كتبهابلال عبد الهادي ، في 2 تشرين الثاني 2011 الساعة: 15:49 م
زبائن كثر مرّوا على مطعم والدي، من كلّ الطبقات، ولكني اميّز زبونا من بيت عبّود من بين كلّ الزبائن الذين اعرفهم. انّه في الاربعين من العمر ولكنه اقدم زبون عندنا. رغم ان عمر مطعم ابي يتجاوز الستين عاما.
كان يأتي وهو دون العاشرة من العمر، لا اعرف كم كان عمره بالضبط. ربّما في السادسة من العمر او السابعة. كانت يحضره والده الى المطعم ليأكل صحن حمّص ثم يعود اليه بعد فترة قصيره ويعودا الى البيت.
وصل الى سنّ المراهقة وظلّ يأتي.
كبر، تفتّح قلبه على الحبّ، وتعرّف على فتاة من جبيل، وصار يأتي واياها الى المطعم، ويأكل كلّ واحد منهما صحن حمّص.
تزوّج من حبيبته الجبيليّة وظل وفيا لصحن الحمّص. وزوجته بدورها احبّت الحمّص وصار من اطباقها المفضّلة. لفتت نظري زوجته ذات يوم حين تكوّر بطنها استعدادا لاستقبال الابن البكر. جاء الولد ، صار الزبون يأتي وزوجته وابنه الصغير ، ابنه اليوم في عمره حين كان يأتي الى المطعم. تذكرت طفولته وانا ارى طفولة ابنه.
يعمل الآن في السعودية، وحين يأتي الى لبنان، يكون هدفه الاوّل المجيء الى المطعم لتناول طبقه المفضّل هو وزوجته وابنه وابنته الصغيرة. وبعد الانتهاء من الطعام يطلب علبتي حمّص واحدة لأهله وواحدة لأهل زوجته.
افهم علاقته تماما مع صحن الحمّص.
وأقول له: شكرا لك. انت قيمة مضافة في مطعمنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق