سيكون كلامي على الرموز أعلاه.
وسأبدأ من ضمير المتكلّم " أنا"، وهو من أوّل الرموز الذي يتعلّمها المرء، وهذا يعني أنّ عليه أن يحفظ شكله، وأن يحفظ طريقة كتابته، شكله للوهلة الأولى رادع، له وهرة، يقول من يبدأ بتعلّم الصينية: يا ويلي ! من أين لي أن أعرف كيف أكتبه، وأنا لا أعرف كوعه من بوعه؟ موظره قد يصدّ الشهيّة، ويسدّ الشهية معاً.
الانطباعات الأولى غبيّة.
كان للعرب القدامى تعبير لطيف عن النظرة الأولى يقول: النظرة الأولى حمقاء!
سأبسّط لك ضمير المتكلّم، وسأقول لك إنّه يتألف من مفتاحين دلاليين، ومن يتابع ما أكتبه عن اللغة الصينية سيعرف مقصودي من كلمة مفتاح دلالي، والمفتاحان هما:
اليد والرمح:
اليد تكتب أو ترسم هكذا 手 ، والرمح يكتب هكذا: 戈.
ضمير المتكلّم هو دمج المفتاحين في مفتاح واحد 我، وتمّ وصل الخطّ العلوي الثاني من مفتاح اليد بالخطّ العلويّ من مفتاح الرمح فصارا خطّاً مستقيماً واحداً.
الأنا ، في الصينيّة، تشبه ذلك الذي دخل إلى المصرف ( في لبنان) رافعاً فرّاعته أو بلطته أو فأسه ليستعيد أمواله!
أنتقل الآن إلى كلمة أخرى وهي الجوع!
كيف نكتب الجوع في الصينيّة؟
نضع قبل رمز ضمير المتكلّم مفتاح الطعام وهو 饣، وهذا الرمز هو مختصر رمز الطعام 食 ، فيصير معك رمزاً جديداً وهو 饿.
وهنا يمكن أن نفكّك رمز الجوع بمفاتيحه الثلاثة كما لو أنّه يد ترفع الرمح في سبيل سدّ الزمق أو نيل الطعام!
والرمح يذكّني بقول أبي ذرّ الذي يستغرب من الجائع كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه؟
هنا الرمح هو سيف أبي ذرّ الغفاريّ!
هل يمكن أن تنسى كتابة رمز الجوع ورمز ضمير المتكلّم ورمز الرمح ورمز اليد ورمز مفتاح الطعام بعد أن ربطت لك ذلك بأبي ذرّ الغفاري؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق