هذا
بيت شعر عربيّ قديم ينسب للشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى. ولقد اخترته لاستخدامه
كشاهد على عبارة" يا
قوم"، وهي عبارة شائعة منها ولد مفهوم "القومية" كما في "
القومية العربية" مثلاً.
ما لفت نظري في التعبير انه يعني الرجال لا النساء. فالمرأة ليست جزءاً من القوم.
والكلمة كانت تعني الرجال، والدليل كما في البيت هو وضع كلمة "قوم" على
تضاد مع كلمة "النساء"، و"القوامة" كمصطلح ديني هي ايضا من
الكلمات التي ترتبط والقوم بالجذر نفسه.
القيام
من الجذر نفسه ايضا، وعكسه القعود، اي ان القعود من سمات المرأة وليس الرجل. في
الشعر العربي القديم كان الرجل الذي يقلّد النساء يسمّى بالقعَدة، اي ان الرجل
القاعد لا القائم لا ينتسب الا مجازا الى عالم الرجولة، وارتبط
القعود بالمرأة لا بالرجل، هذا ما يقوله فعل عامّي، خرج من طبيعته الدلاليّة
الأولى ودخل في حيّز المجازات. واليوم، ايضا، حين نريد ان نتكلم على رجل
قاعد في البيت نستعمل عبارة لا تخلو، بدورها، من طرافة. نقول انّه " رجل
متْسَتِّتْ" اي رجل "قاعد مثل "الستّات" في البيوت. هنا
فعل" تستّت" خارج من رحم المرأة،/الستّ، القاعدة.
وعليه،
لا تخلو كلمة قوميّة من "نكهة ذكوريّة" وتمييز عنصريّ، في الأصل"
القوم" تمييز عنصري بين المرأة والرجل، بين الأنا والآخر، ومن باب القومية
دلف الكثير من الايديولوجيات العنصرية، مثل النازية او الصهيونية التي لا يريد
الغرب ان يرى وجه الشبه بينها وبين النازيّة!
الطريف
بالأمر " ان القعود سمة مشتركة للنظرة العربية والنظرة الصينية للمرأة. فرمز
المرأة يشير الى امرأة قاعدة، بينما رمز الرجل الى "رجلين".
الرجل
من الرجلين. فالفرق بين الرَجُل والرِجْل فرق في الحركات! في العربية والصينية، والمرأة، في الحضارتين
الشرقيتين، من القعود.
وقوف
المرأة على رجليها يخيف الرجل. يبدو أنّ "قوام " المرأة الممشوق يزعزع "قوامة"
الرجل، ويبدو أنّ الأمر باق على ما هو
عليه الى يوم " القيامة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق