لفتت نظري صديقة على الفايسبوك بإدراجاتها القصيرة، المركزة والجميلة، ودارت بيننا دردشات فسبوكية عن اللغة والأدب والكلام وأحوال العرب. ولكن كنت اشعر ان كلماتي مرتبكة. كيف أخاطب من لا اعرف له وجها، أو اعرف لها وجها. كنت أشعر كأني أخاطب مجهولا. وكانت هي تكتفي بوضع صور مجازيّة مرسومة، والاختيار، طبعا، جزء من عقل المختار. وكانت تلفتني صور بروفايلها المجازية، المنتقاة بعناية. وذات يوم، وجدت انها قد تجرأت... ووضعت وجهها الحقيقي، وهو صورة شمسيّة ( مضيئة) لها. فسررت. شعرت ان وجهة نظري قد انتصرت، هنا، انتصارا صغيرا. انا مؤمن بما قاله ابن جني عن صديق له قال له: "انا لا احسن ان اكلم الناس في العتمة". وغياب الوجه يجعل الكلام كلاما ليليا. أو يشعرني بعجز في فتح حديث من وراء حجاب. الوجه ضرورة لفهم معنى الكلام. ومن يقرأ في كتب التواصل غير اللفظيّ يعرف ان المعنى لا يخرج من الكلام وانما مما يحيط بالكلام. كيف افصل الكلام عن تعابير الوجه، وعن نبرات الصوت. شعررت بعد ان تعرفت على وجهها ان للكلام معها طعم الخبز والملح. وغالبا ما اقتضب في اجاباتي عن اناس تغيب عني وجوههم. مع غياب الوجه افضل التزام الصمت.
واعرف ان أحد اسباب تغييب" وجه" المرأة، هو مجتمعنا الذكوريّ الطاغي على مقاليد السلطة الروحية والفكرية والاجتماعية.
شكرا لوجهك صديقتي ذات الكتابة الجميلة فهو الذي سمح لي بكتابة هذه الخاطرة.
واعرف ان أحد اسباب تغييب" وجه" المرأة، هو مجتمعنا الذكوريّ الطاغي على مقاليد السلطة الروحية والفكرية والاجتماعية.
شكرا لوجهك صديقتي ذات الكتابة الجميلة فهو الذي سمح لي بكتابة هذه الخاطرة.
خاطرة جميلة ...
ردحذف