تروي حكاية صينية مقطعاً من حياة طفل يعيش على مقربة من غابة. قرّر الطفل، ذات يوم،
المغامرة والتنزّه في الغابة، فغادر منزله وترك باب بيته مفتوحاً، انتهزت بطّة
غياب الطفل للتجوّل في المنزل واللعب ببركة الماء الموجودة في بهو المنزل، وبينما
كانت البطّة تستحم بمياه البركة مرّ عصفور بجوار البطة وراح يضحك منها، ويسخر من
أجنحتها مخاطباً إياها: أيّ صنف أنتِ من الطيور، إذا كنت لا تحسنين إطلاق العنان
لأجنحتك؟ فالتفت إليه البطّة وقالت: وانت أيّ نوع من الطيور اذا كنت لا تحسن
السباحة؟ لمحت، في هذه الاثناء، هرّة العصفور والبطة وهما يتشاجران، فقالت لنفسها،
انها فرصة جميلة للقفز على العصفور الشهيّ، ولكن شاء حظّ الهرة السيّىء أن يعود
الطفل، وعلم ما يدور في خلد الهرّة فأنذر العصفور الذي حلّق واستنجد بغصن شجرة
بعيداً عن رغبات فم الهرّة . سمع جدّ الطفل صوته فعلم انه كان خارج البيت، فأنّبه
وقال له: ألم تفكر في احتمال خروج ذئب من الغابة؟ ولكن الولد، وكان يثق بنفسه، قال
لجدّه: الأطفال مثلي لا يخافون الذئاب. وقبل إتمام حديثه كان ذئب يخرج من الغابة
متوجّها فوراً الى مصدر الصوت، فدلف الطفل بلمح البرق الى بيته، أمّا البطّة التي
لم تحسن الطيران، فإنها سقطت فريسة سهلة بين فكّي الذئب، وحين رأي الطفل المأزق
الذي وقع فيه أصدقاؤه، تسلّق شجرة بعد ان أخذ معه حبلاً ، فعقد طرفه واستطاع بواسطته
ان يلقط الذئب من ذيله، راح الذئب يقفز يميناً ويساراً محاولاً تخليص ذيله من الأنشوطة،
وكانت الأنشوطة كلما تحرّك الذئب تضيق أكثر فأكثر وتلتفّ أكثر وأكثر حول جسد الذئب.
مرّ صيّاد ورأى الطفل على الشجرة، والذئب يتلوّى ويعوي، فأراد الصياد إطلاق الرصاص
على الذئب، ووضع حد لشغبه، ولكن كان للطفل رأي آخر، وهو أسر الذئب لا قتله ثمّ
الذهاب به الى حديقة الحيوانات في القرية المجاورة وإبقائه حيّاً إلى أن يحين أجله
الطبيعيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق