قال لي بالحرف الواحد بعد أن عرف أنّي ذاهب إلى الصين: خذ معك أكلك، فأكلهم لا يؤكل، أكلهم سبّب لي السقام، أكلهم كلاب وقطط وأفاع، كما أنّهم يأكلون الأجنّة البشرية، وقال لي: ماذا ترجو من شعب يأكل اللحم البشريّ، . ضحكت في عبّي. لم استغرب شيئا من قوله، وليست هي المرة الأولى التي أسمع بها بهذا النوع من الكلام على الطعام في بلاد كونفوشيوس. لم أقل له إني ذهبت من قبل إلى الصين ، وإنّي استمتعت بتجريب مذاقات جديدة من لحم البقر والغنم والبطّ البكيني، والسمك وثمار البحر. ومآكل أخرى أدهشت فمي من فرط طيبتها: أرزّ بالأناناس، وأقراص المعمول بورق الورد. أعرف تماماً أن الطعام ثقافة، وأنّ الطعام عائق أشدّ صعوبة من العائق اللغويّ، وأنّ الفم يغامر بتجريب مآكل جديدة. وأنّ الطعام عادة، وتغيير العادة لا يجلب السعادة دائما للفم.
وبالمناسبة يمكن للمرء أن يأكل الحمّص في فنادق الصين، ويريح فمه من تلك الأفكار العجيبة الغريبة التي تشيع بين عدد كبير من بني جلدتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق