اللغة الصينيّة عاشت بعيداً عن الألفباء آلاف السنوات، ورافق الرمز الصيني الحضارة الصينيّة من يوم نشأتها إلى اليوم.
فكّرت الصين في لحظة من تاريخها الحديث أن تتخلّى عن رمزها وتستبدله بالحرف اللاتيني.
الشعوب المتخلّفة عندها مشكلة مع كتابتها، ومشكلة مع لغتها، هكذا فكّرت اليابان في زمن تخلّفها، وهذا ما خطر ببال روّاد نهضة في الصين، وهكذا ما فعله أتاتورك حين تخلّى عن الحرف العربيّ لصالح الحرف اللاتينيّ.
ولكن واجهت الحرف اللاتيني صعاب لا يسهل تجاوزها في الصين. فالألفباء لا تناسب اللغة الصينيّة، فالكتابة الألفبائيّة لا يمكنها استيعاب اللغة الصينيّة.
كل أشكال الألفبائيات لا يمكنها إلا أن تكون عكاكيز لا غير ولا يمكنها أن تقوم مقام الأقدام.
رمز الرمز تقع العين عليه في بداية تعلّم المرء لهذه اللغة، وهو 字。
لم يخطر لي أن أنظر إليه نظرة تفكيكية من قبل، فهو بسيط التركيب لا يجهد الذاكرة كثيرا، ولكن اليوم لا أعرف لماذا انتبهت إلى نقطة طريفة في تكوينه .
ثمّة علاقة بيولوجيّة على سبيل المجاز مع اللغة، فلغتك التي تبدأ باكتسابها وأنت في رحم أمّك، وهناك دراسات جديدة عديدة عن تلقي الجنين في وحم أمّه لصوتها واهتزازت جسدها وهي تحكي، فالجنين يسبح في المياه الأمينيّة ويسبح أيصاً في صوت أمّه، قلت علاقة بيولوجيّة على سبيل المجاز، لأنّ لغتك تسمّى اللغة الأمّ، والعلاقة مع الأمّ علاقة فريدة لا يمكن ضبط كلّ أبعادها على صعيد النفس والروح والمشاعر والأهواء، ولكن كيف ينظر الصينيّ إلى الرمز الصينيّ؟
هل من علاقة بين الرمز الصيني والطفولة؟
هل الرمز طفل صيني؟
ربّما صلابة الرمز الصيني تأتيه من شكله، فأنت كي تكتب رمز " رمز/ الكتابة الصينية"، تضع طفلاً 子 تحت سقف宀، والسقف في الكتابة الصينية رمز للحماية، رمز للبيت في أمكنة كثيرة، وعليه فإنّ الرمز الصيني في نظر الصينيّ طفل غضّ ، محميّ .
ويمكن للمرء أن يتصوّر هذه العلاقة الفريدة إذا عرف علاقة الصينيّ بالخطّ، والمقام السامي الذي يحتلّه الخطّاط في الثقافة الصينية، وهو مقام لم يصل إليه الخطاط العربي رغم ما هوقداسة الحرف العربيّ.
فكّرت الصين في لحظة من تاريخها الحديث أن تتخلّى عن رمزها وتستبدله بالحرف اللاتيني.
الشعوب المتخلّفة عندها مشكلة مع كتابتها، ومشكلة مع لغتها، هكذا فكّرت اليابان في زمن تخلّفها، وهذا ما خطر ببال روّاد نهضة في الصين، وهكذا ما فعله أتاتورك حين تخلّى عن الحرف العربيّ لصالح الحرف اللاتينيّ.
ولكن واجهت الحرف اللاتيني صعاب لا يسهل تجاوزها في الصين. فالألفباء لا تناسب اللغة الصينيّة، فالكتابة الألفبائيّة لا يمكنها استيعاب اللغة الصينيّة.
كل أشكال الألفبائيات لا يمكنها إلا أن تكون عكاكيز لا غير ولا يمكنها أن تقوم مقام الأقدام.
رمز الرمز تقع العين عليه في بداية تعلّم المرء لهذه اللغة، وهو 字。
لم يخطر لي أن أنظر إليه نظرة تفكيكية من قبل، فهو بسيط التركيب لا يجهد الذاكرة كثيرا، ولكن اليوم لا أعرف لماذا انتبهت إلى نقطة طريفة في تكوينه .
ثمّة علاقة بيولوجيّة على سبيل المجاز مع اللغة، فلغتك التي تبدأ باكتسابها وأنت في رحم أمّك، وهناك دراسات جديدة عديدة عن تلقي الجنين في وحم أمّه لصوتها واهتزازت جسدها وهي تحكي، فالجنين يسبح في المياه الأمينيّة ويسبح أيصاً في صوت أمّه، قلت علاقة بيولوجيّة على سبيل المجاز، لأنّ لغتك تسمّى اللغة الأمّ، والعلاقة مع الأمّ علاقة فريدة لا يمكن ضبط كلّ أبعادها على صعيد النفس والروح والمشاعر والأهواء، ولكن كيف ينظر الصينيّ إلى الرمز الصينيّ؟
هل من علاقة بين الرمز الصيني والطفولة؟
هل الرمز طفل صيني؟
ربّما صلابة الرمز الصيني تأتيه من شكله، فأنت كي تكتب رمز " رمز/ الكتابة الصينية"، تضع طفلاً 子 تحت سقف宀، والسقف في الكتابة الصينية رمز للحماية، رمز للبيت في أمكنة كثيرة، وعليه فإنّ الرمز الصيني في نظر الصينيّ طفل غضّ ، محميّ .
ويمكن للمرء أن يتصوّر هذه العلاقة الفريدة إذا عرف علاقة الصينيّ بالخطّ، والمقام السامي الذي يحتلّه الخطّاط في الثقافة الصينية، وهو مقام لم يصل إليه الخطاط العربي رغم ما هوقداسة الحرف العربيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق