Pages

الأربعاء، 29 أبريل 2015

دهر ابي العتاهية

الدّهر ذو دولٍ والموتُ ذو علل
والمرءُ ذو املٍ والناس اشباهُ
ولم تزل عبرٌ فيهنّ معتبرٌ
يجري بها قدَرٌ والله اجراهُ
والمُبتلَى فهَو المهجور جانبه
والناس حيث يكون المال والجاهُ
يبكي ويضحك ذو نفسٍ مصرّفة
والله اضحكه والله ابكاهُ
يابائعَ الدين بالدنيا وباطلها
ترضى بدينك شيئاً ليس يسواهُ
حتى متى أنت في لهوٍ وفي لَعِبٍ
والموت نحوك يهوي فاغراً فاهُ
ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه
رُبّ امرىء حتفه فيما تمنّاهُ
والناس في رقدةٍ عما يُراد بهم
وللحوادث تحريكٌ وإنباهُ
أنصفْ هديت إذا ماكنت منتصفاً
لا ترضَ للناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يا رُبّ يوم اتت بشراه مقبلةً
ثم استحالت بصوت النّعي بشراهُ
لا تحقرنّ من المعروف اصغره
احسنْ فعاقبة الاحسان حُسناهُ
وكلّ امرٍ له لا بدّ عاقبةٌ
وخير أمرك ما احمدتَ عُقباهُ
نلهو وللموتٌ في الدنيا وأبعده
وما أمرّ جنى الدّنيا واحلاهُ
كم نافس المرء في شيء وكابر فيه
الناس ثم مضى عنه وخلاّهُ
بينا الشقيق على إلفٍ يُسَرّ به
اذ صار اغمضه يوماً وسجّاهُ
يبكي عليه قليلاً ثم يُخرجه
فيسكن الارض منه ثّم ينساهُ
وكلّ ذي اجلٍ يوماً سيبلغه
وكلّ ذي عملٍ يوماً سيلقاهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق