ثمّة ظاهرة مرضيّة تتفشّى في اختيارنا الحرف اللاتيني لكتابة أسامينا.
نمارسها لهذه الظاهرة دون وعي، أو نمارسها عن عمد، أو نمارسها عن جهل أو نمارسها عن قصر نظر.
هناك من " يَتَفَلْسَف" قائلاً : وأين المشكلة في كتابة اسامينا بالحرف اللاتيني؟
أقول له: كتابة الاسم بالحروف اللاتيني ضرورة، وثمّة مشكلة في عدم كتابته بالحرف اللاتيني. ومن المستحبّ كتابته بالحرف اللاتيني، ولكن...
في العربيّة مثل يقول: اختيار المرء قطعة من عقله.
واختيارك لطريقة اسمك قطعة من عقلك.
نلحظ ، عربيا، أربع طرق في كتابة الاسم على مواقع التواصل في عالمنا العربي.
وأقول لو أنّ مواقع التواصل لا تسمح لك إلاّ بكتابة اسمك بالحرف اللاتيني لقلت لك: اكتبه بالحرف اللاتيني وضع قدميك في مياه باردة!
والطرق الأربعة هي:
- كتابته بالحرف العربي،
- كتابته بالحرف اللاتيني أو أي حرف آخر ( روسي، صيني، هندي...
- كتابة اسم فنّي لأسباب عديدة ومنها التخفّي خوفا من القمع السياسي أو الاجتماعي أو...
- والطريقة الأخيرة كتابته بالعربية واللاتينية.
الطريقة الأخيرة تمتصّ من " يتفذلك" أو " يتفلسف" قائلا: إن كتابته بالحرف العربي يمنعه من التواصل من معارفه الأجانب من فرنسيين أو اميركان أو أو ، إلى آخر " الأوّات"!
ما معنى أن أتخلّى عن هوية اسمي العربيّة؟
يعجبني تعريف لإحدى القبائل الإفريقية للإنسان، وهو:
الإنسان جسم واسم وروح.
الإنسان مثلّث الأضلاع، والاسم ثالث ثلاثة.
حين أتخلى عن اسمي ( وأغلب الأحيان كتابة الاسم العربي يشوّه الاسم) فهذا يعني إنّني إنسان مشوّه، مشوّه ولكن لا أرى في مرآة نفسي ملامح مشوّهة، لأن المرايا تكذب أحيانا، والمرآة الصادقة بنت الأساطير.
ومن الطريف أنّ كثيرين ممّن يكتبون ويكتفون بكتابة اسمهم بالحرف اللاتيني يظنّون إنّما يظهرون وجها متطورا، متنورا، راقيا لهم.
اسمك ليس قطعة من ملابسك، انما هو فلذة من روحك!
وما أكثر الفلذات المشوّهة في عالمنا العربيّ المنخور، والمكسور، والمسحوق، والمبهور بالغرب انبهارا قاتلاً!
حين نمرّغ نظام اللغة الصوتيّ بالوحل إنّما نكون كمن يمرّغ أنفه ووجهه في الوحل!
والعالم العربيّ ، اليوم، للأسف موحّل من رأسه حتّى أخمص قدميه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق