الخميس، 27 فبراير 2020

三人一条心,黄土变成金。

三人一条心
黄土变成金

تعلم اللغة الصينية


كثيرا ما نجد كلمات صينية حين تكتب بالحرف العربي تختم بجيم أو غين.
مثل وانغ لانغ أو وانج أو لانج .
والطريف في الأمر أن لا وجود لهذين الحرفين في أواخر الكلمات الصينية على المستوى الصوتيّ.
انها موجودة لنقول لك أنا غير موجودة. لا أتكلم بالألغاز. ولكن شاءت الكتابات ، كل الكتابات أن تزيّف الصوت، تضحك على مخارج الأصوات اللغوية.
بداية، الغين والجيم هما شيء واحد يرسمان حرف g ، وهو حرف يبلبل الكتابة العربية، الجيم القاهرية غير الجيم اللبنانية.
حين يواجه القلم المصري حرف g يعامله معاملة جيمه القاهرية، نحن نبادله بحرف الغين إذ نجد الغين اقرب إلى الجيم القاهرية.
ماذا يقصد بحرف الغين او الجيم في أواخر الكلمات الصينية المكتوبة بالعربية؟
هنا سأنتقل إلى الكتابة الفرنسية لتفسير الحالة الصينية، نكتب long الفرنسية التي تعني طويل، ولكن من يعرف الفرنسية يعرف ان حرف g لا وجود له على مستوى الصوت، يكتب ولا يلفظ، وهكذا الجيم في الحرف الصيني.
لونغ تلفظ كما تلفظ long ، وتعني هذه الكلمة التنين، رمز الصين الأوّل.
وعليه كلمة ملك 王 wang
وانغ، تلفظ جيمها كما تلفظ الجيم في
long
كلمة ملك أو رمز ملك كما ترى شديد البساطة، ثلاثة خطوط أفقية يخترقها خط عموديّ.
ولا أظنّ أن يدا عربية تعجز عن كتابة رمز ملك

الأحد، 16 فبراير 2020

香波 قراءة في رمز صيني


الموج العاطر

دخول مفردة من لغة ما إلى لغة أخرى يفرض عليها شروطا صوتية معينة سببه أنّ لكل لغة نظاما صوتيا خاصا بها مختلفا عن نظام أي لغة أخرى. وهكذا تجد المفردة نفسها مضطرة للخضوع إلى النظام الصوتي الجديد إذا أرادت الإقامة المديدة في ضيافة هذه اللغة أو تلك. لا بدّ من تضحية صوتية ما، فالسين قد تصير #صادا، والكاف قافا، والتاء طاء مثلا، والميم #نونا، والراء #لاما، لأنّ الصوت المفرد يخضع أيضا لنظام صوتي آخر هو " نظام المقطع" ، فالنظام المقطعي أيضا نظام متغيّر بحسب اللغات، فلكلّ #لغة نظام خاصّ بها على غرار ما هو عليه الحال في النظام الصوتي الذي يتجسّد مكتوبا في #الألفبائيات.ولا يغرّ المرء بالشكل، فشكل ألفباء #اللغة_الانكليزية يشبه في أصواته الصامتة أو ما نسميه بالحروف متشابه ولكن ينكشف الخلاف وبشكل لا لبس فيه في الصوائت أو ما يسمّى في العربية بالحركات.
#اللغة_الصينية ذات قدرة هي بنت طبيعتها الصوتية في نقل المفردات الغريبة.
وهنا سأقف عند كلمة " #شامبو" #shampooing الذي اختارت الصينية أن تأخذ شكله الصوتي من الفعل #shampoo.
اللفظ الصيني هو "شْيانغ پو"، ولكن الشكل الصوتي كما هو في العربية شكل معتم لا يفصح عن الطريقة التي اختارتها الصينية. اللغة الصينية لصيقة الصلة بطريقة كتابتها. لا يمكن للكتابة الصوتية أن تكون بديلاً فعّالا للرموز، أو للكتابة الصينية، وذلك بسبب طبيعة اللغة الصينية المقطعية. #الحرف_اللاتيني عكّاز لا أكثر يستخدم لتعليم الرموز. الرمز صورة أو معنى، الألفباء صوت عاجز عن تلبية حوائج الرمز، #الجناس_الصوتي الكثيف يجعل الكتابة بالحرف اللاتيني أو غيره كالرماد في العيون يشوّش عليه رؤية #المعنى!
الصوت الواحد أي المقطع الواحد له دلالات كثيرة يكشفها شكله المكتوب، الجناس على مستوى الصوت لا على مستوى الكتابة الصينية، ولكن الجناس الصوتي يتحوّل إلى جناس مكتوب في حال استخدمنا الحرف اللاتيني أو أي حرف آخر.
وهنا يتاح للغة الصينية أن تقوم في نقل الصوت بطرق شتّى، وبدلالات شتّى ، فهي تستطيع أن تختار صوتا يحمل معنى القدح أو المدح.
وبالنسبة لكلمة #شامبو فقد اختارت له تسمية هي صوتية في الأساس ولكنها تختضن أيضا معنى عطرا. اختارت للشامبو ما يمكن ترجمته إلى العربية بالموج العاطرxiāng bō 。 香波
وهي ترجمة موفقة، فالشامبو ذو علاقة حميمة مع الماء ومع العطر الذي يفوح من خصل الشعر " المتموّجة"!

الاثنين، 10 فبراير 2020

#破釜沉舟 pò fǔ chén zhōu



في كلّ لغة كنايات.
الكنايات نقاب يخفي المعنى.
يلهيك بما ترى فلا ترى ما يجب أن تراه.
المعنى مغيّب وراء المعنى الظاهر، الفاقع، الواضح.ما هو شديد الوضوح يصبح أحياناً كلوح الزجاج شديد النظافة فترتطم فيه لأنّك لا تراه مع أنّه أمامك.
عينك تخونك!
نظافة الزجاج التامّة تنصب لك الفخّ!
وهكذا الكناية يمكن أن تقوم بهذا الدور على أتمّ وجه.
العبارة الصينية أعلاه تقول:
كسر الطناجر وإغراق السفن.
هل يمكن أن تعني كسر الطناجر وإغراق السفن الانتصار؟
من أين يأتيها المغنى؟
لا يأتيها من حطام الطناجر ولا من غرق السفن!
في تراثنا خطبة شهيرة لطارق بن زياد عن حرق السفن !
الحرق والغرق يحملان المعنى نفسه!
لن أحكي عن الخطبة والشكوك حول نسبتها لطارق بن زياد الذي لم يكن بلبلاً في العربيّة بحسب بعض الأقوال.
استراتيجية حرق السفن استراتيجية قديمة، وهي استراتيجيّة ناجعة يشبه معناها حشر الهرّ ة في الزاوية!
حشرها يمنح مخالبها قوّة لم تكن تملكها قبل الحشر!
استراتيجية كيميائيّة تحوّل طاقة اليأس إلى طاقة إيجابيّة، فعّالة، وبطّاشة.
تنقلب الأشياء إلى أضدادها حين تصل إلى ذراها!
يعود المثل الصيني إلى واقعة عسكرية.
كان أحد الجنرالات يريد أن ينتصر، ولينتصر تخلّى عن عناصر الانتصار الظاهرة، طناجر الطعام، لوّح لجنوده بالجوع وليس بالشبع!
لوّح لهم بعد إغراق السفن بعدم الرجوع!
عملان سلبيّان بهدف توليد عمل إيجابيّ هو الانتصار.
التيئيس تحميس!
لم يعد أمام جنوده إلاّ احتمالات محصورة !
الموت أو الانتصار!
الموت دافع قويّ للانتصار!
الموت مبعث الحياة!
اليأس خلاّق فرص!
اليأس ولاّد نجاحات وانتصارات!
زد جرعات اليأس فقد تضمن انقلاب المصير!
قلت: قد.
لأنّ اليأس كما كلّ ما تراه عينك سيف ذو حدّين!

أحكي عن رمز 人


التعلّم يتطلّب الولع باللعب!
العلم لعبة!
اللغة ، أيضاً، لعبة . هذا ما قاله فيلسوف المعنى #لودفيغ_فيتغشتاين.
هنا لعبة ، لتوصيل الرموز الصينية من أطراف أصابعك إلى ذهنك، ولدعوة هذه الرموز إلى الجلوس في ذاكرتك.
سأنطلق من رمز غير موجود في الصور!
ولكن من يجيل نظره في الصور سيعرف أن الرمز غير الموجود موجود!
كيف؟
وعن أي رمز تحكي؟
أحكي عن رمز 人!
وهو يعني إنسان.
ومن هذا الرمز سأذهب إلى رمز آخر موجود ولكن بشكل غير مباشر، وهو 大 الذي يعني كبير.
من يتابع ما أكتبه عن الرموز الصينية يعرف أنّي تناولت سابقاً هذين الرمزين من زوايا متعددة.
لا أظنّ أنّ أحداً سيقول لي: هذان الرمزان صعبان، تتعثّر برسمهما الأصابع، ومن الرمز الثاني سأذهب إلى الرمز الثالث头 ويعني الرأس!
ولا يختلف الرأس عن رمز كبير إلاّ بوضع خطّين وكأنّهما خصلتا شعر !
ومن الرأس أروح إلى رمز كديد هو 买 ، ومتأمّل هذا الرمز يحد أنّه يشبه رمز الرأس ولكن مع وضع خط فوقه مثنيّ في آخره الأيمن، وحتّى لا تنساه تخيّله قبّعة يعتمرها رأس!
ويعني اشترى.
وإذا وضعت فوق رمز اشترى ما يشبه الصليب الصغير أو علامة زائد + تحصل على فعل جديد 卖 ويعني باع.
ها أنت الآن تعرف، كما أتخيّل، طبعاً إذا كانت لديك رغبة ما في كشف أسرار الرموز الصينيّة، أو الإلمام ولو البسيط في طريقة الصينيين في تشكيل الرموز.
والآن تعرف:
人大头买卖
والرمزان اللذان على شرفهما كتب هذا المنشور إذا جمعتهما معا صار معك 买卖 ومعا يعنيان تجارة.
الملاحظ أنّنا في العربية نقول: بيع وشراء، ولكن في الصين يقولون: شراء وبيع.
وهنا أذكر عبارة تغيّر مواقع الكلمات بتغيير اللغات.
نحن نقول: ليلاّ ونهاراً ولا نقول نهاراً وليلاً، بينما في الفرنسية يقولون jour et nuit!
نبدأ بالليل لأنّ العربية بنت الصحراء بخلاف لغة موليير

鼠年


الدنيا غريبة، لا أحد يعرف متى تتغيّر مصائر الأشياء والكلمات!
ولا يمكنك أن تستهين بأيّ من أشياء العالم لا بعنكبوت ولا بذبابة ولا بفأر ولا بصرصار!
جاء الزمن الرقميّ بمنعطفاته المعرفيّة الهائلة، غيّر العالم، غيّر علاقتك مع المعرفة نفسها، وحين جاء أحضر معه العنكبوت، ثمّ استعان بالفأرة، ثمّ أتى بالذبابة، ولم ينس الفيروس!
الفأرة ، اليوم، لها بسبب السنة القمرية سنة الفار #鼠年 عزّ في الشرق الأقصى!
تستقبلها طوابع البريد بالأهلا والسهلا، فتتنفّس الفأرة الصعداء!
وتقام على شرفها احتفالات، وتنشط ابمصانع لصنع ألعاب ودمى لها، وتطبع على قمصان وتيشارتات، ويتفنّن الفنّانون في رسمها أو نحتها ووو
الفأرة سوق عمل!

星 تعلم اللغة الصينية


النظرة الأولى حمقاء، هذه العبارة هي مثل عربيّ.
مثل يتّهم الانطباع الأوّلي بالحماقة.
وليس بالضرورة أن تكون النظرة الأولى حمقاء!
والهدف من المثل التيّقن، وتقليب النظر في ما نراه.
وكنت قد قرأت هذا المثل لأوّل مرّة في كتاب من الكتب البلاغية التراثية الشهيرة: الإيضاح في علوم البلاغة.
وأحببت ربط هذا القول بعنوان الكتاب!
فالإيضاح له صلة بالعين كالمثل تماما.
أقول هذا لأشير إلى عدم صعوبة تعلّم الصينيّة.
النظرة الأولى تقول لك الصينية صعبة بل مستحيل تعلّمها، النظرة الأولى عدوّ لنا مبين، لأنّها رادعة، زاجرة حيث يجب الإقدام.
هنا سأقف عند رمز النجمة!
كيف نكتبها، الانطلاق دائما من المفاتيح، وهذا الرمز يتألّف من مفتاحين: الشمس والولادة.
- الشمس 日
- الولادة 生
لا أظنّ أن كتابة الشمس تحتاج إلى مجهود، وكذلك الأمر بالنسبة للولادة فهي خطوط مستقيمة ثلاثة يخترقها خط أفقيّ ثم خطّ صاير مائل في الخطّ الأوّل.
وقلت فيما مضى إنّ المفاتيح نوعان : نوع هو مفتاح ورمز. ونوع لا يكون إلاّ مفتاحاً.
أي نوع لا يكون إلاّ جزءا من رمز، أي نوع مقيّد، ونوع آخر حرّ، يمكنه أن يكون عنصراً من رمز، ولكن يمكنه أن يقوم بنفسه بدور الرمز.
المفتاحان ، هنا، ينتميان إلى المفاتيح المرّة.
ماذا تقول لك العين حين نتأمّل النجوم المتناثرة في السماء ؟
ثقوب من الضوء!
ما الفرق بينها وبين الشمس على مستوى النظر؟
صغيرة، وتبدو الشمس كما لو أنّها أمّ لهذه الشموس الأجنّة؟
شمس في سنّ الرضاع؟
طفلة...
كما لو أنّ الصيني اعتبر النجم شمساً تولد من رحم الليل!
والولادة ، لم تغب عن هذا الرمز حين يستقلّ كل مفتاح بنفسه ولكن يتجاوران في رمزين 生日 وتعني عيد الميلاد، احتفال أو ذكرى بعيد ميلادك، الميلاد حلم!
الأم تحلم!
الأب يحلم!
الأرحام أحلام!
الحلم ولادة شمس تنوّر حياة الأم والأب، شمس تنوّر البيت!
ألا نرى في أولادنا إشراقة أمل، وإشراقك حلم.
هنا تعلّمت كلمة نجمة، وكلمة شمس، وكلمة ولادة، وكلمة عيد ميلاد!
الواحد متعدّد!

#استراحة_صينية #学不可以已。 #荀子


الناظر في الصورة يرى عدة أشياء، منها:
الكتابة بالحرف اللاتيني في السطر الأوّل، وهذه الكتابة هي كتابة صوتية للرموز الصينية ، وتسمّى بالصينية 拼音pīn yīn ويمكن أن نكتبها في العربية هكذا: پْهِن يِنْ .
ماذا نلاحظ في كتابة الپهن ين :
نجد كلمة واحدة مكررة مرتين( وهما الكلمتان الأخيرتان)، وهي:
yǐ.
ولكن حين ننظر الى تحت كلمة yǐ في المرتين نجد أن هناك شكلين وليش شكلا واحدا. فواحدة تحتها 以، وثانية تحتها 已.
كيف أنجبت yǐ شكلين؟
ل yǐ أشكال أخرى لم تظهر هنا.
طبيعة اللغة الصينية طبيعة جناسية بمعنى أنك تجد للصوت الواحد عددا كبيرا من الرموز وتتعدد دلالات الصوت الواحد بتعدد الرموز.
فوق حرف ال I علامة هي علامة تشبه الرقم ٧ على شكل صغير، ولو رفعتها عن رأي ال I لزاد عدد الرموز الصينية أكثر وأكثر.
هذه السبعة الصغيرة هي علامة نغمية تسمى كشكلها علامة هابطة رافعة أي أنّك وأنت تتلفظ بالحرف عليك أن تهبط بنغمة ثم نصعد بها. والنغمات هي من أصعب ما يواجه الطالب للغة الصينية وخصوصا إذا لم تكن النغمات من صلب لغته الأمّ، لهذا تسمى الصينية لغة نغمية ، فتغيير النغمة تغيير للمعنى، وتغيير للرمز.
ما قلص من مفعول النغمات قليلا هو أن الكلمة الواحدة في الصينية الخديثة تتألف من رمزين أو أكثر، هنا تستعين بالكثرة للانتصار على صلابة النغمة.
وفي الأخير، العبارة تقول ما يقوله تعبير عربي مأثور: اطلب العلم ليس ولو في الصين، وانما من المهد إلى اللحد.
كيف تطلب العلم وأنت في المهد؟
لعلّ المثل المأثور لم يفضِ بكل أسرار

#想


يمكن للنظر أن يخدعك فيردعك!
هذا الرمز حلو، بسيط!! عميق الدلالة، يشكّل مشهداً " ينبض" بالمتعة !
إذا أردت تعلّم كتابة الرموز الصينية فعليك التزوّد بالصبر! والتزوّد بحمّالة المفاتيح porte_clefs!
فهذا الرمز ينكوّن من ثلاثة مفاتيح:
- 木
- 目
- 心
- الرمز الأوّل يعني شجرة
- الرمز الثاني يعني عين
- الرمز الثالث يعني قلب.
الرمزان الأوّل والثاني يلفظان بشكل واحد. الجناس الصوتي ، في الصينيّة، يبلغ الحدّ الأقصى .
لا أعرف لغة تضاهيها في مسألة الناس بحيث أنجب ذلك فنّاً حوارياً قائما بذاته يعتمد على اللعبة الجناسيّة.
ويعني هذا الرمز:
فكّر، ظنّ، اعتقد، رغب ف، أحبّ، ودّ، اشتاق.
عين تتجوّل في الشجر تمتع القلب.
والقلب، قديما، مقرّ التفكير.

#叶

وماذا لو قلت إنّ هذا الرمز الصيني 叶 موجودٌ في كلمة تعرّبت، وتعيش بيننا، ولا يمكن الاستغناء عنها؟ ولا عن مذاقنا بل صارت طقساً عربيّاً مدلّلاً في عدد من دول العربيّة؟ بل ودخلت في تعبير يدلّ على من يرشي ومن يسيل لعابه أمام غنج الرشوة وإغواءاتها؟
سأبدأ ، أوّلاً، بتفصيلها!
يتألّف هذا الرمز من مفتاحين:
- 口 الفم
- 十 عشرة
لا أظنّ أنّ من لا يعرف أن يفكّ الخطّ سيجد صعوبة في فكّ هذا الرمز: مربّع صغير بجانبه الأيمن ما يشبه الصليب أو علامة زائد.
لم أصل إلى علاقة هذه الكلمة بعد مع عاداتنا العربية!
هذا الرمز هو الياء في كلمة شاي!
نعرف أنّ الصين هي منبت الشاي!
والشاي ، في العربيّة، كلمة واحدة، ولكنّها جاءت من رمزين تشا يه.
حين وصل الرمزان إلى بلادنا أصبحا كلمة واحدة.
والكلمة حين تغادر بلادها لا تعرف على أي شكل تستقرّ!
يه وحدها تعني ورقة، ورقة شجرة لا الورقة التي نكتب عليها!
هل تخلو في بلادنا كلمة شاي من حرف الياء؟
قد تخلو من حرف الشين! كما في المغرب!

العناوين الخدّاعة

في التراث الصيني رواية شهيرة جدّاً بعنوان رحلة إلى الغرب #西游记 ولكنّها رحلة إلى الشرق!!
قد يظنّ سامع العنوان، بداية، إن كان يجهل الرواية ومضمونها أنها تحكي عن الغرب بالمعنى الذي تستعمله اليوم.
الغرب بالنسبة للصين لم يكن الغرب وإنّما الهند!
والرواية بطلها شخص يريد نقل الكتب البوذية إلى اللغة الصينية واعترضته مغامرات وأخطار.
يمكن القول إنّ الترجمة هي بطلة الرواية!
الرواية شديدة الشهرة وهي مفخرة من مفاخر الأدب الصيني وقد نقلت إلى كلّ اللغات العريقة ومن ضمنها العربيّة

اليوان الصيني #元


نحن في زمن الدولار، واللبنانيّون ، اليوم، في لهيب زمنه!
ولكن لا شيء يدوم، سنّة الحياة دولاب لا يكفّ عن الدوران.
ما له قيمة اليوم سيفقد قيمته غدا أو بعد اد، وما لا قيمة له ، في لحظة غير متوقّعة، يصير لا يقدّر بثمن.
القيمة متغيّرة كقيمة العملة.
هناك من يظن أنّ القيمة راسخة، لا تزعزعها الأقدار.
عودة إلى اليوانّ
الدولار ترك بصماته على مختصرات كثيرة من العملة.انظر إلى مختصر اليورو € أو مختصر الين الياباني¥ تجد الشرطتين...
هاتان الشرطتان موجودتان في كلمة اليوان الصيني، ولهما دلالة رقمية في الصين ، فرقم اثنين يكتب هكذا 二 ، وهما كما سوف تلحظ جزءا من تكوين رمز اليوان في اللغة الصينية، وعلامة الطفل في الصين هي 儿 ، والجمع بينهما بهذه الكيفية 元 يعطيانك رمز يوان في اللغة الصينية.
وزمن اليوان آ

#问


هذا الرمز 问 يعني: سؤال، استفهام، استعلام!
وهو يتألف من مفتاحين:

- المفتاح الأوّل باب 门
- المفتاح الثاني فم 口。

ما هو السؤال؟
حين نعرف ما هو السؤال ربّما نعرف ما هي علاقة السؤال بالباب!
الباب غياب!
ما وراء الباب أسرار!
كلّنا قرأنا في طفولتنا قصصا عن الباب المرصود، الباب المغلق، الممنوع فتحه!
الفم مفتاح الباب!
حين تحكي ستعمل فمك، لصياغة سؤال تختلج إلى فمك، الفم ضرورة! ( طبعا هناك بدائل للفم، ولكن بدائل الفم فمٌ من نوع آخر.
حين تسأل ينفتح أمامك ما لا تعرفه كما لو فتح لك الباب المغلق!
السؤال مفتاح، والمفتاح فم!
السؤال مفتاح الباب!
الفم مفتاح باب المعرفة.

#孕


هذا الرمز يمكن أن يتخيّل المرء معناه إذا كان يعرف معنى عناصره.
الرموز الصينيّة تمرين للخيال، ودرس مرئيّ في علوم البلاغة.
مرّ معي هذا الرمز منذ زمن بعيد، مع بداية تعلّمي للغة الصينية ربّما، واليوم مرّ معي فخطر ببالي أن أكتب عنه .
فهو يتألّف من : 乃 ومن 子.
طرا الرمز في شكل الرمز الأوّل حيث يمكن أن نلحظ ما يشبه البطن المنتفخ!
وما يعطي هذا الانتفاخ معناه أنّ طفلاً وهو معنى 子 يبدو كما لو أنّه في داخله!
ويعنى امرأة حامل!
الحمل مرئيّ للعين!
وحمل ربّما في المرحلة الأخيرة!

人民的鱼


الكلمات أفكار.

كلّ كلمة فكرة تشبه حبّة قمح تولد من أحشائها سنبلة.
كنت أقرأ قصة صينية قصيرة بعنوان " سمك الشعب人民的鱼".
للكاتب سو تونغ 苏童
وهي قصة تروي التحولات الاجتماعية التي تعيشها الصين بعد عصر الانفتاح الذي افتتحه الرئيس الصيني الراحل دنغ شياو بينغ.
لن أحكي عن القصة، وإنما سأحكي عن كلمة صينية ، الكلمة ليست جديدة عليّ، فهي من أوائل الكلمات التي تمرّ في حياة الطالب الصيني، وما سأقوله عنها يمكن أن يقال عن كلمات صينية كثيرة، وهو كيف ان الكلمة فكرة، أو قل كيف ان الكلمة هي ، في الوقت نفسه، طريقة تعامل ، وطريقة تفكير في الأشياء.
أغلب كلمات اللغة الصينية الحديثة تتألف من رمزين أو أكثر.
وهذا ما يميّز الصينية الحديثة عن الصينية القديمة او الكلاسيكية، الصينية القديمة كان الإيجاز عمودها الفقريّ وسحرها الأخّاذ، كانت، فعلا، من جوامع الكلم.
والكلمة التي سأتوقف عندها اليوم هي التجارة، وكما في اي لغة من لغات العالم ، لها مترادفات متعددة.
المترادفات ضرورة براغماتية للغات، لغة بلا مترادفات أشبه بالعيش في زنزانة لا تدخلها الشمس!
شانغ يي #生意 تعني تجارة، ولكنها لا تعني تجارة فقط، وانما تعني ايضا بترجمتها الحرفية "ولادة فكرة"، اي ان التجارة فكرة، التاجر لا ينقل البضائع فقط وإنما الأفكار ايضا، وهذا ما تقوله طريق الحرير مثلا او طريق التوابل او إيلاف قريش.
يقال إن الإسلام وصل الى اندونيسيا عن طريق التجار لا عن طريق اهل الدعوة أو التبشير.
ربط التجارة بايجاد فكرة وولادة فكرة ورعاية فكرة.
هل يموت صاحب فكرة من جوع؟
لا أظنّ!
الأفكار مصدر رزق ومصدر متعة.
ولكن المشكلة هي ان البعض يرى في التفكير " وجعة راس

دلالة الرقم 14 في اللغة الصينية


للإنسان علاقة غير موضوعيّة مع الأرقام.
وفي الصين يمكنك أن ترى هذا بأمّ عينك.
لفت نظري وأنا في المصعد في بكين خلو الطوابق من رقم ١٤.
والسبب صوتيّ!
قلت أكثر من مرّة إنّ الصينيّة لغة جناسيّة بامتياز!
ومن الجناس يمكنك أن تدخل إلى عادات وتقاليد أهل الصين.
الإنسان يؤمن بالخرافة!
هل بمقدور شعب أن يعيش خارج أسفار الخرافة!
الخرافة خبيثة، ماكرة، تحيط بك ولا تراها أحياناً، فهي تمسك بمخانق لاوعيك، وتحيط بك ولكنّها شفّافة أحياناً كالزجاج بحيث لا تسمح لك برؤيتها!
لماذا يتشاءم الصينيّ من الرقم ١٤؟
رقم واحد له لفضان : إي و ياو!
والرقم أربعة يلفظ سِهْ.
مجاورة الرقم واحد للرقم أربعة يرنّ في الأذن كما لو أنّه دعوة للانتحار!
الجناس وسواس خنّاس!
ياو سه يمكن أن تعني أريد أن أموت!
وكلمة الموت ليست بالكلمة المحبّبة، فلننظر إلى مترادفات الموت في العربية، نعرف كيف نحتال عليه لغويّا.
فالميّت راحل، والراحل لا تعني الميّت!
قلّمنا أظافر الموت عبر استعانتا بكلمة لا تحمل ما يحمله الموت من دلالات!
كان الصينيّ عمليا جدّاً، ألغى الرقم ١٤ من المصعد!
والمصعد بالتحديد صندوق ! وكثيرون عندهم الرهاب من المصاعد.
أذكر حين كنت في باريس تعرفت على جنديّ من دول عربيّة، وكنت أصعد معه في المصعد، تفاجأت حين اتكأ عليّ ، وأغمض عينيه منتظراً على أحرّ من الحمر الخروج من جحيم المصعد.
تفاجأت وخصوصاً أنّه عسكري يفترض به أن يأكل النار.
وكما هناك أرقاماً تخرمش، هولك أرقام تفرفش القلب ، فرقم ثمانية مثلا في الصين محبوب جدًا، حيث اعتمدته الصين للبدء في الألعاب الأولمبية ، في العام ٢٠٠٨، اليوم الثامن من الشهر الثامن عند الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة

الأنف الصيني!

سئل ذات يوم ابن الجهم وهو من علماء الكلام، ما أكثر ما يدهشك في العالم؟
قال: الشمّ.
ورد هذا القول في كتاب للجاحظ.
ومن يوم قراءتي لهذا القول وأنا أتعجّب من جواب ابن الجهم!
ولا أعرف سبب فتنتي بقراءة ما يقال عن الأنف في الأساطير وفي كتب العلماء! وفي كتب التشريح.
ربّما السبب يعود إلى تعليمي لفترة عدّة سنوات علم الأصوات!
وللأنف دخلٌ بيّن في إنتاج بعض الأصوات اللغويّة!
ولا تخلو لغة فيما أظنّ من صوت أنفيّ!
ولكن الأنف مرتبط بالشمّ، والتنفّس ( النفس) ، والروح( الرائحة).
وكنت قد قرأت في أحد كتب قصص الأنبياء مسألة غريبة ترتبط بأنف آدم!
تقول الرواية وأظنّها في كتاب الثعلبيّ " عرائس المجالس" أنّ الله خلق آدم ، بداية، بلا أنف! وذلك قبل أن يبثّ فيه الروح، كان لا يزال جسداً يابساً ، خاليا من الروح! وحين تأمّله لم يستحسن شكل وجهه، فحمل بيديه المقدّستين قطعة من الطين وألصقها في وسط وجهه، فاستحسن الجبلّة ونفخ فيها من روحه فاستوت أباً للبشريّة!
استذكرت هذه الرواية حين علمت ميزة الأنف التي ينفرد بها الأنف عن سائر الحواسّ!
الأنف لا يعرف التعاكس!
ما المقصود بالتعاكس؟
سأعطي أمثلة من عالم الدماغ :
من يعطي أوامر ليدك اليمنى هو شقّ دماغك الأيسر، ومن يعالج مسائل اللمس الخاصّة بيدك اليسرى هو الشق الأيمن من دماغك! وعينك اليمنى من مسؤولية الشقّ الأيسر، وأذنك اليسرى من مسؤولية الشقّ الأيمن.
حاسّة الشمّ شذّت عن القاعدة!
فالمنخر الأيمن مرتبط بالشقّى الأيمن وليس بالأيسر، والمنخر الأيسر يعالج قضاياه الشقّ الأيسر!
التعاكس لا يؤمن به الأنف!
تذكرت ، حين عرفت بأمر التعاكس، ما قاله ابن الجهم وما ورد في بعض قصص الأنبياء عن خلق سيّدنا آدم.
ولكن عناك أمور أنرى تتعلّق بالأنف! لدى العرب في الأقل!
فهو تعدّى طبيعته البيولوجية ليصير من مفردات الكرامة! وأضدادها.
فمن تريد أن تذلّه " تفرفك مناخيره بالأرض"، وعبارة " رغم أنفه" تطلّ بأنفها في أقوالنا، وصولا إلى الأَنَفَة"، و " الشَّمَم"!
لم أقرب بعد من الأنف الصينيّ!
رمز الأنف الصينيّ خسر مع الوقت علاقته من الأنف وصار يعني " نفْس"، بالمعنى الذي نستعمله في العربية في العبارة التالية:
في نفس الوقت، أو في الوقت نفسه،
وفي عبارة أخرى حيث تغيب فيها النفس لصالح مفردة أخرى تحمل المعنى "نفسه"! وهي: في ذات الوقت ، فالذات ، هنا، قامت مقام النفس!
تأمّل الصورة المرفقة وانظر إلى اليد الموضوعة على الأنف!
علاقة اليد مع الأنف ليست مقطوعة!
ولكن الدلالات، دلالات الإشارات، تغيّر معناها الحضارات!
حين أريد الإشارة إلى نفسي أشير بأطراف أصابعي إلى صدري!
ولكن الصينيّ حين يريد الإشارة إلى نفسه يشير إلى أنفه وليس إلى صدره!
فأناه على أرنبة أنفه

خواطر حول الرموز الصينيّة


المقطع الصيني ، وفي الصورة كلمة " مقطع" في اللغة الصينيّة.
كلمة " مقطع" في اللغة الصينيّة تتألّف من رمزين.
- الرمز الأوّل 音
- الرمز الثاني 节
الرمز الأوّل يتألف من مفتاحين:
- الأوّل: 立 ويعني انتصب، اجتهد... وقف على قدميه
- الثاني 日 ويعني الشمس، اليوم... فاليوم يبدأ مع شروق الشمس.
الرمز الثاني يتألف بدوره من مفتاحين:
الأوّل 艹 ويعني العشب.
الثاني: 卩 ويعني ختم.
من مقطعين دخلنا إلى أربعة مفاتيح من أصل ٢١٤ مفتاحاً.
الرمز الأول أو ( الخَنْزَةُ الأولى) مستعمل كثيرا في اللغة الصينيّة وخاصة من قبل طلاّب اللغة الصينية، لأنّ هذا المقطع بالتحديد جزء من كلمة لدخول عالم الرموز الصينية وأصوات اللغة الصينية وأقصد الكتابة الصوتية وليس الرمزية للغة الصينية أي استخدام الحرف اللاتيني في كتابة الرموز الصينية .
فكلمة مقطع في الرمز الصيني هي 音节، والكلمة نفسها بالحرف اللاتيني هي هكذا ،
yīn jié
رمز 音 يطلّ برأسه من كلمة بِنْ يِنْ 拼音.

حين قرأت كلمة مقطع بالرمز الصينيّ، ذهب فكري أو قل خيالي إلى المعاني العديدة التي يمكن أن تتوالد من كلمة 音节.
رمز 节 له دلالات عدّة في الصينيّة، والمعنى الأشيع لهذا الرمز هو العيد!
ومن جملة معاني الرمز الأوّل 音 النغمة الموسيقية أو النوتة الموسيقيّة!
وهكذا يصير معنى كلمة مقطع: عيد الموسيقى، أو مهرجان الأنغام، أو احتفال الأصوات.
نظرة للمقطع الصيني ممتعة، مبهجة، فيها مسرّة للأسماع!

رمز واحد هو 永


الخطوط الأساسيّة لكلّ الرموز الصينيّة التي تراه عينك تتركّب من ثمانيّة خطوط.
هذه الخطوط يجمعها رمز واحد هو 永 ويعني الأبد أو الخلود، ويلفظ يونغ.
ولكلّ خطّ اسم!
العمودي 竖
الأفقي 横
العمودي لفظه " شو"
الأفقي لفظه "هنغ"
الأفقي وحده يعني واحد 一
العمودي لا يأتي وحده 丨。
هنا سأضع بعض الرموز التي تتألّف من هذين الخطّين:



















إذا تأمّلت كل هذه الرموز تجد أنّها تتألف من هذين الخطّين مع اختلاف في الأطوال والمواضع والعدد.

ديكارت في ثورة لبنان


ديكارت أطلق عبارة عبرت الأصقاع واللغات، وتحوّلت إلى قاعدة لغوية فكرية ، أي تجرّدت من بعض كلماتها، وهي أنا أفكّر إذاً أنا موجود.
صارت هكذا:
أنا « ...» إذاً أنا «...».
تحوّل هذا التركيب إلى سحر ساحر، قالب لغويّ صرت تجده في كلّ اللغات.
وكلٌّ يملأ الفراغ بالكلمة التي تناسبه، وهذا يعني أنّ الاحتمالات لا تحصر، تماما كما لا يمكنك حصر احتمالات قالب لغويّ أو نمط لغويّ من شاكلة: فعل+فاعل+مفعول به، أو نمط أبسط: مبتدأ +خبر لتوليد جملة اسمية بسيطة.
على بساطة القالب أو النمط لا يمكن لأحد أن يقول : وضعت كلّ احتمالات الجملة الاسمية.
ولعلّ من هنا استمدّت عبارة ديكارت هذه القوّة الخارقة للحدود اللغويّة!
قوّة العبارة تأتيها أحياناً من تفريغها من كلماتها!

#Pictionary

#Pictionary

لا أعرف متى ولدت هذه الكلمة الإنكليزية، وإن كنت أرجّح أنّها من مواليد العام ١٩٨٥، تاريخ ميلاد لعبة الصور على يد
Rob Angel
والكلمة مهضومة لم تحتج إلاّ إلى الاستغناء عن خدمات حرف D ، ووضع حرف P مكانه.
لا تخلو الكلمة من مهارة لغويّة ليست في متناول أي فم أو أيّ يد!
هذه اللعبة اللغوية التي مهرت في اللعب تحتاج إلى من هو من طراز بديع الزمان الهمذاني أو أبي القاسم الحريري صاحبي المقامات البديعة.
فالمهارة اللغويّة رياضة بهلوانيّة تتطلّب أن يكون المعجم اللغويّ للشخص ألين من جسد لاعب الخفّة والماشي على الحبل.
يستهويني اصطياد هذا النوع من الكلمات الني حين يلعب بالكلمة لا يلعب بالكلمة بقدر ما ينتج شيئاً لم يكن موجودا!
ما أكثر الكلمات التي تنتظر بفارغ الصبر من يحسن مداعبتها وملاعبتها!

السعادة الصينيّة ودور الجناس


السعادة الصينيّة

الكتابة جزء من حياة الصينيّين، لا أعتقد أنّك تدخل إلي بيت صينيّ خالٍ من الكلمات المعلّقة على الجدران.
ارتبطت الكتابة منذ ولدت بالسحر، بالهيبة، تأمّل تمثال الكاتب الفرعونيّ ووضعيته المستغرقة في ما يشبه الخشوع!
كما لا أعتقد بيتاً في بلادنا لا تزيّن جدرانه لوحات خطّيّة لآيات قرآنيّة أو مقاطع إنجيليّة أو دعوات أو حكم سائرة وبليغة!
في الصين، هناك كلمة السعادة 福 التي تكتب بالخطّ الذهبيّ على ورق أحمر ، ولكن تكتب بالمقلوب!
هل هو #التفكير_بالمقلوب؟
تقلب الرمز الصينيّ فيصير كأنّه كلمتين!
ومن هاتين الكلمتين يولد أمل بوصول السعادة، هناك من يقول إنّ أصل قلب رمز السعادة يعود إلى حكاية قديمة، وكان قلبها وسيلة إنقاذ من مأزق!
لا يمكن تغييب دور الجناس اللغويّ من حياة الصينيين، ولا يمكن أن يتخيّل المرء دور الجناس إن جهل طبيعة اللغة الصينيّة الجناسيّة بامتياز!
الجناس اللغويّ أدخل إلى الصين عادات وتقاليد اجتماعية عديدة، قد تجهل معنى عادة صينيّة ولكنّك ستكشف عن هذا المعنى الضالّ في حال عرفت دور الجناس في حضور هذه الوجبة أو تلك على مائدة العشاء في هذه المناسبة أو تلك!
لماذا يقلب الصينيّ رمز السعادة أو يكتبها بالمقلوب ويعلّقها على باب البيت!
الصوت نفسه للرمزين:
السعادة وصلت
أو السعادة انقلبت!
السعادة انقلبت تلفظ فو طاو له
والسعادة تلفظ فو طاو له
السعادة انقلبت 福倒了
السعادة وصلت 福到了
يقلبون الكلمة فيصير المعنى السعادة على الأبواب!
كما هناك مآكل معيّنة تدخل في وجبة عيد رأس السنة ، منها السمك، السمك واجب الحضور، ليس لأنّ الصينيّين مولعون بأكل السمك، الفضل يعود إلى اسمه يو 鱼🐟 الذي يجانس كلمة أمرى تلفظ أيضا يو 余 وتعني الوفرة أو البحبوحة ، فالتيّمن طبّاخ ماهر، وعلاقة الخرافة العربيّة بالطيور حاضرة في التطيّر ، وفي عبارة ميمون الطائر!
فحضور السمك حضور افتراضيّ لبحبوحة مادّية وروحيّة، كما يتحلّى الصينيّ بنوع من الحلوى في عيد الربيع أو عيد مطلع السنة القمرية واسمها 年糕 نْيان قاو ، وذلك بسبب كلمة قاو التي تتجانس مع كلمة باسقة، وتعني العلو أو الارتفاع، والعلو قد يكون علوّ مكانة، وقد يكون حلم بقامة ممشوقة لطفل حين يكبر.

خوش بوش خوش باش

خوش بوش
خوش باش

كنت أدردش مع الصديق الدكتور جورج مارون، فجرّنا الحديث إلى التفاعلات بين اللغات، إذ استعملت كلمة خوش بوش في حديثي معه، وهو أستاذ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة، فاستوقفته العبارة التي قلتها، فقال لي: هذه فارسيّة، وأعرف أنّها من الكلمات الفارسيّة التي دخلت اللغة العربيّة في لهجتها اللبنانية دون أن أعرف تفاصيل المعنى، فالخوشبوشيّة تعني في الاستعمال العلاقة التي أسقطت الكلفة بين الناس.
فحين أقول: "خوش بوش أنا وإيّاه" فهذا يعني أنّ العلاقة بيني وبينه علاقة متينة، حميمة، أسقطت الرسميّات، والصداقة التي لا تسقط الرسميّات ليست صداقة كاملة الأوصاف، وحدّد مرّة عمرو بن العاص فيما أظنّ الصحبة بعبارة " ترك الحشمة"، وهو تعريف طريف للصداقة.
عرفت من الدكتور جورج أنّ خوش تعني مسروراً، أو تعني الفرح، وكلمة خوش هي فعل الأمر من فعل الكينونة، فخوش بوش تعني حرفيّاً "كن فرحاً".
والخوشبوشيّة مجلبة للمسرّات بين إخوان الصفاء وخلاّن الوفاء .
نكتب " بوش" في العربيّة بالواو وليس بالألف، ولكن الكلمة الفارسية تكتب بالألف وتلفظ أقرب إلى الواو الطرابلسيّة أو لفظ O.
خوش باش، ولو كتبت بالألف لظنّ الناظر أنّها تقرأ كما تكتب .
ما نكتبه يشبه كرسيّ الحلاّق أو كرسي السيّارة أو كرسيّ طبيب الأسنان يحتاج إلى تعديل صوتيّ قد يناقض المكتوب لإصابة المعنى.

تتناول هذه الخاطرة بعض الرموز الصينيّة، ولكنّها كلّها تنطلق من رمز واحد!


تتناول هذه الخاطرة بعض الرموز الصينيّة، ولكنّها كلّها تنطلق من رمز واحد!
المفرد يفيض بالجمع!
على قولة لاو تزه من الواحد خرجت كلّ الأشياء!
تأمّل هذا الرمز 四 ، وهو يعني الرقم أربعة!
يتألفّ هذا الرمز مو مفتاحين:
- سور 囗
- طفل 儿

نضع الطفل داخل الأسوار فيولد معي رمز الرقم أربعة.
الآن قارن بين الرمز أربعة 四 وبين الرمز التالي 兄!
ماذا تجد؟
المربّع هو نفسه، ولكن رمز الطفل في أسفل المربّع وليس في داخل المربّع.
هل من فرق بين المربّعين؟
من حيث الشكل لا فرق ربّما!
ولكن، من حيث المعنى، المربعان ليساً مربّعاً واحدا.
مربّع رقم أربعة ليس فارغاً، بخلاف المربّع الثاني ، الفارغ.
ماذا يعني هذا؟
المربّع الفارغ يعني مفتاح الفم، بينما المفتاح غير الفارغ يعني السور.
وهذا يعني أنّك حين تجد مربّعاً فارغاً فأنت أمام مفتاح الفم الذي يمكن له أن يلعب دور الرمز، بينما السور لا يكون سوراً إلا إذا كان غير فارغ، وهو لا يأتي كرمز، وإنّما دائماً يؤدي دور المفتاح!
نجيء الآن إلى معنى الرمز الثاني 兄 وهو يعني الأخ! ويلفظ xiōng شْيانغ!
أما أربعة 四 فيلفظ sì سُهْ.

#盲人摸象 عميان يتحسسّون الفيل.

#盲人摸象
عميان يتحسسّون الفيل.
الأمثال السائرة أحبّ أن أنظر إليها نظرة حرفيّة، حرّر المجاز من مجازيّته، وحرّر المعنى الحرفيّ من حرفيّته وامنحه روحاً مجازيّة.
لا تبقِ الأشياء حيث هي!
الماء إذا سكن أسن!
المعنى، أيضاً، إذا سكن أسن.
الأمثال السائرة تحبّ السير، وتحبّ السياحة في لغات الآخرين.
هذا المثل هنديّ، من إحدى السوترات، سوترا النرفزنا، والسوارا عادة كتابٌ فيه شيءٌ من عبق القداسة!
يمكن لك أن تقرأ حكاية الفيل والعميان، في العربيّة، أوّل مرّة قرأتها كانت في كتاب عن إدارة الأعمال، استشهد بها الكاتب كما أذكر ليشير إلى عدم وقوع مدير الأعمال في فخّ العميان.
فكرة المثل حلوة كثيرة، والمثل لا تنكشف للقارىء دلالته إلاّ بقراءة الحكاية.
المثل دعوة إلى امتلاك المرء لعين نسر أو عين نحلة!
أكتفي هنا إلى إشارة لغوية واحدة عن كلمة أعمى في الصينيّة، وهي مؤلفة من 亡 (موت) ، ومن目 (عين)!

ما لا نعرفه نلقي عليه ظلاّ من غرابة! هذا ما نفعله أمام اللغة الصينيّة.


ما لا نعرفه نلقي عليه ظلاّ من غرابة!
هذا ما نفعله أمام اللغة الصينيّة.
فكثيرون يظنّون أنّها لغة يصعب التقاط مفاتيحها. ونبدأ عادة بأسئلة تزيد وحشتنا منها، فنسأل : كم عدد حروفها؟
وحين تجيب أنّ اللغة الصينيّة ليس فيها حروف يستغرب السامع، فنحن اعتدنا أن تتألف اللغة من حروف. والسائل يخلط بين الحروف والكلمات، فيقارن بين حروف العربيّة مثلاً والكلمات الصينية باعتبارها حروفاً فيضع من حيث لا يدري بينه وبين الصينيّة سوراً بطول سور الصين، والبعض يقول: ولماذا لا تريح الصين نفسها من هذه الكتابة المعقّدة وتعتمد الألفباء، أشخّص كلامه وخاصّة حين يندّد أو يسخر مو الكتابة الصينية بذلك الذي اتهم عنقود العنب بالحَصْرَمة فقط لأنّ عنقود العنب لم يكن في متناول شدقيه!
جمال اللغة الصينيّة في كتابتها!
ماذا نفعل اليوم؟
ألسنا على خطى الصين سائرين بعد أو صارت الكتابة في متناول كل يد، أو حاضرة ناضرة في كلّ جيب؟
كيف نكتب اليوم على وسائل التواصل؟
انظر الكم الهائل الذي يتدفّق علينا كلّ يوم من نافذة الهاتف المحمول، وابتطبيقات الكثيرة التي تقوم بخدمة الأيقونات.
تأمّل فقط ذلك الوجه الصغير المدوّر الذي يرافق الأبجديّات😊 بأشكاله الكثيرة، وحالاته المزاجية الكثيرة!
ألسنا نعود بطريقة غير مباشرة إلى زمن الرسم بالكلمات على قولة نزار قبّاني؟
وماذا لو قلت أنّ أبجديّة اللغة الصينية هي ثمانية خطوط لا غير! وما تبقى هو اشتقاقات من هذه الخطوط الثمانية، وأنّك إذا درّبت يديك على رسم هذه الخطوط الثمانية صار بإمكانك أن تكتب أي رمز صينيّ!
كتبت منذ أيّام عن خطّين من هذه الخطوط وهما الخط الأفقي والخطّ العمودي، وقلت إن كلمة الخلود تحمع كل الخطوط 永。
كل المقاطع الصينية موجودة في خطوط هذا الرمز، ففي هذا الرمز الخط الأفقي، والأفقيّ، واليوم أضيف إلى الخطّ الأفقي الخط المنحني النازل إلى اليسار ( 丿 )، فهنا أحصل على خطّ مركّب هو 厂، وهكذا حصلت على مفتاح من مفاتيح اللغة الصينية، وهو يعني مصنع.
ولكن هذين الخطين قد يبنيان علاقة مختلفة مع بعضهما وفق هذه الطريقة ليكونا جزءا من رمز صيني كما في الشكل التالي 丆، أو كما في الشكل الذي تراه في الصورة المرفقة في كلمة 又 أو في الرمز التالي 𠂇在، وهكذا تتعدّد علاقة الأفقي مع الخط النازل المنحني إلى الشمال وتولّد عددا كبيرا من الرموز!
وهناك خطّ منحن نازل جهة اليمين فيشكل عددا من الرموز أبسطها رمز رجل 人 ، ورمز ثمانية 八 ، ورمز فعل دخل 入.
وهكذا من خطّين بسيطين كوّنت ثلاثة رموز!
وإذا أضفت الخط الأفقي والعمودي على الخط المنحني النازل الى الشمال والخط المنحني الى اليمين أولّد رمزاً جديدا هو الشجرة 木 مثلا.
تعلّم الخطوط الثمانية ، ثمّ الخطوط المتفرعة عنها، ثمّ المفاتيح ال ٢١٤ للغة الصينية، ثمّ قواعد تسلسل كتابة الخطوط يصير بأمكانك معرفة كتابة أي رمز.

ما كنت أتخيّل أنّ اللغة الصينيّة ستفيدني في تعلّم اللغة الإنكليزيّة.


ما كنت أتخيّل أنّ اللغة الصينيّة ستفيدني في تعلّم اللغة الإنكليزيّة.
فأنا قرأت هذه الصورة كرمى لخاطر الرموز الصينيّة ولكن الترجمة للجملة الصينيّة في الإنكليزيّة يدفعني إلى قراءتها أيضاً فأكون كمن يضرب عصفورين بحجر!
诚实是一种美德。
الشرف شعبة من شعب الأخلاق.
كانت الكلمة الأخيرة من أوائل الكلمات التي تعلّمتها ، ولعلّها كانت من جملة الأمور التي تعلّمت بسببها الصينيّة ( ولا زلت في طور التعلّم، ولا أدّعي أنّني أعرف منها ما أحبّ أن أعرفه منها.
السبب في أنّها من أوائل الكلمات التي تعلّمتها يعود إلى الفيلسوف الصيني لاو تزه صاحب كتاب:
طاو ته دجين
道德经
dào dé jīng
كتاب الصراط والفضيلة!

ورمز 德 يعني فضيلة.
كنت أقرأ كتابه بالعربيّة وترجمته للفرنسيّة ، وفي الكتاب في ترجمته الفرنسيّة كلمات مكتوبة بالصينيّة وبالفرنسيّة ، وكنت أقف أمام الحروف الفرنسيّة حائراً في طريقة تلفّظ الكلمة الصينيّة، كما قرأت عدّة كتب بالفرنسيّة عن الطاويّة، والحضارة الصينيّة، وكانت عيناي تصطدم بالرموز الصين في الكتب الفرنسيّة، ويشعرني بنوع من الإحباط، فقرّرت تعلّم اللغة الصينيّة ، حتّى لا يقف نظري حائراً أمام الرموز، وهذا ما كان.
أنتقل الآن شيء آخر له علاقة بألمانية، فاللغة الصينية اختارت رمز 德 لتسمية ألمانيا، وعليه فألمانيا اسمها 德国 🇩🇪 أي حرفيّاً دولة الفضيلة!
واللغة الألمانية اسمها 德语。
ولماذا اختارت الصين المقطع dé؟
لأنّها أخذت التسمية من Deutschland.
واكتفت بالمقطع الأوّل من الكلمة.

في #ملعب_اللغة



قرأت هذا النصّ الذي لا يخلو من طرافة لغوية تلعب على الكلمات!

ورغم ذلك فإنّه نصّ يضرّ بالعافية لما فيه من يأس وسلبية في النظرة إلى الحياة!

نصّ يلعب باللغة، ولكنّه يلعب أيضاً بأعصاب القارىء، يريه الدنيا سوداء:

إن اﻟﺪﻧﻴﺎ إذا أﻗﺒﻠﺖ ﺑَﻠﺖ ،
و إذا ﺟﻠﺖ أوﺟﻠﺖ ،
وإذا ﺣﻠَﺖ أوحلت ْ،
وإذا ﻏﻠﺖ أوﻏﻠﺖ،
وإذا واﺻﻠَﺖ ﺻَﻠَﺖ ْ،
وإذا أدﺑﺮت ﺑﺮت،
وإذا وﻓّﺮت ْ ﻓَﺮَت،
وإذا أﻃﻨﺒﺖ ﻧﺒﺖ ،
وإذا أرﻛﺒﺖ كبت،
وإذا أﺑﻬﺠﺖ ﻫﺠَﺖ،
وإذا أﺳﻌﻔﺖ ﻋﻔَﺖ،
وإذا أﻳﻨﻌﺖْ ﻧﻌَﺖ،
وإذا أﻛﺮﻣﺖ رﻣﺖ،
وإذا ﻋﺎوﻧﺖ وﻧَﺖ،
وإذا ﻣﺎﺟﻨَﺖْ ﺟﻨَﺖ،
وإذا ﺻﺎﻟﺤﺖ ْ ﻟﺤَﺖ،
وإذا ﺑﺎﻟﻐﺖ ْ ﻟﻐَﺖ،
وإذا وﻟّﻬﺖْ ﻟﻬَﺖ،
وإذا ﺳﺎﻣﺤﺖ ْ ﻣﺤَﺖ،
وإذا ﺗﻮّﻫَﺖ ْ وﻫَﺖ،
وإذا ﺑﺴﻄَﺖْ ﺳﻄَﺖ،
وإذا ﻛﺴت أوﻛﺴﺖ ،
وإذا أوﺷﻜﺖ ﺷﻜﺖ .
وﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮر ﺗﺒﻨﻰ، وﻣﺎ ﺗﺒﻨﺎ،
وﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺷﻖ ﻋﺎش ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺎت ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻼ ﻣﺎت ،
وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ رﻓﻌﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻼ ﻣﺎت

#人口 كيف تنشىء الصين رموزها؟


rén kǒu

الرمزان سهلان، لا يتعبا الناظر ولا يرهقا الذاكرة.
إنسان وفم!
كلمة تتألّف من مفتاحين حرّين!
قلت في منشور سابق إنّ المفتاح في اللغة الصينية نوعان:
- مفتاح حرّ
- مفتاح مقيّد
الحرّ يمكن أن يكون مفتاحاً وفي الوقت نفسه رمزا.
المقيّد لا يكون إلاّ مفتاحاً ولا يكون رمزاً أي بتعبير آخر لا لا يأتي إلاّ كعنصر مكوّن من مكوّنات رمز.
استوقفتني كلمة 人口 ، ورحت أتساءل عن دور الفم في الكلمة.

(ملاحظة: الكلمة الصينيّة قد تتألف من رمز واحد، أو رمزين ، أو أكثر، كما في العربية، ( حلاوة الجبنة، أو أصابع زينب، أو كل واشكر، أو قوس قزح، أو بابا غنّوج...)، فهنا لا تتوصّل إلى المعنى بكلمة واحدة، وما تراه في العربية تراه في الفرنسية والإنكليزية والألمانية، الكلمة المفردة أحيانا لا تكفي للإشارة إلى المطلوب).

الصين بلد الكمّ، الكمّ البشريّ الهائل، والكمّ همّ!
همّ على قلب الحاكم، همّ إطعام هذه الملايين الغفيرة ، والطعام فم!
والفم الجائع فمٌ ثوريّ، متمرّد، كان أبو ذرّ الغفاري الصحابيّ الجليل يستغرب كيف لا يخرج الجائع على الناس شاهراً سيفه!
تخيّل السيوف التي تشهر في الصين بسبب الجوع!
وللصين تجارب مريرة مع المجاعات!
وتكتب حول الجوع والمجاعات كتب ضخام حول نقصان الطعام في الصين عبر السنين!
نحن لا نستعمل كلمة فم بالمعنى الذي تستعمله الصين في هذا المقام.
الكلمة التي تختارها حضارة ما للتعبير عن شيء ما هو اختيار ابن طبيعة هذه الحضارة أو تلك.
نستعمل في لبنان مثلا عبارة "نسمة" للإشارة إلى عدد سكّان لبنان، فنقول ، على سبيل المثال، عدد سكان لبنان أربعة ملايين " نسمة" ، أو " نفس"، وفي العامية قد نسمع كلمة " تِنْفُسْ"، كأن نقول خمس ( تنفس)!
بديل الفم عندنا الأنف! ( نفس، نسمة)!
ليس عندنا هاجس الجوع كما في الصين!
بل أنّنا لا نقيم وزناً للجوع، وهذا سبب عزوفنا عن الزراعة ، وعزوفنا عن تمتين الأمن الغذائيّ!
بينما الجوع هاجس في الصين، هاجس لا يغيب عن سياسات الحكّام، وهو كان أحد أسباب تحديد النسل الصارم على امتداد حوالي ثلاثة عقود في الصين، لكبح جماح المجاعة التي تكبح، بدورها، النموّ الاقتصادي !
همّ الصين توفير الغذاء لملايين الأفواه، وبالتالي، توفير الأمن، وتوفير النموّ!
جزء من مآكل الصينيّين هو ابن تجربتهم المريرة مع الجوع، وكنت قد قرأت كتاباً عن تاريخ الجوع، وتاريخ المجاعات، وتخللت الكتاب أشياء موجعة، وأشياء من قبيل الطرائف، ومنها اختراع مآكل ما كانت لتخطر ببال شبعان!
من هنا حضور الفم 口 في كلمة السكّان

!

#蒲松龄

#蒲松龄
Pú Sōnglíng ( ١٦٤٠- ١٧١٥)
‎كاتب صيني، كان يلتقط الحكايات الغريبة من أفواه الناس، إذ كان يحلو له أن يأخد إبريق شاي وعلبة تبغ ويقعد على رصيف المارة في الأسواق ويدعو الناس إلى شرب الشاي وسماع حكاياتهم، كان صياد حكايات، وفي المساء كان يعيد صياغة أغرب ما سمع من حكايات لينشرها على الناس، ولاقت حكاياته هوى في نفوس القراء، ونشرها في كتاب بعنوان" حكايات مقصورة الفراغ الغريبة".
‎كانت شفاه الناس مصدر إلهام لريشته

#长寿面

#长寿面
(cháng shòu miàn)
معكرونة العمر الطويل.
للإنسان قدرة خارقة على الترميز أي تحويل الأشياء إلى رموز وبناء علاقة رمزيّة معها، ولكن قد تغيب العلاقة الرمزيّة ولا يبقى إلاّ مذاقها!
من يخطر بباله وهو يتمتّع بقطعة كرواسان أنّ هذه القطعة هي رمز انتصار في صراع إسلاميّ مسيحيّ على أسوار فيينّا على الغزوة العثمانيّة؟
بعض المآكل ذكرى انتصار، أو ذكرى انهزام، أو ذكرى لها مذاق الحنين.
معكرونة العمر الطويل ، في الصين، هي رمز ، أمنية في عيد الميلاد، تطبخ المعكرونة وتبقى عيدان المعكرونة طويلة، طولها يرمز إلى الرغبة في إطالة عمر المحتفى به، وعادة في أعياد ميلاد الأجداد والكبار في السنّ، وكلّما طال العمر قصر خيط العمر أو ما تبقّى من خيط العمر!
سنّة الموت لا أحد يعرف منطقها!
الموت البعيد قريب، والموت القريب بعيد.
لكأنّ المعكرونة الطويلة تعويذة في وجه موت يرقب ويقرب!

سأقف عند رمز واحد من هذه الجملة، وهو 天.


كيف حال الطقس اليوم؟
今天天气怎么样?

سأقف عند رمز واحد من هذه الجملة، وهو 天.
يعني رمز 天 السماء، اليوم.
وهو يكتب بحسب الصورة المرافقة.
ولكثرة وجود هذه الكلمة بمعنى السماء في كتاب كونفوشيوس ، قلت: يمكننا أن نقول إنّ لون كتاب كونفوشيوس سماويّ!
وفي كلمة 天تْيان يمكننا أن نقرأ رموراً صينية كثيرة:
ف 一 رمز يعني واحد،
و二 رمز يعني اثنان،
و 人 يعني إنسان،
و 大 يعني كبير.

قراءة في دلالة رمز صيني 多


نظرة إلى رمز صيني: 多 ويعني كثيراً.
التعرّف على النظرة التي كان وراء تشكيل الرموز الصينية مجلبة لحبور من نوع طريف.
تذكّرت وأنا أقرأ قصّة ولادة الرمز الصينيّ قولا عربيّاً: من الفجر للنجر!
فالرمز الدالّ على الكثرة مؤلّف من مفتاح 夕 الذي يعني الغروب!
وهو رمز مكرّر مرّتين 多.
كيف خطر ببال مخترع الكتابة الصينيّة أن يضع الغروب تعبيراً عن الكثرة؟
الصيني بلد زراعيّ، كان المزارع الصينيّ يعمل في الحقل إلى أن تنحدر الشمس نحو الغياب فيعود إلى بيته!
الصينيّ مكافح بكلّ معنى الكلمة، الكفاح من صلب معتقده الكونفوشيّ.
ما معنى أن يبقى في العمل إلى وقت المغيب؟
يعني أنّه عمل كثيراً!
ومن هنا أخذ هذا الرمز مفهوم الكثرة

الاسم في اللغة الصينية


هذا الرمز 姓 xìng يحكي عن التاريخ، لا يزال يحتفظ بما توارى واندثر من حضارات كثيرة. الأنثى هي الأصل وليس الرجل.في بدء الخليقة خرجت حوّاء من ضلع آدم، بحسب معتقد الديانات السماوية، ومن ثمّ كل الرجال خرجوا من رحم النساء. يقال ان المجتمعات القديمة كانت مجتماعات امومية لا أبويّة. السلطة كانت بيد الأم لا الأب. الأم واهبة الحياة لا الأب. كانوا يجهلون دور الأب في عمليّة الإنجاب، من هنا، قدّست الأم في عهود تاريخية سابقة. الانترولوجيا تكشف عن خبايا العلاقة بين الرجل والمرأة.

ما اكتبه موجود في هذا الرمز الصيني 姓. يعني الرمز اسم العائلة او ما نعطيه في دوائر النفوس اللبنانية اسم الشهرة. فنقول الاسم والشهرة. شهرتنا تحمل شهرة الأب لا الأم. اسم الأم عورة!( أحيل هنا الى قراءة المقال التالي:حرج السعوديين من أسماء زوجاتهم ينتقل الى العالم الافتراضي بقلم ايمان السالم الذي نشرته جريدة الحياة اللندنية، وتجد نسخة عنه في مدونتي . وفي الصين اليوم يحمل الولد اسم ابيه لا اسم امّه، الا ان الرمز الصيني لا يعترف بذلك, ثمّة تناقض بين اسم الشهرة والرمز الذي يشير الى اسم الشهرة. الام هي التي تمنح الحياة وتمنح الاسم في الرمز. فهو من عنصرين، العنصر الأول يعني المرأة 女nǚ، والعنصر الثاني 生 shēng ويعني الولادة وجمعهما يعطي رمز"الشهرة او اسم العائلة".

نجد حضور الام وغياب الأب. في الراهن الحضور للشهرة يأتي من الأب لا الأم. الرمز هو بقايا عادة قديمة كانت في الصين وفي غير الصين. تعيش في رحم الأم قبل الولادة، وتعيش في رحم اسمها ما تبقى لك من حياة

#الياء و #الواو


حرف الياء الذي نكتبه بالعربية ليس حرفا واحدا وانما هو حرفان. يستغرب البعض حينما اقول ذلك، ولكني مضطر ان اقول ذلك وانا اعلم مادة علم الاصوات واتناول صفات ومخارج الحروف العربية . والتعامل مع الحركات لا يخلو من طرافة في اللغة العربية. حين اقول لطلابي ان الحركة حرف يستغربون، ولا يخطر ببالهم ان الفتحة والضمة والكسرة حروف، وان الياء والواو حركتان احيانا. يشعرون ان حدود الاشياء بدأت بالارتجاج. كيف لا يكون الحرف حرفا ولا تكون الحركة حركة. ما معنى الحركة؟ ولماذا اختار العرب هذه التسمية؟ اعتبر التسمية موفقة. لأن الحركات هي التي تحرك الحروف. حيث لا حركات تبقى الحروف جامدة في مطرحها لا تتحرّك. كنت قد قرأت منذ فترة ان العرب اختاروا استخدام الحبر الاحمر، بداية، لكتابة الحركات او رسم الحركات، والاحمر لون الدم، والجسد لا يتحرك الا بفضل حركة الدم وضخه في الجسد . فالحركات هي دم الكلمات. وجدت في تعليق ذلك الكاتب بعض الطرافة.
عودة الى الياء. وسأوجز: قلت ان الياء ياءان. وسوف تنكشف هوية الياءين بالخروج من الحرف العربي والدخول في الحرف اللاتيني. اقول لطلابي: اكتبوا كلمة "يرمي" بالحرف اللاتيني، وهنا الياء الأولى والياء الثانية هي واحدة في العربي ولكن ليست واحدة في النطق. وحين يتأمل طلابي ما كتبوا يلاحظون انهم كتبوا الكلمة كالتالي yarmi فأقول لهم كتابة الكلمة بالحرف اللاتيني كشفت هوية الياء او رفعت النقاب عن وجهي الياء. الياء التي تكتب y هي ما يسمى في علم الاصوات نصف صائت او نصف صامت وما يكتب i يسمى كسرة طويلة. لأن الكسرة هي بعض الـ i، اي ان الفرق بين الكسرة والياء هو الزمن. المدة الزمنية التي تستهلكها الياء هي اكثر من المدة التي تستغرقها الكسرة. ومن يتأمل أخطاء الصغار في المدارس يلحظ انهم لا يميزون بسهولة في البداية بين الكسرة والياء وفي الاملاء يقعون في اخطاء تكشف طبيعة الياء.
وما قلته عن الياء يصحّ على الواو ايضا، فليس في العربية واو واحدة وانما واوان، فاذا اراد احد الاشخاص ام يكتب " وردوا" بالحرف اللاتينبي فان سيكتبها اغلب الظن على الشكل التالي: waradou. الملحوظ هنا ان الواو الاولى لم تكتب كما كتبت الواو الاخيرة في الحرف اللاتيني والسبب ان الواو الاولى لها طبيعة مغايرة عن الواو الأخيرة.
ومن هنا استعمل العبارة التالية: ان احرف العلة انما سميت احرف العلّة لانها " معلولة" أو "عليلة" اي مريضة. فالعلة مرض، ومرض هذين الحرفين هو الانفصام في الشخصية.
وكان احد النحاة القدامى قد قال: من فكّر في الياء أصيب بالإعياء.
#بلال_عبد_الهادي

كتاب لتعليم اللغة الصينيّة


كنت أقرأ في كتاب لتعليم اللغة الصينيّة مخصص لمن يريد الحصول على شهادة في ال HSK ( #汉语水平考试)المستوى الخامس .
وكثيراً ما استوقفني عبارات وجمل لا تكتفي بإدراج الكلمة في جملة لتوضيح معناها بل تختار دلالات معيّنة وكأنّها خطط عمل أو خارطة طريق للآتي من الأوقات.
فمعنى الجملة :
أثق أنّ مستقبل وطني سيكون جميلا!
تساءلت: ما هو عدد من يتفوّه بهذه العبارة في لبنان؟
ما هو عدد من يثق بمستقبل لبنان؟
حين تتفرّج على شعوب العالم تتحسّر وأنت ترى بلدك يتقهقر يوما بعد يوم على الصعد، أتحسّر وأنا أرى أنّ الثقة بالبلد ضرب من الجنون أو التفاؤل الأرعن.
أتحسّر وأنا أرى أو عصابة لصوص تحكم بلدي وتتحكّم بموارد بلدي!
أتحسّر وأنا أرى بلدي يصيبها الهزال وسوء الحال.
أتحسّر وأنا أرى المسؤولين عن هذا البلد وأولياء أمره همّهم السرقة، والنهب، وسلب الخيرات، وتدمير بناه التحتية وبناه الفوقيّة ولا يقدّمون لأهله إلاّ حلم الهجرة والهروب !
حكّام كاللعنة تطارد أبناء بلدي!
لا وطن، ولا مواطن، ولا وطنيّة!
ماذا يقول المرء حين يرى مستقبل البلاد نهراً من الرماد؟

دلالة الرقم تسعة 九 في اللغة الصينية


كلّ الشعوب تبني علاقة وهميّة مع الأرقام ولكنّها حميمة.
الوهم حبيب، يشرح الصدر أو يجرح الصدر.
كثيرون مثلاً تكلّموا على رقم عشرين، وراحوا يلتقطون أحداثاً لها وقع كورونا حدثت عام ١٩٢٠، أو ١٨٢٠ أو ١٧٢٠.
وكأنّ القدر يمشي على وقع التقويم الغريغوريّ!
كلّ سيرة هي سيرتان : سيرة ذاتية، وسيرة غيرية.
سيرة تكتبها أنت ، أو تعيشها أنت، وسيرة يكتبها غيرك عنك، فأنت كما ترى نفسك ليس أنت كما يراه الآخرون.
وكذلك الأرقام لي علاقتي الشخصيّة مع الأرقام، وللآخرين علاقة مختلفة مع الأرقام.
ولعلّ الأرقام هنا تشبه الأسماء، فالاسم الذي أحبّه قد يكرهه غيري، وما يحبّه غيري قد أجده شديد القبح.
لا نبني علاقة حيادية مع العالم!
الحياة لا تؤمن بالحياديّة ولا المنطقيّة!
في الصين الناس يحبّون أرقاماً معيّنة منها الرقم تسعة، محبّتهم لا تنبع من الرقم ولكن من اسم الرقم، ولا تنبع من اسم الرقم إلاّ بسبب الطبيعة الجناسية المذهلة للغة الصينية.
فرقم تسعة يلفظ مثل كلمة 久 ( دْجْيو)" زمن طويل"، وكأنّ الرقم هنا عصيّ على البلاء: لهذا يكثر مثلا الزواج في الشهر التاسع، وقد يختارون الساعة التاسعة لبدء حفلة العرس، وفي اليوم التاسع أيضاً.
وكأنّ الرقم هنا تعويذة ضدّ الزمن والطلاق وغدرات الأيام.