ثمّة شيء يجمع بين بعض ابيات الشعر والأمثال وهو السير.أقدام الأمثال لا تتعب. وبعض بيوت الشعر تمشي كبيوت الشَّعر! بيت العربي القديم خيمة من "وبر " الجمال تنصب في المضارب. ففي القول المأثور شيء من الشعر. انه مما خفّ حمله وغلا ثمنه. يخفّ حمله على الذاكرة لطبيعته الصوتية ووجازته. قلت السير هو جامع بينهما. والسير على الأقدام أو على الأفواه لا يختلف كثيرا. فنحن نقول "الأقوال السائرة"، وعليه فإن مفهوم مفردة السير ليست من عندياتي. كان العربيّ القديم يسكن في الحركة. ومن الطريف تسمية الفتحة والضمّة والكسرة، في العربية، بالحركات! وللمتنبي وصف للجمال مميّز، يقول في بيت غزليّ :
" تَناهى (سُكونُ) الحُسنِ في ( حَرَكاتِها)
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ".
هذا السكون المتحرك، هذا الحسن الحاضن للأضداد هو في الوقت نفسه من خصائص الأمثال المتحركة، ولكنّه أيضا في العصر الحديث خصيصة هندسيّة عند المهندس المبدع #سانياغو_كالاترافا #Santiago_GALATRAVA الولوع بتشييد أبنية متموّجة تخالها على وشك الإقلاع أو الإبحار!
#بلال_عبد_الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق