الاستشراق إنتاج غربيّ، ولكن يمكن أن نستوحي منه استشراقاً عربيّ الملامح والمنطلقات والأهداف، بالاعتماد على الشقّ النبيل منه. فالاستشراق استشراقان : استشراق مغرض، واستشراق موضوعيّ. وعلينا أن نعمل على إنتاج استشراق عربيّ نبيل، استشراق عربيّ يكون متمّما لعلم الاستغراب الذي تحدث عنه حسن حنفي. علم الاستشراق العربي علم يهدف إلى بناء جسور تعارف بين دول الشرق : الهند، اليابان، الصين، الفليبين، كوريا، فيتنام، منغوليا، كمبوديا، أندونيسيا، ماليزيا، سنغافورة، تايلاند...
كيف يمكن لنا أن نعرف علاقتنا الراهنة مع كمبوديا مثلا؟
فلينزل أي شخص عربي إلى أهم مكتبة بالقرب من بيته مثلا ويطلب كتابا عن الثقافة الكمبودية أو اللغة الكمبودية، أو الطعام الكمبودي، أو الأدب الكمبوديّ وليخبرني ماذا يقول له صاحب المكتبة، وماذا يعرض عليه صاحب المكتبة، سينظر صاحب المكتبة بحيرة إلى طالب الكتاب، أغلب الظنّ، وينظر إليه باستغراب أمام هذا الطلب الذي لا مبرر له من الإعراب.
هل نعرف الشرق؟
ماذا نعرف عن الشرق؟
ما هو عدد المستشرقين العرب في عالمنا العربيّ؟
ما هي الخسائر المادية والروحية التي يتكبدها العرب إ|زاء هذا الجهل الطامي بالشرق الكبير بدءا من شرق آسيا؟
هذه بعض النقاط التي سأتناولها في مداخلتين لي في الصين، واحدة في كلية الدراسات العربية في بكين عن الحوار بين الحضارتين العربية والصينية وواحدة في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية في ( SISU) عن علم الاستشراق العربي. وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية (亚洲文明对话大会) تحت عنوان : حماية التعددية الثقافية في القارة الآسيويّة ( 维护亚洲文明多样性).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق