من يقرأ الصحف ولا يعرفه لا يكون من أبناء أو سكان الفيحاء.
أعرفه من أيًام الطفولة، لا أعرف متى تعرفت عليه، ولكن ما أعرفه هو أني أعرفه من يوم تفتّح وعيي على الدنيا.
كان من روّاد #مطعم_الدنون، وكنت أجد أن والدي رحمه الله كان يتعامل معه كصديق، وليس كزبون.
كان يركب درّاجته الهوائيّة ويدور على زبائنه في المكاتب ليوزّع لهم الجرائد والمجلاّت. كنت صغيرا دون العاشرة ، حين كان أبي رحمة الله على طهارة روحه وطهارة كفّه يشتري منه جريدة الصيّاد كل أسبوع .
قارب الثمانين من عمره ولا يزال إلى الآن يركب دراجته ويوزّع الجرائد والمجلات قبل أن يعود إلى مكتبته #مكتبة_الريفولي، حمى الله صحته من السوء.
أشياء كثيرة تذكرني به، والآن أتذكر أنّي كنت في محلّه أتصفّح المجلات والجرائد حين أراني أول عدد من سلسلة #عالم_المعرفة ، وكان سعره في ذلك الوقت ليرتين ونصف الليرة، وهو عدد بعنوان #الحضارة لحسين مؤنس المؤرخ المصري المرموق رحمه الله، وكذلك أراني مجلّة #عالم_الفكر التي سبقت عالم المعرفة بالظهور، وأذكر تماما وذلك في العام ١٩٧٨ ، أن العدد كان يتضمّن ملفا عن #أندريه_مالرو، ولم أكن قد سمعت به من قبل. كما صرت أشتري من عنده المجلات الثقافية السورية والمصرية كالموقف الأدبي، والمعرفة، والهلال، وكتاب الهلال، وكتاب سلسلة إقرأ، وكتاب المسرح العالمي، وغيرها من المجلات التي راحت تعرّفني على الكتاب العرب وعير العرب عبر الترجمات. كانت المجلات الثقافية مدخلي إلى أهل القلم في العالم العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق