الزجاج اخترعه الفينيقيون في فلسطين وطاف معهم في كل
المتوسط
علاقة الانسان بالزجاج معقدة, لأنها في أغلب الاحيان
علاقة حميمة. فكيف ارتبط الانسان بالزجاج؟ وأي علاقة حميمة قامت بينه وبين الزجاج؟
أليس أكثر العلاقات حميمية يبنيها الانسان, أحيانا كثيرة, مع الاشياء؟ هذه العلاقة
التي صارت, في بغض الاوقات, علاقة مع الذات, أو مرآة للذات, أو بديلا من المرآة.
مرأة الجدول التي فتنت نرجس, مرآة مائعة, زجاج ذائب( كما
يقول الفيلسوف الفرنسي باشلار). ولكن أي شيء عشق نرجس؟ وجهه اللحمي الوسيم أم وجهه
المائي, الزجاجي الذي لونه النهر بألوانه الذاتية المتموجة؟
حياتان للزجاج
للزجاج حياته السرية, وحياته العلنية. نعاشره يوميا دون
أن ننتبه. لكنه موجود, وبشكل مكثف, دونه عراة أو كالعراة. ربما السبب هو شفافيته
التي تدفعنا الى تجاوزه ونسيانه. وخاصة انه يخدع حاسة النظر في بعض الاحيان. فكم
من مرة دقت أرنبة انفك في واجهات بعض المحلات الزجاجية. فيعيدك, من ذهولك بالشيء
المعروض, الى نفسك. ويثبت لك أنه موجود, فاصل لا يرى بينك وبين الاشياء.
لقد أدهش الزجاج, وما زال, الانسان. البعض كتب دهشته
والبعض رسمها... ومن الذين دهشوا الكاتب الفرنسي بروست, كاتب الزمن المفقود, وهو
يرنو الى أباريق زجاجية تأسر" نهر فبفون" بأيادي بعض الاطفال الصغار.
وكأنها تأسر بالزجاج( الماء المتجمد) مجرى النهر السائل أو الزمن الذي يحفر في
مجراه أضرحتنا؟؛
مازوشي الزجاج وسادي ايضا, مجمع التناقض, مرتع النزوات
الانسانية. يجلدنا دون ان نحس, ولكنه محبوب لأنه وعاء للذة, لذة السكارى والعاشقين
والسارحين وراء "كره الكريستال" السحرية.
ساحر هذا المخلوق الزجاجي, هكذا حدده شاعر فرنسا بول
كلوديل... وهو يراه كطائر الفينيق لا يموت, يقتات من موته الحياة, يتفتت, يتبدد,
يذوب, يسيل, ولكنه لا يموت يستعيد , بالنار, بريقه, شبابه. يحمل سر الكيمياء في
شفافيته, ووهج الجمر. يخرج من تنور اللهب, لهبا أحمر بلون الياقوت ليصير وفق مشيئة
الزجاج: أصيصا لأزهار حمر مهداة الى حبيبة, أو قارورة طيب تلقط انفاس الازهار والعطر
والاعشاب, أو علبة تحمل اسرار قلب, سقط من تعب الشوق, على ورق مورد اللون... أو
كأس خمرة بشرية في يد عاشق لدم العنب او كأس خمرة الهية في يد متصوف, عابد, زاهد,
كابن الفارض. أو فنجان قهوة في يد قارئة لأشواق أحد المتعبين, القلقين على أيامهم
الآتية.
متلون كلوننا
فما هو هذا الذي نضيع في دهاليزه..؟ نراه ولا نراه
كالهواء الراكد لا يرتعش. نقف أمامه, وهو يأخذ شكلنا, يسلبنا لون البشرة. نتملاه,
يرينا تجاعيد العمر, بريق العينين. كثير هم الذين يقفون أمام المرأة لقارءة
خفاياهم. دخل, بتحولاته, أساطير الصغار, وأحلام الكبار. الجدات يحكين, وقت انغماس
الشمس في البحر, للأحفاد قصة المرآة الصادقة, قائة الغيب, لاقطة الخفايا والاشياء
المخبوءة فتتوطد منذ نعومة الأظفار علاقة الانسان بلون من ألوان الزجاج. يخشاه
الانسان ويهواه في آن. علاقة غريبة, مريبة, توحد بين الانسان وهذا الشفاف, الون,
المعتم, المضيئ المرئي وغير المرئي. حاضن الضوء( سراج الزيت), وحاضن وفق بعض
المعتقدات رماد الاجساد المنطفئة التي فارقها وهج الروح, فيجمع رمادهم في قوارير
للذكرى... قوارير زجاجية تتحول الى سجل موتى, سجل مزجج تطوى فيه أعمار تلو أعمار.
روح ولكن ... من مادة
ولم يكن غريبا اذا, ان يلهم الشعراء, ويصير وحيا بديلا
من الوحي الذي ترسله شياطينهم من أوديتها السحرية. وها أعمى المعرة يتمنى لو كان
زجاجا... بل هو زجاج- على حد قوله, ولكنه دون الزجاج الارضي حظا. فيقول في احدى
لزومياته:
"يحطّمنا ريب الزمان كأننا زجاج
ولكن لا يعاد لنا سبك".
كيمياء الروح غير كيمياء الزجاج.... لم تمنحنا سر سبك
الاجساد المحطمة. فالزجاج يبقى, وحده, متفردا بالتحول, والتبدل... وكأنه المبدع
الأول بعقيدة التقمص. يخلع حلة ليلبس أخرى, تخرج الاشياء من أصابع الانسان فتبقى
تتخطاه ويحترق هو برحيله الأكيد. وشاعر آخر هو ديك الجن, ود من فرط غيرته على
حبيبته, أن يحرقها ويحولها الى كوب شفاف, مخصص له وحده, يشرب به جسدها وروحها
ورماد حيه ووجده. ولكن أنى له أن يحوز في أضلاعه سر الزجاج الكيميائي؛
أسطورة أم حقيقة
فمن أين نبت هذا الذي دخل في كل سيئ؟ أين أكتشف؟ ما هي
هويته؟
يحلو للأنسان دائما أن يعمد اكتشافاته بأساطير او يسميها
بطابع المصادفات. صدفة تضاف الى اسطورة وتبدأ الاشياء. هكذا هي الارض, رحم خصب
يخرج من أعماقه صلصالنا والخرافات. تلهينا بالشكل فتغرينا بتقصي أخباره... ندور
حول نقطة البدء؟ بدء السيرة.
نطوف حولها, ننبش في الرمل سعيا وراء خيط واه يدلنا على
أسرار الأشياء فلا نحصد إلا خدوشا في الاصابع منتعزى بالاساطير, نخلقها... ونسبكاه
تاريخا لكل حدث مجهول الجذور. وسيرة الزجاج كسيرة الخبز... وكسيرة النار, أسطورة
مغلقة ببريق مخادع.
الفينيقيون اخترعوه في عكا
وتقول الاسطورة أو الحقيقة انه ولد في نفس المكان الذي
ولدت فيه أسطورة أدونيس وعشتار... وأساطير أخر.... وحقائق أخر. شعب واحد اكتشف
الأبجدية والزجاج... فيحكى أن بعض الفينيقيين من تجار ملح البارود دهمهم الجوع وهم
على مقربة من نهر يصب في شاطئ عكا. فأرادوا أن يطبخو بعض الطعام ولكنهم لم يجدوا
أحجار لنصب القدر عليها... فاستعاضوا عنها بثلال قطع من ملح البارود... وبعد اضرام
النار اختلط اللهب بالتراب وأذاب ملح البارود فخرج سائل براق من هذا المزج العفوي,
الصدفوي, فكان الزجاج... من مخاض النار وملح البارود. شهد طلق النار ومحاض اللهب
تجار فينيقييون, جوابو آفاق وأبعاد... فكأنما كان الزجاج, من أول ظهور, منذورا
لسفر الى كل صوب. يسيح في البلدان يسلمه جيل الى جيل, ولنذرته في أول اكتشافه, دخل
حيز القداسة... فكانت منه أنية الهياكل والمعابد. وكان الزجاج غاليا كالحكمة
ومدهشا كالذهب... لا يفرط في استعماله وكل الآثار التي وصلت الينا تدل على ذلك,
فهي بأحجام صغيرة, علب عطور ومسحوق الكحل, أحجبة وتعاويذ لطرد الارواح الشريرة.
وكأنها أعين مضادة للاعين التي تصيب, وأقراط لآذان المعشوقات. وأول اثر زجاجي وصل
سالما هو عين ذات لون فيروزي مفروزة في جدر تمثال فرعوني يعود نحته الى عهد لمينوس
الثالث أي سنة 1558 وسنة 1530 قبل المسيح وكان قد مضى على ولادة الزجاج مئات
السنوات. فعاى مدى الاراضي السورية والعراقية والفلسطينية آثار زجاجية مطورة,
مغلفة بالتراب والرطوبة, تعود الى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. آثار عن زجاج أكمد
الون, يعلوه صدا السنين كما نرى في رأس زجاجي لأمينحوتب الثاني وهو من طينة زجاجية
زرقاء لامعة ولكن الزمن ألبسها لونها بني فاتحا, وكأن فعل الزمن أشبه ما يكون بفعل
الشمس في الاشياء. أغلب الآثار الزجاجية عبارة عن قطع متكسرة, متفتتة من صحاف,
وأباريق, وقوارير, وطاسات, وكاسات وكلها ذات ألوان سمر. والجدير بالذكر ان لون
الزجاج المائي, اذا صح التعبي, وليس لونه الأصلي. وكان عدم صفاء الون بمثابة عطب
الولادة, ولادة الزجاج... ولكنه عطب جميل ينافس في ألوانه احيانا الاحجار الكريمة
من يشب وفيروز ومرمر وياقوت وغيرها من ألوان الارض الزاهية, وهذا ما دفع القدامى,
والمعاصرين كذلك, الى معرفة جوهر الاحجار الكريمة عساهم أن يستطيعوا تحويل الزجاج,
بفعل الكيمياء, ليس الى ما يشبه الجواهر بل اليها هي. وثمة ثلاثة أصص فرعونية
توزعتها عواصم بريطانية وسويسرا وأمريكا تحمل هذه الألوان المخادعة, المحاكية.
مصر التي انجحت لعنة الفراعنة حملت بركة الزجاج. ولكن
كيف وصلت اليها هذه البركة؟ يذكر المؤرخون أن الحملات التي قام بها الفراعنة لفتح
بلاد الفينيقيين هي التي عرفتهم بهذه المادة. وحين عادوا الى ضفاف النيل كان من
بين الغنائم البشرية التي غنموها زجاجون, خرج, بفعل الأسر من أيديهم, سر الزجاج.
فالتقفه الفراعنة ومهروا في تجسيد السر. واكتشف أحد علماء مصر القديمة بقايا مصنع
لتشكيل الزجاج في تل العمارنة, المدينة التي اتخذها امينوبيس الاول عاصمة له والتي
تحتوي كنوزا انتروبولوجية كثيرة, تزيح مجاهيل كثيرة من تاريخ انسان تلك المنطقة.
تكوين الزجاج
كيف كان يتم تحضير الزجاج؟ من أي مادة هو؟ انه متعدد
العناصر, يخرج من النار والرماد والاحجار, وبعض الاعشاب التي تنمو على ضفاف
الانهار. ومن رماد بعض الاشجار كالصنوبر والزان, ومن نبات السرخس( السيوف
الخضراء). ويخرج من ملح الشمندر كما خرج, في القديم, من ملح البارود, ومن بعض
الاتربة والمعادن( صودا, بوتاسيوم) كما من رمل الصوان,فيطحن ويعجن ويدخل بيت النار
ليصير عجينة حمراء, ياقوتية, لزجة تترك حتى تبرد وتجف. وكانو في البداية يقشرون عن
القطعة الزجاجية الباردة الطبقة الفوقانية العكرة, وكذلك الطبقة السفلية... محاولة
لتنقية الزجاج وصقله.. ثم تفتت من جديد, تطحن كالقمح, وتخبز كالارغفة في الافران
لتصير جمرا, مائعا, وهاجا, عجينة صالحة لتحضير ما يشاء الزجاج تحضيره. ولكن كيف؟
بأية وسيلة يصل الزجاج الى ترقيق الزجاج؟ كانوا قديما قبل اكتشاف "قصبة
النفخ" همزة الوصل بين انفاس الزجاج ومادة فنه, يعتمدون الى تشكيل قالب رملي
مضغوط مخلوط بالقش يصنعونه على الشكل المطلوب ويلفون حوله ماء الزجاج, يطلونه بعدة
طبقات من الزجاج المصهور مع ورع قصبة في فتحة القالب وحين يبرد يقورون القلب, يفرغون
الاناء المصبوب من الرمل والقش. وقد وصلت الينا آنية كثيرة صنعت وفق هذه الطريقة..
ذات اشكال متعددة الى ان جائت قصبة النفخ فغيرت سيرة الزجاج واعتبرت منعطفا جذريا
في تاريخ الزجاج, وان كان ينظر الى الاكتشاف, اليوم, بأنه اكتشاف عادي, ولكنه سارع
في تحريره من الطبقة الحاكمة والغنية, وصار يصنع بكلفة أقل, مما سهل انتشاره بين
كل طبقات المجتمع, وتوسيع المنطقة الجغرافية التي كان فيها. ويعود الفضل الى
الفينيقيين في اكتشاف هذه" العصا السحرية" أو " القصبة
المجوفة" فصار الزجاج طيعا, قابلا كل صور, لدنا كالمطاط. ينفخ فيشف ويرق...
ويمحي لونه. يحمله الفينيقييون معهم في اسفارهم الى الأمكنة التي يتجرون فيها,
ويكتسب صنعه منهم الفرس, واليونان, والرومان. وما إن ولج الانسان عتبة القرن
الميلادي الأول حتى كان الزجاج قد وصل الى حدود الصين, خارقا سورها الصفيق,
ومنافسا اليابسة: قبرص, رودس, مالطا, وراسيا في ايطاليا واسبانيا وهو مع كل خطوة
يخطوها يزداد, بالساعد البشري, رقة وملاسة وترفا فنيا. يدخل كل المجالات وتتوالى
الشعوب والحضارات على رعايته واحتضانه واعطائه طابعها, وعلاماتها الفارقة. فبعد
الفينيقيين بلاد الرافدين, وبعد المصريين, يأتي اليونانيون باسكندرهم الذي يقوم
بفتوحاته الشرقية, ليصبغ على الطابع الشرقي الطابع اليوناني... فتزدهر في سوريا
صناعة الزجاج المطعم بالأثر اليوناني... وتكثر الجرار الزجاجية, والأباريق,
والقوارير المخروطية والمستطيلة والربعة والمزينة بنقوش وتصاوير. ويبني الاسكندر
المدينة التي حملت اسمه فيهاجر اليها سكان العراق وسوريا حاملين معهم طرقهم
وخبراتهم في فن التزجيج فتنبثق من امتزاج الأعراق والمواهب صناعة خاصة فاخرة تصدر
منتوجاتها الى ايطاليا واليونان مع تطور طلي الزجاج, وتقنية جديدة هي رقائق
الذهب... فاذا بثمار زجاجية تخرج من أصابع الزجاج, منها ما هو على شكل عناقيد
العنب والنخيل ومنها ما هو شبيه بثمار البحر من أصداف وغيرها. وأكواب تعلق على
شفافيتها قطرات زجاجية أشبه ما تكون بدموع عاشقين يفصل بينهما رحيل وشيك.
دور السوريين
ولعب السوريون دورا نشطا في تصقيل الزجاج... تأبطوا
مواهبهم, ومنتوجاتهم وأبتنوا مصانع لهم في بحر إيجه في القرنين الثاني والثالث
للميلاد, وانتشروا من هناك في ايطاليا وهولندا وبلجيكا وسويسرا وبريطانيا, كأنما
هي رسالة الشرق الدنيوية, يحملونها بين اضلاعهم, ليهبوها للغرب بعدما أمدوه بما
يقيم أود الروح من رسالات سماوية. اشياء كثيرة مدفونة في التراب الغربي تدل على
الانسان الشرقي, يستخرجها علماء التنقيب من الحفريات. آثار شرقية في ارض غربية,
بصمات اشورية وفينيقية ومصرية. فمن هنا تطل برأسها قارورة طيب, ومن هناك قنينة خمر
ومن هنالك علبة لمسحوق تجميل. وتخرج احيانا من تحت انقاض الحضارات القديمة اسماء
شرقية تدل على مدن كمدينة صيدون أو غيرها من مدن البحر. وهكذا يسرد الزجاج حكاياه
للغرب, بأفواه شرقية, وكأنه شهرزاد التي فتنت شهريار والغرب بكلامها المباح.
ارث للغرب..
يأتي الغرب, يتبنى الزجاج, يشارك فنانوه ورساموه ونقاشوه
بألوانهم وأخيلتهم وأزاميلهم في تشكيل التحف الزجاجية, مادة غريبة تدهشهم كما
أدهشت ببريقها التاجر الفينيقي. يرافقونها في الأفران, يسحرهم لونها البركاني...
الزجاج ابن الارض... يشبه رحمها وهو يندفع من اعماقها... أسى الالوان والاشكال هم,
ينقشون على الاقداح والاباريق, حكايا العاشقين وسير القديسين. ويشاركون اللون,
الزجاج في التسلق على جدران الكنائس... ليسرد التاريخ, واذا باللون والضوء والكلام
تجتمع كلها في لوح زجاجي واحد.
كل كأس أشبه بمقامة حريرية موشاه. زخرفة, تطريز, تسنين,
تعريق, تجديل خيوط الزجاج. خيال الانسان مجنح والزجاج عجين مطواع. تظهر في الغرب
طرق عدة... كل واحدة تنافس الأخرى لتسقط كل مهاراتها على الزجاج. وقد برعت في هذا
الفن مدن عدة: البندقية, بوهيم, بريطانيا بكريستالها الصلب( بدءا من القرن السابع
عشر). فكان الزجاج كالفراشات رفيق الاضواء والشمعدانات والثريات فينعكس عليه الضوء
وينكسر اشعاعا ووهجا.
هشاشة خالدة
المشوار الزجاجي بتدرجه من اللون الكامد, الى الشفاف الى
البراق يحكي قصة الجهد البشري, العضلي منه والعقلي, على مر الاحقاب. خطاه الانسان
خطوة خطوة ليصير جزءا من ابداعه ووساوسه وخرافاته ويومياته, وليدخله ايضا متاحفه.
وليس صدفة أن يكون اول من انتج المصابيح الكهربائية التي
ابتدعها اديسون, السراموري هوغتون, قد ابتنى له متحفا على بعد اربع ساعات بالسيارة
من نيويورك, اسماه "متحف كورننغ". وبات اليوم محجا لسبعمائة وخمسين ألف
مولع بالزجاج سنويا. ولا يخفى أن الهدف من بنيان المتحف ضم اكبر عدد من القطع
النادرة, مما نجا من حطام الدهر. ومكتبة ضخمة فيها كلّ ما يحكيه الزجاج عن
التاريخ, حكايا تطفئ فضول الآدميين الذين يحرقهم الفنّ ويسحرهم.
كتبت هذا النص عام 1990 حين كنت في باريز ونشرته في مجلة " الفرسان"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق