الثلاثاء، 27 مارس 2018

#الكنّة و #الحماة و #ألاعيب_المعنى


#الكنّة و #الحماة و #ألاعيب_المعنى

ما الذي يعطي الأشياء دلالتها؟ وما الذي يعطي الكلمات دلالاتها؟

أظنّ أنّ معنى الكلمات لا ينتج من تفاعل الكلمات فيما بينها، بل من الغايات والمقاصد والأهداف.

الهدف يغيّر معنى الشيء، أو معنى الكلمة. وحين يعيب عني الهدف يغيب عنّي المعنى، والمعنى الفعليّ لا شأن له أحيانا بالمعنى المعجميّ.

قد يذهب القول في طريق ويسلك المعنى طريقا آخر، فقد يقال القول لأذن لا تريدها أن تسمع إلى أذن لا تسمع وهي لا تسمع ولكنك تريدها أن تسمع.

ففي بلادنا تعبير عن علاقة #الكنة_والحماة، وهي في أغلب الأمثال والأقوال والسرديات علاقة متشنجة فيها الكثير من الكنايات. ومن الطريف ذلك الشبه اللغوي بين الكنّة والكناية!
القول الكنائيّ بطبعه حذر، يحسب خطّ الرجعة، الكناية بهلوان يحسن اللعب على الحبال، ومتمرّس في ألاعيب الخفّة، وألاعيب الاختفاء.
من التعابير التي تلعب على الحبلين، كلام خارج من فم شفتي الحماة! وهو " عم حكّيكي ياجارة تتسمعي يا كنّة".

الحكي لا يهدف الى الوصول إلى أذن الجارة، الجارة مطيّة لا أكثر. يذكرني هذا المثل بقول لابن أبي ربيعة حين ينقل عن لسان فتاة خبيرة في التمويه، واللعب بجهات النظر.

إذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا

كَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ

وهنا كما في المثل، يذهب النظر إلى حيث لا يرغب أن يذهب، فيحسب الناظر أن الحقيقة فيما يراه بينما الحقيقة تكمن فيما لا يراه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق