الأحد، 13 أكتوبر 2019

الكلمات قيود وأجنحة



#اللغة التي نستعملها تفصح عن طريقتنا في التعامل مع الحياة ومع ذواتنا. في اللغة أدوات كثيرة: أل #التعريف، #الضمائر، #الصفات، #المترادفات ...الخ. وكل كلمة يستعملها المرء تشير الى حالة ما من حالاته #النفسية أو #الشخصيّة. في العربية عبارتان تشيران الى ذلك، وهما: " اذا فتحت فاك عرفناك "، و" ما فيك يظهر على فيك". الكلام #حجاب شفّاف وإنْ ظنّه البعض معتماً أو صفيقاً. لنفترض أنّ شخصاً يقول: " حياتي #جحيم"، وآخر يقول : " الحياة جحيم"، فهل يحملان المعنى نفسه، وهل يدلاّن دلالة واحدة على حالة الشخص الذي ينطق بهذه العبارة او تلك؟
يقول #Dave_Logan وهو متخصّص في فنّ #الإدارة : ان العبارة التي تحتوي على ضمير المتكلم أخف وطأة من تلك التي تحمل أداة التعريف، أي ثمّة ما هو عام وما هو خاصّ. ومن ينظر الى العبارتين من باب التشاؤم يدرك ان شكل التشاؤم ليس واحدا، ضمير المتكلم في "حياتي جحيم" ، على حلكة #حياة الناطق بها، يترك مجالاً للتغيير والتحسّن بخلاف " الحياة جحيم"، ال التعريف هنا تغرق انماط #الحياة كلها بالجحيم.
ويعمل علم اللغة النفسي بمعونة علم #الأسلوب على مطاردة هذه التفاصيل الصغيرة التي يمكن من خلال تغيير استعمالها الى تغيير سلوك المرء سلبا أو ايجابا. فالإنسان، بشكل من الأشكال، اسير الكلمات التي يتفوّه بها، وبمقدورها أن تلعب في حياته دور #الأجنحة الجامحة كما يمكنها أن تقوم بدور الأغلال الكابحة.
استوقفني ذات مرّة #اسلوب شخص في استعمال عبارة بسيطة، ولكن تنمّ عن طريق ذلك الشخص في العيش. حين يريد ان يغادر المكان الذي هو فيه وقد يكون عند صديق له يختار عبارة من احتمالات ومترادفات كثيرة، #عبارة تشير الى علاقته المقيّدة مع نفسه: لا يقول: " صار لازم روح"، مثلاً أو " بدّي روح" او "استأذن"، أو أيّ عبارة أخرى تحمل هذه المضمون، وانّما يختار عبارة : "اتركني روح". العبارة المختارة تدلّ على قيد خفيّ، هذا القيد اللغويّ البسيط تجد له مترادفات في سلوك ذلك الشخص، وهذا النمط من التراكيب نعرف انّه يكثر في #لغة #الأطفال الواقعين تحت #سلطان #الأهل والكبار أكثر ممّا هو موجود في تراكيب البالغين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق