الأحد، 31 يوليو 2016

هل من خصومة بين ‫#‏التبغ‬ والحمّص؟


هل من خصومة بين ‫#‏التبغ‬ والحمّص؟
هل يحسد التبغ ‫#‏الحمص‬؟
هل يعتبر التبغ ان الحمص ذو ذهنية توسعية؟
قد تكون هذه الأسئلة في نظر البعض غريبة.
ولكن الأسئلة التي وضعتها طرحتها صحف أمريكية.
هل طرحها من قبل العم سام يعني انها أسئلة تستحق ان تطرح؟
سرّ الأجابة في نبتة ‫#‏الحمّص‬ نفسها ، وفي حائها وميمها وصادها!
هناك كلمات تكتسب دلالات جديدة، بل كل كلمة تكتسب دلالات جديدة إذا ارادت ان تعيش ، وتمدّ في عمرها، وإلا فإنّ الزوال لها بالمرصاد، ومن تأمل كلمة واحدة، وراح يقلّب فيها النظر، يجد انها لا تختلف عن الكائن الحيّ الذي لا يموت بقدر ما يتحوّل، الموت انتقال من حال الى حال.
كان ميخائيل نعيمة يسمع وجع التفاحة حين يقضمها، والسبب هو أن صاحب الغربال ومرداد كان يؤمن بوحدة الوجود ويؤمن بأن العالم كله على تشعب ظاهره وتفككه المرئي تسري فيه روح واحدة!
الانفصال بين الكائنات وهم، هذا ما تعترف الديانة الشنتوية في اليابان على سبيل المثال، ومثلها ديانات عديدة أخرى علاقتها مع الكون علاقة عالية الرهافة!
والكلمة التي تموت هنا، تولد في مكان آخر، ومن الطريف مثلا هو دراسة الكلمات العربية التي تهجع كالمومياء في المعاجم العربية ولكنها حيّة ترزق على أفواه لغات كثيرة حتّى خارج حدود نفوذ اللغة الجغرافيّ أو الروحيّ.
من يحصي عدد الكلمات السريانية التي لا تزال حيّة ترزق على أفواه الناطقين باللغة العربية، وما عدد الملمات الفرعونية التي لا تزال حيّة على أفواه ابناء الكنانة أو في المحاكم الحالية الشرعية او غير الشرعية؟
يكفي النظر الى كلمات بعض المدن والقرى والأسماء في عالمنا العربي كبيروت او شركة ‫#‏قاديشا‬ لنعرف ان ‫#‏اللغة‬ لا تموت وتختفي او تتبخّر كليا . هناك كلمات ذات سلطان عابر للقرون واللغات والقارات، واحيانا لا ينتبه المرء من فرط الألفة والاستعمال الى تلك الكلمات المعمّرة كبعض أنواع الشجر الذي يعبر القرون ويعيش أكثر مما عاش آدم أو نوح.
كنت قد بدأت عن صراع بين التبغ والحمص في الولايات المتحدة، صراع يقضم فيه الحمّص مكان إقامة نبتة التبغ.
الحمّص يحتلّ أراضي التبغ !
الأمريكان اكتشفوا صحن الحمّص بالطحينة، أحبّوه، وصار من مآكلهم المحببة، فراح مزارعو التبغ يستبدلون التبغ بالحمص لتلبية حاجات المذاقات الجديدة، والواد الجدد.
ومن يدخل الى معاجم اللغات يجد ان كلمة حمّص صارت مفردة عابرة للغات وتكتب ‪#‎hommos‬ أو ‪#‎humus‬ او أشكال أخرى بحسب الفبائات العالم.
وكلمة حمّص لم تعد تعني الحمص وانما تعني الحمص المدقوق او المطحون او الناعم .
وأميركا ، الآن، مصهر ومطهر وشبكة مواصلات عملاقة مادية وفكرية وروحية.
سرّها الخارق انها أرض استيراد وتصدير للأفكار والمذاقات والسلع والقيم !
جزء من الهوية الاميركية هو نزع الهويات والمحليات وجعلها كلّيّات عابرة تكسر الحدود بين المذاقات والعادات والافكار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق