي أقيم أخيرا في بيروت، على مدار يوم واحد، وحضره آلاف الأشخاص، هو واحد من أغرب المهرجانات التي يشهدها لبنان على الإطلاق، لأن هدفه الوحيد هو أن يقول للناس: «لغتكم تستحق منكم أن تتكلموا بها، فلا تخجلوا!». وللاحتفال بهذا المهرجان، أغلق شارع الحمرا طوال النهار، وأقيمت فيه معارض، وعلقت لوحات وصور، كما أقيم معرض لكتب الأطفال، وتوالت فرق غنت بالعربية على المسرح الكبير الذي أقيم وسط الشارع. وزينت شرائط صفراء جانبي الشارع، كتب عليها بشكل متكرر «لا تقتل لغتك». واللافت أن غالبية الحضور كانت من الشباب الذي يتهم بأنه ينبذ اللغة العربية، ويلجأ للفرنسية والإنجليزية، وأحيانا يستخدم لغة يخلط فيها العربية مع اللغتين الأجنبيتين. ولم يعد نادرا في لبنان أن يقول لك أحد الشبان «إنه لا يستطيع التكلم بالعربية، ولا يجيد التعبير عن نفسه بها».
يقول الدكتور إميل يعقوب، أستاذ اللغة العربية في الجامعة اللبنانية: «ما دامت مادة الرياضيات، كما المواد العلمية، كلها تعلم باللغات الأجنبية، فلا بد أن يشعر الطالب بأن لغته لا تصلح للعلوم، وينظر إليها بازدراء»، ويشرح: «أكثر من ذلك، فإن الطالب الذي يأتي من دولة أجنبية، بمقدوره استكمال دراسته في أي من الفروع العلمية في الجامعة، وينال الإجازة دون أن يخضع لأي امتحان باللغة العربية. وإذا أضفنا إلى هذا كله أن أساتذة اللغة العربية في المدارس الرسمية لا يخضعون لأي تدريبات تأهيلية، بينما يتم الاعتناء بشكل خاص بتدريب وتأهيل أساتذة الفرنسية والإنجليزية، ندرك أن هناك ازدراء للغة العربية، ليس من قبل الطلاب أو الأساتذة، وإنما من قبل الدولة نفسها. بل إن المواد التي تدرس بالعربية في لبنان، مثل التاريخ والجغرافيا، لا تشرح للطلاب في الصف بالفصحى، وإنما بالعامية».
لكن الكلام على الفصحى والعامية يستفز سوزان تلحوق مسؤولة جمعية «فعل أمر»، التي لم تر حرجا في استخدام الفنانين للغة العامية في لوحاتهم، أو ألعابهم، أو حتى غنائهم، أثناء المهرجان الذي أقيم في بيروت. وتقول: «كنت أتمنى لو أننا لا نزال في مرحلة صراع الفصحى والعامية، لقد تجاوزنا كل ذلك للأسف، وصرنا في مرحلة إثبات الهوية والحرف. إذ إن معركتنا اليوم هي مع الحرف اللاتيني الذي بات يحل مكان الحرف العربي، حتى في الدفاتر المدرسية وامتحانات الإملاء العربي، فلم يعد نادرا أن يكتب الأطفال على دفاترهم كما يكتبون حين يمارسون الـ(تشات) مع أصدقائهم على الكومبيوتر». وقد عرضت إحدى الشاشات في شارع الحمرا، في يوم مهرجان اللغة العربية، تعريفا ببرنامج إلكتروني يستطيع مستخدمه الكتابة بالحروف اللاتينية، بينما تظهر الحروف عربية على الشاشة، لتمرين الشباب على التعرف بشكل أفضل على أبجديتهم، واستخدامها مستقبلا، بعد رؤيتها على شاشاتهم بشكل متكرر.
تعتبر سوزان تلحوق أن «الكلام على الفصحى والعامية بات مفتعلا في ظل الأزمات اللغوية المستجدة التي تعصف بالعرب. فكل اللغات لها فصحى وعامية، ويتعامل أهلها مع هذه الازدواجية بسماحة وتفهّم، بينما نحن وحدنا نحمل سيف النقمة على أنفسنا»، وفي رأي تلحوق أن «الفصحى تعطي العامية، والعامية تعطي الفصحى، وكل منهما تغذي الأخرى. الرواية مثلا لا بد أن تكتب بالفصحى، ولكن هل يمكننا أن ننتج كل أفلامنا ومسرحياتنا بالفصحى، ونقصر غناءنا على الفصحى؟ هذه أسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا بصراحة، وألا نختبئ وراء نظريات لم تعد تنسجم مع الواقع».
يتفق الدكتور بلال عبد الهادي، أستاذ الألسنية في الجامعة اللبنانية، مع الدكتور إميل يعقوب، على أن نقطة يعتبرانها أساسية، وهي أن أزمة اللغة العربية هي أزمة سياسية. ويقول عبد الهادي: «منذ فترة، لفت نظري أن اليابان تقيم مهرجانا سنويا للخط، يشارك فيه حوالي 3000 شخص من عامة الناس، ومن يفز في هذه المسابقة التي تقام يوم رأس السنة اليابانية - وهذا أمر له دلالة كبيرة - يستقبله الإمبراطور تكريما لمهاراته في فن الخط. ومعلوم أن الإمبراطور في اليابان هو رأس السلطة الروحية، وبالتالي فإن تكريم الفائز الذي يتفنن في الخط، على هذا النحو، هو إحدى وسائل تعزيز علاقة المواطن بلغته، بدءا من شكلها (الخط) للوصول إلى مضمونها». ويضيف د. عبد الهادي: «كل الدول عندها ما يسمى سياسة لغوية. نحن موضوعيون أكثر مما ينبغي مع لغتنا، والموضوعية تضر أحيانا، نحن نعترف بشكل سافر بضعفنا من خلال احتقارنا للغتنا. فإذا كان الإنسان يحتقر نفسه، فكيف لا يحتقر لغته، إن ما نعيشه هو نوع من الانسجام مع الذات، وربما إذا انطلقنا من هذا الانسجام السلبي، استطعنا أن نجد أدوية لأمراضنا اللغوية».
ثمة حلول تربوية في لبنان، كان من الممكن أن تأتي بثمر، لكنها أجهضت، مع بدء العمل بالمناهج الجديدة سنة 2000، يروي الدكتور إميل يعقوب أنه كان قد «تم الاتفاق على وضع كتب للمواد العلمية، أي الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، لتدريسها بالمرحلة المتوسطة. وطبعت هذه الكتب باللغتين الأجنبيتين، لكن الكتب العربية لم تطبع أبدا، علما بأنها ألفت وتم تجهيزها، ودفعت تكاليفها، لكن الأموال ذهبت هدرا، لأنه ببساطه، ترك للمديرين حرية اختيار اللغة التي يريدونها للتدريس لطلابهم، وهم لن يختاروا العربية أبدا. وكان لا بد من إلزامهم بالكتاب العربي كما ألزموا بالكتاب المدرسي الموحد. لذلك أقول إن الدولة نفسها تنظر إلى العربية على أنها منحطة».
«المشكلة متشعبة، وحلولها يجب أن تكون كذلك»، بالنسبة للدكتور عبد الهادي، إشراك الناس في عملية تطوير اللغة، مسألة قد تكون مفيدة. «في فرنسا، مثلا، طلب من المواطنين أنفسهم أن يجدوا بدائل للكلمات الإنجليزية التي بدأت تغزو لغتهم، حتى لو كانت هذه البدائل عامية، وتجد صدى عند غالبية الناس، ليتم تبنيها من قبل السلطة اللغوية. بهذا لم يعد العمل اللغوي حكرا على النخبة الأكاديمية، وإنما أصبح المواطن شريكا فاعلا فيه». ويتابع عبد الهادي: «نحن نستخدم مثلا كلمة (مريول) للتدليل على اللباس المدرسي. المعجم لا يعترف بهذا الكلمة، وإنما نجد فيه (مريلة) أو (مرولة)، لكن لو بحثنا في غوغل عن هاتين الكلمتين لن نعثر على شيء، لأن المتكلمين والمؤلفين العرب يفضلون استخدام لفظة مريول، التي سنجد لو بحثنا عنها في غوغل آلاف الصفحات، فلماذا لا يتم تبنيها؟».
المشكلة الأساسية بحسب ما يرى الدكتور عبد الهادي هو أننا لم نفهم حاجة اللغة إلى الليونة اللغوية، إذ نجد المتشددين لغويا والمتهتكين لغويا، وهذا انعكاس للواقع العربي المنقسم بين متهتكين ومتزمتين يتبادلون المواقع على الشاشات التلفزيونية.
ما بين الأكاديميين والهيئات المدنية التي تعنى باللغة، ثمة إجماع على ضرورة التحرك واتخاذ الإجراءات التي تساعد الفرد على اكتساب ثقته بانتمائه ولغته. جمعية «فعل أمر» لا تدعي أن لها دورا كبيرا، وتصر على أن مهمتها هي إحداث صدمة لدى جمهور الناس، وحثهم على تغيير سلوكهم. وقد حدث هذا بالفعل يوم المهرجان، إذ كان الكلام الذي يتردد على أفواه الكثير من الحاضرين: «صحيح ليش ما نحكي عربي؟» لكن الأكاديميين يرون أن على الدولة أن تتحرك. ويحكي الدكتور عبد الهادي أن أحكم حكماء الشرق (كونفوشيوس) حين سئل أنه في حال استلم السلطة السياسية من أين يبدأ الإصلاح؟ فكانت إجابته بسيطة جدا، لكنها ذات دلالة عميقة، قال: «أبدأ بإصلاح اللغة، وأبدأ بإعادة وصل اللفظ مع معناه».
من خواطر بلال عبد الهادي
الخميس، 11
تشرين الأول، 2012
الصين
لا
تحبّ
القوة
الضاربة،
تحبّ
" القوة
الناعمة"، ونوبل اليوم هي تعبير أدبيّ عن القوة الناعمة التي تمارسها الصين في العالم. ما يدهشني في الكاتب الصيني المغزار هو اسمه الدال، لقد اختار الصمت، المعنى الحرفي لاسمه الفني مو يان هو" لا كلام". وهو ليس من هواة الجعجعة، رغم ان قلمه لا يكفّ عن خلق الحكايات والاساطير التي تندرج في واقع الصين الراهن. كتاباته جارحة، لا ترحم عيوب الصين الراهنة، وكتاباته مخلصه للصين التي احب. بمحبّة الاب كان يجرح في رواياته. والمطّلع على الادب الصينيّ يعرف ان الصين بلد الروايات والحكايات السحرية الواقعية منذ
ما قبل الميلاد. من حسنات هذه الجائزة هو ان نلتفت اكثر واكثر الى الادب الصيني
البديع. آن لنا ان نطلب الأدب من الصين حقيقة لا مجازا.
وانت تتأمّل ادب مو يان تكتشف ان التراث الصيني لا يغيب عن كلماته. الصيني يبقى اصيلا في حداثته، يضخّ في موروثه دما جديدا. يعرف الصيني ان الحداثة ليست قطيعة مع التراث. بخلاف حداثيي العرب الذي يتعاملون مع تراثهم كحرف ساقط.
متى يعرف العربيّ قيمة ذاته الغنيّة؟
متى يعرف العربيّ قيمة ذاته الغنيّة؟
***
الادب الروائي الصيني ليس ابن اليوم، فمن يقرأ " احلام المقصورة الحمراء خون لو مينغ西游记" يكتشف ان الابداع الروائيّ فنّ صينيّ عريق ، ومن يقرأ " الرحلة الى الغرب西游记
شي يو دجي" يعرف ان الواقعية السحرية ليست بنت " مائة عام من العزلة".
***
الاستاذ المانو تلميذ بيكون ربع استاذ!
***
فسبوكة بلاليّة: قد يكون خلاصك في ما تريد ان تتخلّص منه
***
الذي يعرف حقّا يعرف انّه لا يعرف
***
بعض الناس كلامهم كالرصاص الطائش
***
حواجب النساء باب رزق
***
اعرف اناسا لا يحبّون القراءة لكنّهم يحبّون اخذ صورة تكون خلفيّتها مكتبة مليئة بالمجلدات الفخمة. يعني بحبّوا الكتاب كديكور! الله يصلحن!
***
فسبوكة بلاليّة: لا احد يعرف متى ينقلب التاريخ الى وحش مفترس
***
"رسالة الغفران" التي كتبها ابو العلاء المعرّي تحتاج الى تتمّة
***
تتواجد الفرص حيث لا فرص
***
خلاف في لبنان على الطائرة والدائرة
***
المعركة مع اسرائيل تحتاج الى صبر ايوب وطائرة " أيوب
***