الاثنين، 28 فبراير 2022

Frei (Henri). La Grammaire des Fautes

 





كنت أدردش مع صديقي الدكتور بلال حفّار،  وأخذتنا الدردشة إلى عالم اللغة،


 فتخصصنا واحد وإن اختلفت لغة التخصص، فهو ذهب إلى اللاتينية والفرنسية بينما ذهبت أنا إلى العربيّة والعبرية  والصينيّة ... 

ولفت نظري مشكورا إلى كتاب بالفرنسية بعنوان قواعد الأخطاء اللغوية...  Frei (Henri). La Grammaire des Fautes فتحينت فرصة عودتي إلى البيت للبحث عن هذا الكتاب.

 لا شيء في العالم يمشي على حلّ شعره، حتّى الفوضى لها ضوابط وقواعد ... كما أنّ للاستثناءات اللغوية قواعد ضابطة يمكن لمن يجمع داتا الاستثناءات أن يستخرج منها القواعد...

لقي الكتاب من النحاة " الحقنة" بعض الصدّ، لأنّه يقعّد للخطأ بدلا من أن يقعّد للصواب، ولكنّي انتبهت إلى أنّ العرب القدامى اشتغلوا على تقعيد اللحن بشكل من الأشكال، في كتب لحن العوام، وهي كتب كثيرة، وحلوة ومهضومة.

ماذا فعل راح يقرأ رسائل الجنود وأجوبتها وراح يلقوط أو يتلقّط الأخطاء بحثا لها عن منطق يحكمها، وللخطأ اللغويّ منطق خاصّ به، عليه أن تخرج من منطق أرسطو وتدخل في المنطق الصينيّ  أو المنطق الباسكاليّ.. ويستهويني بالفعل درس الخطأ اللغوي، والآلية الفكرية ابتي يعمل بها، وكم خطرت ببالي خواطر لغوية بفضل الأخطاء اللغويّة، ولهذا اهتممت بالكلام ذات يوم عن لآلىء الامتحانات وهي الأخطاء اللغوية التي ترتكبها أصابع الطلاب في قسم اللغة العربيّة... كما كتبت عدّة مقالات عن آلية الخلط بين الحرف المفخّم والحرف المرقق، والتاء المقصورة والممدودة، والخلط بين الذال والزاي والثاء والسين، كما تكلمت على الخطأ الصائب في المعاجم اللغوية، وكيف أنّ الصواب اللغوي ليس صواباً لغويا إلاّ بمفعول الزمن .

والزمان سلطان لغويّ بامتياز... يحيي لغات ويميت لغات!

والكتاب قديم ، طبع في العام 1929  ، ولولا الانترنت لاستعصى الحصول على نسخة منه... وعالم اللسانيات كانت في بدايات رونقه، فهو دخل إلى قواعد الأخطاء من باب هذا العلم...

وذكرني أيضا هذا الكتاب بالنمط الفكري الذي يدخل تحت عنوان #التفكير_بالمقلوب...  وكلمة inversement  من مفردات الكتاب في أي حال...

هل يمكن لمن يعرف منطق الصواب أن لا يعرف منطق الخطأ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق