الاثنين، 23 يوليو 2018

الواقعية


#الواقعية

مفردات كثيرة في بلادنا نلعب بمعناها، كلام نحرفه عن معناه السليم والقويم.
كل كلمة مفردة ذات وجهين على الأقلّ، وتخفي في قبعتها ما طاب لها من أقنعة. ولكن الكلمة كالظلّ أو كالغيمة لا تتوقف عن التشكّل، وما يحدد معناها في لحظة راهنة هو الاستعمال والسباقات التي تضع لها أطراً، وترسم لها حدودا.
ما أشعره وأنا أقرأ هذه الكلمة في استعمالاتها أنّها كلمة مريبة، تسعي إلى تحويل الأسد العائش في البراري إلى أسد يعيش في السيرك، حيوان، مروّض، تعيس، يتصرّف وفق مشيئة المروّض.
الواقعية ، في الاستعمال العربي، ترويض للناس، تدجين للأحلام، قبول بالرضوخ، بل الإقلال عليه. الواقعية في الحقيقة هي مغامرة، تدرّب على ركوب الأمواج، أي انقلاب للأدوار من أن تكون مروِّضا بدلا من أن تكون مروَّضا.
ما هي الواقعية العربية اليوم؟
كيف يعيشها المواطن العربي العادي، البسيط؟
كلمة الواقعية، اليوم، تستعمل لغسل الأدمغة بل مسحها أو طمسها!
ما علاقة الواقعية بهذا الكمّ المرعب من اليأس، واللامبالاة، والاستهتار، والانكباب على العبث؟
الواقعية الجميلة هي الواقعية التي تكون منصة اقلاع إلى عزلم أفضل وأجمل!
هل هذه هي الواقعية التي يعيشها العربيّ؟
هل الواقعية التي تفتح شهيتك على فيزا هجرة هي واقعية حميدة؟
هل الواقعية التي تخلخل كل المعايير هي معايير تعمل لواقع منتظر أفضل؟
الواقعية المشغول عليها اليوم هي واقعية تسحب منك كل أسلحتك الروحية والفكرية ، واقعية تريد منك أن تستسلم لقدرٍ مزيّف، كتبه أوغاد، ويريدون محو أميتك المفترضة عن طريق تحفيظك الفبائيته الرعناء، ونصوصه القامعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق