الثلاثاء، 7 أبريل 2020

شجرة الجنّة من أي شجرة أكل آدم؟


شجرة الجنّة

من أي شجرة أكل آدم؟

لا التوراة يأتي على نوع الشجرة التي أكل منها آدم، ولا القرآن أتى على نوع الشجرة التي أكل منها آدم. لا نعرف نوع الثمرة التي أكلها آدم. وإن كان الشائع أنّ الشجرة هي شجرة تفّاح، (وحول التفّاحة حكايات وحكايات )، وكنت قد كتبت من قبل أنّ تحديد نوع الثمرة هو خطأ في الترجمة، كثيرا ما تأخذ الترجمة النصّ إلى أماكن جديدة لم تخطر ببال النصّ ولا ببال كاتب النصّ. فاللغة لعوب، والترجمة قد تقع في الفتنة.
ولكن الشجرة لم تكن خالية من الوظائف التي تؤديها، ففي القرآن هي شجرة الخلد، وشجرة الملك، بينما هي في التوراة شجرة المعرفة. شجرة الجنّة التي آكل منها آدم شجرتان: شجرة قرآنية وشجرة توراتيّة، والاختلاف هنا يشبه الاختلاف بين التوراة والإنجيل حول الذبيح، ففي التوراة الذبيح هو إسحاق، بينما في القرآن هو إسماعيل، لا تخلو التفاسير القرآنية من إشارات إلى هذه المسألة.
لماذا قلت إنّ الشجرة التي أكل منها آدم في التوراة ليست الشجرة التي أكل منها آدم في القرآن؟
في سفر التكوين إشارة إلى شجرتين، الشجرة التي أكل منها آدم والشجرة التي لم يأكل منها آدم.
ورد في الآية الثانية والعشرين من الإصحاح الثالث ما يلي: " وقال الربّ الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا عارفا الخير والشرّ والآن لعلّه يمّد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد."
معرفة الخيروالشرّ كانت وليدة تذوق ثمار الشجرة، وفي سفر التكوين العبارة التي تقول " ولعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد" هي شجرة الخلد القرآنيّة.
عادة ما نكتفي بالإشارة إلى شجرة دون تحديد مفاعيلها، وبإخفاء مفاعيلها تستعيد الشجرة الآدميّة وحدة جذورها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق