على المرء أن يفكّر بالمفكّر فيه، وباللامفكّر فيه بحسب ما يقول المفكر الإسلامي محمد
أركون رحمه الله.
ولعلّ التفكير بالمفكّر فيه هو أصعب وأشق من التفكير باللامفكّر فيه.
أقصد التفكير بالمفكّر فيه هو النبش باللامفكّر فيه في المفكّر فيه... والتفكير بطريقة مغايرة في المفكّر فيه قد يساعدك في الذهاب إلى اللامفكّر فيه...
لا نفكّر في البديهات رغم تهافت كثير من البديهيّات.. بديهيات نتعامل معها أحيانا كما لو اّنها " روتين" ... وكثيرا ما ألفت إلى إمكانية ممارسة الأعمال الروتينية بطريقة غير روتينيّة... ومن يتتبّع الخطّ البياني للابتكار يجد أنّ جزءا منها كان بسبب وضع البديهيات موضع التساؤل ثم سرعان ما انتبه غلى هذه البديهيات المزيّفة، أو الجوفاء، أو المنافية للعلم، أو للحدس، أو للمشاعر...
من متعي المعجمية هي فتح المعجم على مفردات أعرف معناها، من قبل " قرأ"، "درس"، "كتب" ثمّ أكتشف جهلي بدلالات كثيرة تحملها هذه الكلمات التي نستعملها دون تفكير... وما فتحت على شيء أعرفه إلاّ اكتشفت أشياء لا أعرفها من الأشياء التي أعرفها....
كما أنصح تلامذتي دائما بحسن اختيار موضوع رسائل الماستر.. وأبسّط فكرتي بحبة علكة، وأقسم حبة العلكة إلى نوعين: قسم معلوك وقسم غير معلوك. وأقول لهم لا تكن رسالتكم حبّة علكة معلوكة بصمات أسنان غيركم عليها، وريق غيركم عليها، اختاروا حبّة علكة بكامل سكّرها.. لا تسمحوا لرسالتكم أن تثير القرف والغثيان...
الانتصار على القرف يتطلّب الشغف العلمي الكبير، والفضول العلميّ الكبير.... فضول طفل يكتشف العالم بيديه وفمه وجسده كلّه، وحواسه كلّها، وروحه كلّها...
تعلّموا قواعد الشغف، وألفباء الشغف، ونحو الشغف وصرفه، وبلاغة الشغف.
اقرأوا كثيرا، افتحوا المسارات المعرفية على بعضها، واللغات على بعضها، والعلوم على بعضها، قوموا بدور الفطر في الغابة، والبرق في السحابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق