حروف لغة ما ليست سواسية كأسنان المشط . فهناك حروف تتمتّع بحظّ وافر أكثر من غيرها.
فحرف #الواو العربي مثلا يتمتع بميزة لا يتمتع بها حرف #الطاء.
فاللعة العربية حمّلت هذا الحرف ( على علّته) وظيفة لم تحمّلها لحروف صحيحة، فالواو حرف معلول، فهو واحد من حروف العلّة، ومع هذا فضلته على غيره من الحروف التي لا تعاني من أي مرض ، وجعلته يؤدي وظيفة العطف، ( حتى كلمة عطف لا تخلو من حنّيّة ما!).
ولكن اللغة نفسها أو ناس اللغة يرفعون حرفا إلى عليين رغم ندرة استعماله في اللغة ورغم عدم تحميله أي وظيفة دلالية كما الواو أو الفاء أو الباء أو التاء أو الياء أو السين أو الهمزة الاستفهامية أو اللام.
حرف لا يملك وظيفة وظيفة نحوية أو بلاغية والمفردات التي يكون جزءا منها ضئيل العدد، ولكنها تقرّر أن تنسب نفسها إليه، فالعربية لغة حرف الضاد!
وقد يأتي ظرف ما في زمن فيغيّر مو استخدام حرف ما كما هو حال حرف الدال المدلّل في هذا الزمن ، حرف الدال الذي تتبعه نقطة ( د.) بسبب " طحشة" الناس عليه، وخصوصا أنّه اختصار لحرف مستورد من اللغة الأجنبية D الذي يشير إلى لقب دكتور.
وما أقوله عن العربية ينطبق على كل اللغات ، فحرف W مثلا له عزّ قلّ نظيره مع الثورة الرقمية، عزّ مثلث نراه في WWW.
ولا أحد يعرف ما تضمره رحم الأيام من أقدار ألفبائيّة، ولا أحد يعرف متى تنزل ليلة القدر على هذا الحرف أو ذاك ولا على هذا الاسم أو ذاك، ففي رحم الأيام ما لا يخطر ببال الألفبائيات نفسها.
من كان يخطر بباله مثلا أنّ شهرة علي بابا سوف تأتي على يد رجل أعمال صينيّ قرّر أو يمنح اسم علي بابا #阿里巴巴 لموقعه ذي الفاعلية المليارديرية، وأن يصير علي بابا اسما صينيا يتداول في الصين أكثر مما يتداول في العالم العربي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق