أقيمت ندوة البحوث الدولية للثقافة العربية المعاصرة بمناسبة نجاح اختتام المؤتمر الوطني ال17 للحزب الشيوعي الصيني. وألقى نائب رئيس جامعة الدراسات الأجنبية ببكين البروفيسور تشوا ليا كلمة في مراسم افتتاح الندوة، حيث قال:
"اختتم المؤتمر الوطني ال17 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح مؤخرا، ويشعر الشعب الصيني بثقة تامة إزاء تقدم حزبنا. لذلك فإن إقامة ندوة البحوث هذه لها مغزى جديد. أعتقد أن علاقات الصداقة الصينية العربية تمر حاليا بأفضل مرحلة في التاريخ، وتتمتع بالتعاون والتبادل والفوز المشترك. لذا، نقيم مثل هذه الندوة لتقديم مساهمتنا في تعزيز التعارف بين الصين والعالم العربي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، نحتاج نحن علماء في القضايا العربية إلى المناقشة والدراسة المتبادلة، فكلية اللغة العربية وفرت منبرا لنتبادل الأفكار."
شارك في هذه الندوة مسؤولون من الدوائر الحكومية المعنية وباحثون في مجال العلوم العربية وكذلك بعض العرب المقيمين في بكين، حيث طرحوا وتبادلوا الآراء حول القضيا الثقافية والأدبية العربية والسياسية والاقتصادية، وعرفنا عميد كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين البروفيسور تشانغ هونغ بهدف هذه الندوة، إذ قال:
تجمع هذه الندوة عددا كبيرا من الباحثين والخبراء في الثقافة العربية المتمثلة في مجالات عديدة : السياسة والاقتصاد والتجاره وكذلك في الأدب العربي واللغة العربية والمجتمع العربي والثقافة العربية. وهذة هي المحاور الرئيسية التي سنركز عليها في هذة الندوة. والهدف هو إجراء البحوث والدراسات من خلال زاوية الثقافة ولكن نحن نريد من هذه الزاوية أن نتعمق في الدراسات حول المجالات المذكورة وكذلك نحن توظيف مختلف القوى الجمعية لكي نصل الى هدف هو معرفة الثقافة العربية المعاصرة وكذلك معرفة العلاقة المعاصرة بين الثقافة العربية والثقافة الصينية، وأيضا الهدف الاخير بالنهاية هو أعمق من ذلك فهو لتقوية وتطوير العلاقات الصينية العربية وكذلك نريد ان نجمع العلماء والباحثيين الصينيين في هذا المجال لكي نرفع مستوانا الدراسي والبحثي في هذه المجالات جميعها. ويحضر هذه الندوة بعض أصدقائنا العرب سواء من الباحثين او العاملين في بكين منهم الدكتور ناصر وهو المستشار السياحي في السفارة المصرية في بكين وكذلك الأستاذ الدكتور مصطفى السفاريني – السفير الفلسطيني السابق في بكين وكذلك الدكتور حسنين من مصر. على كل حال ونحن نشارك هنا وكل واحد يبدي ملاحظاته وآرائه ومواقفه من الثقافة العربية المعاصرة وارجو ان تكلل هذه الندوة بالنجاح بجهودنا جميعا وانشاء الله سيستفيد اللذين يتقنون العربية أو اللذين يدرسون الثقافة العربية في الصين.
تناولت موضوعات الأطروحات في هذه الندوة بحوث اللغة العربية والأدب العربي والأوضاع الثقافية والاجتماعية الحالية في الدول العربية وأهم القضايا السياسية والاقتصادية المعاصرة في العالم العربي. وبالإضافة إلى قراءة البحوث، جرت في الندوة أعمال التقييم والمناقشة من أجل تحقيق تبادل الأفكار بشكل فعلي.
أعزائي، ما استمعتم إليه هو صوت قراءة البروفيسور شي شي تاونغ بحثه في الندوة، وبصفته مدرسا ماهرا للغة العربية وباحثا غزير الإنتاج في القضايا العربية، قدم ثلاثة بحوث أطروحات كانت عناوينها نهضة الدول الخليجية الست، والتفكير الفلسفي في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وغياب الإدراك الثقافي، وأثارت هذه البحوث صدى طيبا لدى المستمعين المشاركين في الندوة، ومن بينهم المستشار السياحي بالسفارة المصرية لدى الصين الدكتور ناصر عبد العال، حيث قال:
"نشكر جامعة الدراسات الأجنبية في بكين وبالتحديد كلية اللغة العربية فهي قد أثبتت بالواقع العملي انها معقل للعلم وانها منبر لتبادل الرؤي فيما يتعلق في التبادل بين الثقافتين الصينية والعربية وبخاصة الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية. وقد استمعت قبل قليل إلى محاضرة السيد الأستاذ الدكتور شي سي تونغ والتي كانت بمثابة تشريح عملي للواقع العربي والصيني مقارنة بالحضارة القديمة والموروث الثقافي القديم ومتطلبات العصر من العولمة واثرها على أنماط الاستهلاك في المجتمعات العربية والمجتمع الصيني ومدى نجاح التجربة الصينية في الاستفادة من التحول الثقافي المطلوب دائما لدى كافة الأمم على مر العصور. والاخفاق العربي من الاستفادة من مواكبة العصر ومتطلباته ثقافيا قبل ان تكون اقتصاديا ونحن نتفق قلبا وقالبا مع ما قاله شي سي تونغ فيما يتعلق بالواقع العربي ونجاح تجربة دول الخليج الست في طفرة البناء الحديثة التي شهدتها المنطقة ومواكبة العصر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تلك المنطقة وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فنحن جميعا كما أفاد سيادته وكما أفاد كثير من المحللين انه قبل خمسين عاما من الزمن انه حان الأوان للتعايش السلمي ونبذ الحقد بين العرب وجيرانهم في هذه المنطقة لتثبيت قواعد الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني . وفيما يتعلق بالنقطة الثالثة حول أهمية أن يكون هناك مرونه في تناول الثقافات الحديثة والثقافات الدخيلة بما يتفق مع الموروث الثقافي وبما يحفظ الشخصية الثقافية العربية في ذات الوقت..."
شارك في هذه الندوة أيضا بعض العلاماء والطلاب العرب المقيمين في بكين، من بينهم حسنين فهمي الذي جاء من مصر ويقيم في الصين منذ ثلاث سنوات، وهو مدرس مساعد بكلية الألسن بجامعة عين شمس ويسعى حاليا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة اللغات ببكين، وقدم في هذه الندوة بحثا تناول عملا للأديب المصري محمد بدوي وهو "هونغ كونغ- مدينة الأحلام"، وأطلع حسنين فهمي مراسلنا على سبب اختيار هذا الموضوع وانطباعاته عن الصين:
"موضوع التقرير اليوم يتناول عمل للأديب المصري محمود البدوي هو "هونغ كونغ – مدينة الأحلام" وقد اخترت هذا العمل لأنه يعبر عن عمق الصداقة التي تربط بين الشعبين العظيمين – الشعب الصيني العظيم والشعب المصري العظيم وقد ركزت على هذا العمل لأنه انطلق من أديب مصري كبير هو الكاتب المرحوم محمود البدوي والتي عبر فيه عن رؤيته شخصيا ورؤية كثير من المصريين والعرب عامة للشعب الصيني وخاصة في فترة الخمسينيات من القرن العشرين. وقد زرت هونغ كونغ ووجدت فيها الكثير من ما يثير الاعجاب والتقدير لهذه المدينة العظيمة و طول التقدم التكنولوجي والصناعي والتجاري والتي عكست ما قد كان عبر عنه الأديب محمود البدوي في كتابه مدينة الأحلام. هذه هي السنة الثالثة من الإقامة لي في الصين وقد كنت قد بدأت دراسة اللغة الصينية في مصر وهنا اتيت ايضا للدراسة. وقد كنت معجبا بالحضارة الصينية والثقافة الصينية قبل قدومي الى الصين ولكن بعد ان جئت هنا وعشت هذه المدة الطويلة فقد زاد اعجابي وتقديري للثقافة الصينية وللشعب الصيني. ففي كل يوم اقابل من المواقف الجميلة التي تزيد من اعجابي بالصين وبالشعب الصيني الصديق..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق