Pages

الخميس، 25 يوليو 2013

من شعر النابغة الذبياني

اليأس من طول الثواء رواح والمكث فيه تثبتٌ ونجاح
ومن التعفُّفِ عَنْ مسائلَ جَمَّة ٍ تُزْري بِصاحبِها، حَياً وفَلاحُ
لايلبسنَّ أخٌ أخاه مواعداً خُلُفاً كما لَبِسَ السَّرابَ رُماحُ
إنَّ القَصائدَ خيرَها وشِرارَها مِثْلُ المناهِلِ: عذبة ٌ ومِلاحُ
فسل الجواد إذا تبرع بالندى وذَرِ البخيلَ فإنّهُ أَنّاحُ
لا يَسْتوي ذو بسطة ٍ نالَ العُلا ومقصرٌ وهن القوى دحداح
المشتري حسن الثناء بماله فله بذاك مزية ٌ ورباح
والجهل مالم تخش يوماً ذلة ً غيٌ وعاقبة الحلوم صلاح
فانفَعْ صديقَك ما استطعتَ ولا تَخِمْ إنْ جَدَّ من حَرْبِ العدوِّ فِضاحُ
والمرءُ يُدْركُ في الأناة بِحِلْمِهِ ويضام وهو مدربٌ ملحاح
ومن الفحول أبٌ يزين وشائنٌ ومن الطَّروقة ِ رِشدة ٌ وسِفاحُ
والوعد منه منجزٌ وخلابة ٌ ومن النُّفوسِ سَخِيَّة ٌ وشِحاحُ
والعيشُ شَتّى : شربتانِ، فمنهما محضٌ يُعاشُ بطعمها وضَياحُ
أفنى القرونَ وَجَذَّ كلَّ قبيلة ٍ دَهْرٌ يُقلِّعُ غَرْسَها مُجتاحُ
يُبلي الجديدَ ويعتفي أيْدَ الفتى ليلٌ يكر عليهم وصباح
حتى يعود من البلى وكأنه قدحٌ تثلم ناحلٌ رحراح
ولهُ حِفافٌ ما يُواري قملة ً خزِىء ُ النباتِ كأنّهُ رُبّاحُ
ثم المنايا ليس عنها مزحلّ بل ليس دون سهامهن وجاج
ولقد سمعتُ بطائراتٍ في الدجى شُرُدُ النهارِ وما لهُنَّ جَناحُ
بل ليس يخفى فاجرٌ من ربه كِنٌّ يَكونُ به ولا بَرْواحُ
ونوافذٍ خلَّ القلوبَ سِهامُها ماإن ترى لكلومهن جراح
ولقد دعاني للبطالة رَبْرَبٌ هِيفٌ نواعمُ كالظباءِ صِباحُ
يبسمن عن بردٍ كأن غروبه مسكٌ يخالط عرفه الفقاح
تهوى مواصلتي وترضى شيمتي بيضٌ وأدمٌ في الفريد ملاح
فأجبتُهنَّ بِلا جُناحٍ رابَهُ يكفي الفواحش ريبة ٌ وجناح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق