الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

وصل الحرير الصينيّ إلى #مصر في القرن العاشر قبل الميلاد.

وصل الحرير الصينيّ إلى #مصر في القرن العاشر قبل الميلاد.
وجود الحرير في ذلك الزمن يعني وجود علاقة ما بين الصين ومصر الفراعنة.

#سندباد بين #الأوديسة والإلياذة.

لا أعرف ان كان هناك، في العربية، دراسة تربط بين #سندباد وبين #الأوديسة والإلياذة.
ويبدو ان فرانسوا برنارد هوغ #François_Bernard_huyghe وجد علاقة ما. ولا أشكّ في أن دراسة تجليات #الإلياذة او الأوديسة في حكايات #السندباد البحري ستكون شيقة.

الكلمات لها قدرة على توليد أشياء خرافية

الكلمات لها قدرة على توليد أشياء خرافية.  وما أكثر الكائنات اللفظيّة!

العرب لم يترجموا الأوديسا والإلياذة


ان العرب لم يترجموا الأوديسا والإلياذة ولكن يقال ان حكاياتهما اندست فيما بعد في قصص العرب، بل كانت موجودة في الأراضي التي فتحها الإسكندر . اذ ان الاسكندر حمل معه هذه الأساطير في فتوحاته وصارت جزءا من حكايات الناس وحين جاء دور العرب في الفتوحات انتقلت اليهم هذه الاساطير الى القصص العربي. وهكذا استطاعت بعض فصول الحكايات في الأوديسة والإلياذة ان تسلك طريقا التفافية الى متن الثقافة العربية.
الف ليلة وليلة مثلا هي مزيج حضاري بامتياز!

الإنسان حيوان ناطق و #مترجم.


أضفت كلمة " مترجم" على التعريف القديم للفت النظر إلى نقطة تغيب عن البال.
هل النطق غير ترجمة؟
أليس النطق هو " #ترجمة" ما يجول في الأذهان من صور ذهنية للأشياء وللأصوات؟
أنت تترجم حتّى ولو كنت لا تتكلّم الا لغة واحدة.
#الترجمة قدر بشريّ.

العلامة علامتان: علامة حضوريّة، وعلامة عدميّة.

العلامة علامتان: علامة حضوريّة، وعلامة عدميّة.
يغيب عن بالنا أحياناً وجود العلامة العدمية لأنّها بكلّ بساطة غير موجودة، ومن هنا تسميتها بالعدمية.
ولكن أليس العدم علامة؟
أليس الغياب علامة كالحضور؟
الحركة مثلا في اللغة العربية علامة حضورية، ولكن السكون علامة عدميّة.
هي علامة على الحرف لتقول ان الحركة فوق هذا الحرف او ذك معدومة ، لا وجود لها.
يكون الغائب أحيانا هو الأبرز بين الحاضرين!

#الحكم_والأمثال_الشعبية باللغة الصينية


-
أكبر تجميعه بالحكم والأمثال الشعبية اللي نزلوا من قبل ومضاف عليهم جديد للزملاء اللي طلبوهم من صفحتنا وبالتوفيق للجميع ❤️😊 #منشن_لاصحابك
-
心有余而力不足
Xīn yǒuyú ér lì bùzú
العين بصيره والايد قصيره
-
-
白手起家
Bái shǒu qǐ jiā
كون حياته من الصفر
-
-
一寸光阴一寸金
Yīcùn guāngyīn yīcùn jīn
الوقت من ذهب
-
-
预防胜于治疗
Yùfáng shèng yú zhìliáo
الوقايه خير من العلاج
-
-
人们象梳子的齿一样平等
Rénmen xiàng shūzi de chǐ yīyàng píngděng
الناس سواسيه كاسنان المشط
-
-
患难事识朋友
Huànnàn shì shí péngyǒu
الصديق عند الشده
-
-
出门先结伴
Chūmén xiān jiébàn
الرفيق قبل الطريق
-
-
树上十鸟不如手中一只
Shù shàng shí niǎo bùrú shǒuzhōng yī zhǐ
عصفور في اليد ولا عشره علي الشجره
-
-
-
-
笑一笑十年少
Xiào yīxiào shí niánshào
الضحك بطول العمر
-
-
过这个站,没有那个店
Guò zhège zhàn, méiyǒu nàgè diàn
الي راح ما بيرجعش
-
-
弱肉强食
Ruò ròu qiáng shí
قانون الغاب القوي ياكل الضعيف
-
-
酒醉吐真言
Jiǔ zuì tǔ zhēnyán
الخمر مفتاح عقدة اللسان
-
-
白日梦 ,异想天开
Bái rì mèng, yìxiǎngtiānkāi
الحلم في اليقظة
-
-
有钱能使鬼推磨
Yǒu qián néng shǐ guǐ tuī mó
الفلوس بتلين الحجر
-
-
日间不做亏心事,夜半不怕鬼敲门
Rì jiān bù zuò kuīxīn shì, yèbàn bùpà guǐ qiāo mén
اذا لم تكن شيطان في النهار لن يوسوس لك الشيطان بالليل
-
-
宜速则不达
Yí sù zé bù dá
في التأني السلامه والعجله الندامه
-
-
-
-
火上加油 - 火上浇油
Huǒshàngjiāyóu - huǒ shàng jiāo yóu
يضع الجاز علي النار
-
-
顺其自然
Shùn qí zìrán
دع الطبيعة تأخذ مجراها
-
-
得寸进尺
Dé cùn jìn chǐ
غير راضي بالمكاسب الصغيرة
-
-
门当户对
Mén dāng hù duì
متوافقين في الحالة الاجتماعية و الإقتصادية
-
-
老乡见老乡,两眼泪汪汪
Lǎoxiāng jiàn lǎoxiāng, liǎng yǎnlèi wāngwāng
لما البلديات بيتقابلو العيون بتدمع
-
-
智者千虑,必有一失
Zhìzhě qiān lǜ, bì yǒuyī shī
حتي الحكماء غير معصومين من الخطأ
-
-
面目全非
Miàn mù quán fēi
مفيش حاجة بتفضل علي حالها
-
-
骑驴找驴
Qí lǘ zhǎo lǘ
راكب الحمار و بيدور علية (يبحث عن أشياء يمتلكها
-
-
礼多人不怪
Lǐ duō rén bù guài
محدش هيلومك علي أدبك و احترامك
-
-
旧的不去,新的不来
Jiù de bù qù, xīn de bù lái
إن لم يذهب القديم، الجديد لن يأتي
-
-
好景不长
Hǎojǐng bù cháng
الأشياء الجيدة لا تدوم للأبد
-
-
斤斤计较
jīn jīn jì jiào
بالغ في تقدير الأشياء التافهه
-
乐极生悲
lè jí shēng bēi
سرور عقبه حزن داهم ...لكل شىء إذا ما تم نقصان
-
恋恋不舍
liàn liàn bù shě
عز عليه الفراق ... صعب عليه الفراق
-
乱七八糟
luàn qī bā zāo
مقلوب على عقب ... اضطراب
-
念念不忘
niàn niàn bú wàng
لاينسى أبدا
-
迫不及待
pò bù jí dài
على عجل ..بفارغ الصبر
-
巧取豪夺
qiǎo qǔ háo duó
اغتصاب بالقوة والخداع .. نهب بالقوة والحيل
-
情不自禁
qíng bù zì jīn
متمالك عن كذا ... متماسك
-
情人眼里出西施
qíng rén yǎn lǐ chū xī shī
القرد في عين امه غزال
-
秋风扫落叶
qiū fēng sǎo luò yè
رياح الخريف تجرف الأوراق الميتة ( قوة لا تقاوم ولا تقهر)
-
求全责备
qiú quán zé bèi
مفرط فى النقد طلبا للكمال
-
曲高和寡
qǔ gāo hè guǎ
الأغانى الرفيعة ترددها قلة من الناس .. شىء ما رفيع جدا بالنسبة للعامة
-
如鱼得水
rú yú dé shuǐ
كالسمك فى الماء .. شعور المرء فى بيئته الطبيعية
-
十全十美
shí quán shí měi
كامل لا عيب فيه ... أشياء كاملة الصفات
-
手忙脚乱
shǒu máng jiǎo luàn
حيرة وارتباك .... فى حيرة وارتباك
-
水深火热
shuǐ shēn huǒ rè
ماء عميق ونار متأججة ..* معاناة قاسية
-
素不相识
sù bù xiāng shí
يبدو انهم غرباء فلايعرفون بعضهم بعضا
-
提心吊胆
tí xīn diào dǎn
بلغت روحه الحلقوم ... مضطرب البال لا يشعر بالطمأنينة
-
天翻地覆
iān fān dì fù
انقلبت السماء والأرض .. قامت الدنيا وقعدت
-
天罗地网
tiān luó dì wǎng
شباك فوق وفخاخ تحت ..اجراءات تجعل نجاة المجرم أمرا مستحيلا
-
小题大做 - 安家先择邻
Xiǎo tí dà zuò – ān jiā xiān zé lín
الجار قبل الدار
-
百闻不如一见
Bǎi wén bù rú yī jiàn
رب صورة أغنى من ألف كلمة
-
半斤八两
Bàn jīn bā liǎng
وجهان لعملة واحدة
-
病从口入
Bìng cóng kǒu rù
الفم باب المرض
-
不合时宜
Bù hé shí yí
منافي للتيار – لا يماشي الزمن
-
不打不相识
Bù dǎ bù xiāng shí
لا مجابة – لا تفاهم –التفاهم وليد المجابهة
-
不偏不倚
Bù piān bù yǐ
لا يميل ولا ينحاز
-
不怕慢,就怕站
Bùpà màn, jiù pà zhàn
قليل دائم خير من كثير منقطع
-
不务虚名
Bù wù xū míng
لا سعي وراء الجاه الزائف
-
好心不得好报
Hǎo xīn bù dé hǎo bào
خيرا تعمل شرا تلقى
-
-
--------------
百闻不如一见
bǎi wén bù rú yí jiàn*
نظرة واحدة تغنى عن سماع ألف مرة .. ان رؤية واحدة أفضل من ألف كلمة
--------------
班门弄斧
bān mén nòng fǔ*
أظهر مهارته فى استخدام الفأس امام بيت لوبان .. مثل يضرب لمن يتباهى بمهارته امام خبير
--------------
表里不一
biǎo lǐ bù yī
المظهر لايطابق الجوهر
--------------
不可思议
bù kě sī yì*
أمر لا يتصور.. لا يتخيل...غير معقول
--------------
不劳动者不得食
bù láo dòng zhě bù dé shí
من لا يعمل لا يأكل
--------------
不劳而获
bù láo ér huò
يحصد دون ان يزرع ...يكسب بلا تعب
不伦不类
bù lún bú lèi
ليس فى العير ولا فى النفير ...لا هو طير فيطير ولا سمك فيسبح
--------------
不三不四
bù sān bú sì
ليس فى العير ولا فى النفير ...لا هو طير فيطير ولا سمك فيسبح
--------------
不学无术
bù xué wú shù
جاهل .لايتعلم ولايعرف شيئا
不由自主
bù yóu zì zhǔ
دون وعى ..... ما تمالك عن
--------------
不约而同
bù yuē ér tóng
توافق دون مشاورة سابقة
--------------
步步为营
bù bù wéi yíng
حصون تبنى كلما تقدم الجيش الى الامام (يتقدم الى الامام على حذر)
--------------
车水马龙
chē shuǐ mǎ lóng
سيل لانهاية له من العربات والخيول .. كثافة مرور.. ضغط فى حركة المرور
--------------
成千上万
chéng qiān shàng wàn
عشرات الآلاف ... ألوف مؤلفة
--------------
打草惊蛇
dǎ cǎo jīng shé
حرك العشب فأفزع الافعى .. تصرف بتهور فنبه العدو
--------------
大材小用
dà cái xiǎo yòng
استخدام خشبة كبيرة من أجل غرض بسيط ..
استخدام اشخاصا عباقرة فى أمور تافهة . ضيع عبقريته وموهبته فى عمل ضئيل
--------------
罚不当罪
fá bù dāng zuì
عدم تناسب العقوبه مع الجريمة
--------------
翻来覆去
fān lái fù qù
قلب في الفراش
--------------
反败为胜
fǎn bài wéi shèng
قلب الهزيمه الى نصر
--------------
反守为攻
fǎn shǒu wéi gōng
تحويل الدفاع الى هجوم
--------------
奋不顾身
fèn bú gù shēn
غير مبال بحياته
--------------
归心似箭
guī xīn sì jiàn
تمنى ان يعود الى وطنه أو بيته كالسهم الطائر
--------------
海枯石烂
hǎi kū shí làn
حتى تجف البحار وتبلى الصخور (للتعبير عن تصميم ابدى أو عن وفاء لايتبدل ويستخدم غالبا فى القسم أو العهد)
--------------
好高务远
hǎo gāo wù yuǎn
تطلع الى مافوق قدرته
--------------
好逸恶劳
hào yì wù láo
يحب الراحة ويكره العمل
--------------
恍然大悟
huǎng rán dà wù
فهم فجأة... أدرك فجأة
--------------
兼听则明偏信则暗
jiān tīng zé míng piān xìn zé àn
استمع الى الطرفين تبد لك الحقيقة اما الأستماع الى واحد فستبقى مخفية
--------------
见义勇为
jiàn yìyǒng wéi
لا تردد امام الواجب
--------------
见异思迁
jiàn yì yǒng wéi
لا يستقر على رأى
--------------
将计就计
jiāng jì jiù jì
رد كيده الى نحره
-
-
-
有朋自远方,不亦乐乎
Yǒupéng zì yuǎnfāng, bù yì lè hū
اكرم ضيفك وقدم له مصادر السعاده
-
-
温故知新
Wēngùzhīxīn
استذكار الماضي يساعد في ادراك الحاضر
-
-
一所不欲,忽施于人
Yī suǒ bù yù, hū shī yú rén
ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك
-
-
-
-
-
将欲取之 必先予之
Jiāng yù qǔ zhī bì xiān yǔ zhī
قبل ما تتعلم تاخد لازم تدي
-
-
亡羊补牢 为时不晚
Wángyángbǔláo wéi shí bù wǎn
احمي قطيع الغنم قبل ما الذئب ياكله
-
-
少壮不努力老大徒伤悲
Shàozhuàng bù nǔlì lǎodà tú shāng bēi
ان لم تجتهد فى الصغر ستندم عند الكبر
-
-
天作孽犹可恕自作孽不可活
Tiān zuòniè yóu kě shù zì zuòniè bùkě huó
مفيش حد هيهرب من نتيجة افعاله
-
-
幸灾乐祸
Xìngzāilèhuò
يستمتع بمصائب الاخرين
-
-
适可而止
Shìkě'érzhǐ
اللي يزيد عن حده يتقلب ضده
-
-
----------------
营蝇苟狗
Yíng yíng gǒu gǒu
يسعى سعى الذباب ويعيش عيشه الكلاب
----------------
功夫不负有心人
Gōngfū bù fù yǒuxīnrén
العمل الشاق يؤتي ثماره
----------------
不打不成交
Bù dǎ bùchéng jiāo
ما محبة اﻻ بعد عداوة
----------------
惊弓之鸟
Jīnggōngzhīniǎo
الي يتلسع من الشوربه ينفخ غي الزبادي
----------------
一五一十
Yīwǔyīshí
من الألف للياء ( من طقطق للسلام عليكم)
----------------
一物降一物
Yī wù xiáng yī wù
القوي في الاقوي منه
----------------
一言既出,驷马难追
Yī yán jìchū, sìmǎ nán zhuī
الكلمه كالسهم ,اذا خرجت لا يمكن استرجاعها
----------------
不了了之
Bù liǎo liǎo zhī
موضوع طواه الزمن
----------------
能者多劳
Néng zhě duō láo
علي قدر اهل العزم تأتي العزائم
----------------
闭塞眼睛捉麻雀
Bìsè yǎnjīng zhuō máquè
اعمي وعاوز يصطاد عصافير
----------------
当一天和尚撞一天钟
Dāng yītiān héshàng zhuàng yītiān zhōng
ما دمت راهب عليا ان ادق الناقوس
----------------
好景不长
Hǎojǐng bù cháng
الايام او الاوقات الحلوه لا تدوم
----------------
捷足先登
Jiézúxiāndēng
القدم السريعه تصل في الطليعه
----------------
知人知面不知心
Zhīrén zhī miàn bùzhī xīn
سيماء الوجه لا تغني عن اعماق القلب
----------------
大处着眼,小处着手
Dà chù zhuóyǎn, xiǎo chù zhuóshǒu
ضع هدفك الكبير نصب اعينك ,وابدا بتحقيق الاهداف الصغيره
----------------
一回生,二回熟
Yī huíshēng, èr huí shú
كان عسيرا فسار يسيرا
----------------
一波未平,一波又走
Yī bō wèi píng, yī bō yòu zǒu
كل ما اطلع من حفره اقع في غيرها
----------------
一清二楚
Yī qīng'èr chǔ
واضح زي الشمس
----------------
一举两得
Yījǔliǎngdé
يصطاد عصفورين بحجر
----------------
一唱百合
Yī chàng bǎihé
واحد يغني وميه يردو عليه
----------------
一看二帮
Yī kàn èr bāng
عين تراقب وايد تساعد
----------------
忠言逆耳
Zhōngyánnì'ěr
النصيحه فضيحه( بتبقي صعبه)
----------------
好事多磨
Hǎoshìduōmó
الطريق للسعاده او النجاح ملبد بالاشواك
----------------
别在这儿放马后炮
Bié zài zhè'er fàng mǎhòupào
لا تبكي علي اللبن المسكوب
----------------
江山易改,本性难移
Jiāngshān yì gǎi, běnxìng nán yí
من السهل انك تغير صخور الجبال لكن صعب تغير طباع انسان)
----------------
一不做,二不休
Yī bù zuò, èr bùxiū
انا الغريق فما خوفي من البلل
----------------
路不拾遗夜不闭户
Lùbùshíyí yèbùbìhù
لايؤخذ ما وقع في الطرقات ولا يغلق فيه النوافذة بالليل (كناية عن الأمن والأمان في بلد ما )
----------------
人财两空
Rén cái liǎng kōng
موت وخراب ديار
----------------
鸡飞蛋打
Jīfēidàndǎ
طارت الفرخة وانكسرت البيضة ، خسر كل شئ
----------------
刮骨疗毒
Guā gǔ liáo dú
شق العظم ليعالج السم = معالجة المشاكل بطرق مؤلمة
----------------
偷鸡不成反蚀了一把米
Tōu jī bùchéng fǎn shíle yī bǎ mǐ
لم ينجح في سرقة الدجاجة بعد إن فقد الكثير من الإرز(الذي كان يستدرج به الدجاجة
----------------
赔了夫人又折兵
Péile fūrén yòu zhé bīng
إنقلب تخطيطه بنتائج عكسية عليه
----------------
同甘共苦
Tónggāngòngkǔ
على الحلوة والمرة
----------------
塞翁失马
Sàiwēngshīmǎ
ساى وينج يفقد حصانه " كنايه عن ان الخساره قد تجلب المنفعه او ان في بعض الاحيان الضرر قد يتحول الي نفع
----------------
天下无双
Tiānxià wúshuāng
فريد من نوعه
----------------
对牛弹琴
Duìniútánqín
بتنفخ فى قربة مقدودة
----------------
喝凉水也 塞牙
Hē liángshuǐ yě sāi yá
بيشرب مياه و الاكل بردو بيقف بين اسنانه
بتتقال بمعني ان واحد حظه وحش اوي
----------------
豆腐心刀子嘴
Dòufu xīn dāozizuǐ
لسانه.سليط بس.قلبه.ابيض
----------------
十个指头不一般长
Shí gè zhǐtou bù yībān zhǎng
صوابعك مش زى بعضها
----------------
狗改不了吃屎
Gǒu gǎi bùliǎo chī shǐ
ديل الكلب عمره ما يتعدل
----------------
情人眼里出西施
Qíngrén yǎn lǐ chū xīshī
القرد فى عين أمه غزال
----------------
监守自盗
Jiānshǒuzìdào
حاميها حراميها
----------------
失败是成功之母
Shībài shì chénggōng zhī mǔ
الفشل أم النجاح
----------------
#Nagya

口是心非 kǒu shì xīn fēiكلام اللسان ينفي كلام الجنان


ما معنى المصافحة؟

كتبها بلال عبد الهادي ، في 4 نيسان 2012 الساعة: 14:53 م



ماذا تعني تعني كلمة مصافحة؟
حين يذنب شخص بحق شخص آخر ثم يكتشف المذنب بأنه على خطأ فقد يعذبه ضميره. فيقرر بكل شجاعة ان يذهب إلى الشخص الذي أساء إليه ويعتذر منه عن سوء تصرفه.
أرادت اللغة ان تربط بين الاعتذار والصفح، فاغلب الناس يقبلون اعتذار من أساء اليهم إذا كانت نيته نظيفة وبيضاء.
أليس كذلك؟
فماذا فعلت اللغة؟واللغة فنانة في اختيار الكلمات المناسبة للاستخدام المناسب، أحضرت كلمة المصافحة.
اذا نظرنا إلى الكلمة نرى شبها بينها وبين الصفح، وأنت "تصفح عن مذنب". والصفح يتجسد بالمصافحة، أي عن طريق وضع الكف في الكف، للتسليم الذي يحمل معنى السلام.
وهل هناك من برهان على الصفح أكبر من يد تمتدّ للمصافحة خالية من كل سلاح ؟
لهذا السبب اصبحت المصافحة رمز السلام والوئام لدى كثير من الشعوب.

مع المستعرب الصينيّ الدكتور #朱威烈 دجو وي ليه



مع المستعرب الصينيّ الدكتور #朱威烈 دجو وي ليه

الأحد، 29 أكتوبر 2017

طريق ابن بطوطة


في ذكرى 700 عام على وفاته سيرة ابن بطوطة الرحالة المراسل في كتاب ألماني ماجد الخطيب

صدر الرحالة والصحافي الألماني إيريك فولات كتاب "عبر الحدود" متناولًا أسفار ابن بطوطة في ذكرى 700 عام على وفاة الرحالة العربي المسلم، فوصفه بأنه مراسل بين الشرق والغرب في التاريخ، إذ كتب مشاهداته كما تكتب التقارير الصحافية.

بيروت: في هذه الأيام العصيبة التي يحاول فيها الغرب فهم الإسلام، وفهم العقلية الإرهابية التي تقف وراء تفجيرات باريس وبروكسل، يسلط الباحث الألماني إيريك فولات الضوء على الرحالة إبن بطوطة الذي يرى فيه "المراسل" الصحافي الأول بين الشرق والغرب.

أمير الرحالة

يقول فولات في مقدمة كتابه "عبر الحدود"، الذي صدر بمناسبة مرور 700 عام على وفاة ابن بطوطة، إنه تتبع حركة هذا الرحالة المسلم بين عواصم امبراطوريات الشرق والغرب، وحاول من خلال ما نقله بين العالمين أن يعرف متى بدأ تخلّف العالم الإسلامي عن ركب الحضارة الغربية، ولماذا صارت شمس الحضارة تشرق من الغرب وتغيب في الشرق. وهو يرى أن العالم لم يشهد رحالة جاب البحار والبراري، في النواحي المختلفة في الكرة الأرضية، مثل أبي عبد الله محمد بن عبد الله بين محمد بن ابراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي، الملقب بابن بطوطة.

في عام 1325، انطلق الرحالة ابن بطوطة (1304-1377)، وهو شاعر ومؤرخ وقاض أيضًا، في رحلة استغرقت 29 عامًا، بدأها بالحج إلى مكة المكرمة (بقي فيها ثلاثة أعوام)، ثم جاب العالم وصولًا إلى مينمار اليوم شرقًا، وإلى حدود النمسا غربًا. وبحسب فولات، قطع الطنجي في ترحاله 120 ألف كيلومتر، وكان يعقد الصداقات مع الحكام وينال المكرمات منهم لقاء شعره كي يمول رحلاته، مركزًا في أسفاره على الطرق البرية، وانتقل إلى السفن عند الحاجة، كي يبلغ أهدافه. وقد قطع "أمير الرحالة" هذا ثلاثة أمثال ما قطعه الرحالة الايطالي ماركو بولو، وفاق عدد البلدان والمدن التي زارها كل ما شهده من ترحل من قبله، ولم يضل طريقه إلا في ما ندر.

طريق إلى المعرفة

تزوج ابن بطوطة 10 مرات، وخلف كثيرًا من الأطفال من قوميات مختلفة، تعرف عليها في 40 بلدًا في أفريقيا وآسيا وأوروبا. وكاد يموت عطشًا في الصحراء، وغرقت سفن عدة كان يرافقها، خسر فيها زوجات وأطفالًا. بحسب المؤلف الألماني، وكان واعيًا أن هدفه تعزيز التلاقح الثقافي بين الشعوب وتبادل الحضارات، لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

حاول الرحالة الشاب، الذي بدأ رحلته الأولى وهو في الحادية والعشرين، أن يُشبع ظمأه إلى المعرفة، فسجل عادات الشعوب وتواريخهم، وعقد الصداقات المتينة مع حكام وملوك وعلماء ذلك الزمن، من مختلف الأديان. ولو عاش ابن بطوطة اليوم لكان خير رسول للسلام والتسامح بين الأديان، ولأثبت أنه يتفوق في ذهنيته - قبل مئات السنين - على ذهنية المتشددين من الأديان والطوائف كافة. فكانت رحلاته طريقًا إلى المعرفة، لما  فيه خير المسلمين، يشقه أمام المسلمين إلى الدين الحقيقي.

المراسل الأول

نقل ابن الجوزي عن ابن بطوطه رؤياه، وهو يافع في طريقه إلى مكة، بأنه سيطير على ظهر طائر كبير يأخذه إلى نهاية العالم، وأن حكيمًا هنديًا سينقذ حياته. تحققت هذه الرؤيا، بهذا القدر أو ذاك، لكن على ظهور الجمال ومتون السفن، وليس على ظهر طائر الرخ، وبلغ في خلال رحلاته شيراز وبغداد، وسار على طريق الحرير.

في عام 1356، كتب مؤلفه الشهير "الرحلة"، وتحتفظ المكتبة الوطنية في باريس بمخطوطة كتاب سجل فيه ابن بطوطة معايشاته وحكاياته كلها.

عاد إلى طنجة، قادمًا من غرناطة، في عام 1349 بعد أن هدّت الرحلات صحته، وليبدأ، بعد استراحة صغيرة، توغله في عمق القارة الأفريقية وصولًا إلى جنوبها.

يرى الباحث الألماني في كتاب الرحلة "أم الرحلات"، مقارنة بكتب الرحلات التي يعرفها العالم، ويرى في ابن بطوطة أول مراسل صحافي، و"أبو" المراسلين الصحافيين في الخارج، لأنه أدى واجبه في رحلاته كاتبًا ما شاهده وعايشه، تمامًا كما يكتب المراسل الصحافي اليوم.

ماركو بولو الشرق

يصف فولات الرحالة الطنجي بأنه "ماركو بولو الشرق الإسلامي"، والمواطن العالمي الأول الذي وصف عولمة القرن الرابع عشر. ويربط الكاتب الألماني عالم ابن بطوطة بعالم اليوم كي يحلل أسباب فشل الخريف العربي بأسلوب وصفي جميل. ويرى أن من أوقف عجلات الحضارة الإسلامية كان التخلف عن التنوير.

موّلت مجلة "دير شبيغل" لفولات رحلة حقيقة عبر 12 مدينة من المدن الـ13 التي توسع ابن بطوطة في وصفها، وتحدث مع حكامها ومع الناس العاديين كي يفهم الفرق بين عالم ابن بطوطة وعالم اليوم.

تقفى الكاتب آثار ابن بطوطة ومخوطته كي يعرف لماذا تخلفت القافلة الإسلامية، التي بنت حضارات بغداد والأندلس، عن الركب الحضاري اليوم، فوجد أن الرحالة المغربي حرص في كل فصول كتابه على تنوير المسلمين بما في العالم من تنوع في الأجناس والثقافات والأديان، ولهذا كان فقدان رغبة البلدان الإسلامية في "التنوير" الخطوة الأولى التي بدأت منها مسيرة ألف ميل من التراجع.

 بلا تأشيرات دخول

يرى فولات في نفسه ابن بطوطة جديدًا، لأنه عمل مراسلًا صحافيًا لمجلة "دير شبيغل" في اندونيسيا وفييتنام والصين وبعض البلدان العربية وسمرقند وكابول ودلهي وطهران...إلخ. وجمع من الخبرات والمقابلات واللغات التي يعرفها ما يؤهله إلى فهم العالم الإسلامي، ويمنحه الفرصة لتقريب وجهات النظر بين الأديان السماوية.

عند مقارنة رحلته برحلة ابن بطوطة، يقول فولات في كتابه إن الرحالة الطنجي لم يحتج إلى "تأشيرة دخول" إلى أي بلد زاره في ترحاله الذي دام عقودًا عدة، في حين احتاج هو، أي فولات، إلى 12 تأشيرة ليزور 13 مدينة زارها ابن بطوطة.

ويتساءل الكاتب ما إذا كان المسلمون يتعايشون سلميًا اليوم كما كانت الحال في زمن ابن بطوطة، ويستنتج أن مسلمي اليوم يعيشون فرقًا وطوائف متحاربة، وأن الإسلام يقف على مفترق طرق بين الإسلام المتسامح والإسلام المتشدد، وأن التنوير والتسامح هما بديل التطرف.

الصين.. التوتر بين الإسلام والشيوعية في البدايات المبكرة للثورة الثقافية، دعا الحزب الشيوعي المواطنين إلى تحطيم الأشياء القديمة الثلاثة: الأفكار القديمة، الثقافات القديمة، العادات والتقاليد القديمة. خلاصة من بحث: إسحاق ما جيان فو 'الإسلام والشيوعية في الصين التوتر والمواءمة'، ضمن الكتاب 105 (سبتمبر 2015) 'الإسلام والمسلمون في الصين' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

كان قبل بداية الثورة الثقافية (1966-1976) بالصين عام 1966 يتم التعامل مع الأديان بموضوعية، فكان يُسمح بـتأسيس الجمعيات الدينية، وكان الزعماء الدينيون يُدعون ليكونوا ممثلين في المؤتمر الاستشاري السياسي وفي المجلس الوطني لنواب الشعب. تأسست الجمعية الإسلامية الصينية سنة 1952، ودُعي بعض من نخبة مسلمي هوي والزعماء الدينيين من مختلف المقاطعات للعمل كنواب لمسلمي هوي وللتحدث باسم مسلمي هوي، وأيضا لتطبيق السياسات العرقية للدولة، واللوائح والنظم الدينية الحكومية على مسلمي هوي. أثار الحزب الشيوعي الصيني الماركسية والمادية على أنها عقيدة أعضاء الحزب. بالنسبة للمواطنين الصينيين تحت قيادة الحكومة المركزية، فإنهم تقيدوا بالقرارات.

في البدايات المبكرة للثورة الثقافية، دعا الحزب الشيوعي المواطنين إلى تحطيم الأشياء القديمة الثلاثة: الأفكار القديمة، الثقافات القديمة، العادات والتقاليد القديمة. بعد ذلك، صعدت هذه السياسة إلى القضاء على الأديان. تم عمل غسيل مخ للمسلمين لترك الإسلام والتمسك بقومية هوي (هوي تسو) كهوية وحيدة لهم، مع عدم السماح لهم بممارسة الدين في حياتهم اليومية. كانت هذه أكثر فترة توترا بالنسبة لمسلمي هوي. هُدمت المساجد ولم يسمح للمسلمين بارتداء ملابسهم الدينية. لم يكن مسموحا للمسلمات بارتداء الحجاب، والقبعات البيضاء وأغطية الرأس. الأسوأ، أن مسلمي هوي أُجبروا على تربية الخنازير في بيوتهم. خلال السنوات العشر للثورة الثقافية لم يتم اختبار مسلمي هوي على مستوى الوطن بالتجويع المادي فقط، وإنما –أيضا- بإلإفراغ الروحي. لم يجرؤ أحد على الرفض أو التمرد، وإلا فإن العقوبات الصارمة من الإهانة سوف تفرض، والتي قد تصل بهم إلى الانتحار. كيف قاوم المسلمون هذه السيطرة؟ طور جيمس سكوت نظرية سلاح الضعفاء، إذ يختار الناس في المستويات القاعدية سبلا ملائمة لهم لمقاومة السلطة والعقاب. هناك قصتان يتم تناقلهما كتاريخ وذكريات شفهية لأولئك الذين واجهوا العقوبات وعانوا من الإهانة.

فيما يلي قصة حقيقية عن تربية الخنازير لدى عائلات من مسلمي هوي: لقد دعت الحكومة إلى أن تربية الخنازير هي الطريقة الأكثر كفاءة لتحقيق الثراء، لأن الخنزير كله مغطى بالكنوز؛ حيث تستخدم فضلاته سماداً، ويتخذ لحمه غذاءً، بينما يستفاد من جلده في صناعة الأحذية، فضلا عن أن تربيته سهلة كسهولة بيعه في السوق للحصول على مزيد من المال. لقد تمت صياغة هذه السياسة من دون أخذ المحرمات الدينية في الاعتبار. تم تزويد كل أسرة بخنزير صغير لتربيته، ويأتي مراقبون للمرور دوريا لمتابعة تربية الخنزير.


التنمية: المواءمة بين الإسلام والشيوعية

برزت التنمية الاقتصادية، بحسبانها السياسة الأكثر إلحاحاً، منذ عام 1978 من أجل تغيير صراعات الماضي السياسية. وقد توارث مسلمو هوي عن أسلافهم تقليداً معيناً، وهو أنهم يحبون التجارة. استعاد المسلمون الهوي أساليبهم التقليدية في مزاولة العمل التجاري وافتتاح المطاعم وبيع اللحوم وأسواق لحوم البقر والضأن، التي استردت عافيتها واستعادت حيويتها في غضون فترة وجيزة. وبالنسبة لتراث مسلمي هوي الثقافي المتناغم، بدأ التعليم المسجدي للأئمة وطلاب العلم الديني. كما بدأت الحيوية تدب في أوصال الحياة الإسلامية الشعبية أيضا.

فرضت الحكومة المركزية التنمية الاقتصادية كخطاب لتشجيع المواطنين على التركيز على الحياة الاقتصادية والنشاط العملي، وصرفت الاهتمام عن الأديان. وبعد ثلاثين عاماً من التنمية، حقق المواطنون الصينيون –بالفعل- زيادة سريعة في دخولهم وبناء البنية التحتية. بيد أن الفراغ الروحي دمر –تقريبا- الأخلاقيات التي ينبغي للمجتمع أن يحافظ عليها. فما الذي حدث لمسلمي هوي؟

عندما حقق مسلمو هوي ثروة، أرسلوا أبناءهم لدراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية في الدول الإسلامية ودول العالم العربي. وفي هذا، كانت لديهم ثلاثة دوافع: أحدها يتعلق بالوظيفة، والثاني ديني؛ ذلك أن وظيفة الإمام في مجتمع مسلمي هوي في الصين، تعد مهنة مستقرة ومهمة. أما الدافع الثالث فيتمثل في تطوير الإسلام في الصين. وبعد سنوات من التدريب في الخارج عاد الطلاب المبتعثون من الأسر المسلمة ليجدوا المساجد في انتظارهم، بالإضافة إلى المدارس الإسلامية والجامعات، حتى إن بعضهم عمل في مجال الترجمة التحريرية والفورية لأجل التواصل بين الصين والدول الأخرى التي تعد اللغة العربية لغتها الرسمية.



محاولة صهر الجميع في عقيدة واحدة

ساعد الازدهار الاقتصادي مسلمي هوي على تحسين دخولهم وحماية دينهم. وكثمرة للتعلم من الدول الإسلامية، قدم قرويون من مسلمي هوي مدخراتهم لترميم مساجدهم، حتى إن بعضهم قام بتشييد مساجد جديدة لإقامة الصلوات كل يوم. وبفضل التواصل العالمي من خلال استيراد المنتجات وتصديرها، على سبيل المثال، وصل المزيد من المنتجات الإسلامية إلى الصين. فقد جرت العادة لدى مسلمي هوي على أن ينظروا إلى التمر والرطب كنوع من الأطعمة عالية القيمة بالنسبة لهم، لمجرد أنها جاءت من الدول الإسلامية. وقد أدت هذه الهوية القوية إلى الترويج للواردات وللتواصل بين المسلمين الصينيين وإخوتهم في العقيدة أينما كانوا خارج الصين. وأصبح الحج نسكاً مهماً جداً لدى مسلمي هوي الذين أفضى ازدهارهم الاقتصادي وفائض مدخراتهم إلى تحويل أحلامهم إلى حقيقة. ولمحدودية حصة الحجيج، أصبح التنافس شديداً للظفر بفرصة أداء الحج التي تعد فرصة ثمينة. وكان من الإيجابي أن الازدهار الاقتصادي دفع بعجلة التغيير المتوقع لمسلمي هوي. ما يقلق مسلمي هوي كثيراً هو علمنة المسلمين وحياتهم.


الاستراتيجية الوطنية مزيد من المواءمة

للحكومة المركزية في الصين فكرة جديدة تقوم مقام الاستراتيجية الوطنية لإقامة علاقات ثنائية مع دول العالم العربي والدول الإسلامية. تحمل تلك الاستراتيجية مسمى سياسة "حزام واحد وطريق واحد" وهي من الناحية السياسية عبارة عن أسلوب للمحافظة على العلاقات المتناغمة مع دول العالمين العربي والإسلامي، تحسباً للتحديات الماثلة من الدول الغربية. يضطلع الاقتصاد بأدوار مهمة في تحقيق التوازن المذكور أعلاه. ويتطلب تنفيذ تلك الاستراتيجية إدراج العوامل الثقافية والاقتصادية للقيام بالأدوار المنوطة بها. تم تحديد نينغشيا، وهي منطقة ذاتية الحكم لمسلمي هوي، لاستضافة مؤتمر قمة سنوي مع قادة الدول الإسلامية والعربية. ويتلقى رجال الأعمال من مسلمي هوي الدعوة للمشاركة في القمة، وإسداء النصح حول الأساليب المثلى لاستقطاب المزيد من رجال الأعمال وجذب المستثمرين إلى الصين، لتسويق منتجاتهم وثقافات بلدانهم، وأيضاً للاستثمار في الصين. وتمثل القمة استراتيجية لتعزيز التواصل وترسيخ العلاقات وتوطيد التفاهم المتبادل لخدمة العلاقات المتناغمة مع تلك الدول، من خلال الثقة المتبادلة ومعرفة كل طرف للطرف الآخر، والتعرف عليه.

أدت الاستراتيجية المذكورة أعلاه إلى تعزيز الوعي الثقافي لدى مسلمي هوي. ومن خلال المساندة والتوجيه والدعم بالموارد المالية، اغتنم الفرصة مسلمو هوي، لجاناً واتحادات وأفراداً وشركات، لإنتاج منتجات متعلقة بالثقافة الإسلامية، وإبداع إرث ثقافي فكري يظهر من خلاله كيف أن المسلمين الصينيين يحظون بالدعم والمساندة لتجسيد ثقافتهم بتنوع وازدهار، لتوصيل رسالة مفادها أن المسلمين الصينيين يتمتعون بالحرية في ممارسة معتقداتهم الدينية، ويحظون بالترحاب للتعبير عن إسلامهم عبر ممارساتهم اليومية وعاداتهم الحياتية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ينتشوان، عاصمة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، تستثمر في إعادة تصميم المناظر الطبيعية في المدينة بحيث تكتسي باللون الأخضر، حيث قدمت الحكومة تمويلاً لما يتعلق بالإسلام من هياكل بنائية وإنشاءات معمارية وصور ومساجد، وذلك ليتسنى إعادة تشييدها وإعادة تصميمها، بحيث تكون متوافقة مع مثيلاتها في الدول الإسلامية والعربية. ما يتم إنجازه يرمي إلى إيجاد السبل الكفيلة بالتعريف بالمسلمين الصينيين، والتعارف مع المسلمين حول العالم، وبصفة خاصة الضيوف الذين يتقاطرون على ينتشوان أثناء فعاليات المعرض الصيني- العربي الذي يقام في شهر سبتمبر (أيلول).

تغتنم عائلات مسلمي هوي الفرص السانحة لإرسال أبنائها لدراسة اللغة العربية، ليعودوا للعمل كمترجمين ورجال أعمال. وبعض الأسر ترسل أبناءها إلى الدول الإسلامية والعربية لدراسة العلوم الإسلامية. ولا مراء في أن تلك الاستراتيجيات سوف تدعم الولاء وتعزز الانتماء لدى المسلمين الصينيين. وقد تسارعت الخطى لافتتاح مدارس ومراكز تعليم اللغة العربية لتدريب الناس على معرفة الدول العربية والإسلام والشعوب. ولمسلمي هوي الصينيين مواقف إيجابية تجاه السياسات الصادرة من الحكومة. وكما قال إمام مسلم، فإن مسلمي هوي استفادوا من الحزب الشيوعي بصورة غير مسبوقة، ولذا ينبغي لنا أن ننظر بعين الإعزاز لهذه السياسة الجيدة، وأن ندعم الحزب في حكمه.

مسلمو الصين.. تعليم العربية في المساجد التعليم المسجدي لعب دوراً في نشر العربية بين الصينيين المسلمين ويرجع الفضل في هذا النوع من التعليم إلى نظام يشبه الكتاتيب في مصر.



خلاصة من بحث: حسين إسماعيل 'الإعلام الصيني باللغة العربية'، ضمن الكتاب 105 (سبتمبر 2015) 'الإسلام والمسلمون في الصين' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

تميز الصينيون عبر العصور بحُسن مخاطبة الآخر، وقد استمر هذا النهج في الإعلام الصيني الموجه للخارج، فيما يمكن تسميته بالإعلام المهذب، كونه جزءاً من منظومة ثقافة الأمة الصينية، ويعمل في إطارها ويتفاعل معها مؤديا دوره الإيجابي البناء. وتذكر كتب التاريخ أنه عندما وصل قتيبة بن مسلم الباهلي إلى مشارف الصين سنة 714م (96هـ) وبعث بوفد يفاوض الإمبراطور الصيني، قال الوفد للإمبراطور: إن قائدهم أقسم أنه "لن ينصرف حتى يطأ أرض الصين"، فبعث الإمبراطور شيوان تسونغ للقائد المسلم بصحاف من ذهب فيها تراب من أرض الصين فوطئه الباهلي وأبرَّ يمينه وانصرف!

الصين والإسلام
بعد أن دخل الإسلام الصين، وصار من مكونات ثقافتها، أصبح الصينيون المسلمون إحدى أدوات الدبلوماسية الصينية للتواصل مع الشعوب الإسلامية، ومنها العرب. وكان قائد أعظم أسطول صيني في البحار الغربية، أي الواقعة غرب الصين، مسلما اسمه تشنغ خه. في الحادي عشر من يوليو (تموز) عام 1405، انطلقت، بتكليف من الإمبراطور تشنغ تسو، أولى رحلات تشنغ خه. وفي رحلته السابعة التي قام بها بداية عام 1431، بتكليف من الإمبراطور شيوان تسونغ، حفيد تشنغ تسو، زار أسطول تشنغ خه نحو عشرين بلدا ووصل إلى البحر الأحمر، وبعث من معه لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة.

وقد لعب ما يُسمى بالتعليم المسجدي دورا في نشر اللغة العربية بين الصينيين المسلمين في عصور ما قبل التعليم النظامي. ويرجع الفضل في هذا النوع من التعليم، الذي يشبه "الكتاتيب" في مصر، إلى الشيخ هو دنغ تشو (1522-1597)، الذي عاش في زمن الإمبراطور جيا جينغ (1522-1566) والإمبراطور وان لي (1573-1620) لأسرة مينغ. أسس الشيخ هو دنغ تشو أول مدرسة مسجدية في الصين، بمقاطعة شنشي، ثم أقيمت مدارس مشابهة في مناطق أخرى غير شنشي، مثل شاندونغ وهونان وهوبي ويوننان وقوانغتشي. وقد ظل التعليم الإسلامي على هذا النحو حتى أوائل القرن العشرين.


تعليم اللغة العربية في الصين

يعتبر تعليم اللغة العربية في الصين الأساس المهم للإعلام الصيني باللغة العربية. بداية القرن العشرين، أدرك المثقفون الصينيون المسلمون أن التعليم المسجدي لم يعد يواكب عصرا شهدت فيه الصين تحولات كبيرة، فطفقوا يفكرون في أسلوب تعليمي جديد. وشهدت فترة ثلاثينيات القرن العشرين انتشارا للمدارس الإسلامية الابتدائية والإعدادية والثانوية على نطاق واسع، فخلال عشر سنوات، أسس المسلمون ما يقرب من ألف وخمسمائة مدرسة ابتدائية وإعدادية، وحوالي ثلاثمائة مدرسة ثانوية، وكان نظام هذه المدارس كنظام المدارس الحكومية، لذا خضعت لإشراف المديريات التعليمية التابعة للحكومات المحلية إلى جانب الجمعيات الإسلامية.

وكان عام 1931 علامة فارقة في مسيرة تعليم العربية بالصين، عندما أرسلت جمهورية الصين أول بعثة تعليمية للدراسة بالأزهر في مصر، ضمت آباء التعليم النظامي للغة العربية في الصين، والتي ضمت إضافة إلى ما جيان ونا تشونغ، كلا من: ما تينغ بينغ، وشي تشيان، وتشانغ بينغ دوه، وما جين بنغ، وليو لين روي. وعندما رجع ما جين إلى الصين أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، بعد دراسته في الأزهر، بدأ برنامج الصين الرسمي لتعليم العربية بجامعة بكين. كما ترجم ما جيان عديد النصوص الثقافية الصينية والوثائق السياسية الخاصة بالعلاقات الصينية- العربية، وكان مترجما لقادة الصين خلال لقاءاتهم مع القادة العرب. ودرس على يد ما جيان عديد من رواد المستعربين الصينيين، ومنهم البروفيسور تشو وي ليه، مؤسس مجلة "العالم العربي" التي تصدر في الصين منذ عام 1980، والأستاذ في جامعة اللغات الأجنبية بشانغهاي.

دور المثقفين المسلمين
يلخص الباحث الصيني ما هاي يوان الدور الإعلامي الذي لعبه المثقفون الصينيون المسلمون في تواصل الصين مع المنطقة العربية قبل تأسيس الصين الجديدة بالقول: "في الواقع، كان المثقفون الصينيون المسلمون والطلاب والعلماء هم الذين سهلوا منح وضع (الدولة الأولى بالرعاية) بين كل من جمهورية الصين ومصر عام 1930 (ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1942). وقد أرسلت حكومة جمهورية الصين مجموعات من الطلاب المسلمين الصينيين إلى جامعة الأزهر العريقة في القاهرة عام 1931 عندما واجهت الصين الغزو الياباني في منشوريا وشانغهاي. وقد تعهد الصينيون المسلمون بغرس الصداقة مع الدول العربية والإسلامية والدعاية لحرب المقاومة الصينية للغزو الياباني. وخلال دراستهم في الأزهر، اغتنم الطلاب المسلمون الصينيون فرصة الذهاب إلى الحج لكسب تعاطف العرب المسلمين مع الصين".

بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، أنشأت الحكومة الصينية تخصص اللغة العربية في جامعات ومعاهد عديدة، منها: معهد الشؤون الدبلوماسية (انضم قسم اللغة العربية بالمعهد إلى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين لاحقا)، وجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية، وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، والمعهد العسكري للغات الأجنبية في لويانغ، والمعهد الصيني للعلوم الإسلامية، وجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، ومعهد اللغات ببكين (جامعة اللغات والثقافة حاليا)، والمعهد الثاني للغات الأجنبية ببكين (جامعة الدراسات الدولية حاليا). وتُدَرّس اللغة العربية حاليا في ثلاث عشرة جامعة ومعهدا عاليا بالصين، إضافة إلى معاهد العلوم الإسلامية في بعض المناطق الصينية التي تتبع –إداريا- فروع الجمعية الإسلامية في المقاطعات.

جحا العربي والأفندي الصيني.. توظيف الحكاية



نوادر جحا قد انتشرت في العالم وتحوّلت إلى حكايات الأفندي في الصين إنها تساعد على التبادل الصيني من خلال المشترك في الأفندي وجحا بحماقاتهما وحكمتهما.

خلاصة من بحث: لين فنغمين 'جحا والأفندي شخصية من طريق فينجيان'، ضمن الكتاب 105 (سبتمبر 2015) 'الإسلام والمسلمون في الصين' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

بعد انتشار حكايات الأفندي (جحا) في أهالي قومية هان وقوميات أخرى في الصين، امتدت الحكايات إلى كتاب الرسوم القصصية(ومسرحية طيف الخيال ومسرحية دمى والأفلام (تُضم إلى الأفلام الكرتونية) والمسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات الموسيقية وغيرها من الفنون المتنوعة.

كتاب الرسوم القصصية كفنّ من الفنون الصينية أعجب القراء الصينيين كثيرا، رجالاً كانوا أم نساء، كبارا أم صغارا، إذ إنّ الرسوم تجسد الأفكار والصور والشخصيات بصورة مباشرة مع شرح الكلمات القليلة، لذلك أعجبت القراء الصغار أكثر. فحاولت كثير من دور النشر أن تنشر كتب الرسوم القصصية المسلسلة المعنية بالأفندي. فقرأ القراء الصينيون (الأفندي) (《阿凡提》) المتنوع، و(الأفندي الشاطر) (聪明的阿凡提》《)، و(قصص الأفندي المختارة) (《阿凡提故事精选》)، و(الأفندي والملك) (《阿凡提和国王》) و(الأفندي يسخر من الملك) (《阿凡提戏国王》) و(الأفندي يشتري ظل الشجرة) (阿凡提买树荫》《)، و(سيرة الأفندي) (阿凡提传奇》《) و(الأفندي الصغير) (小阿凡提》《)، و(الأفندي يصمغ القماش) (《阿凡提染布》)... إلخ.


مسرحية دمى والأفلام

كان الفلم الأول للأفندي في الصين بشكل مسرحية دمى، عندما عرض الفلم الأول عن الأفندي في السينما 1979، لقي ترحيبا حارّا عند جمهور المشاهدين الصينيين، وحصل على جائزة التقدير للأفلام المتفوقة لوزارة الثقافة الصينية ( 文化部优秀影片奖) في السنة نفسها ثم فاز بجائزة أفضل فلم كرتوني لجائزة المائة زهرة للأفلام بالدورة الثالثة (Hundred Flowers Award))第三届电影百花奖最佳美术片奖(في السنة التالية (1980) مما شجع فريق الإبداع لهذا الفلم وأستوديو التصوير السينمائي (Shanghai Animation Film Studio) الذي صنع هذا الفلم الرائع، فواصلوا يصورون الحلقة الثانية للمسرحية دمى.

الأفندي الحقيقي والأفندي المزيف

من عناوين الحلقات، نجد أن الحمار ظهر ثلاث مرات. وفي الحقيقة، كلما ذكر الشعب الصيني الأفندي ظهر في ذهنه الحمار، وهو ليس حمارا عاديا، بل حمار خاص للأفندي.

ونجاح فلم مسرحية دمى (الأفندي) شجع أستوديوهات التصوير السينمائي الأخرى في الصين. فصوّر أستوديو بكين للتصوير السينمائى فلم (الأفندي) بالممثلين الحقيقيين في 1980، وحينئذ بدأ عصر جديد لحكايات الأفندي في الصين.

في هذه الأفلام، الأفندي ذكي، شاطر، نشيط، مجتهد، وشجاع، وعادل، وكذلك رجل ذو شهامة ومروءة، ويجرؤ على أن يحقر الملك وغيره من طبقة الحكم، ويحقر كل الأشياء الفاسدة والمتفسخة. هو مثقف يعرف معلومات كثيرة ومعارف غزيرة في بعض الأحيان، وأصبح جاهلا غافلا في أحيان أخرى. وتارة يكون الوزير القريب من الإمبراطور ورئيس الوزراء، وتارة أخرى يكون فلاحا أو أعزب يتجول في أمكنة كثيرة. فقد اشتغل في وظائف كثيرة مثل العامل والسائق، والحلاق، والطبيب، وبائع العسل... إلخ، ومهما كانت مهنته المختلفة، لم تتغير في الأفلام صفته كمناضل يجرؤ على أن يتحدى طبقة المستغلين ويتحدى السلوكيات السيئة والمكروهة، ولم يتغير الأفندي عن أن يكون المتحدث باسم الشعب العادي الذي يعامل الآخرين بطرافة وود وأنس وفكاهات كثيرة، لكنّه يواجه الملك والوزراء وكبار الموظفين والقضاة والأغنياء والتجار الجشعين مواجهة السن بالسن ويسخر منهم سخرية كبيرة. وفي الوقت نفسه، يعامل الأصدقاء والضيوف والأطفال وزوجاته معاملة الساخر، لكنّه الساخر الذي لا يمس كرامتهم، بل يجيء بالفرح والقهقهات إلى الناس، ويجيء ببعض فلسفات الحياة.


مسرحيات موسيقية

ظهرت في السوق الثقافية الصينية –أيضا- مسرحيات موسيقية في موضوع الأفندي. أبرزها المسرحيتان الموسيقيتان: (نصر الدين الأفندي) و(الأفندي السحري). تروي قصة المسرحية الموسيقية (نصر الدين الأفندي) أن الشاب قيصر أعجبه الأفندي منذ صغره. وفي مناسبة معينة، استُخدم بالسيد البك، فادعى أنه الأفندي للحصول على استئمانية الناس، ثم ساعده شيخ طيب القلب وهو الأفندي الحقيقي، وعلّمه الشيخ أن يساعد الناس بحكمته وعقله. والمسرحية الموسيقية تروي –أيضا- قصتين كلاسيكيتين (بيع ظلّ الشجرة) و(زرع الذهب) لكي يفهم الجمهور المشاهدون أن كل فرد يمكن أن يصبح أفنديا ما دام إنسانا فرحا وشجاعا وعاقلا وطيب القلب. واستخدم المخرج أغاني وموسيقى من الشرق الأوسط، من ضمنها الموسيقى العربية الرائعة. هذه الموسيقى والأغاني المختلفة عما في الصين لقيت ترحيبا حارا عند المشاهدين الصينيين. وكذلك يعرض الممثلون والممثلات رقصات شينجيان والرقصات الشرقية، والرقصات الإسبانية (فلامينغو) والرقصات الإيرانية حيث يتمتع المشاهدون بها ويتذوقون جمالها.


الأفندي السحري

والمسرحية الموسيقية (الأفندي السحري) التي تخرجها مخرجة بارزة، بدأ عرضها الأول في دار الصين الوطنية للأوبرا والرقص (China National Opera & Dance Drama Theater) في مايو (أيار) 2013. وتجولت فرقة الفن في مدن كثيرة، حيث لقيت تصفيقات المشاهدين الحارّة.



الأفندي الجديد

إنّ صورة الأفندي المعروفة لدى القراء وجمهور المشاهدين أنّه رجل حكيم وعاقل وظريف يركب حمارا صغيرا، غير أن المسرحية الموسيقية (الأفندي السحري) غيرت صورته العادية، فأصبح الأفندي في المسرحية الموسيقية فتى وسيما، أحبّ فتاة جميلة لكنها سريعة الغضب، وبعد أن ينتصر الأفندي بحكمته وذكائه على الملك القاسي والبك الجشع، فإنه يعجب الفتاة التي تبيع الزهور في السوق. وعندما طلب الأفندي يدها، وافقت الفتاة. ثم وزع الأفندي والفتاة الجميلة الذهب على الأهالي بفرح ومرح، ويبدو أنّ الحياة الجميلة تنتظرهما في المستقبل القريب، حينئذ قدمت الكارثة والشر إليهما قبل الأيام السعيدة. جاء البازيليسق بزجاجة سحرية، وأخرج الشيطان من الزجاجة (...) وبعد مكافحة شديدة، انتصر الأفندي وخطيبته في اللحظة الأخيرة.


حكايات الأفندي المسموعة

في عصر الإنترنت، تنتشر قصص مسموعة بكثير من اللغات المختلفة، من ضمنها القصص المسموعة باللغة الصينية، ويفاجئني كثيرا أن أجد قصص الأفندي المسموعة في موقع من مواقع القصص المسموعة الصينية "استمع إلى أصوات الصين" (Ting China/听中国的声音)( ). يقرؤها السيد: تسونغ ويوي (仲维维)، وبلغ عدد الحلقات (45). يوجد فن آخر يستخدم في تجسيد شخصية الأفندي، وهو مسرحية خيال الظل، ويعرف أيضاً بـ"طيف الخيال" و"شخوص الخيال" و"خيال الستار" و"ظل الخيال" و"ذي الخيال" هو فن شعبي انتقل إلى العالم الإسلامي من الصين أو الهند عن طريق بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص. وفي كثير من فرق مسرحية خيال الظل في الصين قد عُرضت حكايات الأفندي، وأعجبت الأطفال كثيرا.

أبدع بعض الكتاب الصينيين حكايات جديدة تضيف إلى حكايات الأفندي بأسلوبه وحكمته الجحوية. فلا شك أن أهل الإيغور قد أضافوا أشياء مميزة إلى حكايات الأفندي ليصبح شخصية إيغورية وشخصية صينية.


نقل نوادر جحا

أشار باحث قائلا: "بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب (نوادر جحا) المذكور في (فهرست ابن النديم- 377هـ) هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية. فجحا العربي عاش في القرن الأول الهجري، واشتهرت حكاياته في القرنين الثاني والثالث، وفي القرون التي تلت ذلك أصبح (جحا) وحكاياته الظريفة على كل لسان. وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك. ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية (نصر الدين خوجة) في تركيا، و(ملا نصر الدين) في إيران، و(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب، و(أرتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط، و(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل".

فمن البديهي أن نوادر جحا قد انتشرت في العالم وقد تحوّلت إلى حكايات الأفندي في الصين، ويستفيد القراء الصينيون من الحكمة الإسلامية في دول الشرق الأوسط عبر هذه الحكايات للأفندي. وأثق أنها تساعد على التبادل الصيني في المستقبل من خلال الموضوع المشترك في الأفندي وجحا بحماقاتهما وحكمتهما.

ما مينغ شين كان فقيراً يشفق على الفقراء، ولما تمكن من القيادة منع جمع الأموال منهم، لبناء القباب والمساجد وتزيينها، وخفف عنهم بعض الطقوس



القدس-رام الله- نقطة واول السطر-

"إيشان" كلمة فارسية معناها "هم" وأصحابها من أوائل الذين سموا بالصوفية في وسط آسيا. وفي القرن الحادي عشر انتقلوا من مناطق بخارى وسمرقند إلى شنجيانج، فأصبح اسم إيشان مختصا بالصوفية هناك. وكان من بين هؤلاء الوافدين: هابي بلاكي الإيشاني، وأبو حب كبير، وراشد والي، والشيخ شاهبدين، وخوجة محمد يوسف، وخوجة هوا داود محمود، وخوجة محمد شريف، وسعيد أحمد كيسان بن جلال الدين، وغيرهم.
وصل هؤلاء الوافدون وغيرهم إلى شنجيانج في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، فأخذوا ينشرون التعاليم الصوفية في مدن: "كاشغر" و"آتوش" و"كوتشار". وفي الفترة الممتدة من القرن السابع عشر إلى الأربعينيات من القرن المنصرم ظهر في شنجيانج عدد من الصوفيين منهم: عبدالرحمن وميان مصموح، سيان ناصر خان، وكرم حان، قدموا من آسيا الوسطى إلى كاشغر ويارقند وخوتان ويتشنغ في شنجيانج، حيث نشروا التعاليم الصوفية، وكثير من الصوفية –اليوم- هناك يحتفظون بسلسلة نسبهم لهؤلاء، وهذا دليل على أن أصولهم كانت من بلاد العرب.
وقد ظلت الصوفية في شنجيانج تعرف باسم "إيشان" حتى القرن الثامن عشر، حيث بدأت تدخل إلى مناطق تشينغهاي وقانسو ونينغشيا في شمال غرب الصين، فتأثرت بالبوذية وبالثقافة الصينية، فظهر ما يسمى "منهوان".
أما منهوان فهو لفظ يطلق على جميع المذاهب الصوفية الموجودة في الصين، وتذكر المصادر الصينية أن هذا اللفظ يحتمل معنيين: الأول أنها كلمة صينية أصيلة وتعني الأشخاص ذوي القوة والنفوذ. والثاني يقول بأن المرشد السادس للصوفية "ماشيان جونغ" قد افتتح فصولا للدراسة وألحق بها أبناء المسلمين وغير المسلمين، وكان لذلك أثره في خلق جو من المودة بين المسلمين وقومية هان، فكرمته حكومة أسرة تشينغ ومنحته لقب "منهوان".
فروع منهوان:
القادرية: هي أحد الفروع الأربعة لمنهوان في الصين، وقد وردت إلى الصين من الخارج، وتنسب لشيخها الأول عبدالقادر الجيلاني. وقد وصلت الصين في الفترة (1662-1795)، حيث وصل إلى الصين عدد من أتباع هذه الطريقة ومن أشهرهم "خوجة عبدالله" الذي يقول عنه أتباعه: إنه من ذرية النبي.
وقد سماه أتباعه "بان لونغ" أي "التنين المجعد" تعظيماً له وإكبارا، وقد رحل إلى مناطق كثيرة في الصين، ففي عام 1674 وصل إلى مقاطعات قواندونغ وقوانغشي وسيتشوان على التوالي، وحط رحاله في قانسو وتشينغهاي، حيث قام بنشر التعاليم القادرية.
وأتباع القادرية يتبعون المذهب الحنفي، وقد تأثروا بالثقافة الصينية التقليدية عبر الزمن خاصة في طقوس الجنائز، وهم -إلى جانب الشعائر الأساسية- يدعون إلى التأمل الذي لا تحصل طاعة الله إلا به.
يتركز اليوم أكثر القادرية في شمال غرب ووسط الصين، وأغلبهم يسجدون أمام القباب وأمام قبور مرشديهم، وبعضهم لا يتزوج النساء. وهناك طائفة منهم لا يسجدون للقبور ويتزوجون النساء، وهؤلاء موجودون في نينغشيا وزعيمهم الحالي اسمه "ما تشنغ هاي"، وبالعموم فإن مساجد القادرية قليلة بعض الشيء، ويقدر عددهم اليوم بحوالي (250000).
الكبرية: تذكر الكتب الصينية أن هذه الطريقة تنسب إلى شيخ عربي اسمه محيي الدين، وقيل أتى إلى الصين ثلاث مرات، وقام بنشر التعاليم الكبرية في قوانغدونغ وقوانغشي وهونان وهوبي وشنجيانج وخنان وتشينغهاي وقانسو على التوالي، واستوطن قرية دوانتو في محافظة لينشيا بمقاطعة قانسو. والكبرية –اليوم- موجودون في مناطق شمال غرب الصين، وأعدادهم قليلة بالمقارنة بالطرق الصوفية الأخرى.
الخفية النقشبندية: إحدى أكبر الطوائف الصوفية الموجودة في الصين، ولها فروع كثيرة مثل المفتي، بيجياتشانغ، بيتشوانغ، هومن، شيانمن، فامن، ونتشيوانتانغ، وغيرها، لكن كبرى هذه الطرق وأشهرها طائفة "هواسي الخفية" التي تأسست على يد الشيخ "ما لاي تشي" (1681-1766)، الذي سافر إلى الجزيرة العربية وأدى فريضة الحج ثم تنقل في عدد من البلاد العربية، فزار دمشق وبغداد والقاهرة، ثم بقي في اليمن مدة درس خلالها الطريقة النقشبندية ثم عاد إلى الصين عام 1734م، وأخذ ينشر التعاليم الخفية أينما ذهب. وانتهى به الأمر بتأسيس طائفة "هواسي" الخفية النقشبندية.
سميت هذه الطريقة بـ"الخفية" لأنها تدعو إلى ممارسة الأذكار خفية أو سرا وعدم رفع الصوت بها. وقد لقيت انتشارا واسعا في مناطق شمال غرب الصين.
الجهرية النقشبندية: إحدى الطرق الصوفية في الصين، وسميت بـ"الجهرية" لأن أتباعها يدعون إلى الذكر وقراءة القرآن جهرا. وتنسب هذه الطريقة إلى مؤسسها "ما مينغ شين" (1719-1781) واسمه العربي: إبراهيم، ولد في مقاطعة قانسو وتكفله عمه بعد وفاة أبيه، ودرس اللغة العربية والعلوم الإسلامية ثم خرج مع عمه إلى مكة لأداء فريضة الحج عام 1728، فتخلف عن عمه في بخارى، حيث بقي فيها مدة ثم ارتحل منها إلى اليمن حيث درس النقشبندية الصوفية هناك. وزار مكة وأدى فريضة الحج مرارا، ثم عاد إلى الصين عازما على نشر ما تعلمه وتصحيح بعض الأخطاء التي كانت سائدة بين المسلمين الصينيين.
ولأن "ما مينغ شين" كان فقيراً، فقد كان يشفق على الفقراء ويحس بهم، ولما عاد إلى بلدته وجد الطوائف الصوفية هناك تتنازع فيما بينها، وكلٌ يتفنن في ابتداع وسائل لجمع المال والأتباع وبناء القباب والمساجد وتزيينها، وكانت أغلب هذه الأموال تحصل من الفقراء والعوام، وهذا كان يزيد من صعوبات الحياة لديهم؛ لذا فقد حدد منهجه في الدعوة كالآتي:


للإسلام هناك طابع آخر

- تخفيف صلاة الجمعة من 16 ركعة إلى عشر ركعات.
- إنكار جمع الأموال من المريدين وعوام الناس، بل دعا إلى ضرورة رعايتهم والتصدق عليهم.
- إنكار بناء القباب والمساجد الفاخرة والمزخرفة، وتوفير هذه الأموال لما ينفع الناس.
- ضرورة اختيار المرشد وفقاً لعلمه وفضله وأخلاقه، لا كما تفعل الطوائف الأخرى بأن يرث الابن أباه.
- ترديد الأذكار جماعياً وبصوت جهوري لما له من وقع في النفس، لا أن يستأثر المرشد وخلفاؤه –فقط- بالتلاوة.
- تحريك الجزء الأعلى من الجسم أثناء الذكر؛ حتى يعيش المؤدي بجسده وروحه في الذكر فتصفو نفسه.
بعد تحسن الأوضاع، استطاعت الجهرية أن تعود مرة أخرى للحياة، وانتشر مذهبها في مناطق كثيرة وحشد أتباعا كثر، لكنهم، وحتى يستطيعوا العيش وسط هذه الظروف، تخلوا –قليلا- عن بعض تعاليم "ما مينغ شين"، فأصبح منصب المرشد وراثيا، كما تخلوا عن مبدأ التخلي عن جمع الثروات، فأصبح عدد كبير من زعماء هذه الطائفة من ذوي الثراء، وعملوا على جمع الأموال وزخرفة مساجدهم.
والجهرية –اليوم- يعتزون بزعيمهم الأول "ما مينغ شين" باعتباره شهيدا قدم روحه فداء لمذهبه، وكذلك باقي أتباعه الذين قتلوا في الانتفاضات المسلحة، وقد سجلوا مآثرهم وتاريخهم كله في كتاب أسموه تاريخ الجهرية، وقد أهداني زعيم الجهرية في مدينة "ووتشونغ" في نينغشيا نسخة من هذا الكتاب قبل ثلاث سنوات.
وهم ينتشرون –اليوم- في مقاطعات شمال غرب الصين ووسطها، ويتميزون عن غيرهم من الطوائف الصوفية بالطاقية سداسية الأركان التي ترمز عندهم لأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر)، وشيوخهم -حتى اليوم- يحلقون جوانب لحاهم ويتركون وسطها تيمناً بزعيمهم "ما مينغ شين" حين تعرض للتعذيب على يد حكومة أسرة تشينغ وحلقوا له جوانب لحيته.
شيداوتانغ (مذهب الحضارة الصينية):سمي بذلك لشدة تأثره بالحضارة الصينية، ومؤسسه هو "ما تشي شي" (1857-1914) وقد درس الثقافة الكونفوشيوسية منذ صغره، ثم اتجه بعد ذلك لدراسة الإسلام عن طريق المؤلفات الصينية، وقد استفاد كثيرا من مؤلفات ومترجمات كل من "وانغ داي يوي"، "ليوتشي" و"ماتشو" وكانت دعوته هذه أمراً جديدا وغير مسبوق في ذلك الوقت، حيث أسس مدرسته الأولى وأعلن فكرته الأساسية فقال: "طبقا للمعتقدات الإسلامية، يعمل مذهبنا على إيضاح الإسلام والدعاية له بثقافة بلدنا، والهدف من ذلك هو إحاطة الصينيين علما بشريعة الإسلام".
وكالعادة، لم يرق فكر شيداوتانغ للمذاهب الأخرى، فاتهموه بأنه يفسد الفكر الإسلامي الصحيح بما يعتمد عليه من كتب لا علاقة لها بالإسلام، لكن "ما تشي شي" استمر في دعوته، وقد ساعده في ذلك فكره الاقتصادي ومهاراته التجارية، حيث نفذ بعض المشروعات التي أغنت هذا المذهب عن أن يمد يده إلى أحد، وساعد على إقبال الناس عليه ما كان يقوم به من رعاية كاملة لأتباعه.
حظي هذا المذهب باستحسان الصينيين غير المسلمين، حيث وجدوه جسرا يربط بين الثقافتين الإسلامية والصينية، وقد خصص الصحفي الصيني الشهير "فان تشانغ جيانغ" (1909-1970) بعض الصفحات في كتابه "الركن الشمالي الغربي من الصين" للتعريف بمذهب شيداوتانغ حيث قال: "إن هذا المذهب جدير بأن يستأثر بالاهتمام فلسفيا واجتماعيا، ذلك بأنه يشدد على أهمية الثقافة ويقوم بنشر التعاليم الإسلامية اعتمادا على الثقافة الصينية.

خلاصة من بحث إسامة عبد السلام منصور 'طوائف المسلمين في اصين: الوجود والاختلافات'، ضمن الكتاب 105 (سبتمبر 2015) 'الإسلام في الصين' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي

عراق مسلمي الصين.. التأقلم والتمرد إدراك كيفية تطبيق الطريقة الصينية لاستيعاب الإسلام وتنزيل تعاليمه على مفردات واقعهم وتشجيع أطفالهم على أن يصيروا مسلمين صينيين.

خلاصة من بحث: إسحاق ما جيان فو 'الإسلام والشيوعية في الصين التوتر والمواءمة'، ضمن الكتاب 105 (سبتمبر 2015) 'الإسلام والمسلمون في الصين' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.
 
ميدل ايست أونلاين
الذين حملوا اسم الضيوف الأجانب، إسهامات عظيمة للتواصل بين الصين والدول الواقعة على امتداد طريق الحرير، مما نتج عنه ازدهارهم سكانيا ودينيا واقتصاديا. المساجد التي بنيت في المناطق التجارية تقف دليلا واضحا على هذه الحالة. وسع مغول أسرة يوان أراضيهم، واستقطبوا الناس من آسيا الوسطى وغربي آسيا للقدوم إلى الصين والعمل كجنود ومعماريين وعلماء ودعاة وعمال. أتى هؤلاء الناس ووجدوا السبل مهيأة أمامهم لكسب العيش، وكان عملهم مفيدا في بناء المدينة العاصمة دادو (بكين حاليا) والاحتلال الشرعي لأسرة يوان للرقعة التي تسيطر عليها.
تأقلم السكان الأوائل، فقد تأقلموا ووطنوا أنفسهم على العيش في المجتمع الرئيس، واندمجوا في تياره العام وتجاوبوا مع السبل الصينية لكسب العيش، كما تعلموا كيفية تطبيق الطريقة الصينية لاستيعاب الإسلام وتنزيل تعاليمه على مفردات واقعهم وتشجيع أطفالهم على أن يصيروا مسلمين صينيين، لا أن يكونوا "فانكه"، أي الضيوف الأجانب. وإذا أخذنا توطن المسلمين الأوائل على أنه عملية اندماج تدريجي، فإن أسرة يوان كانت الأسرة الإمبراطورية النموذج لانتشار توطن مسلمي هوي، الذين شملوا أناسا من آسيا الوسطى وبلاد الفرس وغربي آسيا.
أول القادمين
بعد انتهاء الحرب، ترجل الجنود المسلمون القادمون من آسيا الوسطى عن صهوات خيولهم وعاشوا مثل الصينيين، أي كحياة الفلاحين. خلال عقود قليلة من السنوات، ومع تحول عدد من الضباط والجنود المغول إلى الإسلام، إضافة إلى زيادة معدل المواليد، صار من الممكن أن يتحول مسلمو هوي إلى مجموعة عرقية. وقد جاء في "منغشي" تاريخ أسرة مينغ بالإنجليزية "هويهوي بيان تيان شيا"، أن مسلمي هوي كانوا يعيشون في كل مكان تقريبا في الصين في فترة أسرة يوان. وقد شجعت الحملات الغربية لجنكيز خان الناس من آسيا الوسطى حتى غربي آسيا، بل في شبه الجزيرة العربية، أن يأتوا إلى الصين، وما لا ينبغي إهماله أن بعضا منهم كانوا أسرى بعد حروب ضارية.
لم يأت هؤلاء الناس إلى الصين بمعية مشاعر الإسلام فحسب، وإنما جلبوا معهم –أيضاً- الحضارة. كان يطلق على المسلمين شعب "سه مو"، بالمقارنة مع الصينيين ذوي العيون السوداء، وبإسهاماتهم في المهارات المعمارية والحضارات العربية التي أدت إلى الارتقاء بوضعهم الاجتماعي في التسلسل الهرمي لسلطة يوان، مما أدى –أيضا- إلى استقطاب أعداد كبيرة من الصينيين للتحول إلى الإسلام. وقد جعل التقبل السياسي المسلمين ينخرطون بهمة ونشاط في التيار العام، ومحاكاة الصينيين في حياتهم، وجعل –أيضا- المسلمين يتحولون إلى الثقافة الصينية والمجتمع الصيني، مع تمسكهم بإسلامهم، كونه عمادهم الروحي. في الحضر والريف، على حد سواء، كان مسلمو هوي يقيمون في مساكن تحيط بالمساجد، وكانوا يمارسون شعائر الإسلام في أماكنهم الخاصة، وتقبلوا اللغة الصينية ونظام التعليم الصيني، وتزوجوا من نساء محليات وشاركوا في الشؤون السياسية، مما أدى إلى ظهور مجموعة عرقية جديدة بمسمى هويهوي، بينما عُرفوا لاحقا بمسمى "هوي مين"، أي أبناء قومية هوي، قبل تطبيق سياسة الحكومة الشيوعية في الصين لتعريف الأقليات العرقية، ثم هوي تسو، أي أقلية هوي العرقية.
مسلمو هوي
إذا اعتبرنا أن أسرة يوان تعد نقطة التحول نحو الازدهار، فإن فترة أسرتي مينغ وتشينغ كانت الصدمة لمسلمي هوي في الصين. إن آلاف السنين من تواصل التقاليد الصينية والتوارث والتطور، جعلت الثقافة الصينية مستقرة وذات قدرة على الاستيعاب والقبول. وقد تم "استيعاب" المسلمين في الصين بسمات هوية عرقية، فهم يتحدثون الصينية، ويتعلمون وفق الحضارة الصينية ويقبلونها، ويتخاطبون مثل الصينيين، كما جاء من تفاعلهم وتواصلهم المتواتر مع الصينين في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة.


الإسلام حضارة فن أيضاً ليس كله دين

فقد دمجوا الثقافتين الإسلامية والصينية، على حد سواء، في حياتهم اليومية. الأداء الثقافي للمسلمين، الذي هيمنت عليه سياسات أسرة مينغ، وخضع للوائح المنبثقة من تلك السياسات، انحصر وتراجع من العام إلى الخاص. كما أن المتطلبات غير المتوازنة المفروضة على المسلمين من قبل الحكومة، اضطرت المسلمين للتخلي عن ممارساتهم الاجتماعية وهويتهم الثقافية، وتقليص عاداتهم الدينية مع التوسع في العادات الصينية، مما أدى إلى تراجع التطور الإسلامي وإرباك الثقافة الإسلامية. لم يكن أمام مسلمي هوي إلا أن يطوروا التعليم المسجدي للأطفال في تجمعاتهم للحفاظ على عقيدتهم الإسلامية.
لم تستطع السياسة الشرسة والظالمة الحد من توسع مسلمي هوي، الذي تمثل في زيادة عددهم وانتشار أماكن إقامتهم والتنافس الاقتصادي، والعيش في حدود كشعب جماعي. وقد أدى اتساع المساحة التي تناثر فيها المسلمون الصينيون إلى إيجاد تنوع داخلي. كان يطلق عليهم قبل عام 1949 اسم "هويجياوتو"، وتعني الصينيين الذين يؤدون الشعائر الإسلامية. إنهم، أولاً وقبل كل شيء، يطلق عليهم "الصينيون"، وهو ما يشير إلى الصينيين من قومية هان. لم يكن هناك اختلاف بين الصينيين الذين يمارسون الإسلام والصينيين باستثناء دينهم. وقد أفضت القيود المفروضة من قبل أسرة مينغ على مسلمي هوي، والحظر المضروب حولهم، إلى تحفيزهم على المزيد من التركيز على حياتهم الخاصة، مثل الشعائر والطقوس اليومية، بالرجوع إلى أيام العطلات والأعياد الإسلامية والذكريات والمناسبات الدينية. وقد تواصلت الحياة الدينية التي انتظمت مسيرة المرء من المهد إلى اللحد، مع الاهتمام بتفاصيل تلك الحياة ومفرداتها على نطاق الطيف الحياتي العام للإنسان المسلم، حيث أصبحت تلك الخصوصيات تحل محل المشاركة الفعالة لمسلمي هوي في مضمار الحياة العامة. وعلى هذه الخلفية تجمع مسلمو هوي في شمال غربي الصين، وما يعرف -حاليا- بمقاطعة قانسو ومنطقة نينغشيا، ومقاطعتي تشينغهاي وشنشي، وتنادوا وتداعوا في تجمعات ذات حدود وتخوم واضحة. وخلال تلك الفترة قام الزعماء المسلمون، من ذوي الجاذبية والكاريزما، بفرض القيود والمحظورات، يدفعهم إلى ذلك خشيتهم من فقدان عقيدتهم الإسلامية، وعدم تمكنهم من ممارسة شعائرهم وشرائعهم الإسلامية. لذا، فقد منعوا زواج النساء المسلمات من الصينيين ما لم يعتنق هؤلاء الرجال الإسلام. أما الرجال المسلمون فقد تم تشجيعهم على الزواج من النساء الصينيات بغية استمالتهن لاعتناق الإسلام.
أسرة مينغ
هيمن نظام أسرة مينغ على تطور الإسلام في الصين، على الرغم من أن مسلمي هوي كانوا قد تغلغلوا بالفعل في كل ركن من أركان المجتمع الصيني. عندما تولى المنشوريون في أسرة تشينغ السلطة، أتى مسلمو هوي بأفكار جديدة للإسلام عندما ذهبوا للحج في مكة. وفي طريق ذهابهم إلى الحج وإيابهم من تلك الرحلة، تلقى هؤلاء الناس أفكارا وسعوا إلى تكوين فروع وجماعات جديدة. كما أن السياسة الإقصائية السائدة لدى الحكومة المنشورية خلقت صراعات داخلية بين مسلمي هوي، ومصادمات خارجية بين الحكومة والمواطنين من هوي. وقد أدت العقوبات الصامتة والصارمة التي فرضتها الحكومة، إلى التمردات المتكررة لمسلمي هوي. وبعد قمعهم وإعدامهم، تعرض مسلمو هوي لمذبحة كارثية.
التفاعل والتواصل طوال العهود الإمبراطورية بين مسلمي هوي الصينيين والصينيين من قومية هان، وفيما بين مسلمي هوي الصينيين، وأيضا مع الحكومات المهيمنة، شكلت الكيان العرقي لمسلمي هوي الصينيين وثقافتهم التي تتميز بأنهم مسلمون صينيون ومن هوي.. وإذا اتخذنا فترة ما قبل عام 1949 مثالاً لمسيرة تكوّن المسلمين الصينيين، وتلاقحهم الثقافي وتوطنهم، فإنه بعد عام 1949 اعتلت حكومة الصين الشيوعية سدة الحكم، بالتزامن مع ظهور أقلية عرقية هي قومية هوي (هوي تسو) في الصين. سوف نتناول في الفقرات التالية بالبحث والنقاش موضوع مسلمي هوي الصينيين، وتفاعلهم مع "الشيوعية" من خلال الإسلام والتقاليد الصينية.

الإسلام والمسلمون في الصين المؤلف : مركز المسبار

تقديم
يتناول الكتاب أحوال الإسلام والمسلمين في الصين من زوايا عدة: تاريخية وسياسية ومجتمعية ودينية واقتصادية. قلّما اهتم الباحثون العرب ومراكز الدراسات بهذا الموضوع الحيوي، نظراً لما تتميز به الصين من تعقيد على المستويين الإثني والديني، في بلد يصل عدد القوميات فيه إلى (56) قومية وتبلغ مساحته (9,6) ملايين كيلو متر مربع، أي ما يعادل (15%) من إجمالي مساحة اليابسة في العالم، ويساوي حجم قارة أوروبا.
يسلط «الإسلام والمسلمون في الصين» (الكتاب الخامس بعد المئة، سبتمبر/ أيلول 2015) الضوء على الطوائف الإسلامية في الصين، وأسباب ظهورها، والخلافات المذهبية وتأثيرها في حاضرها ومستقبلها. ولا يمكن دراسة راهن المسلمين الصينيين دون مناقشة العلاقة بين الإسلام والشيوعية المتأرجحة بين التوتر والمواءمة، هذا إلى جانب المؤسسات الإسلامية التقليدية التي تميط اللثام عن دور المسجد والتصوف والتعليم الديني في تشكيل الهوية الدينية. على الضفة الأخرى أثارت السلفية التقليدية والسلفية الجهادية التكفيرية في الصين أسئلة متداخلة، سعت إحدى الأوراق البحثية المدرجة في الكتاب إلى الإجابة عنها، دون إهمال أصولها التاريخية واختراقها الإسلام الصيني.
يعالج الكتاب في دراساته، ثنائية الإثنية والإسلام في الصين وما تفرضه من توتر هوياتي، وحدود التلاقح الثقافي على صعيد الأدب الشعبي، التي واكبها نشاط في حركة الاستعراب فتحت المجال أمام حركة نشطة للترجمة، أدت إلى نقل عدد لا بأس به من الأدب العربي الكلاسيكي والحديث إلى اللغة الصينية، دون أن نغفل عن حضور الإعلام الصيني في المنطقة العربية.
تُعد العلاقة بين الويغور والدولة في الصين من أكثر الملفات تشنجاً في المرحلة الراهنة؛ فهو تشنج يرتبط بجذور تاريخية بدءاً من فترة أسرى تشينغ الكبرى، وصولاً إلى حكم الشيوعيين الصينيين، والتي دفعت –لاحقاً- باتجاه اتخاذ إجراءات لمقاومة التطرف الديني والأنشطة غير القانونية في منطقة شنجيانغ الويغور المستقلة، والتي تبدت بصورتها الأوضح من تهديد الإسلام السياسي.
أفادت الحضارة الصينية من العلوم الإسلامية في الرياضيات والفلك والطب. وانتشرت حكايات شعبية ذات أصول عربية أو إيرانية بين الصينيين، مثل شخصية الأفندي الصيني وجحا العربي، أصبح بعضها جزءاً من الإنتاج التلفزيوني والمسرحي، فراكمت من التبادل الثقافي.
أسس المسلمون الصينيون هوية انبثقت من تفاعل تبادلي بين التقاليد المشتركة للإسلام مع السياقات الاجتماعية والسياسية. وهي هوية متحركة يُعاد تشكيلها حسب التحوّلات في الواقع الصيني بطريقة جعلت من المسلمين الصينيين مكوِّناً رئيساً من النسيج الاجتماعي والسياسي الصيني، مع الحفاظ على هويتهم الدينية الخاصة.
وعلى الرغم من أن الصين دولة متعددة القوميات والأديان (الطاوية، البوذية، الإسلام والمسيحية) وتتمتع بالتمايز الإيجابي في العادات والتقاليد، لكنها ترابطت في ما بينها بأواصر مشتركة بسبب دروس التاريخ والاندماج والانصهار الوطني، والسعي إلى التطور والتقدم بخطى كبيرة نحو المستقبل، لا سيما على الصعيد الاقتصادي الذي دفع الصين إلى انتهاج دبلوماسية ناعمة وهادئة تجاه العالم الخارجي والمنطقة العربية.
لعب التنوع الإثني في الصين –عموماً- وبين المسلمين الصينيين –خصوصاً- دوراً في بلورة الهوية الخاصة بالإسلام الصيني. وأثارت ثنائيات: الوطن والدين، الشيوعية والإسلام، إشكاليات معقدة حُسمت لصالح الهوية الوطنية الصينية العابرة للطوائف والأديان، والاتجاه بها عبر التركيز على الحياة الاقتصادية والنشاط العملي وصرف الاهتمام عن الأديان.
تعتبر قضية الويغور القضية الأكثر تعقيداً في علاقة المركز بقوميات الصين المسلمة، نتيجة الطموح التركي للامتداد شرقاً وسط آسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وقد شجعت تركيا الويغور على الوقوف أمام المركز في بكّين، لدرجة أن أول مجلس وطني ويغوري تشكّل في إسطنبول عام 1992. أدى الصراع بين قومية الويغور والحكومة الصينية -في بعض المراحل- إلى عنف متبادل بين الطرفين، دفع السلطات الرسمية -أحياناً- إلى حظر الأنشطة الدينية العادية، والتشديد على الحرّية الدينية بغرض مكافحة التطرّف الديني، وتحديداً إثر انتشار الإسلام الراديكالي في المحيط المباشر لجمهورية الصين الشعبية، وبعد إعلان تنظيم القاعدة بأنه يعمل على استعادة تركمانستان الشرقية (شنجيانغ) وضمّها إلى الخلافة الإسلامية. هذه العلاقة المتوترة بين الحكومة الصينية ومسلمي غرب الصين انعكست على نظرة بعض العرب والمسلمين للصين.
باتت الصين –اليوم- مرشحة للقيادة العالمية، فتعد من أكبر القوى الاقتصادية في العالم. كما تشهد الدبلوماسية الصينية تفاعلاً إيجابياً على المستويين الإقليمي والعالمي، مما يعزز من دورها السياسي، لا سيما في العالم العربي، خصوصاً أنها ليس لها تاريخ استعماري في المنطقة العربية، مما يفتح لها آفاقاً واسعة نتيجة اعتمادها على ثنائية: الاحترام المتبادل لسيادة الدولة الوطنية ووحدة أراضيها، والتعامل على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. وتخلص دراسات عدة إلى أن الصين تملك المؤهلات اللازمة كي تصبح المُنافس الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام 2025، عدا عن أنها مرشحة للتمتع بمركز يفوق الاتحاد الأوروبي خلال الخمسين سنة القادمة.
في الختام يتوجه مركز المسبار بالشكر لكل الباحثين المشاركين، ويخص بالذكر الزميلة ريتا فرج التي نسقت العدد، ونأمل أن ترضيكم ثمرة جهدها وفريق العمل.
رئيس التحرير
سبتمبر (أيلول) 2015

السبت، 28 أكتوبر 2017

الملتقى اللّبناني – الصيني الأوّل للترجمة بين العرية والصينية



كاتب المقالة: محرر الموقع
الترجمة، بالمفهوم الثقافي والحضاري، هي فعل مُثاقفة حيّة لتحويل طاقات المجتمع الإبداعية إلى قوى مُحرِّكة للعمل والإنتاج، وتحويل الكلمة المنقولة عبر الترجمة إلى ديناميّة قويّة لتغيير المجتمع، بعدما بات العالم كلّه يخضع لثقافة متفاعلة في عصر العولمة.

الصين دولة رائدة في مجال تعزيز التفاعل الثقافي بين القوميّات الصينيّة، من طريق احترام لغاتها، وتشجيع الترجمة المُتبادَلة بين اللغات العالمية الحيّة واللغة الصينيّة، بصفتها الإطار الجامع لثقافة ستّ وخمسين قوميّة صينيّة عبر مختلف الحقب التاريخية.

وبعدما تبنّت سياسة الانفتاح والإصلاح منذ العام 1978، دخلت الصين بقوّة إلى منطقة الشرق الأوسط والقارّة الأفريقية من خلال المشروعات الإنمائية، والاستثمارات الكبيرة، والجاليات الصينيّة المتزايدة عدداً. وعلى الرّغم من الأوضاع الدمويّة التي تعصف بهذه المنطقة منذ العام2011، أقامت الصين علاقات ودّية مع جميع دول الشرق الأوسط، على أساس المنفعة المُتبادَلة، وضمان المصالح المشتركة.

بالتنسيق مع "جمعية الصداقة الصينيّة مع الشعوب الأجنبيّة"، عملت "الرابطة اللبنانيّة- الصينيّة للصداقة والتعاون" على تعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي والشبابي والسياحي مع الصين. وفي العام 2013 عَقدت الجامعة اللبنانية اتّفاقيات أكاديميّة مع أربع جامعات صينيّة. فتزايد حضور الأساتذة الزائرين وبعثات الطلبة في لبنان والصين. واعتُمِدت اللغتان الصينية والعربية في الحوار بين الجانبَين. ونجحت الجهود مؤخّراً في استقدام أساتذة صينيّين لتدريس اللغة الصينية في مركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية. وبدأ إرسال المتفوّقين من طلّاب اللغة الصينية في دورات تدريبية إلى معهد كونفوشيوس في الصين.

في هذا السياق، وبالتعاون بين مركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية وجمعية الصداقة الصينيّة مع الشعوب الأجنبيّة وجامعات صينيّة، زار وفد أكاديمي لبناني رفيع المستوى الصين في الفترة ما بين 30 أيار (مايو) و4 حزيران (يونيو) 2016 لعقْد الملتقى اللبناني – الصيني الأول  للترجمة بين العربيّة والصينيّة. ضمّ الوفد عشرة أساتذة ممّن لديهم خبرة واسعة في تدريس الترجمة في الجامعة اللبنانية، ومنهم مَن تَرجم عدداً كبيراً من الروائع الأدبية العالمية والدراسات الصينيّة المتميّزة  والمُترجَمة إلى لغاتٍ عالمية.

عَقد الملتقى الصيني- اللبناني الأوّل للترجمة بين العربية والصينية أولى جلساته في "كليّة الدراسات العربية" في "جامعة الدراسات الأجنبية" في بكين بتاريخ 31 أيار(مايو) 2016؛ وضمّ الجانب الصيني مجموعة متميّزة من كبار الاختصاصيّين الذين قدّموا أبحاثاً معمّقة أبرزها: "أحبّ الشعر العربي فأترجمه"، و"تجربتي في ترجمة التراث الصيني إلى العربية"، و"الأدب الصيني في مصر"، و"ترجمة الأدب العربي في الصين"، و"حكاياتي مع الأدب العربي"، و"محمود درويش في الصين".

بدوره، قدّم الجانب اللبناني خمسة أبحاث معمّقة حملت العناوين التالية: "اللغة الصينيّة في أدب الرحّالة الأوروبيّين"، و"لماذا لم يترجم العرب الفكر الصيني؟"، و"دور الترجمة وتعلّم اللغات في التبادل الثقافي"، و"ترسيخ العلاقة بين الصين ولبنان"، و"على طريق الحرير: لغات وثقافات".

ثمّ استكمل الملتقى جلساته في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية عبر المشاركة في مؤتمر"التبادلات الثقافية والإنسانية بين الجانبين الصيني والعربي"، وذلك بالتعاون مع "جمعية الصداقة الصينيّة مع الشعوب الأجنبية"، و"المنظّمة العربية للترجمة"، و"اتّحاد المترجمين العرب". وعُقد المؤتمر خلال يومَي 4 و 5 حزيران (يونيو) 2016 "إحياءً لذكرى مرور ستّين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية".

قدّم الجانب اللبناني خمسة أبحاث جديدة حملت العناوين التالية: "الترجمة وآفاق التفاعل الثقافي بين العرب والصينيّين"، و"دور الترجمة في المثاقفة بين الحضارتَيْن العربيّة والصينيّة"، و"ترجمة العلوم ودورها في التبادل المعرفي بين الصين والدول العربية"، و"واقع الترجمة من الصينيّة إلى العربيّة"، و"ترجمة قصص الأطفال ودورها في التواصل الثقافي بين لبنان والصين".

أمّا الجانب الصيني،  فحشد كمّاً هائلاً من المترجمين الصينيّين. وإلى جانب كلمات الافتتاح الغنيّة بدلالاتها الثقافية، ومعرض الكُتب المترجَمة من وإلى اللغة الصينيّة، توزّع الباحثون الصينيّون على محاور ثلاثة: "أبحاث الأساتذة والخبراء والدبلوماسيّين الصينيّين المشهود لهم في مجال الترجمة بين العربيّة والصينيّة"، و"منتدى المترجمين الصينيّين لطلبة الدكتوراه"، و"منتدى المترجمين الصينيّين لطلبة الماجستير".

قُدِّمت إلى المؤتمر أبحاث متنوّعة تكرّرت في كثيرٍ من عناوينها ومضامينها. وذلك يتطلّب دراسة مطوّلة لأبحاث هذا المؤتمر الذي شكّل نقلة نوعيّة في تاريخ الترجمة المتبادَلة بين العربيّة والصينيّة. وبدا واضحاً أنّ الحضور الكثيف للباحثين والمترجمين الصينيّين في رحاب المؤتمر، قابله حضور ضعيف جداً للجانب العربي، نظراً لغياب مؤسّسة ثقافية عربية ترعى شؤون الترجمة والمترجمين العرب عن اللغة الصينية.

ركّزت أبحاث الصينيّين على دور الترجمة في تطوير العلاقات العربيّة – الصينيّة، واكتساب مهارات الترجمة الأساسية عبر مواد التدريس، وأثر الترجمة في التواصل الحضاري بين الأمم ذات الحضارات العريقة، وتطوير قدرات الترجمة التحريرية، وأنواع الترجمة ومعاييرها، ومناهج تعليم الترجمة في أقسام  اللغة العربية وطُرق تدريسها، ودور الترجمة في إعداد الكفاءات الدولية المتميّزة والمختصّة، والتي تجيد لغات دولية عدّة، والخصائص التعليمية في فنّ الترجمة في مجال العلوم التجارية والصناعية، وتطبيق نظرية التحويل اللغوي في الترجمة العربية – الصينية، وكيفية تنمية قدرات الطلّاب الجامعيّين على ترجمة النصوص التطبيقية العربية، وعلى الترجمة التحريرية، ومشكلات ترجمة المصطلحات النحوية من العربية إلى الصينية، وكثير غيرها.

وشدّد مترجمون صينيّون آخرون على التثاقف وتفعيل التبادلات الثقافية والإنسانية بين الجانبَيْن الصيني والعربي، والأعمال السينمائية والتلفزيونية المُدبلَجة، التي تضفي حيوية على التبادل الثقافي الصيني العربي، ودور الترجمة في إثراء الصلات الثقافية بين الشعوب، وترجمة أمّهات التراث الثقافي الصيني والمؤلّفات الكلاسيكية الصينية، والترجمة الصينية لتفاسير معاني القرآن الكريم وخصائصها، ومشكلات الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية، تنظيراً وتطبيقاً، وترجمة كتب الفكر السياسي الإسلامي، والترجمة التواصلية كوسيلة محورية للتبادلات الثقافية بين الصينيّة والعربيّة، ودراسة في ترجمة بعض المصطلحات الفلسفية للكونفوشيوسية والطاوية، ومفهوم العامل النحوي وترجمته في الأبحاث العلمية الصينية، وكثير غيرها.
وقُدّمت أبحاث عدّة في محور الترجمة وطريق الحرير، ودور الترجمة في عملية بناء طريق الحرير، والتبادل الثقافي وأهمّية دوره لتعزيز طريق الحرير وتوثيق العلاقات العربيّة – الصينيّة، وتوسيع قنوات استقدام الطلّاب الوافدين من الدول المَعنيّة بمشروع "الحزام والطريق"، وطريق الحرير والتعاون الثقافي بين الصين والدول العربية، ودور قطاع النشر في التبادلات الثقافية بين الصين والعالم العربي، وظاهرة الصورة السلبية المتبادلة في الترجمة الإعلامية، ودور خبراء الدراسات الصينية المصريّين في التبادلات الثقافية الصينية – العربية، والكتب العربية المُتاحة في المكتبة الوطنية الصينية، ودراسة في ترجمة الأعمال الصينية والعربية في ظلّ مبادرة "الحزام والطريق"، ومشكلات نشر الكتب الصينية في العالم العربي،  وأثر الأعمال الكلاسيكية الصينية المُترجَمة إلى العربية على انتشار الثقافة الصينية في الدول العربية، وكثير غيرها.

وخصّص المؤتمر محوراً لمنتدى الترجمة لطلبة الدكتوراه، قُدِّمت فيه أبحاث عدّة أبرزها: الترجمة التحريرية في السياسة والدبلوماسية، ودراسة في آلية الترجمة للجائزة العالمية للرواية العربية، وفكر كونفوشيوس والعرب: دراسة مقارنة، ودراسة في تكتيكات الترجمة بين الصينيّة والعربيّة من منظور الاختلاف الثقافي، وتنمية الوعي المبكّر بأهمّية الترجمة في تعليم اللغة العربية وغيرها.

كما خُصِّص محورٌ آخر لمنتدى الترجمة لطلبة الماجستير قُدِّمت فيه أبحاث متنوّعة أبرزها: ترجمة الفكر العربي المعاصر في الصين: محمد عابد الجابري وفكره  أنموذجاً، وترجمة المعلومات الثقافية في رواية "الذرّة الرفيعة الحمراء"  للكاتب الصيني مو يان، والفرص الجديدة أمام الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية في ظلّ مبادرة "الحزام والطريق"، ودراسة في ترجمة القصائد العربية الكلاسيكية إلى اللغة الصينية: معلّقة امرىء القيس أنموذجاً، ودراسة في الصعوبات التي يواجهها الوافدون العرب في الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية، ودراسة في إعلام المسلسلات الصينية في العالم العربي من منظور الترجمة، ودراسة في نقاط الاختلاف بين الثقافتَيْن الصينيّة والعربية: الأمثال الصينية والعربية أنموذجاً، وترجمة "البلاغة المحلّية" الصينيّة إلى اللغة العربية وقبولها في الدول العربية، والترجمة الأدبية في إطار التبادلات بين الحضارتَيْن الصينية والعربية من منظور القوّة الناعمة، وغيرها.

دلّت أبحاث الملتقى اللبناني – الصيني الأوّل، والمناقاشات التي رافقته، على حرص الجانبَين على تعزيز العلاقات الثقافية بين لبنان والصين، والعمل المُمنهَج لتوليد جيل جديد من المترجمين اللبنانيّين المتضلّعين من العربيّة والصينيّة وينقلون عبرهما الكثير من الدراسات العلمية الرصينة في مختلف مجالات التراث والثقافة والتاريخ والعلوم والفنون والآداب وغيرها. ويعمل الجانبان اللبناني والصيني على تفعيل الاتّفاقيات المُبرَمة بين الجامعة اللبنانية والجامعات الصينية لتطوير مناهج الترجمة المتبادَلة بين العربيّة والصينيّة عبر تذليل العقبات أمام تبادل الأساتذة والطلبة الجامعيّين. ويجري العمل حالياً على إنشاء قسم اللغة الصينية وآدابها في "مركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية"، كي يُعَدّ طلّابه للترجمة الفورية والأدبية والعلمية، تمهيداً لمرحلة الماجستير والدكتوراه في اللغة الصينية وآدابها.

ختاماً، شكّل "الملتقى  اللبناني – الصيني الأول للترجمة المُتبادَلة بين العربية والصينية" نقلة نوعية في مجال تعزيز التبادل الأكاديمي والطلاّبي بين الجامعة اللبنانية والجامعات الصينية. وذلك يتطلّب تنفيذ مشروعات مشتركة بين المترجمين اللبنانيّين والصينيّين، وترجمة أفضل ما يُكتَب بالعربيّة والصينيّة ونشره، وتقديم  الدعم المالي لدور النشر اللبنانيّة والصينيّة، التي تتحمّل نفقات الترجمة، ومَنْح جوائز رفيعة المستوى لأفضل المترجمين والناشرين بين هاتين الثقافتَين.

بعد النجاح الذي حقّقه الملتقى في الصين هذا العام، بدأ التحضير لعقد الملتقى الثاني للترجمة  المُتبادَلة في رحاب الجامعة اللبنانية في العام 2017. وتُبدي الجامعة اللبنانية اهتماماً متزايداً بتدريس اللغة الصينيّة وآدابها في لبنان، والعمل على توليد جيلٍ من المترجمين اللبنانيّين الشباب المتضلّعين من العربيّة والصينيّة، وتقديم الدعم الكافي لهم من خلال المُنح البحثية، والمساعدات المالية لنشر ترجماتهم عن الصينيّة إلى العربيّة.

http://ofoq.arabthought.org/?p=2515

المصدر: مؤسسة الفكر العربي ( افق )
موضوع المقالة: الأخبار الثقافية