قد يبدو كلامي تفلسفاً أو حكياً لمجرد الحكي. المعنى لا تحمله الكلمات، تحمله السياقات، وغياب السياقات يجعل معنى أيّ قول معلّقا في الهواء، معنى غائما كثيف الغموض. مهما كانت العبارة بسيطة، مفهومة، تظلّ دلالتها غير واضحة ما دمت لا اعرف لمن قيلت؟ ومن طرف من؟ وفي أي وقت؟ وفي أي طقس؟ من هنا كانت دراسة ما يعرف بأسباب النزول شرطا من شروط معرفة المعنى القرآنيّ. العبارات وحدها هياكل عظمية يكسوها المكان والزمان والقائل والمتلقي وجنس القائل أو السامع، وسياق القول لحمها وشحمها ويضخّ في عروقها دلالتها غير الزئبقية. كم هو ساذج أو محتال من يؤمن بوضوح المعنى. أعترف بأن البحث عن المعنى يشبه الحفر بالأظافر في الصخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق