السبت، 20 أبريل 2013

درس في السّرقة من كتاب ليه تزه الحكيم الطاويّ


 كان في بلاد "تسي" رجل يدعي "كوؤ" وكان غنيا جدا وكان في بلاد "سونغ" رجل يدعي "هيانغ" وكان فقيرا جدا.ذهب الرجل الفقير إلي الغني وسأله ماذا فعل ليصبح غنيا فقال له:"بممارستي السرقة.فعندما بدأت أسرق حصلت،خلال سنة،على ما يفي بحاجتي.وفي غضون عامين أصبحت في بحبوحة،وخلال ثلاث سنوات أصبحت موسرا ثم أصبحت من الأعيان،ولأنه أساء فهم ما قصده الغني بالسرقة،لم يطلب الفقير المزيد من الإيضاحات.فودّعه والأرض لا تكاد تسعه من الفرحة وشرع للتو في السرقة،يتسلق الجدران أو يثقبها،مستحوذا على كل ما يتفق ورغبته.لكن ما لبث أن ألقي عليه القبض.فأعاد ما استولي عليه إلي أصحابه وخسر،زيادة على ذلك،القليل الذي كان يملكه من قبل،شاكرا ربه على أنه لم يتعرض للمزيد من الويلات.ولاعتقاده بأن "كوؤ" قد خدعه،ذهب إليه ولامه لوما شديدا.فسأله "كوؤ"،وقد عقدت الدهشة لسانه:
- كيف تصرفت؟

وعندما روي له الفقير طريقته،صاح "كوؤ":لم أجمع ثروتي عن طريق هذا النوع من السرقة:فأنا سرقت،بحسب الوقت والظروف،ثروات السماء والأرض والمطر والجبال والسهول،فقد استحوذت على ما نَمَتْه وأنضجته،واستحوذت على الحيوانات البرية في البراري وعلى الأسماك والسلاحف في المياه... إن كل ما عندي سرقته من الطبيعة، ولكن قبل أن يؤول إلي شخص.أما أنت،فقد سرقت ما منحته السماء لأشخاص غيرك.
انصرف "هيانغ" غاضبا،مقتنعا أن "كوؤ" مازال يخدعه.في طريقه التقي حكيم الضاحية الشرقية وأخبره بقصته.
- نعم،قال له هذا الأخير،فكل تملّك سرقة.حتي الكائن والحياة سرقة لجزء من إيقاع الين واليانغ.والأحري أن يكون كل تملك لكائن مادي هو سرقة تتعرض لها الطبيعة. لكن لا بد من أن نميز بين سرقة وأخري.فسرقة الطبيعة سرقة عامة يرتكبها الجميع. ولا يعاقب عليها.أما سرقة الغير فسرقة خاصة ويعاقب عليها.إن كل الناس يعيشون من سرقتهم للسماء والأرض،دون أن يكونوا في هذا لصوصا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق