Pages

الاثنين، 11 يوليو 2016

تقرير عن رسالة ماستر أعدتها الطالبة ندى ابراهيم المقدح حول" رمزية القناع في شعر محمود درويش"

 القناع كنز لا يفنى

عنوان الاطروحة مغر، فهناك " الرمز"، والرموز كنوز، والحضارات رموز، واللغات رموز. وللإنسان تلك القدرة السحريّة التي امتلكها الملك ميداس وهي تحويل كلّ  ما يلمسه إلى ذهب، ولكن هذه القدة السحرية تكمن في تحويل كل  ما يلمسه الى رمز، رمز شخصي أو جماعيّ. والرموز تشبه قبّعة ساحر ماهر، من حيث انها حمّالة أوجه. الرموز عكازات ونظّارات وامتدادات للحواس من حيث قدرتها على اختزان ما تعجز الكلمات نفسها عن حمله.
وهناك القناع، والقناع -كما أحبّ أن أقول عنه من وحي قول مأثور- كنز لا يفنى. وأنا اعرف تماماً دور الأقنعة في حياة الناس والحضارات، وتحديدا لدى الاغريق وقبائل افريقيا  ومسرح بكين الشهير. حيث يدخل في ميدان التمثيل كما يدخل في ميدان العبادة. ولا اظنّ انه يمكن فصل القناع عن العبادات لدى كثير من الشعوب.
وهل المايك_أب غير شكل من اشكال الأقنعة؟
وفي الأخير ما يغري بقراءة الرسالة هو الشاعر نفسه، شاعر فلسطين الأجمل، محمود درويش الذي تنقل بين الاقنعة بقدر ما تنقل بين البلدان. فمن لا وكن له، ليس له من وطن الا خيمة او التجوال كالبدو الرحّل.
بداية، كنت قد اشرت في ملاحظاتي الأولى على الرسالة انها رسالة قابلة للنقاش، واعطيت موافقتي على المناقشة بعد ضرورة الاهتمام بأحوال الهمزة وتصحيح عللها، ومعرفة متى تكون همزة وصل ومتى تكون همزة قطع، ولا يمكنني هنا لوم الطابع ولا لوم لوحة المفاتيح، وانما ألوم الطالبة العزيزة، واعتبر عدم الاهتمام بأوضاع الهمزة ضربا من الاستهتار العلمي، وخصوصاً ان الرسالة رسالة في الأدب، ورسالة في رمزيّة القناع، فما هي رمزيّة اهمال أحوال الهمزة؟ اعتبر الخطأ في كتابتها أشبه بآثار الجدري في وجه جميل، وهي آثار تقضم من جمال الرسالة.
ونقطة أخرى ايضا لا يمكنني ان اعتبرها خطأ عابرا، وهو الخطأ في كتابة المفردات الأعجمية، وكنت قد قلت أيضا، في رسالتي للعميد ما يلي: " ولكن أجد أنّ الرسالة تحتاج الى إعادة طباعة لتعديل مسألتين، وهما همزة القطع والأسماء الأجنبية، فالحدود بين همزة الفصل وهمزة الوصل مخترقة، والأسماء الأجنبية لا تخلو من أخطاء تخلخل الدلالة والمعلومة كاسم فرويد الوارد في هذا الشكل Frued على سبيل المثال" .
وكنت قد تكلمت حول هذه النقطة في حديث هاتفي مع الزميل العزيز الدكتور سالم، ولكن لأسباب لا أعلمها، لم تقم الطالبة بالمفترض وهو تصحيح الكلمات الأجنبية، وهو أمر لا يحتاج الى كثير وقت، فنجد مثلا في ذيل الصفحة الخامسة والستين العبارة التالية :" ErwinPnafsky: l'ouerre d'artet sessignification"،  ونجد كلمة Semat  ، ولا أعرف ان كانت هذه العبارات تنتمي الى لغة من لغات العالمين لم اسمع بها، وفي باب المصادر والمراجع في الصفحة 117  نجد ان كلمة l'ouerre أخذت شكلا آخر وهو l'ouerred . وفي هامش الصفحة السادسة والستين  كلمة " interportation"  وهي عبارة اعلن بكل تواضع اني لا اعرف معناها، وان كنت تنبأت بمعناها تنبؤا، وليس المطلوب مني ، ومن القارىء، في سياق مناقشة اكاديمية  التنبؤ بدلالة الكلمة.
وفي السطر الأخير من الصفحة الثالثة والسبعين كلمة "paratre" وهي كلمة فيما اظن تنتمي الى معجم كريماس السيميائيّ. ولا انكر ان الطالبة قد قامت بتصحيح كلمات اجنبية كثيرة، كاسم عالم النفس فرويد على سبيل المثال.
وعودة الى باب المراجع والمصادر تحت عنوان " المراجع الاجنبية" وهما مرجعان لا غير، وتكاد لا تجد كلمة واحدة سليمة في هذين المرجعين.
الطالبة تدرس رمزية القناع في شعر محمود درويش، ورمزيته، وللشاعر قصيدة نالت شهرة مستطيرة بعد ان غنتها ماجدة الروميّ  وفيها اشارة واضحة وغير مقنّعة هذه المرة عن الفناع،  كنت احبّذ لو تطرقت الطالبة اليها او الى بعض دلالاتها فيما يخدم رسالتها، ويمدّها بدلالات تصب في خدمة رسالتها، وهي قصيدة "مديح الظل العالي" حيث تكثر كلمة القناع بشكل شديد البروز.
سقط القناع عن القناع
عن القناع سقط القناع"
وهل القناع في شعر محمود درويش غير توكيد عن سقوط الأقنعة.
تقوم الطالبة في غير مكان من رسالتها الى الاعتماد في الاستشهاد بالقصائد او بمقاطع منها على ما يرد في صفحات الانترنت، وعلمتني تجربتي مع الانترنت ان لا اثق بالكلمات على صفحاته كثيرا، فحتى المواقع الجديرة بالاعتبار كالورّاق مثلا لا تخلو من اخطاء مطبعية، وكنت افضل لو ان الطالبة اعتمدت على الدواوين الورقية او الدواوين في الانترنت المنسوخو بصيغة pdf  تفاديا للأخطأء  لأنها تكون صورة طبق الأصل عن المطبوع. وما اقوله هو ابن تجربة شخصية في القراءة على الانترنت حيث اني غالبا ما اكتشف اخطاء مطبعية كثيرة مما يجعل الشكّ يحوم حول المقاطع المنقولة عن الانترنت . ففي الصفحة السادسة عشرة تقول الطالبة في الهامش الرقم واحد، بعد ان استشهدت بمقطع " للنيل عادات..." انه أخذ عن موقع الانترنت الفلاني، وتذكر اسم الموقع، ألم يكن من الافضل العودة الى الديوان الواردة فيه القصيدة، وذكر الصفحة والطبعة، كما فعلت في الصفحة التي تليها حين اقتبست مقطعا من قصيدة اوديب وذكرت الديوان الواردة فيه القصيدة "هي اغنية هي اغنية" مع تحديد الصفحة. لا ادري السبب الذي منع الطالبة من الاعتماد على الديوان مباشرة؟ هل هو عدم توفر الديوان، والمعروف ان محمود درويش شاعر محظوظ بين الشعراء من حيث توفر نسخ دواوينه لولع الناس بقراءتها.
في الفصل الأوّل من رسالتها ذي العنوان : التعبير بالقناع عند محمود درويش : المستوى والدلالة"، تسرد قصيدة " رحلة المتنبي الى مصر"، ولكنها لا في بدء الشاهد ولا في منتهاه، في الهامش لا اسم الديوان الذي اخذت منه القصيدة، ولا الصفحات التي وردت فيها القصضيدة في الديوان المعنيّ. وكذلك الأمر حيت ذكرت نص قصيدة " انا يوسف يا ابي" ( ص 41) لم تذكر لنا الكاتبة من اي ديوان اخذت القصيدة، وان كانت الطالبة  فيما بعد ذكرت في التحليل ( ص 43)ان القصيدة موجودة  في (الصفحة 77) من ديوان :" ورد أقلّ". وحين ذكرت قصيدة أوديب ( 50-51-52) ايضا لم تذكر لنا الباحثة عن اي ديوان اخذت القصيدة ولا عدد الصفحات التي انتشرت او احتلتها في صفحات الديوان/ الذي نعرف فيما بعد انه من ديوان" هي اغنية، هي اغنية". كان يمكن للباحثة مثلا ان تضع في مقدمتها حيت تذكر اسماء القصائد التي تريد تناولها بالتحليل والدرس ان تذكر في الهامش عماوين الدواوين. كما كنت احب ان اعرف التسلسل التاريخي لكتابة القصائد، فنحن من خلال البحث لم نعرف ما اذا كانت اوديب هي القصيدة الاولة التي كتبها الشاعر ام اذا ما كانت قصيدة المتنبي هي الاولى.
ثمة تناقض ملحوظ ورد في فقرتين من المقدمة التي وضعتها الطالبة بين الكثرة والندرة حول موضوع البحث، فهي تبرر في الفقرة تجت العنوان" سبب اختيار الموضوع" بالقول:" وجدت ان هذا الموضوع ندر تناوله في دراسات تكرس المعالجة نفسها" (ص 4)، ثم تقول في " باب نقد المصادر والمراجع" " هناك الكثير من الدراسات والابحاث والمقالات والدوريات التي تناولت موضوع القناع" وتتابع" وقد نال هذا الموضوع من الدارسين والباحثين الاهتمام الكبير حتى اصبح ميدانا فسيحا من ميادينهم الادبية" الى ان تقول:" الا ان هذه الدراسات قليلة" ( ص5).
خلال قراءتي للرسالة كنت أتسكع في شوارع الانترنت  لأعمّق معرفتي وقراءتي في الوقت نفسه عن رمزية القناع فوجدت بحثا يصبّ في صالح الطالبة، وهو" قصيدة القناع: قراءة في قصيدة "رحلة المتنبي إلى مصر" لمحمود درويش" للدكتور  ناصر يعقوب وقد نشره في  مجلة جامعة دمشقالمجلد24- العدد الثالث+الرابع 2008 وهو بحث من خمس وخمسين صفحة. اي انه بحث كان سيكون رافدا قويا للطالبة تظهر مواطن الاتفاق ومواطن الخلاف  بينها وبين كاتب البحث. ولم يكن العثور عليه شديد الصعوبة، فهو موجود بصيغة pdf، وما لفت نظري أنّه بحث لا يتوارى وراء الصفحات الكثيرة التي يتضمنها غوغل. فلقد وضعت عبارة "تحليل قصيدة رحلة المتنبي الى مصر" وّإذ بالبحث يطلّ عليّ في السطر الأوّل.
وبدأ الدكتور ناصر يعقوب بحثه بملخّص جاء فيه:
"يعالج البحث تقنية القناع في قصيدة "رحلة المتنبي إلى مصر" لمحمود درويش، إذ تُعد القصيدة الأولى التي يستخدم فيها الشاعر تقنية القناع. ويتناول البحث توظيف القناع ضمن أربعة محاور: المونولوج الدرامي، والوجه والقناع، وزحرحة القناع، والعنصر الدرامي والعنصـر القصصـي. وعلاقـة هـذه المحاور بحركة القصيدة وأبعادها الدلالية، ومدى نجاح الشاعر في توظيفها".
وتعمدت نقل الملخص بحذافيره لمنح الطالبة القدرة على الاستفادة من البحث، وكنت اتمنى من كل قلبي لو ان الطالبة اطلعت على هذا البحث وادرجته في باب نقد المصادر والمراجع على غرار ما فعلت مع كتاب عبد الرحمن بسيسو" قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر"، وكتاب " حياتي في الشعر" وهو سيرة ذاتية للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذي استخدم القناع بشكل كثيف كما تبدى في مسرحيته الشعرية ماساة الحلاج مثلا. وهنا اشير الى ايجابية البحث في كتاب بسيسو وعبد الصبور بسبب كونهما شاعرين اشتغلا تنظيرا وتطبيقا في مسألة " القناع" واستثمارهما في ابداعهما الفنّي. وألفت أخيرا الى ان المتنبي استخدم كقناع عند شعراء كثيرين في هذا هذا العصر، واشير الى عمل ادونيس  " الكتاب" الذي اعتبره نصا منسوبا للمتني، وهل الانتحال غير ضرب من ضروب الاقنعة على غرار ما فعل الجاحظ في بدء حياته الادبية والكتابية مثلا؟
هناك جمل متعدد كان يمكن للطالبة  ان تتمهل في صياغتها، اذ بدا فيها بعض الترهل، وسأكتفي بذكر واحدة من هذه الجمل، ولا ادّعي هنا ان رأيي هو صواب، فالجمل كما المأكل والملبس أذواق الة حد ما، أو اسلوب كالعبارة التالية:" يتبدى القناع ليس بأنه فقط حالة من تقمص شخصية ما"(ص17)
وتقع الطالبة احيانا في ارتكاب ما يتجنبه الباحثون عادة، وهو الجزم، والتعميم. ورد في ص 64  في تمهيد الفصل الثاني العبارة التالية:" فمحمود درويش هو أول من استخدم رمز الأرض/ وانتج معجما شعريا خاصا بها في قصائده" . فهل هو الأوّل حقيقة؟ وكيف نعرف من هو الأوّل؟ وماذا نقول عن شعراء  من فلسطين سابقين له؟  ففلسطين ليست اول أرض يخسرها العرب، وقد لا تكون الأخيرة، فالكر والفرّ في الجغرافيا لا يمكن حسمه. ماذا نقول عن شعراء الأندلس ورثاء المدن مثلا؟ تراث العرب مع الخسائر، للأسف، ليس ابن اليوم!
وأحيانا تضع الطالبة في حيّز الامكان ما هو في حيّز الواقع، حيت تتكلم على المستوى الايقاعي في قصيدة اوديب فتقول :" يمكن حسبان هذه القصيدة من الشعر الحديث" ( ص 60)، فهل هناك امكان ان لا نحسبها من الشعر الحديث؟ هل يمكن أن نحسبها من الشعر العموديّ مثلا.
اعرف ان التعامل مع الكلمات يتطلب الحذر الشديد وخصوصا في الكتايبة الاكاديمية.
وهناك عبارات عامة لا اجدها شديدة اللصوق بالتحليل من قبيل ما قالته الطالبة عن المحسنات اللفظية:" فتقول:" اما المحسنات اللفظية فقد ادت دورا مهما في عمية الترميز والتشخيص واضفاء نوع من الرونق والجيوية والجمال"( ص 58) . الا يمكن ان تدرج هذه العبارة في اي نص يتكلم عن خاصية المحسنات اللفظية او البديعية؟
ان الموضوع الذي تناولته الطالبة موضوع شيّق،
وثمة اخطاء مطبعيه تغدر بالعين من قبيل كلمة" تسجيد"( 84) بدلا من تجسيد، او كلمو " تمدد " أو تحدد" ( 79) ( السطر الثاني")،
ص 90 الترادف لم توضع له علاموة على غرار التكرار ج2
جـ-4- ، طيب وجيم 2 مثلا؟ ص 95
،






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق