من الظلم ان
نحبس العلوم البلاغيّة في عالم البلاغة، وتحريرها ممكن، بل ان تحريرها من القيود
البلاغية يمنحها حياة جديدة. وكلّ من له إلمام بسيط بالبلاغة يعرف ان من موادّ
البلاغة الاستعارة والتشبيه، الاستعارة من حيث المبدأ تشبيه يقوم على الحذف، حذف
بعض اركان التشبيه كوجه الشبه مثلا او أداه التشبيه، وهذا ما يصعّب الاستعارة.
الحذف ضرب من ضروب الإيجاز، والإيجاز ان تقول الكثير في القليل. وكنت قد شبهت، ذات
يوم، الحليب السائل بالاطناب، والحليب المجفف بالإيجاز! وعلاقة المآكل باللغة ليست
علاقة وافدة أو افتراضية، فكلامها على علاقة ودّية و" طيّبة " مع الفم
واللسان، مستقرّ اللغة، فاللسان هو التسمية التي اختارها الله سبحانه في قرآنه
الكريم للتعبير عن اللغة، وهو مستقرّ حاسّة الذوق أي مستقرّ " تذوّق"
الطعام! وكلمة الفصاحة بحسب علماء اللغة دخلت – في أي حال- عالم اللسان من باب
الحليب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق