Pages

الأربعاء، 22 مايو 2013

مقتل جندي لبناني ثالث في الاشتباكات المتواصلة في طرابلس/ سوسن الأبطح


 
 
طرابلس:سوسن الابطح

استمرت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي أمس، بين حيي جبل محسن ذي الأغلبية العلوية وباب التبانة ذي الغالبية السنية في الضاحية الشمالية من مدينة طرابلس، شمال لبنان أمس، موقعة المزيد من الضحايا. وبلغت حصيلة مواجهات أمس، قتيلا وعشرة جرحى على الأقل بينهم عسكريان. واشتدت وتيرة المعارك ظهرا، بعد أن كانت شهدت شيئا من الهدوء مع بزوغ الفجر، إثر اجتماع عقد في مسجد حربا في باب التبانة، اتفق خلاله على التهدئة، وأبلغ الجيش والقوى الأمنية بالقرار.
وعزز الجيش اللبناني صباح أمس مواقعه، ووصل فوج من المغاوير إلى المنطقة، وانحسرت الاشتباكات. لكن إصابة المواطن محمد سلطان في سوق الخضار قنصا وسائق سيارة أجرة اسمه خالد بدوي، كان يعبر الأوتوستراد الدولي عند نقطة الملولة، أعادت الوضع الأمني إلى نقطة الصفر. وعلى أثرها عادت الاشتباكات إلى حدتها، وعلى مختلف المحاور، لتستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتقطع الطريق الدولية باتجاه الشمال وسوريا مرة جديدة، ما اضطر السيارات لسلوك طرق فرعية. وطالت القذائف «الإنيرجا» والـ«بي 7» والرصاص الطائش مناطق بعيدة عن المحاور المشتعلة، فوقع حريق في منطقة الزاهرية، وأصيب مواطن برصاص طائش في أحد شوارع طرابلس الرئيسة عند مجمع «سيتي كومبلكس» التجاري، ونبه المواطنون إلى عدم التجول بسبب كثافة الرصاص الذي ينهمر على شوارع في المدينة من المفترض أنها آمنة.
وقال رفعت عيد، الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي (العلوي)، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن ما يحدث «هو نتيجة طبيعية للشحن الطائفي الذي مارسه السياسيون»، مستنكرا اعتبار أن «جبل محسن مقابل القصير». وتساءل: «ما علاقتي بما يحدث في القصير، هل أنا سوري أم لبناني؟». ورفض عيد ربط جبل محسن بتدخل حزب الله في سوريا عسكريا وهو يقول: «نعم أنا روحي مع حزب الله، لكن هذه وجهة نظري التي يكفلها الدستور اللبناني وليس لأحد أن يحاسبني عليها، لكننا لا نتدخل عسكريا فيما يحدث في سوريا».
ودعا الجيش اللبناني إلى ضبط الوضع في باب التبانة، وقال: «نحن من جهتنا نستطيع أن نسيطر في الجبل بنسبة 97%، ولا يخلو الأمر من عناصر لا تلتزم»، محملا سياسيين طرابلسيين مسؤولية تسليح فئة من المقاتلين الذين تحولوا إلى «وحش يمكن أن يقتل من كبّرهم وغذاهم». وهو كلام يقترب مما قاله وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي، معتبرا أن «المرجعيات التي نراها على الأرض هي متورطة، وقد تحول شعار (طرابلس خالية من السلاح) إلى شعار (نريد طرابلس خالية من الطرابلسيين)».
وجاء تحميل سياسيين طرابلسيين مسؤولية التفجير، من أكثر من جهة أمس، خصوصا بعد استهداف الجيش ليومين متتاليين في باب التبانة. واستغرب كرامي أن «يكون الجيش بحاجة إلى غطاء من النواب خصوصا أن بعضهم كان أول من حرض على الجيش وأصابه في هيبته ودوره». وتابع كرامي: «هذه الأحداث كلها بشعة ومستنكرة جدا. لكن أن يعتدى على الجيش اللبناني بوضح النهار وبهذا الشكل ويسقط شهيدان وجرحى، فهذا الأمر لم يعد يمكن السكوت عليه.. وهذا غير مقبول. ومع احترامي للنواب الذين اجتمعوا أمس (أول من أمس) وأصدروا بيانات ودافعوا عن الجيش، أسأل ما هي صفة هذا الاجتماع؟.. خصوصا أن عددا من نواب المدينة الذين كانوا يحضرون الاجتماع كلنا نعرف بالسابق أنهم هم من حرضوا على الجيش اللبناني».واستهجن كرامي انشغال السياسيين اللبنانيين بموضوع الانتخابات والمحاصصة الطائفية، «بينما طرابلس تعيش وضعا متفجرا وخطيرا لا يسمح بإقامة مباراة كرة قدم، فكيف سيجرون انتخابات؟».. مشيرا بكلامه هذا إلى إصابة طفل بعد ظهر يوم الأحد الماضي برصاص طائش أثناء وجوده وسط جمهور يتابع مباراة لكرة القدم، في الملعب البلدي في طرابلس، ما أدى إلى إيقاف المباراة.
ولا ينفي الشيخ نبيل رحيم، وهو عضو في لجنة المساعي الحميدة، التي تجري اتصالاتها منذ مساء يوم الأحد للمساهمة في تهدئة الأوضاع أن «أطرافا كثيرة عربية وإقليمية وحتى دولية، مرتبطة بأحداث طرابلس»، من دون أن يسميها، معتبرا أن التفجير الأخير «قد يكون رسالة جديدة ترسل من صندوق البريد الطرابلسي، قد يكون لها علاقة بحسابات بالقصير أو الانتخابات المحلية، أو حتى تشكيل الحكومة».
قضائيا، وضعت النيابة العامة العسكرية، برئاسة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، يدها على الأحداث الجارية في الشمال وكلفت الشرطة العسكرية جمع المعلومات وإجراء التحقيقات الأولية. أما ميدانيا فقد شهدت طرابلس تصاعدا ملحوظا في حدة الاشتباكات أمس مع اقتراب ساعات الغروب، مما جعل المواطنين يتخذون كافة احتياطاتهم، لقضاء ليلة عنف، تنذر بأنها أشد وطأة من التي سبقتها، علما بأن المدينة تشهد شللا في مرافقها ومدارسها والكثير من جامعاتها، التي تخشى تحمل مسؤولية انتقال طلابها بسبب المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12594&article=729507&search=سوسن الأبطح&state=true#.UZ1N88z7_IU

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق