Pages

الاثنين، 6 يونيو 2016

ّإقامة ندوة بحوث الأدب العربي في الصين


يعتبر الأدب العربي جزءا هاما من الأدب العالمي ويتمتع بتاريخ عريق وقيمة مميزة. وتوجد في الصين مجموعة من الأساتذة والعلماء والباحثين يحبون الأدب العربي وهم يدرسونه ويبحثونه بجد واجتهاد. في حلقتنا اليوم، سنحاول الوصول إليهم والتعرف عليهم.
أعزائي، كانت ندوة بحوث الأدب العربي برعاية جمعية بحوث الأدب العربي بالصين قد أقيمت في ال17 وال18 من نوفمبر الجاري في جامعة بكين. وألقى السيد تشن تشونغ يي رئيس قسم الأدب الأجنبي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والأمين العام لجمعية الأدب الأجنبي بالصين كلمة في حفل افتتاح ندوة البحوث قيم فيها دور العرب في دفع الحضارة العالمية، حيث قال:
"سيطر العرب على شبه جزيرة ايبيريا نحو 800 سنة، وحققوا في هذه الفترة انجازات كبيرة لعبت دورا ايجابيا في دفع مسيرة الحضارة الغربية المعاصرة. وبعد انتهاء سيطرة العرب على الغرب، أسست أسبانيا أسرة جديدة، إلا أن الكثير من العرب بقوا في اسبانيا وعملوا على ترجمة امهات الكتب الشرقية إلى اللغة اللاتينية، وحدث ذلك قبل النهضة الأدبية والفنية التي بدأت في ايطاليا."
صادفت إقامة هذه الندوة مناسبة الذكرى الستين لتأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين والذكرى المئوية لميلاد العالم الاسلامي الصيني محمد مكين. إن قسم اللغة العربية فى جامعة بكين هو أول قسم من نوعه فى الجامعات الصينية. ومنذ تأسيسه قبل ستين عاما، حقق منجزات مشجعة من حيث اللغة والأدب والثقافة. وقد اعد مجموعة كبيرة من المتخصصين فى المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وإن العالم الأستاذ محمد مكين كان له الفضل الكبير فى تقدم الدراسات الاسلامية فى الصين. لقد قدم العالم مكين خدمات جليلة لفهم الحضارتين العربية والاسلامية من خلال ترجمة معاني القرآن الكريم وامهات الكتب فى التراث والأدب العربيين الى اللغة الصينية ونشر المقالات التى أسهمت كثيرا فى تعريف الشعب الصينى بكنوز الثقافة العربية.
وبعد مرور ستين سنة، شهد تعليم اللغة العربية وبحوث الأدب العربي تطورا كبيرا. وبهذا الصدد، قال الأستاذ تساي وي ليانغ الأمين العام للجنة الإرشادية لتخصص اللغات الأجنبية بالجامعات التابعة لوزارة التعليم الصينية:
"أشعر بأن تعليم اللغة العربية وبحوث الأدب العربي بالصين دخلت مرحلة جديدة منذ حلول القرن الجديد، وقد أسست نحو عشرين جامعة أقساما للغة العربية في الصين. ويتزايد هذا العدد ويتطور الحجم في ظل الاصلاح والانفتاح. فبالنسبة لنا نحن نعمل في هذا التخصص، هناك الكثير من الأعمال التي نحتاج إلى إكمالها مثل وضع خطة تطويرية من أجل الارتقاء بتعليم اللغة العربية."
أقيمت هذه الندوة تحت شعار "الأدب العربي- الزمان والمكان"، وقدم المشاركون في الندوة دراسات حول الأدب العربي من مختلف وجهات النظر، وتناولت الموضوعات الأدباء العرب المشهورين ورواياتهم والفيلم العربي والشعر العربي. وأوضح الأستاذ صاعد تشونغ جيكون رئيس جمعية بحوث الأدب العربي بالصين شعار هذه الندوة، حيث قال:
"إن الزمان في حياتنا يتمثل في ثلاثة أيام أي أمس واليوم والغد، والمكان يتمثل في موقعين أي هنا وهناك. وكذلك في الأدب العربي، هناك أدبهم العربي، وهنا نحن نبحث الأدب العربي من حيث الماضي والحاضر والمستقبل."
إن الأستاذ صاعد تشونغ جيكون هو من أشهر الباحثين الصينيين في مجال بحوث الأدب العربي، بدأ يدرس اللغة العربية في عام 1956 وذلك يعني أنه قد أمضى في هذه الدراسة حتى اليوم قرابة خمسين سنة كاملة. وفي الوقت نفسه، عمل مدرسا للغة العربية في جامعة بكين وأجرى بحوثا في الأدب العربي، وحقق انجازات كبيرة. وشرح الأستاذ صاعد لنا مفهومه للأدب العربي:
"أجد اللغة العربية صعبة ولكن مفيدة وكذلك الأدب العربي والحضارة العربية الاسلامية لأن كما نعرف أن الحضارة العربية في القرون الوسطى بما فيها الأدب العربي كانت مثل منار ساتع تنير على العالم أجمع. أما في العصور الحديثة، نجد الأدب العربي تثامن أيضا الأدب الغربي. فأجد قيمة الأدب العربي لا تقل عن الأدب العربي."
إن جمعية بحوث الأدب العربي بالصين برئاسة الأستاذ صاعد تشونغ جيكون أقامت الكثير من النشاطات الأدبية منذ تأسيسها رسميا في أغسطس عام 1987. وفي تلك السنة، أقامت الجمعية ندوة بحوث ركزت على محورين، أحدهما "ألف ليلة وليلة" والثاني الأديب المصري نجيب محفوظ. كما أقامت منتديات وندوات كثيرة حول الأدب العربي بعد ذلك، مثلا عقدت ندوة بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الأديبين والمفكرين الكبيرين طه حسين وعباس العقاد. وحققت الجمعية أيضا انجازات كبيرة في مجالات الدراسة والترجمة والتأليف، حيث أطلعنا الأستاذ صاعد تشونغ جيكون على ذلك قائلا:
"في الحقيقة، حققنا بعض النجاحات في البحوث والدراسات للأدب العربي وألفنا زملاءنا في الجمعية بعض المؤلفات، قمنا أيضا بالترجمات وترجمنا الرويات ومجموعات القصص العربية حوالي مائتي نوع من مثل هذه أعمال الأدب العربي منها مثل بعض الرويات لنجيب محفوظ..."
إن هذه الانجازات لا تسهم في إطلاع الصينيين على الأدب العربي فحسب، بل تلعب دورا ايجابيا في تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية وتعميق الصداقة التقليدية بين الشعب الصيني وشعوب الدول العربية، حيث قال الأستاذ الشريف تشي بوخاو الباحث بقسم الأدب الأجنبي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وهو أيضا نائب رئيس جمعية بحوث الأدب العربي بالصين:
"مهما كانت المترجمة والبحوث للأدب العربي متقيد من بعض قوانين الاقتصاد السوقي، ولكن هناك الكثيرون الذين يعرفون اللغة العربية يريدون أن يقوموا بترجمة وبحث الأدب العربي لكي يعرفو القراء الصينيون، ومن ذلك، في الحقيقة، نحن نساهم في تطوير الصداقة والتبادل الثقافي بين الشعب الصيني وشعوب البلدان العربية."
بالنسبة إلى أعمال جمعية بحوث الأدب العربي بالصين في المستقبل، يمتلك الأستاذ صاعد تشونغ جيكون أفكارا وخططا خاصة، حيث قال:
"فيما بعد، أمامنا طريق طويل لأن الأدب العربي في نظرنا بحر واسع شاسع، فعلينا أن نخص على لآلئ في هذا البحر... ونريد أن نترجم بمساعدة اتحاد الكتاب العرب لترجمة أفضل الرواية العربية في القرن ال21، هذا في مشروعنا، ونريد أن نترجم أيضا بعض الأدبيات الكلاسيكية العربية لكي يعرف الصينيون الأدب عربي بصورة أفضل."
أعزائي، بسبب وجود مثل هذه المجموعة من الصينيين الذين يحبون الأدب العربي حبا جما، نؤمن بأن مستقبل بحوث الأدب العربي في الصين سيكون أفضل وأكثر إشراقا.

http://arabic.cri.cn/81/2006/12/12/41@67981.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق