التناص قدر الإنسان، وقدر الأفكار وقدر الأشياء.
في البدء كان يعني التناص إدراج نصّ في نصّ. وتعامل العرب معه قديما على أساس أنه شكل من أشكال السرقات الأدبية. وكتب السرقات الأدبية في تراثنا العربي يعاد النظر فيها باعتبارها وثائق مهمة أو مصادر قيّمة لدراسة التناص. كما يمكن دراسة الأدب المقارن على ضوء التناص. ولكن ثمّة نقطة يمكن أن تدرس من هذا المنظور، وهي التناص بين غرضين فنّيين : الرسم والشعر، الكاريكاتير والأحداث السياسيّة، الصورة الفوتوغرافية والكاريكاتير، بين أي شيئين لهما أدواتهما المختلفة.
هنا سأحكي عن الطاهر بن جلون وعنوان الصورة المرفقة.
كتب الطاهر بن جلّون كتابا بعنوان العنصرية كما شرحتها لابنتي. أما عنوان صورة البيض المقلي والبيضات الثلاث المختلفات ألوان القشور فهو : العنصرية كما شرحت للأغبياء.
كان الراحل عبد الغفاار مكاوي قد وضع كتابا بعنوان قصيدة وصورة درس فيه كيف تصير صورة قصيدة ؟ وكيف تصير قصيدة صورة؟
وهذا ما نراه في أماكن مختلفة، ففي كتب نجيب محفوظ صور كثيرة في طيات رواياته هي نصوص صارت صورا، وكذلك نرى الأمر نفسه في المنمنمات فكم من مشهد من مقامات الحريري صار منمنمات على يدي الواسطي؟
ليس بمقدور أحد أن يتنبّأ بمصير الأفكار أو الأشعار أو الشخصيّات.
السفر قدر كما التناصّ
أذكر أن ستيف جوبز بحسب ما ورد في سيرته أنه كان يذهب إلى السوبر ماركت ويتوجّه إلى قسم الأدوات المنزلية ليستوحي شكل الحاسوب الذي ينوي صنعه، كما قال انه استوحي شكل الآيفون من سيارة المرسيدس.
ولا أحد ينكر عبقرية #ستيف_جوبز رحمه الله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق