سوءتا آدم وحواء وورق الجنّة

آدم وحواء

يبدو أنّ اللباس لا علاقة له بالجغرافيا لا الأرضيّة ولا الفردوسيّة. أي لا علاقة له لا بالبرد ولا بالحرّ.
هذا ما تقوله لنا ورقة التوت الفردوسية. حوّاء كانت تعيش ( كما خلقتني يا ربّ)، عارية. وكانت تعيش حياتها دونما حاجة الى اللباس، لم تشعر ان الجوّ يحتاج الى خلع ملابس أو إضافة ملابس.
والطقس الأخرويّ لا يستدعي اللباس على ما يبدو ، لا قبل المعصية ولا بعد المعصية.
وورقة التوت ليست لباسا، لأنها لا تمنع برداً أو تطرد حرّاً.
ولكنها - اي ورقة التوت- نتيجة المعصية والمعرفة.
قبل المعصية لا معرفة ( المعرفة في إحدى دلالاتها اللغوية المجامعة! هكذا يقول التوراة).
والمعرفة تثمر الحياء على ما يبدو، من هنا، راح كل من آدم وحوّاء " يخصفان عليهما من ورق الشجر".
مذاق شجرة الخلد مذاق يولّد الشهوة، ومن ثمّ يستدعي حماية أو إخفاء مكامن الشهوة، إذ خصف الورق تمّ بعد ذواق الثمر.بحسب ما ورد في النص القرآني: (َدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين).سورة الأعراف/ الآية 22 ;ولكن طقس الأرض غير طقس السماء، تغّير المكان فتغير اللباس وتغيّرت، في الوقت نفسه، دلالاته.