Pages

الأربعاء، 23 يناير 2013

قصيدة الإلبيري في التحذير من يهود غرناطة

أَلا قُل لِصِنهاجَةٍ أَجمَعين = بُدورِ الزمانِ وَأُسدِ العَرين
لَقَد زَلَّ سَيِّدُكُم زَلَّةً = أقَرُّ بِها أَعيُنَ الشامِتين
تَخَيَّرَ كاتِبَهُ كافِراً = وَلَو شاءَ كانَ مِنَ المُسلِمين
فَعَزَّ اليَهودُ بِهِ وَاِنتَخَوا = وَتاهوا وَكانوا مِنَ الأَرذلين
وَنالوا مُناهُم وَجازوا المَدى = فَحانَ الهَلاكُ وَما يَشعُرون
فَكَم مُسلِمٍ فاضِلٍ قانِتٌ = لِأَرذَلِ قِردٍ مِنَ المُشرِكين
وَما كانَ ذَلِكَ مِن سَعيِهِم = وَلَكِنَّ مِنّا يَقومُ المُعين
فَهَلا اِقتَدى فيهُمُ بِالأُلى = مِنَ القادَةِ الخيرَةِ المُتَّقين
وَأَنزَلَهُم حَيثُ يَستاهِلونَ = وَرَدَّهُم أَسفَلَ السافِلين
وَطافوا لَدَينا بِإِخراجِهِم = عَلَيهِم صِغارٌ وذلٌّ وَهُون
وَقَمّوا المَزابِلَ عَن خِرقَةٍ = مُلَوَّنَةٍ لِدِثارِ الدَفين
وَلَم يَستَخِفّوا بِأَعلامِنا = وَلَم يَستَطيلوا عَلى الصالِحين
وَلا جالَسوهُم وَهُم هُجنَةٌ = وَلا واكَبوهُم مَعَ الأَقرَبين
أَباديسُ أَنتَ اِمرِؤٌ حاذِقٌ = تُصيبُ بِظَنِّكَ نَفسَ اليَقين
فَكَيفَ اِختَفَت عَنكَ أَعيانُهُم = وَفي الأَرضِ تُضرَبُ مِنها القُرون
وَكَيفَ تُحِبُّ فِراخَ الزِنا = وَهُم بَغَّضوكَ إِلى العالَمين
وَكَيفَ يَتِمُّ لَكَ المُرتَقى = إِذا كُنتَ تَبني وَهُم يَهدِمون
وَكَيفَ اِستَنَمتَ إِلى فاسِقٍ = وَقارَنتَهُ وَهُوَ بِيسَ القَرين
وَقَد أَنزَلَ اللَهُ في وَحيِهِ = يُحَذِّرُ من صُحبَةِ الفاسِقين
فَلا تَتَّخِذ مِنهُمُ خادِماً = وَذَرهُم إِلى لَعنَةِ اللاعِنين
فَقَد ضَجَّتِ الأَرضُ مِن فِسقِهِم = وَكادَت تَميدُ بِنا أَجمَعين
تَأَمَّل بِعَينَيكَ أَقطارَها = تَجِدهُم كِلاباً بِها خاسِئين
وَكَيفَ اِنفَرَدتَ بِتَقريبِهِم = وَهُم في البِلادِ مِنَ المُبعَدين
عَلَى أَنَّكَ المَلِكُ المُرتَضى = سَليلُ المُلوكِ مِنَ الماجِدين
وَأَنَّ لَكَ السَبقَ بَينَ الوَرى = كَما أَنتَ مِن جِلَّةِ السابِقين
وَإِنّي اِحتَلَلتُ بِغَرناطَةٍ = فَكُنتُ أَراهُم بِها عابِثين
وَقَد قَسَّموها وَأَعمالَها = فَمِنهُم بِكلِّ مَكانٍ لَعين
وَهُم يَقبِضونَ جِباياتِها = وَهُم يَخضِمون وَهُم يَقضِمون
وَهُم يَلبِسونَ رَفيعَ الكُسا = وَأَنتُم لِأَوضَعِها لابِسون
وَهُم أُمَناكُم عَلى سِرِّكُم = وَكَيفَ يَكونُ أميناً خَؤون
وَيَأكُلُ غَيرُهُم دِرهَماً = فَيُقصى وَيُدنَونَ إِذ يَأكُلون
وَقَد ناهَضوكُم إِلى رَبِّكُم = فَما تَمنَعونَ وَلا تَنكِرون
وَقد لابَسوكُم بِأَسحارِهِم = فَما تَسمَعونَ وَلا تُبصِرون
وَهُم يَذبَحونَ بِأَسواقِها = وَأَنتُم لِأَطرافِها آكِلون
وَرَخَّمَ قِردُهُم دارَهُ = وَأَجرى إِلَيها نَميرَ العُيون
فَصارَت حَوائِجُنا عِندَهُ = وَنَحنُ عَلى بابِهِ قائِمون
وَيَضحَكُ مِنّا وَمِن دينِنا = فَإِنّا إِلى رَبِّنا راجِعون
وَلَو قُلتَ في مالِهِ إِنَّهُ = كَمالِكَ كُنتَ مِنَ الصادِقين
فَبادِر إِلى ذَبحِهِ قُربَةً = وَضَحِّ بِهِ فَهُوَ كَبشٌ سَمين
وَلا تَرفَعِ الضَغطَ عَن رَهطِهِ = فَقَد كَنَزوا كُلَّ عِلقٍ ثَمين
وَفَرِّق عِداهُم وَخُذ مالَهُم = فَأَنتَ أَحَقُّ بِما يَجمَعون
وَلا تَحسِبَن قَتلَهُم غَدرَةً = بَل الغَدرُ في تَركِهِم يَعبَثون
وَقَد نَكَثوا عَهدَنا عِندَهُم = فَكَيفَ تُلامُ عَلى الناكِثين
وَكَيفَ تَكونُ لَهُم ذِمَّةٌ = وَنَحنُ خُمولٌ وَهُم ظاهِرون
وَنَحنُ الأَذِلَّةُ مِن بَينِهِم = كَأَنّا أَسَأنا وَهُم مُحسِنون
فَلا تَرضَ فينا بِأَفعالِهِم = فَأَنتَ رَهينٌ بِما يَفعَلون
وَراقِب إِلَهَكَ في حِزبِهِ = فَحِزبُ الإِلَهِ هُمُ الغالِبون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق