فتحت كورونا العالم على احتمالات لا يعلمها إلاّ الله.
السياحة أكلت خبطة على رأسها، فحتّى بعد زوال كورونا في المرحلة الراهنة سيكون هناك خوف، خوف من المطارات، حيث يختلط الحابل بالنابل، وثمّة شركات سياحيّة قد تبدأ بالتفكير جدّيا في أن تنتج نمطا جديدا من السياحة أونلاين! نمط لن تخترعه فله إطلالات معيّنة، مثلا كان يمكن للمرء وهو في بيته أن يسوح في متحف اللوفر وينتقل من قاعة إلى أخرى، برامج أنظمة البعد الثلاثي ستتنشط، وستتفتّق عبقرية الإنسان عن بدائل أونلاينيّة. كورونا فجّر أو سيفجّر كاقات الخيال البشريّ، الإنسان لا يهزم، المترادفات جزء من أدواته اللغويّة، ستكون جزءا من أدواته الفكريّة والخياليّة.
لن يعود الزمان كما كان بعد كورونا! كما لم تعد المرأة كما كانت قبل الحرب العالمية الأولى أو الثانية، الحروب تفرز حلولا، تغيّر عادات، تعدّل وجهة تقاليد، كورونا ستحفّز الخيال، وتحفّز التفكير، وتحفّز بناء علاقات جديدة مع الذات ومع الآخر، وتحفّز الإنسان على إيجاد فرص عمل، كثيرون ما اخترعوا إلاّ لأنّهم خسروا أعمالهم، الخسارة طريق إلى الربح، الهزائم تشدّ العزائم! كورونا تقول لنا: غيّروا عاداتكم، جئت لألغبط روتينكم، لأعكّر صفو روتينكم، وهذا ما نجحت في فعله.
كورونا أشبه بفيضان النهر الذي يجيء بالخراب ولكنّه يجيء بالطمي الذي يخصّب الأرض!
كورونا غربال! ستغربل عاداتنا وافكارنا وتقاليدنا وأعرافنا ومعرفتنا.
من لم يبدأ بطرح أسئلة جديدة، غير مألوفة على نفسه؟
من لم يبدأ بإعادة كتابة سيناريو عمره؟
ومن لم يُدخل اللامتوقع كبند أساسي في أجندته؟
بالنسبة لنا ، في لبنان، كانت الثورة تمهيداً لما جاءت به كورونا!
أليس هذا ما قالته لنا المصارف همسا، فجاءت كورونا وقالته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق