مع الدكتور جورج مارون |
ليس للناس أيّ تصور عمّا سيقوم به الإنترنت،
فنحن لا نزال في أوّل الطريق.
جيف بيزوس
(مؤسس موقع أمازون دوت كوم)
1- الشفاهيّة
والكتابيّة
التقى في العام ١٩٨٣ ( ألف وتسعمائة وثلاثة
وثمانين) مؤسّس شركة أبّل ستيف جوبز بمدير شركة بيبسي كولا John Sculley، وقال له: هل تنوي بيع الماء بالسكّر طيلة حياتك
أم تريد تغيير العالم معي؟ كان هذا السؤال
بمثابة نبوءة جوبسيّة، وفاتحةِ تغيير العالم.
لقد غيّرالواقع الرقميّ أو الواقع الافتراضيّ،
بالفعل، كلّ شيء في حياة الناس. لم يترك شيئاً
من شرّه ولا من خيره. غيّر علاقة الناس مع مشاعرها: مشاعر الشوق والحنين، وبدّل أحاسيس
كثيرة: إحساسك بالغربة لم يعد هو نفسه. فالـ" فايس تايم" ومترادفاته يبقي
وجهك وصوتك في متناول العين والأذن. أتخيّل في هذه اللحظة أبا حيّان التوحيديّ وهو
يكتب نصّه الفريد عن " الغريب".وأتساءل: ما هي التعديلات التي كان سيدخلها
لو أنّه عاد إلينا وفتح لنفسه حساباً في الفايسبوك؟ وكذلك غيّر مفاهيم متعددة، فهل مفهوم
"الانتظار" مثلاً هو نفسه كما كان قبل مجيء الهاتف الذكيّ؟ كان الانتظار
قاتلاً، يبطّىء سير الوقت، ويقلق نظرات العيون، هذا ما تقوله، في أيّ حال، كلمة
"انتظار" المنبثقةُ، في اللغة العربيّة، من جذر النظر. كان وقت الانتظار
وقتاً لدى الغالبية يتلف الأعصاب ويهدر الأوقات، أمّا اليوم ومع الهاتف الجوّال صار
الانتظار فرصة للمتعة الإضافيّة بفضل الشاشة الصغيرة التي ترافق راحة اليد، والشبيهةِ
بفانوس علاء الدين أو كرة الكرستال.
كان من الطبيعيّ ، أيضاً، أن تتغيّر علاقة الناس
مع لغتهم. وثمّة دراسات عديدة وفاتنة عن دور وسائل التواصل في تأسيس مرحلة إنسانية
جديدة. وعلماء الأعصاب يشيرون إلى تغيير في بنية الدماغ نفسه. وللكاتبين
الفرنسيين (JEAN-FRANÇOIS FOGEL BRUNO
PATINO ) كتاب بعنوان "الشرط الرقميّ" ([1] )، مع ما
يحمله من أصداء تتناصّ مع رواية اندريه مالرو " الشرط الإنسانيّ"([2]).
فالتكنولوجيا تبتكرنا( [3] )، بحسب
عبارة ريتشارد فارسن، بقدر ما نبتكرها.
كثير من الناس يشغلهم الحديث عن مضارّ مواقع
التواصل الاجتماعيّ. وهذا شاهد قرأته على صفحة معلّمة للّغة العربيّة في المرحلة الثانويّة
: " الفايسبوك أكبر فتنة، ووسيلة من وسائل النفاق، والرياء، والمظاهر الفارغة،
والحقد المتبادل، وهدم العلاقات، ثمّ تنهي فقرتها قائلة: رحم الله أهلنا، كانت حياتهم أهنأ، وعلاقاتهم ببعضهم
أمتن عندما لم يكن الفايسبوك موجوداً"( [4] ) ، هي هنا
تدين الفايسبوك باستخدامها للفايسبوك، أي هي، وبطريقة غير مباشرة، تدين نفسها الأمّارة
بالفايسبوك ( [5]
). ولكن لا أعرف لماذا يستهويني الكلام على الناحية الإيجابية في الأشياء، فحتّى في
النواحي السيئة ثمّة مكان دافىء للإيجابيّات. ومن طريف ما قرأت أنّ رئيس مجلس إدارة
إحدى الشركات كان يتعمّد أن يكون أحد أعضاء المجلس شخصيّة متشائمة تشبه مهمّته مهمة
كوابح السيارة، ويبدو أنّ الأذكياء لا يستخفّون بقدرات حتّى الأغبياء!
سأتناول في مداخلتي ثلاثَ نقاط لغويّة تتلاقى
والعصر الرقميّ بل هي ثمرة من ثمرات العصر الرقميّ بهدف المحافظة على "
البيئة الرقمية"([6]):
النقطة الأولى هي ما أطلق عليه الناقد والتر ج . أونج "الشفاهية والكتابية"
( [7] )، وأقصد
أنّ اللغة كانت شفاهية، وظلّ الإنسان لآلاف السنوات يعيش حياة لغوية صوتية خارج عالم
الكتابة، واللغة ذات طبيعة صوتية قبل أيّ شيء آخر، وهذا هو تعريفها الذي لم يتغيّر،
في العمق، حتى الآن. ولا يزال تعريف الفيلسوف اللغويّ ابن جنّي صالحاً، إذ يقول: إنّ
اللغة أصوات يعبّر بها كلّ قوم عن أغراضهم. ثم جاء التدوين الكتابيّ، وهنا تغيّرت علاقة
الناس مع اللغة، صار لها وجهان: وجه صوتيّ، ووجه مكتوب، ولكلّ وجه طريقته الخاصة في
التعامل مع اللغة. الكرّ والفرّ اللغويّان على اللسان ليسا كالكرّ والفرّ على العظم
أو الجلد أو الورق أو زجاجة الحاسوب أو شاشة الهاتف الذكيّ. ثمّ جاء التدوين الصوتيّ
الرقميّ وهو غير التدوين الصوتيّ العاديّ فصرنا
نعيش في مرحلة يتعايش فيها المكتوب والمنطوق معاً على صفحة واحدة، أو على حامل واحد،
ويسكنان معاً، ويبيتان في فراش افتراضيّ واحد. وهذا ما سيكون من مهامّ الأدب الرقميّ
تعزيز حضوره بأنماطه المتعدّدة. والأدب الرقميّ مصطلح حديث النشأة هو ابن هذه الحالة
الرقمية التي يعيشها الإنسان المعاصر، وسيكون لهذا النوع الأدبيّ الرقميّ أو التفاعليّ
مفاعيله الكثيرة وانتاج أنماط من الكتابة ربّما لم تتبلور كلّ ملامحها بعد، فكلّ حامل
جديد للمعرفة ينتج أنماطاً جديدة من الأشكال الكتابيّة .
كنت قد قرأت مقالاً عن الفنّ الشعريّ اليابانيّ
المعروف بالهايكو( [8])،
وكيف أنّه بدأ يلاقي رواجاً عظيماً لأنّه وجد في التكنولوجيا الرقميّة ما يلائم بحوره
الشعرية الخاصّة، وازداد الإقبال على كتابته في مواقع التواصل. وكثيراً ما ألفت النظر
إلى وجوه الشبه الطريفة والبلاغيّة بين نمط في الكتابة عربيّ، لم يأخذ حقّه، بشكل كاف،
من الدرس، وهو فنّ التوقيعات العربيّ القديم،
والنظر إليه بعين تويتر، فمن شروط تويتر الاختصار أي الايجاز، وهو نفسه الشرط الملازم
لفنّ التوقيعات.
استعادت اللغة الصوتيّة نشاطها وحيويتها
على مواقع التواصل، وهذا ما نلحظه مثلاً في موقع الواتسأب حين أدخل الصوت إلى تطبيقه،
فصرت وأنت تتصفّح صفحة واحدة من حوار بين طرفين أو أكثر كما في المجموعات تجد الانتقال
من المكتوب الى المنطوق إلى الشرائط المصوّرة بحيث صار يمكنك أن ترى بأمّ العين وأمّ
الأذن معا، سؤالاً مكتوباً جوابه نصّ منطوق، أو تجد تعليقاً صوتياً على تعليق مكتوب
أو حواراً تتشابك فيه النصوص الصوتية والمرئيّة بالنصوص المقروءة وهكذا دواليك. هذه
حالة لغويّة ما كان لها أن تولد على هذه الصيغة إلاّ بفضل التكنولوجيا الرقميّة ويصعب
على المرء أن يتبّأ بالأشكال الأدبيّة والكتابيّة التي يمكن أن تولد من رحم هذا الدمج
الخلاّق والحديث.
2- العربيّة
بملامح لاتينية أو الأبجدية العربية بملامح كرشونيّة مودرن
اللغة العربيّة جريحة، والاسم العربيّ،
أيضاً، جريح. هناك علاقة شبه عضويّة بين اللغة والناطقين بها، وهذا ما تقوله النظريّة
اللغويّة المعروفة بنظريّة " وورف وسابير"([9] ). والمواطن
العربيّ، اليوم، جريح، ولا أظنّ أنّ أحداً يمكن له نكران ذلك. فالأخبار، كما ترون،
تفيض بالدم، ولغتنا جريحة على شاكلتنا، اللغة مرآة صادقة، وهي لن تضحك في وجه من يعبس
في وجهها!. وواحد من هذه الجراح الغائرة هو ما يسمّى بـ " لغة النت"،
وهي التسمية التي شاعت في وسط من يكتب العربيّة بالحرف اللاتينيّ.
جزء من الصراعات اللغويّة هي صراعات حروفيّة،
ويمكن النظر هنا إلى ما حدث في تركيّا في عهد أتاتورك، أو في الصين، أو في فيتنام،
أو في بلاد الصّرب حيث تعيش اللغة الواحدة في لباس ألفبائيّ ثنائيّ أو في بلاد الهند
وباكستان. أي إنّه ليس من المستبعد أن تغيّر اللغة جلدها الأبجديّ باعتبار أنّ الأنظمة
الألفبائيّة هي ضرب من ضروب الجلد أو البشرة التي تغطّي الجسدّ الصوتيّ للغة.
جاء وقت كانت حتّى بعض اللغات الأوروبية
تكتب بالحروف العربيّة في بعض مناطق أوروبا بعد أن تمّ طرد العرب من الفردوس الأندلسيّ،
وهي الكتابة التي عرفت باسم الخَمْيادِيّة
aljamía في اللغة القشتاليّة، ([10]) وكما كُتبت
العربيّة نفسُها في فترة من الزمن، وإنْ في حيّز ضئيل وضمن ظروف دينيّة أو سياسيّة،
بالحرف السريانيّ، وهي الكتابة المعروفة بـ"الكرشونيّة".
أودّ الآن ربط ما تقدّم من الكلام بموضوع
هو ابن شرعيّ للحاسوب، وابن شرعيّ للهاتف المحمول. ولكن بداية أحبّ التمييز بين ثلاث
فئات ممّن يكتبون بـ"لغة النت"، فالشكلّ الواحد لا يعني أنّ المعنى واحد،
الشكل مخادع ويسبّب المشاكل والاشكالات والالتباسات،د. الشكل لا يختلف عن المفردة الواحدة
من كونه حاملاً لأكثر من معنى، لذا لا بدّ
من توضيح هذه النقطة:
- النوع الأول وهو من وجد نفسه مضطرّاً
لأسباب خارجة عن قناعاته بكتابة لغة النت، لأنّ لوحة مفاتيح حاسوبه أو هاتفه لا تتوفّر
فيها إمكانية الكتابة بالحرف العربيّ. فوصول الكمبيوتر إلى العالم العربيّ في البدايات
كان خالياً وعارياً من الحروف العربيّة. وانطلاقاً من مقولة قرآنيّة " فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ"( [11] ). ومن قول
عربيّ مأثور يصبّ في المصبّ نفسه: "الضرورات تبيح المحظورات".
- النوع الثاني لا يدرك تماماً خطورة الكتابة
بالحرف اللاتينيّ على لغته العربيّة بل ويكتب بها وهو مرتاح الضمير من دون أن يؤرقه
همّ لغويّ معيّن، ركن إلى العادة، عملاً بمقولة من يغيّر عادته تقلّ سعادته من غير
أن ينتبه إلى أنّ العادة أمّارة بالسوء.
- النوع الثالث وهو ما يمكن أن ننظر
إلى سلوكهباعتباره ضرباً من التمرّد على الواقع العربيّ الآسن، ولا
يجوز التنديد به بل لا بدّ من أخذ سلوكه بالحسبان وبالأحضان، وقراءة سلوكه قراءة موضوعيّة
واجتماعيّة. التمرّد ليس سمة سلبيّة في كلّ وقت. إنّ ما يقوم به النوع الثالث دعوة
غير مباشرة، وإن كانت عنيفة، لإيقاظ سدنة اللغة والقيّمين عليها من سبات لغويّ
مشهود.
ما هي دلالات استخدام الحرف اللاتينيّ في
كتابة الكلمات العربية؟ وهل في ذلك دلالة على اعتراف أبجديّ ضمنيّ بالتخلّف العربيّ؟
هل يفعل ذلك الصينيّ([12]) أو اليابانيّ أو العبريّ([13]) الذي أخرج لغته من عالم الموت السريريّ، وبثّ في
جسدها الواهن الدم والروح والأعصاب؟ ولكن أليس المطلوب من القيّمين على مقادير اللغة
العربيّة وحرّاسها تلقّف ما يسمّى في علم التواصل بـ"التغذية الراجعة" والعمّل
مع علماء الحاسوب والذكاء الاصطناعيّ على تسهيل استعمال الحرف العربيّ، وابتكار لوحة
مفاتيح رقميّة سلسة، مغرية، وسهلة الاستعمال؟ لقد
أزيلت عوائق كثيرة في الكتابة الرقميّة من حيث التعامل مع الأشكال المتعدّدة للحرف
الواحد، والنظر إليه في الطباعة على أساس أنّه شكل واحد، والطباعة هي التي تتكفّل باختيار
الشكل المناسب، إن كان في أوّل الكلمة أو في وسطها أو في منتهاها.
الألفبائيّات آيديولوجيات تماماً كما أنّ التكنولوجيا،
أيضاً، آيديولوجيا مستترة. وأظنّ أنّه من الخطأ نزع الدلالات الآيديولوجيّة عن الألفبائيّات.
حرفنا العربيّ حرف جميل، نبيل، مطواع، روحه
رياضيّة، وتاريخه عريق. لا يتمرّد على يديك وأنت تكتبه. ولكن نحن اليوم ندير له ظهرنا.
ماذا نفعل به؟ نتركه لصالح حرف آخر. الحرف العربيّ حرف نورانيّ، مضيء، مشعّ، دافئ
.الصفات التي ألحقتها به ليست صفات مصطنعة، مزيّفة .فالحرف العربيّ حرفان :حرف شمسيّ
وحرف قمريّ .الحرف العربيّ لا يغيب عنه الضوء. ولا أعرف إن كانت هناك لغة أخرى منحت
حروفها هذا الكمّ من الضوء؟
انطلق من أنّ عبارة لغة النت ([14]) بحسب استخدامها
عبارة خاطئة ، فليس الحرف هو من يعطي اللغة هويتها اللغوية، وإلاّ لكانت اللغة الفارسيّة
لغة عربية لأنها اختارت الحرف العربيّ لباسا لأصواتها. وهي لغة لا تربطها بالعربيّة
صلة رحم لا من ناحية التراكيب ولا من ناحية الأصوات.
كان ابن خلدون يعتبر الحرف - أي حرف من
حروف الألفبائيات- رمزا ثانيا أو بحسب تعبيره " رمزا لرمز"، فالصوت أي صوت
الحرف هو رمز لمكوّن من مكوّنات صورة صوت الكلمة في الذهن، والحرف رمز الصوت لا رمز
الصورة الذهنية. هذا ما تنبّه له ده سوسير في نظريته اللغوية في أي حال.
ولكن مع الوقت يتحول اللباس الصوتيّ إلى
جلد صوتي، تصير الحروف كالبشرة اللغوية أو كجلدة الوجه، ولا أحد ينكر ان الجلد
" يقشّب"، والحرف العربي اليوم جلده "مقشّب" يحتاج الى شيء من
النيڤيا اللغوية أو مرهم يليّن ويطرّي البشرة الاسمية أو بشرة الحرف العربي!
من جملة الأهداف التي سعت إليها الحملات
الاستعمارية في العالم العربي " تطيير"
الحرف العربي من الاستعمال، وقد أنفق سدنة الاستعمار ملايين الدولارات في سبيل
ذلك لأنّهم يعلمون تماماً أنّ الحرف رمز، والرموز
هي بمثابة الهيكل العظميّ للحضارات، هي أي الرموز لحم الحضارات ودمها وأعصابها. ويسهل
في حال سقوط الرموز سقوط ما ترمز إليه. اليوم، كثيرون من العرب، يقدّمون هذه الخدمة
مجّاناً للغرب .
ولغة النت ليست كما يتصوّر السذّج أو البسطاء
علامة من علامات التعامل مع الحداثة، والإجابات التي يدلون بها لمن يستغرب استخدامهم
لها من قبيل " وشو فيها"؟ أو
" وين المشكلة؟" تفصح عن عدم دراية بمفاعيلها السلبية على اللغة، وعلى ذواتهم.
التبرير سذاجة مودرن! فهو، في الحقيقة،
كسل، عادة سيئة، سوء تدبير، عدم وعي بالمستقبل، استسلام، إحباط، رضوخ، تفرنج لا مبرّر
له، استسهال، احتقار للذات، استهتار، انمساخ للشخصية، انمساح للهويّة، عقوق لغوي، فرح
مضمر بالتبعيّة، ظنّ قصير النظر بأنّ الحرف العربي دقّة قديمة، تعبير عن اختلال القيم
والمعايير، واعتلال النفوس المنبهرة بالغرب، والمنسحقة أمام تخلّف الذات، وتقدّم الآخر،
التباس معنى التقدّم، اعتراف معلن بعجز الواقع العربي على الصعيد الفكريّ والروحيّ
واللغويّ؟
وما يؤكّد ذلك ظنّ البعض أنّها من علامات
التحضّر، والتطوّر، والانتماء إلى الطبقة الراقية، المخمليّة، الكلاس. وكثيراً ما أسأل
الذين يكتبون بلغة النت عن سبب ذلك. ومن أطرف الإجابات التي سمعتها من الشباب وليس
من الصبايا أنّها تظهر الواحد منهم بمظهر "الجغل". وهذه معلومة مهضومة. الجَغْلَنَة
تستدعي اللَتْنَنَة.
لوحة المفاتيح الرقميّة أسقطت كلّ مبرّرات
الكتابة بلغة النت، فلوحة المفاتيح الراهنة مطيعة، تسمع كلمة أصابعك، وتلبّي رغبة الأبجديّات،
هل هناك لوحة مفاتيح رقميّة لا ترحّب بكلّ أشكال الألفبائيّات، ولا تستعصي عليها
حتّى الرموز الصينيّة.
3- الاسم
العربيّ الجريح
هنا أتناول نقطة واحدة، هي كتابة الاسم
العربيّ بالحرف اللاتينيّ على مواقع التواصل، وتحديداً على الفايسبوك([15] )، هذه الامبراطورية
الشاسعة الأرجاء التي أسّسها مارك زوكربيرغ ( [16]) ، مواطنوها
ينتمون إلى كلّ أجناس الخلق، فـ "واحد من أصل كل ستّة أشخاص على وجه البسيطة له
صفحة على الفايسبوك"([17] ) وكثيرون
تحدّثوا عن " ثورة الفايسبوك" والتغيرات التي قام بها على صعد مختلفة: لغوية،
وسياسيّة، وفكريّة، واجتماعية كما لا تخلو ردود فعل الناس إزاء هذا الموقع من دلالات
كثيرة. وما يلفتني، في هذا المقام، هو تردّد بعض المثقفين الذين فاجأتهم ثورة الانترنت
وهم في عمق انغماسهم بالورق، وما ولّد في نفوسهم من خوف في التعامل مع هذه الظاهرة،
أو ترفّع ثقافيّ واعتباره شعبيّاً ومجالاً للعامّة ولا يرقى إلى مستوى الخاصّة. ولقد
تناول بعض جوانب هذه النقطة بتفصيل طريف الدكتور أحمد صالح في كتابه :" صدمة الانترنت
وأزمة المثقفين"( [18]) .
لماذا أكتفي بكتابة اسمي بالحرف اللاتينيّ
ما دام موقع الفايسبوك يسمح لي بكتابته بلغتين؟ ما هو مبرّر هذا الاكتفاء؟ وما معنى
أن اكتب اسمي بالحرف اللاتينيّ على حساب الحرف العربي؟ سأنظر الى الاسم العربيّ نظرتي
إلى الدول التي تعطي جنسية للأجانب. هناك نوعان من الدول: دول تطلب منك إذا أردت الحصول
على جنسية ثانية أن تتخلى عن جنسيتك الأولى، ودول أخرى لا تهمّها هذه المسألة، أي أنّه
بإمكانك أن تحتفظ بجنسيتك الأصلية وتضيف اليها الجنسية الثانية. إمبراطورية الفايسبوك
لا تفرض عليك التخلّي عن جنسيتك الأولى أو اسمك الأوّل، ولا تضع أمام اسمك المكتوب
بالعربيّة عقبات لا يمكن تخطّيها. وأقول، هنا، رأيي في ما يخصّ الكتابة الاسميّة .
لست مع الاكتفاء بكتابة الاسم بالحرف العربيّ ولكنّي لست مع التخلّي عن الحرف العربيّ.
لماذا لا نختار الثنائيّة الاسمية؟. ولماذا لا نضرب عصفورين بحجر واحد؟ أذكر أنّ بعض
المنازل القديمة كان لها بابان: باب يفضي إلى الصالون، وباب يفضي إلى غرف البيت. الاسم
العربي في صيغته العربية ثابت، مكين، بخلاف العشوائية الموجودة في الاسم المكتوب بالحرف
اللاتينيّ. الاسم طريق الى حسابك، الطريق العربية معبّدة، حروفها واضحة المعالم لا
يصعب على من يعبرها الوصول الى هدفه بخلاف الطريق بالحرف اللاتينيّ، وهو حرف مطّاط
لأنّه حرف ليس له مصدر واحد، وانّما له في عالمنا العربي، في الأقلّ، مصدران: فرنسيّ
وانكليزيّ. وكتابة الاسم العربيّ بالحرف اللاتيني انطلاقاً من اللغة الفرنسية ليس هو
نفسه حين يكتب انطلاقاً من اللغة الانكليزيّة حيث تواجهنا مشقّات صوتيّة كثيرة ومطبّات
حرفيّة متعددة بسبب أنّ الصوت الفرنسيّ الواحد له عدّة أشكال مكتوبة وكذلك بالنسبة
للحرف الإنكليزي. ومن الممكن إلقاء نظرة بسيطة وعاجلة على عائلة أيّ شخص له موقع على
الفايسبوك لنلحظ أنّ الاسم العربيّ الواحد له أشكال متعددة، المفرد يصير جمعا، أو
قل يتشظّى . كثيرون يعتبرون أنّ موقع الفايسبوك وسيلة للمّ الشمل في عالمنا العربيّ،
وهو فعلاً وسيلة مذهلة في لمّ الشمل العائليّ، وحول هذه النقطة حكايات طريفة كثيرة.
ولكن حين نتأمّل الاسم اللاتينيّ نلحظ أنه لا ينهض بهذه المهمّة الإنسانيّة الجميلة
على مستوى لمّ الشمل، بل هو يساهم، حرفياً، في تفتيت عرى العائلة الواحدة وقطع الأرحام
الاسميّة. وسأكتفي على سبيل المثال هنا، باسم عائلتي وهو "عبد الهادي"، ولا
يمكن لهذا الاسم عملياً أن يكون له اكثر من شكل حين يلبس الأبجدية العربيّة، ولكن هل
الأمر كذلك حين انتقل من الحرف العربيّ إلى الحرف اللاتيني، حين يبدّل الاسم ملابسه
العربية بملابس لاتينيّة يصير له الأشكال التالية: abdelhadi, abdulhadi, abdelhady,
abdulhady
وأحياناً يكتب ككلمة واحدة وأحياناً ككلمتين.
إنّ كتابة الاسم بالحرف اللاتينيّ يعني
عملياًّ منع دخول آلاف الكلمات العربية إلى عالم الانترنت، وحرمانها من التفاعل مع
غيرها من الكلمات، وتقليص المحتوى الرقميّ الاسميّ. والاسم ليس من الأمور التي يسهل
الاستهانة به، وقد لا نعرف قيمته. ويعجبني تعريف للإنسان في إحدى القبائل الافريقيّة
يخالف طريقتنا في تعريف الانسان بكونه جسماً وروحاً. ولكن هل الجسم والروح كافيان لمنح
الانسان وجوداً حقيقياً من لحم ودم؟ هذا ما استدركته تلك القبيلة بإضافة كلمة
"اسم" على التعريف الانسانيّ فصار الإنسان جسماً واسماً وروحاً.
أنهي بهذه الرغبة التي أرجو أن تتحقّق،
وهي من وحي صينيّ مأثور يقول: الأرنب الذكيّ يصنع ثلاثة أبواب لجحره. ما الذي يمنعنا
من أن نفتح بابين أي مدخلين إلى حسابنا الحميم في " الفايسبوك" : باباً بالحرف
اللاتينيّ لفتح باب الحوار مع الآخرين واستقبال من يريد زيارتنا من أصدقاء افتراضيّين
أو حقيقيين، وباباً بالحرف العربيّ لاستقبال أبناء جلدتنا. فليكن حرفنا العربيّ بمثابة
غرفة الجلوس أو غرفة القعود، والحرف اللاتينيّ بمثابة الصالون الذي نستقبل به الزوّار
الرسميّين؟ لماذا نحرم اسمنا
العربيّ من الدخول إلى بهو الفايسبوك بلباسه العربيّ؟
الثنائية الحرفيّة مطلوبة في الاسم، تماماً
كما أنّ الثنائيّة اللغويّة بل والثلاثيّة اللغويّة مطلوبة من كلّ مواطن عربيّ مخلصٍ
لعربيته، وطموحٍ، وراغبٍ في الانفتاح على الآخر. الأحاديّة القطبيّة اللغوية، راهناً،
بحكم الواقع العربيّ العلميّ والتكنولوجيّ حجر عثرة في سبيل نهضة رقميّة مرتجاة .
ولكن ليس من الحكمة أن يكون الالتفات إلى
الآخر إدارةَ ظهر للذات؟
كثيرون كانوا قد طلّقوا الكتابة، ونسيت
أصابعهم القبض على القلم أو معاشرة الورق بالحسنى. إلى أن جاء الهاتف الذكيّ، على حين
غرّة، فجرّ جمهور الناس من رؤوس أصابعهم إلى لوحة المفاتيح، فشمّروا عن أصابعهم وراحوا
يتعاملون ليس مع القلم وإنّما مع نمط جديد من الكتابة هو لوحة المفاتيح. جاءت لوحة
المفاتيح وفلشت أمام أصابعهم الأبجديّات والألفبائيات! صارت الكتابة والنشر في متناول
كلّ من هبّ ودبّ، للوحة المفاتيح كاريسما لم تعرفها الأقلام! واكتسبت الأصابع جرأة
لم تكن تملكها قبل "فانوس علاء الدين" المعاصر بملامسه السحرية. هذه الجرأة
هي منعطف في تاريخ الكتابة وأساليبها.
فصارت أصابعهم أقلاماً، ( وهذا ما أراده
ستيف جوبز)، يغمسونها في لوحة المفاتيح التي تشبه الرمال المتحرّكة. ولا تغيب الأصابع،
في أي حال، عن مكنون العالم الرقميّ، فمن الطريف الإشارة إلى أنّ جذر كلمة digital ذو صلة
بالإصبع.
من أولئك الذين اقتحموا ميدان الكتابة من
قال: "بلا فضايح يا ولد"، كفّ عن الكتابة وأنت لا تملك من أدواتها إلاّ أصابعك،
فاكتفِ بالتشيير( المشاركة)، أو بالصور، أو بالشواهد والاقتباسات المنقولة مثلما هي،
بعجرها وبجرها كما يقال. فالمتابع لبعض الشواهد والاقتباسات والأقوال المأثورة المأخوذة
من كتابات كبار الكتّاب لا يتفاجأ بكمّ الخطأ الذي فيها، بقدر ما يتفاجأ أو يستغرب،
بمقعول الـ"كوبي باست" رواجها على علاتها اللغويّة.
ومنهم من قال: هذه فرصتي لأستعيد همّتي
وأبجديّتي فراح يكتب وعينه على تجويد ما يكتب، فراح يترصّد أخطاءه، ويتصيّدها كي لا
يقع في شباكها الشائكة، فتحسّن أسلوبه، وتقلصّت رقعة أخطائه. وهذا جهد قام به، وعاونه
على تحقيق بغيته موقع البحث غوغل المليء بالمعاجم وكتب النحو.
5- في مهبّ مواقع التواصل
كان للنشر، قبل زمن الأنترنت، شروط بخلاف الكتابة.
فبإمكان كلّ من يريد أن يكتب أن يكتب. الورقة البيضاء لا تمارس الإرهاب. لا أحد يتدخّل
بدفاتر الناس ولا بيومياتهم المكتوبة. فبال الورق طويل، وصبره على عيوب الناس اللغويّة
لا حدود له. ولا يتمرّد الدفتر على أيّ كلمة، يرحّب بالخطأ والصواب على السواء.
ولكنّ النشر أمر آخر. كانت، فيما مضى، شروط
النشر قاسية، فلا تصل الكلمات المكتوبة إلى أماكنها على الصفحات المطبوعة إلاّ بشقّ
النفس والتعب على النفس. فالمطبوع لا يرحّب بكل مكتوب. أمّا اليوم اختلط الحابل بالنابل.
والهيبة أمام الكلمة المطبوعة سقطت تماماً كما سقطت هيبة الأب في العصر الحديث، وتوقير
الكبار. فكرة " التوقير" كمفهوم تستحقّ التدبّر والمتابعة، متابعة تحوّلاتها
ومنعطفات دلالاتها. لم تعد الكلمة المكتوبة ذاتَ وقار. سقطت هيبتها، وسقطت الرهبة منها.
مواقع التواصل الاجتماعيّ أسقطت أشياء كثيرة،
هدمت أسواراً ولكنّها بنت، في الوقت نفسه، جسوراً، جسوراً هشّة، لا تأمن الأقدام دائماً
السير فوقها أو عبورها. فلا تخضعك وسائل التواصل الحديثة روّادها إلى امتحان دخول أو
امتحان أهليّة لتعرف مستواك اللغويّ أو الفكريّ.
يعيش المكتوب بفضل مواقع التواصل الاجتماعيّة
حياة جديدة، عصراً ذهبيّاً إذ لم يسبق أن كتب الناس هذا الكمّ قبل أن يهلّ هلال
القمر الرقميّ ([19])
، واللغة نفسها تعيش تجربة جديدة، فريدة لم تألفها من قبل لا في زمن المخطوط، ولا في
زمن المطبعة.
ولكن المعروف أنّ للغة قدرة تفوق قدرة الناس
على التأقلم مع الجديد. فاللغة طيّعة كجسد
تنين صينيّ، أو جسد قنديل بحريّ!
وما نراه اليوم من " تعكير" لغويّ
إنما هو تعكير مياه الأنهار حين هطول الامطار! أليس
من طمي الأنهار ولدت " دلتا النيل" بخصوبتها الخضراء! " التعكير"اللغويّ"
، في أي حال، عام، تعكير تجده في اللغة الفرنسية، وتجده في اللغة الانكليزية، والألمانية،
والصينيّة، وسيكون لمواقع التواصل الاجتماعي عبء توليد لغة جديدة بأساليب جديدة على
غرار ما فعلت الجريدة. فالجريدة غيّرت من أساليب الكتابة، ومن يقرأ كتاب ابراهيم اليازجي
المُعنون بـ"لغة الجرائد" يعرف كيف حرّكت الجريدة مياه اللغة الراكدة، وأنقذتها
من جمودها وبرودها، رغم الموقف السلبيّ الذي اتخذه اليازجيّ وغيره من لغة الجرائد،
وهو موقف نجده أيضاً في ذلك التعبير السلبيّ الآخر الذي ألحق بالجريدة، وسحب مفعول
"الكلام" من حبر الجرائد، وترك لها " الحكي". والكلام ليس كالحكي! الكلام من طبقة عالية بخلاف الحكي،
ومن هنا، يمكن أن نستشفّ موقع المجتمع الذكوريّ أيضاً من خلال اختيار تعبيرين لا يحملان
الدلالة نفسها، وهما " كلام رجال" إزاء " حكي نسوان"([20])!
ولكن ثمّة نقطة إيجابية كبيرة أنجبتها مواقع التواصل الاجتماعيّ. فهذه المواقع
ستكون قادرة على إنجاز ما عجزت عنه أذكى المناهج التي اعتمدت إلى الآن لمحو الأمّية،
وأغلب هذه المناهج أصيب بخيبة أمل. وسيكون فضل الهاتف الذكيّ على محو الأمّيّة غير
منكور بفعل شاشته الساحرة! رغم كلّ ما نراه ، راهناً، من " عَوْكَرَةٍ "
لغويّة.
صحيح أنّنا في زمن الصورة، زمن الصورة المكثّف،
ومن الدالّ جدّا ما نراه عند شركة أبل من اعتراف صريح بقوّة الصورة حين أنزلت، مؤخرا،
إلى سوق الهواتف الذكيّة هاتفاً لا يكتفي بكاميرا واحدة! ولكننا أيضاً في زمن الكتابة
والقراءة. فالصورة لا تحبّ أن تكون بكماء.
لقد ازداد بشكل مذهل عدد من يكتب، صارت
الكتابة عدوى! تغري حتّى من لا يعرف أن يكتب.
وختاماً، لكلّ زمان بيان ولسان!
د. بلال عبد
الهادي
الجامعة اللبنانية-
قسم اللغة العربية
مسرد المصادر والمراجع
- أحمد صالح، صدمة الانترنت وأزمة المثقّفين،
كتاب الهلال، القاهرة، يوليه 2005
- إريك شميدت، جاريد كوين: العصر الرقمي الجديد،
تر: أحمد حيدر، الدار العربيّة للعلوم ناشرون، 2013
- آنخل جنثالث بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسيّ،
تر: حسين مؤنس، مكتبة النهضة المصريّة،1955
- بسمة قائد البناء: تويتر والبناء الاجتماعيّ والثقافيّ لدى الشباب،
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،2014.
- بلال عبد الهادي: لعنة بابل، دار الإنشاء،
طرابلس، 2013
-
بلال عبد الهادي : الكتابة على جلدة الرأس، جرّوس برس ناشرون،
طرابلس، 2017
- حسن مظفّر الرزو: الفضاء المعلوماتيّ، مركز
دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2007.
- ستيفن جونسون: من اين تأتي بالأفكار الجيّدة"،
تر: حاتم النجدي، ، مؤسسة الكويت للتقدّم العلميّ، 2014
- سوسن الأبطح: الفايسبوك ينذر بثورات مقبلة،
جريدة الشرق الاوسط، لندن، 9 نوفمبر 2014، العدد 13130
- عمر زرقاوي، الكتابة الزرقاء، كتاب الرافد،
العدد 56، الشارقة، 2013.
- غاي دويتشر: عبر منظار اللغة، تر: حنان عبد
المحسن مظفّر، عالم المعرفة، الكويت، العدد429، 2015.
- غسّان مراد: الإنسانيّات الرقميّة، شركة المطبوعات
للتوزيع والنشر، 2014
- ديفيد كريستال: اللغة وشبكة المعلومات العالميّة،
تر: أحمد شفيق الخطيب، المركز القوميّ للترجمة، القاهرة، 2010
- روبرت دارنتون، الكتاب بين الأمس واليوم والغد،
ترجمة غسان شبارو، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2010
- مايكل سايلور: تسونامي التقنيّات الجوالة،
تر: احمد حيدر، الدار العربيّة للعلوم ناشرون، 2013
- محمد
عضيمة وكوتا كاريا، كتاب الهايكو الياباني ، ترجمة وتقديم ، دار التكوين، دمشق، 2015
- نادر سراج: الشباب ولغة العصر، الدار العربية
للعلوم ناشرون، بيروت، 2012.
- نبيل علي : الثقافة العربيّة وعصر المعلومات،
عالم المعرفة،الكويت، العدد 265،2001.
- ناصر محمد الزمل: رقميّون غيّروا حياتنا، العبيكان،
الرياض، 2014
- نبيل علي: العقل العربي ومجتمع المعرفة، عالم
المعرفة، الكويت، العدد 370، 2009.
- نبيل علي: العرب وعصر المعلومات، عالم المعرفة،
الكويت، العدد 184، 1994
-
ن.ي. كولنج، الموسوعة اللغوية، ترجمة : محي الدين حميدي، وعبد الله الحميدان،
جامعة الملك سعود، ج2، صص 460-461
*****
- Anne Cheng: La pensée en chine
aujourd'hui, Gallimard, Paris, 2007
-
Christian Morel:
Les décisions absurdes, 1, Gallimard, Paris, 2002
- Ekaterina Walter, La Méthode Facebook, First Editions, Paris,
2013.
- Jeff Jarvis: La Méthode Google, Que ferait Google à votre
place?, Pocket, Paris, 2009
- Milad Doueihi : La grande conversion numérique, Seuil, Paris,
2011.
- Rémy Rieffel,
Révolution numérique, révolution culturelle? Gallimard, Paris,2014
[5] - جريدة الشرق الأوسط،
الأحد - 17 شهر ربيع الأول 1440 هـ - 25 نوفمبر 2018 مـ رقم العدد [14607] https://aawsat.com/home/article/14767719
[12] - ينظر ينظر: الكتاب القيّم الذي حررته آن تشانغ La
pensée en chine aujourd'hui, ، حيث يشرح الكاتب الصينيّ تشو شياو تشوان في بحثه: "هوية اللغة
، هوية الصين" الأزمات التي عبرتها الكتابة الصينية.ص.ص 270-299.
[13] - الحنكة تتطلب أن
تتعلم من عدوّك، أن تستفيد من خططه الاستراتيجية ، وهنا ، أشير الى أشياء كثيرة يمكن
ان نتعلمها من اسرائيل على الصعيد اللغوي. ماذا يتغيّر في عالمنا اذا التزمنا بما تلتزم
به اسرائيل على الصعيد اللغوي في مجالات كثيرة؟ " انّ اسرائيل تحرّم استعمال المصطلح
الغربيّ ما إن يتم إقرار مقابله العبريّ "كلمة " تحريم" ليست مفردة
بسيطة .انظر الى العبارة السابقة وقارنها بأفواه المذيعين والمذيعات في المحطات اللبنانية.
ينظر: نبيل علي، الثقافة العربية وعصر المعلومات،
ص 236
[14] - لهذا التعبير " لغة النت" مترادفات
أخرى منها: لغة الأرابيش وهي مفردة مأخوذة من الانكليزية بينما رديفها العربيّ هو
" عربيزي"، وهناك مفردة أخرى هي " عربتيني" منحوتة من كلمتي"
عربي ولاتينيّ.
[15]-
يمكن النظر أيضاً
في الموقع المهمّ الآخر " تويتر"، وهناك دراسة قيّمة قامت بها بسمة قائد
البناء في كتابها " تويتر والبناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب".
[16] - ينظر: Edition
la méthode facebook , Ekaterina Walter First ، وهو كتاب عن دور الفايسبوك في تغيير كثير من حياة
الناس
[19] ينظر المقابلة التي أجرتها
مجلة " حياة الأفكار" مع روجيه شارتيه المتخصّص في شؤون الكتاب والكتابة
https://laviedesidees.fr/Le-livre-son-passe-son-avenir.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق