الثلاثاء، 2 يوليو 2013

العرب عشاق المؤامرة

اننا نتآمر على انفسنا برحابة صدر قاتلة

نحن سلبيّون في مواقفنا، وقمّة السلبية اقتناعنا بنظرية المؤامرة. ننسى ان التآمر شيء طبيعيّ بين الامم. اقرأوا اول كتاب عن الاستراتيجيا وهو كتاب فن الحرب لسون تزه الذي كتب عن الحروب، التآمر ضرورة وطنية. لا يتآمر على الآخر الاّ احمق، هكذا يقول سون تزه. اقرأوا ماذا يقول عن التجسس والعميل المزدوج. ليست العلّة في انهم يتآمرون علينا، وهذا من حقهم الشرعي، انما العلّة...
في اننا نساعدهم في التآمر علينا، نفسح لهم المجال، نمهد لهم الدرب بالياسمين والغباء.
بجهلنا نساعدهم على تحقيق ما يرسمون، بخرافاتنا نساعدهم على نيل ما يرغبون، من حقهم بناء صرح علميّ هائل اسمه الاستشراق، ومن بلاهتنا اننا لا نفكر في بناء صرح مقابل يمكن ان يأخذ عنوان" الاستغراب" كما اقترح المفكر المصري حسن حنفي.
انهم ينجحون في التلاعب بنا ليس لأنهم اذكياء بل لأننا بلهاء، وسذّج، يريدوننا ان نتقاتل، فنطيع رغابهم المكنونة. ونتقاتل قتالا شرسا، ونتكاره " كره المجوس".
نتآمر على انفسنا حين نأخذ قرارا بعدم التفكير، وحين نعتبر من يفكر بانّ " بالو فاضي"، نتآمر على انفسنا، حين نستعمل عبارة" وجعة رأس" كبديل شرس لكلمة " التفكير". اذا قلت لواحد:" تعا فكّر معي"، يقول لك:" ما بدّي وجع راسي".
حين يكون التفكير وجعا سيكون حكما الجهل نبراساً ومتر اسا.
فلا حول ولا قوّة الاّ بالله.
المؤامرة صنعنا نحن، انتاجنا نحن، المؤامرة لغة عربية بحرف لاتينيّ.
المؤامرة تحبّ الكتابة الكرشونية المعاصرة!
ايقاف المؤامرة هو ان نكفّ ان نمارس الكره والحقد على شركائنا في الارض والاحلام.
ايقاف المؤامرة يتطلب ان لا اقول:" انا سني او شيعي او مسيحيّ او مدري شو". ايقاف المؤامرة ان اقول هذه الرقعة الجغرافية كنز لنا جميعا، وحلمنا جميعا، وغدنا جميعا. وفلذة كلّ الاكباد لا فلذة طائفة او مذهب او دين.
والله المستعان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق