السبت، 19 فبراير 2022

عن سمكة الياسريّة


قطعة بسكويت مملّحة على شكل سمكة صغيرة في طبق الياسريّة للإحالة إلى الجوز الذي يتشارك مع السمك في محتوى حمض الأوميغا ٣ المفيد للذاكرة والدماغ وأشياء أخر...

ومنذ الصغر وأنا أنفتن بشكل حبّة الجوز كما فتنت ولا أزال بتلافيف الدماغ وأسراره...
من أخذني إلى الدماغ هو اللغة... وتحديداً علم اللغة.. حيث انغمست ولسنوات طوال ولا أزال بعالم اللغة على تشعّبه... وأوصلني علم اللغة إلى مصطلح اكتساب اللغة... وعلم اللغة النفسيّ... ومن باب علم اللغة النفسيّ دلفت إلى علم اللغة العصبيّ الذي يربط اللغة بالدماغ... وكلما تعمقت في عالم الدماغ اكتشفت ما لا يخطر ببال...
وكانت حبّة الجوز على بساطتها تتراءى لي من وراء اللغة والكلمات والدماغ...
هل الياسريّة بعض سيرتي الذاتيّة من ناحية علاقتي بوالدي الذي كنت أعتبره فنّاناً لا طبّاخاً... ومن ناحية تخصّصي بالألسنيّة التي أخذتني إلى مطارح يظنّ البعض أنّها بعيدة عن علم اللغة بينما هي من لبّ مشاغل الألسنيّة المفتوحة على العلوم كلّها والتي تركت بصماتها حتّى على الجينات التي استلهمت من اللغة ألفبائيّتها...
قال أحد علماء اللغة، وكان على ما يبدو مثلي يستهويه المطبخ والطبخ، إنّ الألسنيّ لا يمكن إلاّ يكون يكون طبّاخاً...
الصلات بين المآكل واللغات عميقة... فعلم اللغة هو علم اللسان، واللسان مستقرّ الذوق والتذوّق...وثمّة عبارة مدهشة للفراهيديّ هي ذوق الحرف...
فهل نتذوّق الحرف وكأنّه حبّة قضامة بالسكّر.
جزء ممن ذاق الياسريّة استطيبها...
والياسريّة لا تزال تحبو في عالم المذاقات... والحبو فيما أتصوّر محبّب...
بانتظار آراء من جاء مطعم الدنّون مخصوصاً لتذوّقها... وآمل أن تكون الآراء تخلو من المجاملة ...
الانتقاد يمتعني لأنّه يكشف لي عيوبي أو عيوب ما أقوم به...
وكثيراً ما استشهد بقول مأثور عن الفاروق عمر بن ابخطاب:
رحم الله امرءاً أهدى لي عيوبي...
وضع الانتقاد في مقام الهديّة ...وهو المقام الذي أراه ، بدوري، فيه....
للياسريّة غداً يوم آخر....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق