لم يكن اسم ستيف جوبز يعني
لي شيئا. احيانا كثيرة تغيب اسماء الناس في اشيائهم، اعرف الابل والماكنتوش
والايفون والايباد والايبود. ولكن اسم ستيف جوبز كان غريبا عن اذني. وظلّ كذلك الى
ان انتقل الى رحمة الله. وعرفت عن طريف الفايسبوك خبر رحيله، من خلال تعليق بعض
المفسبكين.ولا اعرف ما الذي دفعني الى قراءة بعض اخباره. هنا، كان لحظة حبّ متأخر،
حب بمفعول رجعي، ليس لأنّه مخترخ الايفون او او. ولا لانه من رجالات عصر معلوماتي.
ما جذبني اليه حبّه للفنّ، حبه لاتقان العمل، اتقان يبلغ حدّ الهوس. بعض العبارات
قرأتها له فشدتني اليه. كان من جملة اقواله انه يستعين بالشعراء احيانا في تصاميم
انجازاته، قال انه لا يضع فاصلا بين الفنّ والتكنولوجيا. هذه النقطة جذبتني اليه،
فلست ممن يحبّ ان يفصل بين الاشياء، اعرف ان الكون كله شبكة متداخلة العقد والخيطان.
وكنت كلما قرأت عنه ازددت به
اعجابا، تجربته في صباه مع البوذية، رحلته الى الهند، زواجه على سنة بوذا، شغفه
بما يعمل، ذلك الشغف الطفولي الذي لا يكف عن الامتاع، ثمّ قدرته على ان يربط بين
الاشياء، فمثلا قرأت انه استوحى الايفون الاول من تصميم سيارة مرسيدس، يفتنني
الخيال القادر على فكّ الاشياء واعادة تركيبها وقدرته على تصوّر ما لا يتصوره غيره.
كنت اقرا كتابا يتضمن مجموعة
من مقابلاته، فسألني استاذ جامعيّ وهل كان ستيف كاتبا؟ قلت له : لا وانما هي
مجموعة مقابلات، شعرت كما لو ان الدكتور استهزأ بالمقابلات والحكي، الحكي لا يرقى
في نظره الى مرتبة المكتوب، فلفتّ نظره الى ان بعض الكتب المقدسة لم تكن كتبا
وانما اقاويل جمّعت فيما بعد في شكل كتب، منها: احاديث كونفوشيوس، واحاديث الرسول
عليه السلام.
كما اعجبني انه على ثرائه
انسان ولوع بالثقافة وخبير بالمعرفة. وكان يردد باستمرار عبارة كادت ان تصير ملكا
له، وهي عبارة للدكتور لاند Land مخترع البولارويد التي يأبى فيها الفصل بين العلم والفنّ.
من كلماته التي فتنتني
قوله:" على المرء ان يتقن عمل ما لا يُرى اكثر مما يتقن عمل ما يرى".
يعرف ان يجعل كعب السحّارة
شهيا اكثر من وجه السحارة.
اتقان الخفيّ باهر.
وكان يقول انا فخور بما لم
اصنع اكثر مما انا فخور بما صنعت.
الحذف يرقى الى سنّة الابداع
في فكر ستيف جوبز.
مدونة محترمه
ردحذفتسلم بس انت عملتها ازاى
شكرا اخ احمد، اهلا بك في المدونة، زائرا ومعلقا.
ردحذف