الأحد، 31 يوليو 2016

عن الكلة والألزهايمر


كنّا ونحن صغار نلعب بالگلة ( للأسف ليس في العربية حرف لهذا الصوت الذي هو بين القاف والكاف والغين).
وأحيانا كنّا نضع الگلة في النار، ثم نسحبها ونضعها في الماء لنتأمّل كيف تتصدّع وتتفلّع.
هذا المشهد يذكرني بالذاكرة التي يجتاحها ‫#‏الألزهايمر‬ كالإعصار ويفتتها كما تتفتت الگلة في المياه الباردة ويخربط مكنوناتها الثمينة

هل من خصومة بين ‫#‏التبغ‬ والحمّص؟


هل من خصومة بين ‫#‏التبغ‬ والحمّص؟
هل يحسد التبغ ‫#‏الحمص‬؟
هل يعتبر التبغ ان الحمص ذو ذهنية توسعية؟
قد تكون هذه الأسئلة في نظر البعض غريبة.
ولكن الأسئلة التي وضعتها طرحتها صحف أمريكية.
هل طرحها من قبل العم سام يعني انها أسئلة تستحق ان تطرح؟
سرّ الأجابة في نبتة ‫#‏الحمّص‬ نفسها ، وفي حائها وميمها وصادها!
هناك كلمات تكتسب دلالات جديدة، بل كل كلمة تكتسب دلالات جديدة إذا ارادت ان تعيش ، وتمدّ في عمرها، وإلا فإنّ الزوال لها بالمرصاد، ومن تأمل كلمة واحدة، وراح يقلّب فيها النظر، يجد انها لا تختلف عن الكائن الحيّ الذي لا يموت بقدر ما يتحوّل، الموت انتقال من حال الى حال.
كان ميخائيل نعيمة يسمع وجع التفاحة حين يقضمها، والسبب هو أن صاحب الغربال ومرداد كان يؤمن بوحدة الوجود ويؤمن بأن العالم كله على تشعب ظاهره وتفككه المرئي تسري فيه روح واحدة!
الانفصال بين الكائنات وهم، هذا ما تعترف الديانة الشنتوية في اليابان على سبيل المثال، ومثلها ديانات عديدة أخرى علاقتها مع الكون علاقة عالية الرهافة!
والكلمة التي تموت هنا، تولد في مكان آخر، ومن الطريف مثلا هو دراسة الكلمات العربية التي تهجع كالمومياء في المعاجم العربية ولكنها حيّة ترزق على أفواه لغات كثيرة حتّى خارج حدود نفوذ اللغة الجغرافيّ أو الروحيّ.
من يحصي عدد الكلمات السريانية التي لا تزال حيّة ترزق على أفواه الناطقين باللغة العربية، وما عدد الملمات الفرعونية التي لا تزال حيّة على أفواه ابناء الكنانة أو في المحاكم الحالية الشرعية او غير الشرعية؟
يكفي النظر الى كلمات بعض المدن والقرى والأسماء في عالمنا العربي كبيروت او شركة ‫#‏قاديشا‬ لنعرف ان ‫#‏اللغة‬ لا تموت وتختفي او تتبخّر كليا . هناك كلمات ذات سلطان عابر للقرون واللغات والقارات، واحيانا لا ينتبه المرء من فرط الألفة والاستعمال الى تلك الكلمات المعمّرة كبعض أنواع الشجر الذي يعبر القرون ويعيش أكثر مما عاش آدم أو نوح.
كنت قد بدأت عن صراع بين التبغ والحمص في الولايات المتحدة، صراع يقضم فيه الحمّص مكان إقامة نبتة التبغ.
الحمّص يحتلّ أراضي التبغ !
الأمريكان اكتشفوا صحن الحمّص بالطحينة، أحبّوه، وصار من مآكلهم المحببة، فراح مزارعو التبغ يستبدلون التبغ بالحمص لتلبية حاجات المذاقات الجديدة، والواد الجدد.
ومن يدخل الى معاجم اللغات يجد ان كلمة حمّص صارت مفردة عابرة للغات وتكتب ‪#‎hommos‬ أو ‪#‎humus‬ او أشكال أخرى بحسب الفبائات العالم.
وكلمة حمّص لم تعد تعني الحمص وانما تعني الحمص المدقوق او المطحون او الناعم .
وأميركا ، الآن، مصهر ومطهر وشبكة مواصلات عملاقة مادية وفكرية وروحية.
سرّها الخارق انها أرض استيراد وتصدير للأفكار والمذاقات والسلع والقيم !
جزء من الهوية الاميركية هو نزع الهويات والمحليات وجعلها كلّيّات عابرة تكسر الحدود بين المذاقات والعادات والافكار.

السبت، 30 يوليو 2016

كدّ الفرج

سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ وأنت بحمد الله غير موفق
 كمطعمة الزهاد من كدِّ فرجها لَكِ الوَيْلُ ، لا تَزْنِي ، ولا تَتَصَدَّقي

‫#‏المهدي_المنتظر‬ وجه من وجوه ‫#‏صموئيل_بيكيت‬ ( Samuel Barclay Beckett ).

‫#‏المهدي_المنتظر‬ وجه من وجوه ‫#‏صموئيل_بيكيت‬ ( Samuel Barclay Beckett ).

طبقات الإرهاب


ليس من السهل أن يعرف المرء من يمارس الإرهاب أكثر في بلادنا أداعشٌ أم الغرب؟
الإرهاب إرهابان: إرهاب مكشوف تعرفه من زيّه وشكله وإرهاب مقنّع ، ماهر في التقنّع والتخفي. هناك إرهاب عارٍ وإرهاب لابس، إرهاب باسم وإرهاب عبوس، إرهاب عالم وإرهاب جاهل، إرهاب متطوّر وإرهاب متخلّف، إرهاب أرستقراطي وإرهاب سوقيّ، إرهاب يسكن في الأكواخ وإرهاب يسكن في القصور، إرهاب ذكي وإرهاب مغفّل، إرهاب متعلّم وإرهاب أمّي، إرهاب يشرب السيجار وإرهاب يشرب الدخان اللفّ، إرهاب يستعمل قفازات الحرير وإرهاب يلبس قفازات الجلي، إرهاب راكز وإرهاب متهوّر، إرهاب يملك حقّ الفيتو وإرهاب لا يملك قوت يومه. إرهاب لا يؤمن بالعولمة وإرهاب يروّج للعولمة، إرهاب يأكل الفلافل وإرهاب يأكل الكافيار، إرهاب علماني وإرهاب متديّن ....

‫#‏ابن_سيرين‬ و ‫#‏الحمّص


‫#‏ابن_سيرين‬ و ‫#‏الحمّص‬ 
حكى أن رجلاً جاء إلى ابن سيرين فقال له: رأيت كأنني أكلت حمّصاً حاراً، فقال له: قبلت زوجتك في رمضان وأنت صائم؟ قال: نعم

اسم الحمص والفول بلغات عديدة


Род 
Kichererbsen 
Սիսեռ ا
მუხუდო
Χούμους 
خوراک خاورمیانه‌ای  
yemək 
Kikerkaĉo 
ഹമൂസ് 
garbanzos y pasta de sesameح
フムス

فول
वर्तुलकम्
ባቄላ 
פול

التشجيع على القراءة


أراد أن يشجّع ابنه على ‫#‏القراءة‬ فأهداه في ربيعه الثالث عشر كتابا عن " ‫#‏عذاب_القبر‬"!
تحولت ‫#‏الحروف‬ والكلمات ، مع الوقت ، في ناظر الولد إلى هياكل عظمية وأشباح تعكّر صفو عمره.
صار ‫#‏الكتاب‬ في نظر الولد مقبرة!

‏المآكل‬ ‫العلمانية‬

أحبّ ‫#‏المآكل‬ ‫#‏العلمانية‬ التي لا يختلف حولها السني والشيعي والعلوي والدرزي والماروني والأرمني والكاثوليكي والأورثوذكسي والسرياني ، وهي مآكل متعددة، ومنها: ‫#‏التبولة‬ وبابا غنوج والحمّص....

التعايش السلمي بين المؤمن والكافر هو ما ينقذ هذا العالم، وليس فصله إلى فسطاطين أو دارين!

التعايش السلمي بين المؤمن والكافر هو ما ينقذ هذا العالم، وليس فصله إلى فسطاطين أو دارين!

صحن ‫#‏الحمّص‬ يوحّد بين فريق #٨ آذار وفريق #١٤ آذار!

صحن ‫#‏الحمّص‬ يوحّد بين فريق ٨ آذار وفريق ١٤ آذار!

حتى الديانات غير السماوية هي ، في العمق، ديانات سماويّة.

حتى الديانات غير السماوية هي ، في العمق، ديانات سماويّة.

من كلام ‫#‏كونفوشيوس‬ ‫#‏عليه_السلام‬

من كلام ‫#‏كونفوشيوس‬ ‫#‏عليه_السلام‬ الذي قيل قبل مولد ‫#‏الرسول‬ #عليه_السلام بألف عام على وجه التقريب والذي يتطابق مع قول الرسول عليه السلام : أحبب لأخيك ما تحبّه لنفسك.
كلام من معين سماوي واحد.

قوّة اللغة في مجازها لا في حقيقتها.

قوّة اللغة في مجازها لا في حقيقتها.

أيادي كلّ الآيديولوجيّات ملوّثة بالدم!

أيادي كلّ الآيديولوجيّات ملوّثة بالدم!

الكلمة ممثّل محترف .

الكلمة ممثّل محترف .

السؤال

السؤال الذي لا يملك إلا جوابا واحدا سؤال فقير، هزيل، يستدرّ العطف والشفقة، ويستحقّ الصدقة!

حبة حمّص ودوش بطاطا


وضعت على الطاولة حبة حمّص ودوش بطاطا ورحت أتأملهما . لفت سلوكي نظر أحد الأصدقاء، فسألني: ماذا تفعل؟
أجبته: أفكّك وجوه الشبه.
أردف قائلا: شو جاب لجاب؟
فابتسمت ، وتابعت تأملاتي.

كلمات‬ عابرة للغات والقارات الباقلاء مثالاً


هناك ‫#‏كلمات‬ عابرة للغات والقارات، كلمة تولد من فم ثمّ تتحوّل إلى كلمة مألوفة على الأسماع في كل الأصقاع. وأغلب هذه الكلمات أسماء، للاسم قوّة تفوق قوة الأفعال والحروف، فحرف الجرّ " في" مثلا، حرف لا يحب الغربة، يعيش حيث تعيش ‫#‏اللغة‬ العربية، لا ينفصل عنها ولا تنفصل عنه، بخلاف كلمات هي أسماء سواء كانت أسماء علم أو أسماء جنس تحمل روح ‫#‏ابن_بطوطة‬ الجوّال في الأمصار، والطريف ببعض الكلمات ان اهلها يتخلون عن خدماتها ولكن تستمر حرة وطليقة في لغات أخرى، أو قل ان بعض الكلمات يتخلى عنها اهلها فتتبناها لغات أخرى وترعاها وتمدّها بأسباب البقاء، فكلمة " ‫#‏فول‬" كانت كلمة غير مألوفة عند العرب لا لأنّ الفول غير مألوف ولكن لأن اسمه لم يكن " ‫#‏الفول‬" عند العرب، وإنما كان ‫#‏الباقلاء‬،وأحد كبار علماء الدين الاسلامي صاحب كتاب " ‫#‏إعجاز_القرآن‬" كان يدعى ‫#‏الباقلاني‬ أي بائع الفول أو الفوّال بلغة اليوم، ولكن كلمة ‫#‏باقلاء‬ لم تصب بانهيار عصبي جراء استغناء العرب عن استعمالها، حملت كلمة الباقلاء أصواتها وذهبت إلى لغات أخرى، استقرت في ايران وتحولت إلى مفردة ايرانية، وإلى مفردة تركية، وإن تتبعت مسارها ومصيرها يتبين لك ان تجربتها غير العربية هي أغنى من تجربتها العربية.
الغربة تمنح الناس كما تمنح الكلمات فرصا لا تتوفر في مسقط الرأس، وما تقوله عن الناس يمكن أن تقوله عن الكلمات.
فالغربة تجدد على قولة أبي تمام في هذا المقطع الشعري العارم:
اغترب تتجدّد!

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

الحمص في تجلياته ومذاقاته


الحمّص يؤكل نيئاً ، أخضر، تطقّش شرنقته ، وتلقط حباته الخضراء، وتأكلها حبّة حبّة، في طرابلس تسمّى " حاملة" ، اسم لطيف، غنيّ، وفي بيروت تسمّى " أم قليباني"، وكأنّ حبات الحمص قلوب صغيرة خضراء.
وتؤكل الحبّة الخضراء مشوية، بعد شوائها وهي لا تزال عالقة بأغصانها تغمس في المياه المالحة، يكون المذاق المالح طريقك إلى الحبّات، وتؤكل محمّصة، أتكون المخلوطة مخلوطة إن حركتها من حبات الحمص التي حين ندخل في عالم المخلوطة تغيّر جلدها او قل اسمها، يصير اسمها قضامة وحين يصير اسمها قضامة تتوالد الصفات: مغبرة، او مبهرة، او اسطنبولية، او صفراء...، والقضامة تتعامل مع عالمين: العالم الحلو والعالم المالح، وحين تدخل في السكر تتغير ألوانها تلبس أغلب الأحيان اللون الملائكي، ولكنها ايضا تحبّ تغيير الألوان، فتراها كقوس قزح.
وتفتّق خيال الكاتبة والناشرة ‫#‏رشا_الأمير‬ ذات يوم أن تدخلها معرض الكتاب في بيروت، وجعلتها تؤدي دورا طريفا، أدخلتها على شكل قضامة زرقاء اللون، فصارت في معرض الكتاب ‫#‏الحبّات_الزرقاء‬! وأعطتها اسما ملتبسا، صارت حبّة الملبّس الملتبسة الاسم، وراحت توزعها هلى زوّار المعرض تحت مسمّى " ‫#‏فياقرا‬" من فعل القراءة، أدّت الحبّة دور عرّاب الكتاب!
وفي الحلو تدخل في " حبايب يا حبوب" التي يترعرع بيعها في موسم البرد! وكانت في زمن الطفولة تباع ‫#‏النعّومة‬، وهي القضامة المدقوقة بالسكر الناعم الذي نراه كالقبّعات على رؤوس أقراص المعمول!
وهناك القضامية وهي كالسمسمية والعبيدية واللوزية والبندقية ...
أترك للقراء الأعزاء تذكّر علاقتهم بالحمّص ....

المرأة والضرورات الصينية

المرأة في الصين تصل الى مراكز عليا، وليس السبب هو ولع الصيني بالمساواة. الضرورات تبيح المحظورات، والمحظورات لفترة زمنية مديدة كانت سياسة الولد الواحد.
ماذا تفعل عائلة ليس امامها الا ابنتها، تعاملها كرجل، دخلت المرأة الى العمل من باب الذكورة المنقوصة.

الدين الواحد أديان


الدين الواحد أديان، والمذهب الواحد مذاهب، والفكرة الواحدة أفكار ، والمشرق مشارق، والمغرب مغارب، والواحد جمعٌ مضمر!
التعدّد سرّ الواحد!

معنى الكلمة

معنى الكلمة جلد حيّة.

صراعات المذاهب

الحروب بين مذاهب الدين الواحد من أشنع الحروب الأهليّة.

منام أم


مات طفلها في ربيعه الثالث. شاءت الأقدار أن يستأصل رحمها لأسباب صحيّة.
جنّ جنونها حين وجدت نفسها محرومة حتى من الانجاب لتعويض فلذة  كبدها.
طفلها الذي مات لم يمت تماما، ظلت تعتني بخ كما لو انه لم يمت إذ كانت تراه يوميا في منامها، المنامات توقف سيران الزمن او سيلانه، الا ان مناماتها شذّت عن القاعدة، كانت تعيش حياة واقعية مع طفلها الذي وحل،
كانت تراه ينمو ليس تحت انظارها وانما تحت انظار مناماتها، المنام لها صلة بالنظر عبر فعل رأى، فالرؤيا منام بصير، عيناه مفتحتان.
راح ينمو الطفل، ويترعرع في مناماتها، انعم الله عليها بمنامات لا تحصى، مرت الايام ، وكبر الولد، وتزوج وحضرت الوالدة عرسه وزغردت ورقصت.
كان مناها أن يأتي الليل لتغمض عينيها على واقع منامي تستعيد فيه يقظة مفقودة .
ثمة أناس مناماتهم حياتهم الأجمل.

مطعم الدنون Restaurant DANNOUN طرابلس لبنان هاتف 06433987


الأحد، 24 يوليو 2016

العمل غبادة


العمل عبادة ولكنه عبادة، لدى كثيرين، غير مستحبّة.
إتقان العمل عبادة ولكن الإتقان عبادة غير مرغوب فيها، " من قفا إيدو" عبارة شائعة في المعجم اليوميّ.
القراءة عبادة، ولكنها عبادة مكروهة، والدليل نسبة الأمّية الفكرية المرتفعة لدى كثيرين ممّن " يفكّون الحرف"!
النظافة عبادة، ولكن الوساخة ، ولله الحمد، نبع فيّاض في الطرقات، ومخلّفات النزهات في الهواء الطلق " بيلوز Pelouse" ملوّن من أكياس نيلون وتشيبس ومخلوطة وقشر موز وبطيخ وتنك عصير وقناني ماء وأعقاب أراجيل ووو

كلمات أغنية هاي كيفك سافا ‫#‏شربل_روحانا‬ عبّر بالعربي


هاي ..كيفك ..سا فا ..
من وين جبتا يا لبناني ..
بعد نائصها تشاو ..
بتصفي عالطلياني
شو بتشكي كلمة مرحبا ..
او صباح الخير ...
في أجمل منا ..
سعيدة يعني مسا الخير
مادامك عم تاكل منئوشة...
و شط ريئك عالتبولة
يا ليل يا عين ..
دخلني عالمصمودي
واو سهرة كول ..
كلشي بيخلص دوماج ...
خلطو شرقي و غربي ..
مون ديوو ..
كيل مارياج
الدلعونا زعلانة ..
مش عم تعرف حالا ...
إشتائت عأبو الزلف ..
تتغني موالا
و مادام هالعود ..
بإيدك ..
دئلي و كنسل مواعيدك..
يا ليل يا عين .. 
دوبني بتئاسيمك
بليز ..
سيلتوبليه ..
يا ماما بدي أكل
دي لوو أون فرانسيه ..
أو ما بيطلعلك تاكل
أتركيه يا عمي ياكل ..
كل حادث لو حديث... 
لاحق يحكي فرنساوي ..
و يتمختر بباريس
ما بعلمي لبناني الهوية ..
و الأرز شلوشا قوية ..
يا ليل يا عين ..
لبناني مية المية
عبّر عن فرحك بالعربي ..
عبّر عن حزنك بالعربي
غني عن حبك بالعربي ..
صرّخ عن غضبك بالعربي
أشكي عن تعبك
 عن ضجرك ...
أكتب عن أملك 
عن ألمك
خبر عن أهلك 
عن شعبك
عبّر عن وطنك 
بالعربي

في طريقك إلى حفلات مهرجانات ‫#‏بيت_الدين‬


في طريقك إلى حفلات مهرجانات ‫#‏بيت_الدين‬ تمرّ بمدينة تدمر التي لعب بمصيرها الشاعر اللعوب ‫#‏أبو_تمام‬!
بيت الدين ، تدمر، أبو تمام ، فرد ضربة؟
بالنسبة لأبي تمّام فقد ورد في إحدى قصائده بيت شعر يربط فيه بين اسم المدينة الجليلة الذي ظنّ العرب لجلالة قدرها ان من بناها هم جنّ سليمان! وقد ورد ذلك في أشعارهم ، ومن بين من قال ذلك ‫#‏النابغة_الذبياني‬، اذاً، ربط ابو تمام بين مصيرها المرسوم في حروف اسمها ذات الصلة بالدمار، وقد لحقت أبا تمام طرطوشة داعشية حين تمّ جزّ رأس تمثاله في العراق على يد مهووسي العصر بسفك الدماء والجمال والقيم.
ولكن كيف يعرج المرء في طريقه الى بيت الدين بتدمر؟
الى جانب المهرجان هناك معرض مؤقت عن تدمر في إحدى قاعات قصر بيت الدين، وفيه صور ومنحوتات من زمن امجاد تدمر، ولكن هناك مجموعة صور عبارة عن مقارنات بين تدمر ما قبل داعش وتدمر بعد مرور داعش. 
ترى بأمّ عينك الرغبة الداعشية الهستيرية في التدمير، والتنكيل بالماضي.
داعش، اليوم، وباؤنا الأصفر. 
وهنا صورتان للمقارنة.

‫#‏ثقافة_الفرشة‬ ‪#‎culture_du_matelas‬

تعبير قرأته اليوم عن الصين.
والمقصود به الموظٌفون الذين يصلون نهار عملهم الشاقّ بليل عملهم الشاقّ في مكاتبهم، يتأخرون في عملهم بحيث أنهم يمدّون الفرشة، ليلا، في المكتب وينام الواحد منهم مثل القتيل، تتحول مكاتبهم إلى غرف نومهم والى امتداد لمنازله

السبت، 23 يوليو 2016

هاي كيفيك سافا - شربل روحانا

طبق حمص من مطعم الدنون dannoun طرابلس لبنان هاتف 06433987


عواجل


لفتت سمعي كلمة ‫#‏عواجل‬ التي أسمعها لأوّل مرّة، سمعتها على قناة ‫#‏العربية‬ وهي جمع عبارة ( خبر " ‫#‏عاجل‬").
ويقصد بها تسارع الأحداث ، فالخبر العاجل يتبعه بعد لحظات خبر عاجل آخر، وآخر ، وآخر.
هنا، للجمع معنى تدفّق الأخبار كالسيل الجارف، وعادة ما يكون الخبر العاجل خبراً يستعاذ منه بالله! خبر ملوّث بالدم والجنون.

القتل في هذا العالم


ما قتله العرب من الأوروبيين والأمريكيّين لا يشكّل ٥ بالمائة ممّا قتله الأوروبيّون والأمريكيّون من العرب ، ولنبدأ العدّ من بداية القرن الحادي والعشرين، وليكن البدء من يوم البرجين!
كلامي ليس أكثر من توصيف لما نتابعه من أخبار!
فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم

‫مفهوم المطلق‬ في الصين

阴阳

تختلف ‫#‏الصين‬ عن شعوب كثيرة في كونها لا تؤمن بالمطلق، بالمفهوم المطلق. المطلق صناعة انسانية لا تتعامل معها الصين. وهذا يجعل كل المفاهيم التي عندنا وتقوم على فصل العناصر بين سالب مطلق ، وموجب مطلق، مفاهيم مبهمة في نظر الصيني.
وأكبر مثال على تجسيد المفهوم الصيني هو شارة الين يانغ ‪#‎阴阳‬ ☯️ . وهي شارة براغماتية، البعض يترجمها بالشر والخير أو بالظلمة والنور أو بالأنثى والذكر وهي ترجمات ناقصة أو هي ترجمة حرفية وكثيرا ما أدّت الترجمة الحرفية إلى انحراف دلالي!
عادة ما ترسم الين واليانغ باللونين الأبيص والأسود ( كما في الصورة المرفقة) .
الأبيض ليس أبيض تماما، والأسود ليس أسود بالإطلاق. ثمة نقطة بيضاء في قلب اللون والأسود، وثمة نقطة سوداء في قلب اللون الأبيض.
المطلق يقتل، ينفي، يزيل، لا يتعايش مع نقيضه، المطلق التامّ، الناجز مطلق عاقر!
المفهوم الصيني للمطلق هو انه يحتضن نقيضه، ضدّه، يتعايش معه، يتفاعل معه،. فالبياض يأخذ الأسود بالأحضان، والسواد يأخذ الأبيض بالأحضان.
هذه النقطة الجوهرية في مفهوم الصيني للمطلق أخذها من أقدم كتاب صيني هو اليي دجينغ ‪#‎易经‬ أو كتاب التحولات، او كتاب التغيرات، كتاب استلهم جوهره من مجرى الطقوس وانبثاق واحدها من الآخر، فليس هناك تعاقب فصول انما ولادات وصول بعضها من بعض!
التحوّل بعد ثالث يغيّر من طبيعة مفهومهم للأضداد!
‫#‏بلال_عبد_الهادي‬

انواع الناس


الناس نوعان أمام المشكلة:
- نوع يفكّر في أسباب المشكلة،
- نوع يفكّر في حلّ المشكلة.
وقد يحلّ الثاني المشكلة قبل أن يتوصل الأوّل إلى معرفة أسباب المشكلة.

الخميس، 21 يوليو 2016

ألوان الطعام


عبارة " ألوان الطعام" من العبارات المستعملة في اللغة العربية، لا تخلو المآكل من لون فعليّ.
هناك الأبيض والأسود والألوان، الأبيض والأسود في كفّة، والألوان في كفة أخرى.
الانتقال من الأبيض والأسود في مجال التصوير إلى العالم الملوّن غيّر عادات العيون الإنسانية. وقلت الإنسانية لأن الكائنات الأخرى لا ترى العالم بعيون آدمية.
المهمّ، اللون الأبيض يلبق مع كل الألوان، ينسجم مع كلّ الألوان، لا يتخاصم مع أي لون.
لون سموح، ودود، وديع، وأجد صفاته تنطبق كلّ الانطباق على طبق الحمّص بالطحينة، المدقوق، الناعم، السلس، الذي بإمكانه أن يكون خيطاّ في كل ثوب، يعيش بسلام بين الأطباق، لا يتعارض ولا يعترض على طبق.
هو كاللون الأبيض بين الألوان.

توبة

التوبة كالسكتة القلبية لا أحد يعرف متى تأتي.

عقوق


‫#‏العقوق‬ أنواع. هناك عقوق بمفعول رجعي، وهو هدر ثروة الوالد بعد رحيل الوالد، إذ من برّ الإبن بالوالدين زيادة ما ورث، لا إضاعة ما ورث.
يمكن توسيع الفكرة لتشمل الأمم ، فالتفريط بالتراث هو ‫#‏عقوق‬ من طراز فريد، عقوق جماعيّ.
العرب بدّدوا ثروة ‫#‏الأجداد‬، شوّهوا سمعتها، نكّلوا بها، وعليه ضع العرب المعاصرين
حيث أحبب

فتة الحمص من مطعم الدنون restaurant DANNOUN

إضافة تسمية توضيحية

الموت هو التجارة التي لا تضاهيها تجارة


الموت هو التجارة التي لا تضاهيها تجارة، لا يمكن لأي تجارة أخرى أن تنافس هذا التاجر الذي لا يفلت من قبضته " زبون". حتّى ولو بلع جثته البحر!
لا حصر لزبائنه!
الموت سوق عمل يدرّ المليارات، لا يمكن لأي شركة أخرى أن تنافسه في ‫#‏العراقة‬، والبقاء!
أقدم مهنة في العالم ! مهنة الموت بكلّ أشكالها وفنونها وجنونه

طبيعة الإبداع


لا يوجد في الطبيعة شيء له وظيفة واحدة. التعددية سنة الأشياء، خذ فمك أو الشجرة أو النحلة ، خذ أي شيء.
والإنسان مقلّد ، إبداعه تقليد المكتشفات.
الإبداع تقليد!
قد يظن البعض أن الإبداع والتقليد هما على طرفي نقيض. هذا ما يقوله الظاهر. ولكن الظاهر خدّاع!
يختلف المبدع عن المقلّد إذا شئتم في أن المقلّد إنسان جادّ، وجبان في آن. جبان لأنّه لا يملك روح المغامرة، لا يجري تعديلا على ما يقلده، لا يرى فيما يقلّده غير ما يراه. لا يشغل باله ولا عينه في أن ترى ما لا ترى. يكتفي بالمرئيّ، ويظنّ الخفيّ غير موجود، لماذا يتعب رأسه؟
في العربية تعبير عن التفكير ، فقد يمانع شخص ما عن التفكير في شيء ما، فماذا يقول؟ أي عبارة تخرج من بين شفتيه؟
يقول :" ما بدّي وجّع راسي"، يعتبر التفكير صداعا، اي ان التفكير ، في نظره، يصدّع يقينياته ، ويقلق نومه ويومه. النوم على حرير اليقين يجعل المنامات منامات حريرية!
عودة الى من يبدع وهو يقلّد. للجاحظ كتاب عن التجارة ويمكن من كتابه أن نستشف عبقرية التجارة. ولولا التجارات لبارت الحضارات، طرق التجارة طرق حضارية، طريق الحرير لم تكن طريقا للحرير ، كانت طريقا حضارية بامتياز!
ما وجه الشبه بين التجارة وبين المبدع؟
ما وجه الشبه بين التجارة والشعر؟
وكيف يكون المبدع مقلدا ناجحا؟
التجارة تغيير . 
تغيير في الزمان او المكان، او تغيير في طبيعة الأشياء.
انتقال من مكان الى مكان، لهذا فإن التجارة تحتاج الى طرقات، التجارة تتطلب استيرادا وتصديرا، أي حركة. الإبداع هو فنّ في الحركة.والتجارة هي فنّ الحركة، السوق هو ميدان التجارة، وكلمة " سوق" ذات صلة بالسيقان! حتى في الفرنسية السوق له صلة بالمشي marché من فعل marcher!
الإبداع تغيير، ايضا على غرار التجارة .
تغيير مكان الإقامة نمط من الإبداع، ولا أقصد إقامة الناس فقط، غيّر مكان إقامتك تتغيّر، لهذا فالغربة تشبه الأرحام، التغيير قد يكون خفيا لا ترى العين حركته لأنه يشبه سير عقرب الساعة الذي يشير الى الساعة لا عقرب الثواني المكشوفة حركته.
تكلمت عن تعددية الوظائف الطبيعية، خذ أنفك، لا تملك أنفا للشمّ، وآخر للتنفس، وثالثا لتكييف حرارة الخارج مع حرارة جسمك، هذه وظائف ثلاث ظاهرة، ولكن من قال أنّ للأنف هذه الوظائف فقط؟ ثمّة وظائف غير مكشوفة ربما بعد، فالإنسان لا يزال، علميا، طفلا يحبو ويدبدب!
خذ أذنك فهي للسمع ، صحيح، ولكنها أيضا جزء من قدميك إن شئت، أذنك تتحكم بتوازن قدميك في السير!
كل ما في الطبيعة متعدد الوظائف.
التعددية هنا توفير، توفير مكاني ووقتي!
الإنسان لعوب، جزء من حبّ الكبير للصغير هو أن الصغير يسمح للكبير أن يؤدي دور الصغير دون أن يضحك عليه أحد، رجل كامل الرجولة قد يتحوّل في لحظة الى حصان يمتطيه ابنه أو حفيده. الطفولة تسمح لك بالعودة الى الطفولة دون ان يتهمك احد بالجنون! 
ولأنّ الإنسان لعوب فهو مهيّأ لأن يكتشف وظائف غير ظاهرة، أو يعدّل من وظائف الأشياء تبعا للضرورة!
تعديل وظائف الأشياء هو خلق وظائف جديدة!
والإبداع قد يكون مدمرا.
الطائرات التي اخترقت برجي نيوريورك هي بشكل من الأشكال ابداع، ولكنه ابداع تدمير.
تغيير وجهة الوظيفة من وظيفة مدنية الى وظيفة عسكرية جعل من الطائرة المدنية صاروخا خارقا حارقا زعزع أركان البيت الأبيض!
ولكن ليس كل تغيير في وجهة الوظيفة هو تغيير نحو الأسوأ، الاتجاه المعاكس لطائرات بن لادن هو الانترنت.
كانت الغاية منه عسكرية، تغيرت وظيفته فغيّر العالم وجعلنا نعيش في زمن رقميّ.
الإبداع تقليد مدمّر!
كيف؟
كل ابداع هو ابداع نهم، أكول، الهاتف الذكي التهم الهاتف الغبيّ، والتهم أشياء كثيرة ، السيارة التهمت الحصان والبغل والحمار!
التلفزيون التهم السينما، السينما التهمت المسرح، وهكذا الدنيا، ما بين ملتهِم ومُلتَهَم، وملهم وملهَم!
الالتهام اغتنام !
قلت الإبداع تقليد، واليكم بعض الأمثلة، ولكن قلت ان الابداع انتقال او حركة او تغيير.
اكتفي بالرادار.
الرادار ابداع، ولكن هذا الابداع هو تقليد لطريقة طيران خفافيش الليل او الوطواط!
هل خطر ببال الوطواط انه سيكون رادارا او بطلا لمسلسلات وأفلام عبر شخصية الرجل الوطواط.
هذه خواطر مشتتة عن فكرة واحدة.
والفكرة الواحدة هي، عند التبصر، قطع بازل!
تحياتي لمن أضاع وقته في قراءة هذه التدوينة. 
‫#‏بلال_عبد_الهادي‬

‫#‏زارا‬ ‪#‎ZARA‬ فكرة


زارا مؤسسة تبيع الأزياء.
ما هي انطلاقتها؟
الانطلاقات تحتاج أحيانا لدعايات.
زارا من المتاجر العالمية.
والمتاجر والشركات العالمية تخصص جزءا من ميزانيتها للدعايات، انظر الى ‪#‎lancôme‬ أو ‫#‏مرسيدس‬ أو ‫#‏آبّل‬ أو ‫#‏أديداس‬ أو ‫#‏كوكاكولا‬ أو أي ‫#‏علامة_تجارية‬ كبيرة، أنظر الى ‫#‏الإعلانات‬ / الدعايات في التلفزيون أو في التلفون، أو في الشوارع، دعايات على ضفاف الاوتسترادات.
رأي زارا أن الشركات الكبرى تعيش وتعتمد في جزء من استراتيجيتها على الدعايات.
ماذا قال مؤسس زارا؟
قال : سأمشي عكس التيار، سأستخدم التفكير بالمقلوب. سأجعل دعايتي أن لا يكون لي دعاية!
ومن وحي هذه الفكرة ازداد انتشاره في العالم!
سرّ اللادعاية يتطلب جهدا لا تتطلبه الدعاية.
ليس سهلا ان تكون اللادعاية هي ‫#‏الدعاية

العصف الفكري


عبارة " العصف الفكري ‪#‎brainstorming‬" عبارة ولدت من رحم وكالة إعلانات أميركية كان يترأسها ‪#‎Alex_Osborn‬ عام ١٩٣٩. وكتب حول مضمونها كتابا عام ١٩٤٢ باسم " How to think up".

اللهو

الإنسان يحبّ اللهو أكثر مما يحبّ العمل، وعليه فإنّ أفضل وسيلة للعمل هي تحويل العمل إلى لهو .

ما معنى Schengen ‫#‏شنغن‬


لا أحد يعرف كيف تكتسب الكلمات دلالات جديدة، ولا كيف أو في أيّ لحظة يتغيّر مصير كلمة.
هكذا كلمة شنغن التي تعني فيزا عابرة لأغلب الدول الأوروبية. تأشيرة دخول إلى البيت الأوروبي من أي باب أحببت.
وشنغن هي ، في الأساس، قرية من قرى لوكسنبورغ واقعة على الحدود بين فرنسا وألمانيا، وبما أن الاتفاق حول طبيعة الفيزا حصل في هذه القرية بين دول المنطقة الأوروبية منحت اسمها لهذه الفيزا، فنالت بفضل التأشيرة شهرة عابرة للحدود، ومفردة عالمية تخرج من فم كل راغب في رحلة إلى بلدان الوحدة الأوروبية.
كلمة انفتحت لها أبواب اللغات كلّها وليس فقط أبواب اللغات الأوروبية.
هناك كلمات حظّها يفلق الصخر

الحرف اللاتيني حرفان: ‫#‏حرف‬ صغير وحرف كبير ، مثل i و I.


الحرف اللاتيني حرفان: ‫#‏حرف‬ صغير وحرف كبير ، مثل i و I.
يتعانق الحرفان ضمن قواعد محددة. الانتقال من الصغير الى الكبير ليس اعتباطا. الحرف الأول من ‫#‏الجملة‬ يكون كبيرا، الحرف الأوّل من ‫#‏الاسم‬ يكون كبيرا.
الفنّ، فن الديزاين، لفت النظر أو إثارة الاهتمام وغيرها من الأسباب تغير طبيعة الأشياء، تلعب بالقاعدة، تخلخل الأساسات. هذا ما نلحظه في استعمالات الحرف الكبير والحرف الصغير. أن تجد حرفا كبيرا في وسط كلمة محاطة بحروف صغيرة يعتبر شذوذا خطيا، ولكنه شذوذ يستهوي بعض الناس. الشذوذ أشكال وألوان وحروف!
مثلا موقع البيع الشهير ‪#‎eBay‬ قرّر أن يبدأ بالحرف الصغير ثمّ يثني بالحرف الكبير، او ‪#‎LinkedIn‬ الذي أحب ان يكون الحرف ما قبل الأخير كبيرا رغم أنف القاعدة الكتابية.
وهناك طبعا انماط أخرى من هذا التنويع الذي يشبه اعادة توزيع للحن في عالم الموسيقى!
للعربية ايضا قدرة على اللعب وهي غير قدرة اللاتينية مثلا يمكن كتابة ‫#‏كلمة‬ واحدة بخطين : ‫#‏الديواني‬ والنسخي، او ‫#‏النستعليق‬ والكوفي.
قد يظن البعض ان التهجين تشويه! ولكنّي أظن ان التهجين عجين ولاّد

الخطأ الشائع

الخطأ الشائع صواب قبل أوانه.

الخطأ ثروة


الخطأ ثروة غير متوقعة.
Post-it 
خطأ في طبخة الصمغ استثمرها 
Art Fry.

تفنيص


التفنيص مصدر رزق لكثير من الناس.
مهن كثيرة كانت تكسد أو يخفّ بيعها لولا وجود التفنيص. السيجار مثلاً أليس جزء من توهجّه بين شفاه " الرجال" هو " التفنيص"

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

تذكير التاء المربوطة



نعرف أنّ التاء المربوطة تخصّ المؤنثات. هذا من حيث المبدأ، ولكن واقع اللغة العربية يدحض ذلك، فعندنا من الرجال "طلحة" و" معاوية"، و"عنترة". وما أدراك ما عنترة في ميدان الفحولة الشعرية وفي ميدان القتال على السواء! وغيرهم من الأعلام المذكّرة التي ذُيّلت أسماؤها بالتاء المربوطة.

ما سبب تذييل الاسم المذكّر بالتاء المربوطة؟ أليست إهانة للرجل أن يلطّخ اسمه بهذه التاء في مجتمع يكنّ للرجولة ما لا يكنّه للأنوثة؟ قرأت اليوم سببا طريفاً أو قل وجهة نظر لا تخلو من وجاهة في تبرير وجود هذه التاء الدخيلة على أعلام الرجال.

التاء المربوطة في اسم الرجل تعبير خفيّ عن عدم حبّ البنات. نحن نعرف تاريخ "الوأد" القاتم في الجاهلية. والبعض يقول إنّ الوأد سببه الحبّ لا الخوف، فالرجل يحبّ ابنته ويخاف عليها من السبي ومن ثمّ تمريغ سمعته في رمال الصحراء، فلا يجد غير ما يقوله المثل:" دفن البنات من المكرمات"، أو ما يقوله مثل آخر:" ومن الحبّ ما قتل" أو وأد، وضحايا الحبّ ليسوا قلّة في العالم!

الإنسان يؤمن بالخرافات، ويؤمن بالعيون الآثمة التي تصيب مقتلاً بنظرات كالسهام المسمومة، وقد تعتدي العيون على الأشخاص كما تعتدي على الأسماء، ومن هنا تتحوّل " التاء المربوطة" الى درع واق من الموت. متراس لغوي يحمي الرجولة من عين تتربّص شرّاً أو غيرة.
كيف يمكن تفسير ذلك؟

يقول الباحث "شتيفان فيلد" في بحثه الطريف:" الأعلام العربيّة" من كتاب "الأساس في فقه اللغة العربية" ص82 ما يلي:" " ثمّة ميزة لافتة للنظر لأسماء الأشخاص العربية هي أنّ عدداً كبيراً من أسماء الرجال هي أسماء جنس، وهي مؤنثة نحوياً مثل: " عبدة" ( مذكر)، و" ثعلبة" ( مذكر). ومن المحتمل انّ هذا يتّصل بأنّهم أرادوا أن يخفوا الأبناء الذين يقدرونهم أكثر من البنات، إلى حدّ ما خلف اسم مؤنث."

كلمة " اخفاء" في النصّ تلفت النظر، فالأسماء ليست دائما لإظهار الشيء وانما احيانا لإخفائه، أليست هذه هي وظيفة " التنكّر" في الأسماء المستعارة؟ فالأسماء ذات ليونة يمكنها الانتقال من كونها وجهاً دالاّ الى كونها قناعاً مراوغاً. فالقناع كنز لا يفنى.

هل يمكن للمرء ان يغيّر هويته دون ان يغيّر اسمه؟

الاسم هويّة ولكن يسهل خلعها ولبس اسم آخر.

وتغيير اسم الصبي تغيير لهويته الجنسية، وحماية له من " صيبة العين" او أشياء اخر.
ويقال ان احد اسباب تسمية العرب لابنائهم باسماء تغاير طبيعتهم هو حمايتها، واذكر هنا ان احد الخلفاء ولعلّه المتوكل كان يملك جارية فائقة الجمال ويخاف عليها من سعام العين أو الحسد فقام بحماية جمالها بغلالة اسمية منفّرة، قرّر اعطائها اسم " قبيحة"، اسم يقوم بوظيفة " بادي غارد" .

وهذه المسألة ليس خاصّة بالعرب القدامى، بل هي موجودة لدى شعوب أخرى. واختم بفكرة أوردها لويس جان كالفيه في كتابه " التقاليد الشفاهية- منشورات الكلمة- دبي، ص 115"، عن اسباب اعطاء اسماء قبيحة لدى قبائل " الوولوف" في السنغال لابنائهم بحكم وجود معتقدات راسخة  تقول ان الطفل حين يولد يولد هشاً، من هنا تفتق خيال الاباء عن اسماء غريبة لخداع القدر الجبار. يتعلق الامر باسماء شائعة ولكنها تنطوي على فكرة الزوال والوجود العرضي المنذور للفناء. ويظن افراد هذه القبائل انهم باطلاق هذه الاسماء الشائعة الرائجة امثال "ليني بيغول" الذي يعني " لا احد يرغب فيه"، او "ليمودا" الذي يعني" سيموت" يضلّلون الأقدار ويغيّرون من مسارها. فثمّة أسماء، في ظنّ سكان قبيلة الوولوف السنغاليّة، لا تفتح شهية الأقدار على ممارسة الأذى.

محمد الحوت في مطعم الدنون

محمد الحوت في مطعم الدنون

ميلاد حنّا ديب في مطعم الدنّون

ميلاد حنا ديب في مطعم الدنون

الترجمة بين العربية والصينية موضوع نقاش في مؤتمر عالمي بشانغهاي بقلم الدكتور بسام بركة


12 تموز 2016
عن جريدة النهار

http://newspaper.annahar.com/article/423181-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D9%86%D8%BA%D9%87%D8%A7%D9%8A

في 4 و5 من شهر حزيران الفائت، نظمت "جامعة شانغهاي للدراسات الدولية" مؤتمراً دولياً حول "الترجمة والتبادلات الثقافية والإنسانية بين الصين والعالم العربي"ضمن سلسلة المنتديات التي تقيمها في هذه السنة الجامعات والمؤسسات الصينية الكبرى إحياءً لذكرى مرور ستين عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والدول العربية. وقد جاء تنظيمه نتيجة لتعاون هذه الجامعة مع "المنظمة العربية للترجمة" و"اتحاد المترجمين العرب"في بيروت.

انعقد المؤتمر في مدينة شانغهاي، في الجامعة المذكورة، وضم ما يزيد على 150 محاضراً من الباحثين والأكاديميين الذين ينتمون إلى الجامعات الصينية (بيجينغ، شانغهاي، نينغشيا، الخ.) كما إلى الجامعات والمعاهد العربية (لبنان، مصر، السعودية، الجزائر، الخ.). وهو يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون الصينيون للعلاقة بين الصين والدول العربية. فمَن يتابع المحاضرات العديدة التي ألقيت فيه يكتشف أنها لا تبغي تحليل مسائل الانتقال بين اللغتين وسبر أغوار التراكيب اللسانية فيهما واكتشاف البُعد الثقافي الذي يختبئ وراءهما فحسب، بل تهدف كذلك، وخصوصاً، إلى تأسيس القواعد الصحيحة للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري بين الشعبين، وذلك لأن الترجمة في الاتجاهين إنما هي السبيل الأفضل، إن لم يكن الوحيد، الذي يفتح باب "طريق الحرير" على مصراعيه.
منذ سنوات، زارالرئيس الصيني عددا من الدول العربية فأطلق مشروع إقامة طريق الحرير، أو بالأحرى إعادة إحياء هذا الطريق وفتحه في جميع الاتجاهات. فالقوافل العربية التي كانت تجوب آسيا ذهاباً وإياباً بين الصين والمناطق العربية الإسلامية، منذ قرون عديدة، كانت تمثل الرمز الأسمى للعلاقات بين شعوب آسيا وإفريقيا وأوروبا، أي كل العالم المعروف في تلك العصور.إنها رمز السلام والتثاقف والتبادل التجاري والفكري والحضاري. في أيامنا هذه، التي تكثر فيها الصراعات الدموية والتناحر العبثي، آن الأوان كي تنفتح الحضارات على بعضها ويحلّ الحوار البنّاء وتبادل القيم البشرية محل الاقتتال الدموي.
ما نكتشفه في هذا المؤتمرمن خلال تحليل حركات الترجمة بين العربية والصينية، أن الأدب والفكر الصينيين ليسا غريبين على المشهد الثقافي العربي، لكنهما حاضران بطريقة ملتوية نوعاً ما. فالأعمال المترجمة إلى العربية من التراث الصيني، قديمه وحديثه، إنما انتقلت إلى لغة الضاد عبر لغات أجنبية، مثل الإنكليزية والفرنسية. وإذا تذكرنا أن كل ترجمة لا بد من أن تكون ذاتية، وأنها بالإضافة إلى الرؤية الشخصية للمترجم الفردي تحمل وزن لغتها (الهدف) وتتأثر بأنماط ثقافتها، نستطيع القول إن العرب لا يعرفون من الحضارة الصينية الحقّة إلا الشيء القليل، أو أقلّ بكثير مما يعرفون من الحضارة الغربية. أليس صحيحاً أنه في مخيالنا العربي عندما نقول الآخر، أول ما يخطر على بالنا هو الإنسان الغربي (الأوروبي أو الأميركي)، وربما لا يخطر على بالنا سواه؟
في نهاية المؤتمر، خلص المشاركون إلى أن الترجمة الجيدة تساهم في نشر المعرفة والتفاهم المتبادل وأنها تدعم بذلك التقارب بين الشعوب، ولذلك تصبح ضرورةً ملحة للشعبين العربي والصيني من أجل التحضير لغدٍ أفضل ومستقبل زاهر. من التوصيات التي طُرحت: ضرورة الشروع في تطوير نظام جديد ومنهجي من أجل تفعيل الترجمة العامة والمتخصصة، وتدريب المواهب الشابة، وتشجيع المنتديات التي تناقش قضايا الترجمة وأساليبها. وأخيراً، أطلق المؤتمرون الدعوة إلى الطلاب والباحثين من الجانبين للعمل في سبيل "إشعال نور الترجمة الصينية العربية في المستقبل".


* * *


لكن أمام حدث كبير وعالمي مثل هذا، لا بد من التوقف وإبداء بعض الملاحظات: ما يبرز في هذا المؤتمر هو الدراساتُ الميدانية التي تُبيّن دور الترجمة - من حيث هي مفتاح المعرفة – في تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب. ولما كانت العلاقة بين العرب والصينيين تعود إلى قرون، وبما أن هذه العلاقة لم يعتورها أي صراع عسكري أو أزمات، فإن الترجمة يمكن أن تكون الوسيلة الفضلى للتعارف المتبادل وللنهوض اللغوي والتقني والحضاري. كذلك، من يتابع أعمال هذا المؤتمر يرى أن العرب لم يعملوا على تطوير العلاقة مع الصين بقدر ما عمل نظراؤهم الآسيويون. فما يدعو إلى الدهشة والإعجاب هو ما بيّنته تلك الأعمال من كثرة الباحثين الصينيين الذين يُتقنون العربية أيّما إتقان ويترجمون بينها وبين لغتهم الأم. هنا تظهر مشكلة يعود سببها على ما نعتقد إلى التقصير من جهة العرب وتقاعسهم عن الاهتمام بالتبادل الفكري والثقافي مع آسيا الجنوبية، أو على العكس من ذلك هناك واقع جديد يعود فضله إلى حماسة الجانب الآخر وبُعد رؤيته المستقبلية. تتلخص هذه المشكلة أو هذا الواقع في أن المترجمين الصينيين ينقلون النصوص – فيما ينقلون - من لغتهم هم إلى العربية. لكن، وكما هو معروف، لا يُمكن المترجم مهما كان متقدّماً وبارعاً في معرفة اللغتين،أن يترجم إلى اللغة الأخرى بالبراعة نفسها التي يترجم بها إلى اللغة التي وُلد فيها. فهم يقومون بهذا العمل الترجمي من أجل أن يسدّوا الفراغ الذي تخلى عنه الجانب العربي في هذا المجال. من هنا تأتي الضرورة الملحة إذاً لدعمٍ كبير من جهة العرب، دعم رسمي وغير رسمي، من أجل تأسيس صندوق عربي في سبيل تعزيز الترجمة المتبادلة مع الصين (كما اقترحت انعام بيوض في مداخلتها في الجلسة الافتتاحية)، ويكون من أهم أهداف هذا الصندوق المساعدة في تكوين جيل جديد من المترجمين العرب الذين يتقنون اللغة الصينية ويبرعون في نقل الروائع من حضارتها إلى لغة الضاد. وهذا يحتاج إلى الاهتمام الفعلي من المسؤولين والأكاديميين من أجل وضع برنامج مستقبلي وتنفيذه،كما يحتاج إلى وضع برنامج واعد يشجع الطلاب على التخصص في العلوم الإنسانية والعلوم البحتة في الجامعات الصينية والتدرب على نقلها إلى لغتهم الأم.
هذا في الواقع ما اكتشفته المملكة العربية السعودية. فمنذ سنوات، وقعت اتفاقات عدة مع الجهات الصينية من أجل تبادل الخبرات، والطلاب، والأساتذة. ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه السنة أرسلت المملكة ما يزيد على 1200 طالب إلى الصين ليدرسوا العلوم على اختلافها. وقد تخرج منهم ما يضاهي 400 طالب، كان بعضهم من حملة شهادة الدكتوراه. وهم الآن مترجمون أو كتّاب أو عاملون في المجالات الاقتصادية أو التجارية أو الديبلوماسية. واستقبلت السعودية في جامعاتها ما يزيد على 300 طالب صيني، وهم يدرسون الطب، أو الهندسة، أو الآداب، أو اللغة العربية، أو الشريعة الإسلامية.
إذا أضفنا هذه الجهود إلى اهتمام بعض الجامعات العربية الأخرى بتعليم اللغة الصينية وإيفاد طلابها إلى جامعات بيجينغ وشانغهاي للتخصص فيها، كما يحصل مثلاً في مصر ولبنان، فإننا نرى أن ذلك أمر محمود لكنه لا يكفي بتاتاً لأنه لا يفي حق دولة عظمى مثل الصين من جهة، ولا يعادل من جهة أخرى الجهود الكبيرة التي تُبذل من الجانب الآخر من أجل ترجمة تراثنا القديم وثقافتنا الحاضرة وفكرنا المعاصر على السواء.

تبّرع بالأعضاء

كان شابّ لا يحبّ أن تذهب جثّته هدراً!  فرغب في التبرّع بعينيه في حال فاجأه الموت، كان يحبّ لعينيه أن لا تفارقا الحياة بعد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهكذا يظلّ يرى ما يجري بعد رحيله! الفكرة سورياليّة، ولكن التكنولوجيا تضحك على ذقن السورياليّة، أو قل إنّ التكنولوجيا تستجيب لرغبات السوريالية. شاءت الأقدار أن يرحل الشاب في حادث مروّع، والأقدار قادرة ( القدر والقدرة من جذر واحد!) على إدارة الأزمات وعلى خلق الأزمات. تمّ العمل بوصيّة الشاب فعادت عيناه إلى الحياة وتابعتا تأملاتهما. عاد النور بعد الانطفاء الى عينيه ولكن في محجرين آخرين. قرّر الأعمى بعد ان استعاد النظر بفضل شهامة الميت أن يشكر عائلة الراحل. لم تستطع والدة الراحل تحمّل المشهد. لم تستطع أمّ الراحل ان ترى عيني ولدها في محجرين آخرين وهما تنظران اليها نظرة مريبة، غريبة، لا يمكن تفسيرها.  فضلت أن تتوارى أنظار ولدها عن الأنظار على ان تراها تحدّق بها ولم تبق من ولدها إلاّ هاتان العينان! لم تعرف كيف تتعامل مع عينَي ولدها، أربكتها الفكرة، وفار الحزن، ورفضت لقاء شخص غريب ينظر إليها بعيني ابنها الراحل.
 الثكل المنقوص ثكل مربك!

أذكر، هنا، الإهداء الذي وضعه طه حسين في صدر سيرته الذاتية " الأيام" ، وهو عبارة عن عدّة كلمات:" إلى المرأة التي نظرت بعينيها" ويقصد زوجته. كانت العبارة مجازاً ، ولكن الزمن كفيل بتحويل مجازات كثيرة إلى حقائق تلامس الخيال! 

الاثنين، 11 يوليو 2016

تقرير عن رسالة ماستر أعدتها الطالبة ندى ابراهيم المقدح حول" رمزية القناع في شعر محمود درويش"

 القناع كنز لا يفنى

عنوان الاطروحة مغر، فهناك " الرمز"، والرموز كنوز، والحضارات رموز، واللغات رموز. وللإنسان تلك القدرة السحريّة التي امتلكها الملك ميداس وهي تحويل كلّ  ما يلمسه إلى ذهب، ولكن هذه القدة السحرية تكمن في تحويل كل  ما يلمسه الى رمز، رمز شخصي أو جماعيّ. والرموز تشبه قبّعة ساحر ماهر، من حيث انها حمّالة أوجه. الرموز عكازات ونظّارات وامتدادات للحواس من حيث قدرتها على اختزان ما تعجز الكلمات نفسها عن حمله.
وهناك القناع، والقناع -كما أحبّ أن أقول عنه من وحي قول مأثور- كنز لا يفنى. وأنا اعرف تماماً دور الأقنعة في حياة الناس والحضارات، وتحديدا لدى الاغريق وقبائل افريقيا  ومسرح بكين الشهير. حيث يدخل في ميدان التمثيل كما يدخل في ميدان العبادة. ولا اظنّ انه يمكن فصل القناع عن العبادات لدى كثير من الشعوب.
وهل المايك_أب غير شكل من اشكال الأقنعة؟
وفي الأخير ما يغري بقراءة الرسالة هو الشاعر نفسه، شاعر فلسطين الأجمل، محمود درويش الذي تنقل بين الاقنعة بقدر ما تنقل بين البلدان. فمن لا وكن له، ليس له من وطن الا خيمة او التجوال كالبدو الرحّل.
بداية، كنت قد اشرت في ملاحظاتي الأولى على الرسالة انها رسالة قابلة للنقاش، واعطيت موافقتي على المناقشة بعد ضرورة الاهتمام بأحوال الهمزة وتصحيح عللها، ومعرفة متى تكون همزة وصل ومتى تكون همزة قطع، ولا يمكنني هنا لوم الطابع ولا لوم لوحة المفاتيح، وانما ألوم الطالبة العزيزة، واعتبر عدم الاهتمام بأوضاع الهمزة ضربا من الاستهتار العلمي، وخصوصاً ان الرسالة رسالة في الأدب، ورسالة في رمزيّة القناع، فما هي رمزيّة اهمال أحوال الهمزة؟ اعتبر الخطأ في كتابتها أشبه بآثار الجدري في وجه جميل، وهي آثار تقضم من جمال الرسالة.
ونقطة أخرى ايضا لا يمكنني ان اعتبرها خطأ عابرا، وهو الخطأ في كتابة المفردات الأعجمية، وكنت قد قلت أيضا، في رسالتي للعميد ما يلي: " ولكن أجد أنّ الرسالة تحتاج الى إعادة طباعة لتعديل مسألتين، وهما همزة القطع والأسماء الأجنبية، فالحدود بين همزة الفصل وهمزة الوصل مخترقة، والأسماء الأجنبية لا تخلو من أخطاء تخلخل الدلالة والمعلومة كاسم فرويد الوارد في هذا الشكل Frued على سبيل المثال" .
وكنت قد تكلمت حول هذه النقطة في حديث هاتفي مع الزميل العزيز الدكتور سالم، ولكن لأسباب لا أعلمها، لم تقم الطالبة بالمفترض وهو تصحيح الكلمات الأجنبية، وهو أمر لا يحتاج الى كثير وقت، فنجد مثلا في ذيل الصفحة الخامسة والستين العبارة التالية :" ErwinPnafsky: l'ouerre d'artet sessignification"،  ونجد كلمة Semat  ، ولا أعرف ان كانت هذه العبارات تنتمي الى لغة من لغات العالمين لم اسمع بها، وفي باب المصادر والمراجع في الصفحة 117  نجد ان كلمة l'ouerre أخذت شكلا آخر وهو l'ouerred . وفي هامش الصفحة السادسة والستين  كلمة " interportation"  وهي عبارة اعلن بكل تواضع اني لا اعرف معناها، وان كنت تنبأت بمعناها تنبؤا، وليس المطلوب مني ، ومن القارىء، في سياق مناقشة اكاديمية  التنبؤ بدلالة الكلمة.
وفي السطر الأخير من الصفحة الثالثة والسبعين كلمة "paratre" وهي كلمة فيما اظن تنتمي الى معجم كريماس السيميائيّ. ولا انكر ان الطالبة قد قامت بتصحيح كلمات اجنبية كثيرة، كاسم عالم النفس فرويد على سبيل المثال.
وعودة الى باب المراجع والمصادر تحت عنوان " المراجع الاجنبية" وهما مرجعان لا غير، وتكاد لا تجد كلمة واحدة سليمة في هذين المرجعين.
الطالبة تدرس رمزية القناع في شعر محمود درويش، ورمزيته، وللشاعر قصيدة نالت شهرة مستطيرة بعد ان غنتها ماجدة الروميّ  وفيها اشارة واضحة وغير مقنّعة هذه المرة عن الفناع،  كنت احبّذ لو تطرقت الطالبة اليها او الى بعض دلالاتها فيما يخدم رسالتها، ويمدّها بدلالات تصب في خدمة رسالتها، وهي قصيدة "مديح الظل العالي" حيث تكثر كلمة القناع بشكل شديد البروز.
سقط القناع عن القناع
عن القناع سقط القناع"
وهل القناع في شعر محمود درويش غير توكيد عن سقوط الأقنعة.
تقوم الطالبة في غير مكان من رسالتها الى الاعتماد في الاستشهاد بالقصائد او بمقاطع منها على ما يرد في صفحات الانترنت، وعلمتني تجربتي مع الانترنت ان لا اثق بالكلمات على صفحاته كثيرا، فحتى المواقع الجديرة بالاعتبار كالورّاق مثلا لا تخلو من اخطاء مطبعية، وكنت افضل لو ان الطالبة اعتمدت على الدواوين الورقية او الدواوين في الانترنت المنسوخو بصيغة pdf  تفاديا للأخطأء  لأنها تكون صورة طبق الأصل عن المطبوع. وما اقوله هو ابن تجربة شخصية في القراءة على الانترنت حيث اني غالبا ما اكتشف اخطاء مطبعية كثيرة مما يجعل الشكّ يحوم حول المقاطع المنقولة عن الانترنت . ففي الصفحة السادسة عشرة تقول الطالبة في الهامش الرقم واحد، بعد ان استشهدت بمقطع " للنيل عادات..." انه أخذ عن موقع الانترنت الفلاني، وتذكر اسم الموقع، ألم يكن من الافضل العودة الى الديوان الواردة فيه القصيدة، وذكر الصفحة والطبعة، كما فعلت في الصفحة التي تليها حين اقتبست مقطعا من قصيدة اوديب وذكرت الديوان الواردة فيه القصيدة "هي اغنية هي اغنية" مع تحديد الصفحة. لا ادري السبب الذي منع الطالبة من الاعتماد على الديوان مباشرة؟ هل هو عدم توفر الديوان، والمعروف ان محمود درويش شاعر محظوظ بين الشعراء من حيث توفر نسخ دواوينه لولع الناس بقراءتها.
في الفصل الأوّل من رسالتها ذي العنوان : التعبير بالقناع عند محمود درويش : المستوى والدلالة"، تسرد قصيدة " رحلة المتنبي الى مصر"، ولكنها لا في بدء الشاهد ولا في منتهاه، في الهامش لا اسم الديوان الذي اخذت منه القصيدة، ولا الصفحات التي وردت فيها القصضيدة في الديوان المعنيّ. وكذلك الأمر حيت ذكرت نص قصيدة " انا يوسف يا ابي" ( ص 41) لم تذكر لنا الكاتبة من اي ديوان اخذت القصيدة، وان كانت الطالبة  فيما بعد ذكرت في التحليل ( ص 43)ان القصيدة موجودة  في (الصفحة 77) من ديوان :" ورد أقلّ". وحين ذكرت قصيدة أوديب ( 50-51-52) ايضا لم تذكر لنا الباحثة عن اي ديوان اخذت القصيدة ولا عدد الصفحات التي انتشرت او احتلتها في صفحات الديوان/ الذي نعرف فيما بعد انه من ديوان" هي اغنية، هي اغنية". كان يمكن للباحثة مثلا ان تضع في مقدمتها حيت تذكر اسماء القصائد التي تريد تناولها بالتحليل والدرس ان تذكر في الهامش عماوين الدواوين. كما كنت احب ان اعرف التسلسل التاريخي لكتابة القصائد، فنحن من خلال البحث لم نعرف ما اذا كانت اوديب هي القصيدة الاولة التي كتبها الشاعر ام اذا ما كانت قصيدة المتنبي هي الاولى.
ثمة تناقض ملحوظ ورد في فقرتين من المقدمة التي وضعتها الطالبة بين الكثرة والندرة حول موضوع البحث، فهي تبرر في الفقرة تجت العنوان" سبب اختيار الموضوع" بالقول:" وجدت ان هذا الموضوع ندر تناوله في دراسات تكرس المعالجة نفسها" (ص 4)، ثم تقول في " باب نقد المصادر والمراجع" " هناك الكثير من الدراسات والابحاث والمقالات والدوريات التي تناولت موضوع القناع" وتتابع" وقد نال هذا الموضوع من الدارسين والباحثين الاهتمام الكبير حتى اصبح ميدانا فسيحا من ميادينهم الادبية" الى ان تقول:" الا ان هذه الدراسات قليلة" ( ص5).
خلال قراءتي للرسالة كنت أتسكع في شوارع الانترنت  لأعمّق معرفتي وقراءتي في الوقت نفسه عن رمزية القناع فوجدت بحثا يصبّ في صالح الطالبة، وهو" قصيدة القناع: قراءة في قصيدة "رحلة المتنبي إلى مصر" لمحمود درويش" للدكتور  ناصر يعقوب وقد نشره في  مجلة جامعة دمشقالمجلد24- العدد الثالث+الرابع 2008 وهو بحث من خمس وخمسين صفحة. اي انه بحث كان سيكون رافدا قويا للطالبة تظهر مواطن الاتفاق ومواطن الخلاف  بينها وبين كاتب البحث. ولم يكن العثور عليه شديد الصعوبة، فهو موجود بصيغة pdf، وما لفت نظري أنّه بحث لا يتوارى وراء الصفحات الكثيرة التي يتضمنها غوغل. فلقد وضعت عبارة "تحليل قصيدة رحلة المتنبي الى مصر" وّإذ بالبحث يطلّ عليّ في السطر الأوّل.
وبدأ الدكتور ناصر يعقوب بحثه بملخّص جاء فيه:
"يعالج البحث تقنية القناع في قصيدة "رحلة المتنبي إلى مصر" لمحمود درويش، إذ تُعد القصيدة الأولى التي يستخدم فيها الشاعر تقنية القناع. ويتناول البحث توظيف القناع ضمن أربعة محاور: المونولوج الدرامي، والوجه والقناع، وزحرحة القناع، والعنصر الدرامي والعنصـر القصصـي. وعلاقـة هـذه المحاور بحركة القصيدة وأبعادها الدلالية، ومدى نجاح الشاعر في توظيفها".
وتعمدت نقل الملخص بحذافيره لمنح الطالبة القدرة على الاستفادة من البحث، وكنت اتمنى من كل قلبي لو ان الطالبة اطلعت على هذا البحث وادرجته في باب نقد المصادر والمراجع على غرار ما فعلت مع كتاب عبد الرحمن بسيسو" قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر"، وكتاب " حياتي في الشعر" وهو سيرة ذاتية للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذي استخدم القناع بشكل كثيف كما تبدى في مسرحيته الشعرية ماساة الحلاج مثلا. وهنا اشير الى ايجابية البحث في كتاب بسيسو وعبد الصبور بسبب كونهما شاعرين اشتغلا تنظيرا وتطبيقا في مسألة " القناع" واستثمارهما في ابداعهما الفنّي. وألفت أخيرا الى ان المتنبي استخدم كقناع عند شعراء كثيرين في هذا هذا العصر، واشير الى عمل ادونيس  " الكتاب" الذي اعتبره نصا منسوبا للمتني، وهل الانتحال غير ضرب من ضروب الاقنعة على غرار ما فعل الجاحظ في بدء حياته الادبية والكتابية مثلا؟
هناك جمل متعدد كان يمكن للطالبة  ان تتمهل في صياغتها، اذ بدا فيها بعض الترهل، وسأكتفي بذكر واحدة من هذه الجمل، ولا ادّعي هنا ان رأيي هو صواب، فالجمل كما المأكل والملبس أذواق الة حد ما، أو اسلوب كالعبارة التالية:" يتبدى القناع ليس بأنه فقط حالة من تقمص شخصية ما"(ص17)
وتقع الطالبة احيانا في ارتكاب ما يتجنبه الباحثون عادة، وهو الجزم، والتعميم. ورد في ص 64  في تمهيد الفصل الثاني العبارة التالية:" فمحمود درويش هو أول من استخدم رمز الأرض/ وانتج معجما شعريا خاصا بها في قصائده" . فهل هو الأوّل حقيقة؟ وكيف نعرف من هو الأوّل؟ وماذا نقول عن شعراء  من فلسطين سابقين له؟  ففلسطين ليست اول أرض يخسرها العرب، وقد لا تكون الأخيرة، فالكر والفرّ في الجغرافيا لا يمكن حسمه. ماذا نقول عن شعراء الأندلس ورثاء المدن مثلا؟ تراث العرب مع الخسائر، للأسف، ليس ابن اليوم!
وأحيانا تضع الطالبة في حيّز الامكان ما هو في حيّز الواقع، حيت تتكلم على المستوى الايقاعي في قصيدة اوديب فتقول :" يمكن حسبان هذه القصيدة من الشعر الحديث" ( ص 60)، فهل هناك امكان ان لا نحسبها من الشعر الحديث؟ هل يمكن أن نحسبها من الشعر العموديّ مثلا.
اعرف ان التعامل مع الكلمات يتطلب الحذر الشديد وخصوصا في الكتايبة الاكاديمية.
وهناك عبارات عامة لا اجدها شديدة اللصوق بالتحليل من قبيل ما قالته الطالبة عن المحسنات اللفظية:" فتقول:" اما المحسنات اللفظية فقد ادت دورا مهما في عمية الترميز والتشخيص واضفاء نوع من الرونق والجيوية والجمال"( ص 58) . الا يمكن ان تدرج هذه العبارة في اي نص يتكلم عن خاصية المحسنات اللفظية او البديعية؟
ان الموضوع الذي تناولته الطالبة موضوع شيّق،
وثمة اخطاء مطبعيه تغدر بالعين من قبيل كلمة" تسجيد"( 84) بدلا من تجسيد، او كلمو " تمدد " أو تحدد" ( 79) ( السطر الثاني")،
ص 90 الترادف لم توضع له علاموة على غرار التكرار ج2
جـ-4- ، طيب وجيم 2 مثلا؟ ص 95
،