الخميس، 14 أغسطس 2014

محاكمة شهرزاد



 

نشر غسان تويني كتاباً بعنوان: «قرن لأجل لا شيء»، ويقصد به ضياع الفرصة من يد العرب على امتداد القرن العشرين. ولكن، عملياً، من يتأمل العالم العربي ويتابع حركته يلحظ ان العربي لم يُضع قرناً واحداً من الزمان، ولكنه أضاع قروناً كثيرة، وفرصاً كثيرة، تتعدّى القرن الواحد والقرنين بل والثلاثة. أتساءل أحياناً لماذا نحن العرب من هواة تضييع الفرص؟ أظن ان الأسباب متعددة، ثمة ما أسميه «معايير التخلّف» و«معايير التقدّم» إذ من العبث ردّ أسباب التخلّف او التقدم الى عامل واحد، وإن كنت أعتقد ان السبب الجوهري للتخلّف هو الأميّة، ولكن ليس بحسب ما يعرّفها القاموس، وتعريف القواميس يكون أحياناً بارداً، يحتاج الى دفء الشواهد النصيّة. هل الشهادات، مثلاً، تنفي الأميّة؟ ومن يعمل في حقل المعاجم يعرف صعوبة ضبط سلوك كلمة.
النظرية اللغوية التي أتى بها الفيلسوف النمساوي «فتغنشتاين
Wittigenstein» تنسف فكرة وجود معنى للكلمة، ونظريته من أصدق النظريات تصويراً للواقع اللغوي، الاستعمال هو الذي يحدّد معنى كلمة ما، القاموس أشبه بصفّارة الانطلاق للمعنى، ولكن لا هو الطريق، ولا هو عابر الطريق. السياق هو الذي يحكم مسار الكلمة، كرّها وفرّها في أرض المعنى. والسياق لغويّ وزمني ومكاني وجنسي، ولكل كلمة ظل.. لا تعيش الكلمات بلا ظلال، نعرف ان الظل لا يصبر على شكل واحد، الشمس تلعب بشكله، الغيمة تلعب بشكله، المكان الذي هو فيه يلعب بشكله. الظل على صفحات الماء ليس كالظل على اليابسة... الخ.
كلامي تمهيد لوصف معاناة شهرزاد في مصر. مجموعة من المحامين الذين يناصبون شهرزاد العداء طالبوا بمحاكمتها وقصّ لسانها ومنعها من نشر الغواية والدعارة في المطبوعات المصرية. طالبوا بتمزيق صفحات «ألف ليلة وليلة». هل يعرف الانسان العربي ان أشهر امرأة «عربية» في العالم هي شهرزاد، وأن «ألف ليلة وليلة» رصيد عربي لا يشاركها فيه أي كتاب آخر؟ كنت أقرأ عن تجوال «ألف ليلة وليلة» في العالم، فاكتشفت أنه أشهر كتاب عربي خارج الجغرافية العربية وليس القرآن الكريم، أي ان الناس غير المسلمين الذين سمعوا بـ«ألف ليلة وليلة» هم أضعاف من سمعوا بالقرآن الكريم. فاجأتني هذه المعلومة إذ كنت أظن مثل كثيرين ان القرآن الكريم هو الكتاب العربي الأكثر شهرة وليس كتاب «ألف ليلة وليلة».
تساءلت وأنا أقرأ الخبر في الجرائد المصرية: أليس كل من يناصب «ألف ليلة وليلة» العداء إنما يفعل ذلك جهلاً بتراثه العربي؟ وحين أقول: «تراثنا العربي» فإنما أقصده بكل تفاصيله. لنفترض ان تراث كل أمّة هو منزل (هل يخلو منزل من بيت خلاء او غرفة نوم؟). ويلٌ لمن لا يسكن في تراثه! وويلٌ، أيضاً، لمن يناصب تراث غيره العداء. النظرة الى تراث الآخر جزء من إغناء منظوري لتراثي. سأعطي مثالاً بسيطاً، كنت قد درست اللغة العبرية في باريس لمدى سنتين في «معهد اللغات الشرقية»، وكنت أجيب من يسألني عن سبب تعلّمي اللغة العبرية بأنني أتعلّمها لأقوّي لغتي العربية! الجواب الأولي المتوقّع ربما هو أنني أتعلم لغة عدوّي، اعتبرت الجواب الأول ثانويّ لأن تخصصي فياللغة العربية، وعليه تعلّمي للعبرية، كان بهدف تعميق معرفتي بلغتي العربية، ومعرفة ما لا تقوله لي لغتي بلسانها المباشر. تابعت تخصصي في مجال الألسنية العربية في باريس، وإن كنت أحترم شيئاً في التعليم هناك فهو تعليم الأدب العربي باللغة الفرنسية، لا أنسى كيف كان المستشرق الفرنسي الكبير أندريه ميكيل (
André Miquel) يحلّل، في الـ«كوليج ده فرانس»، قصائد أبي العتاهية وابن زيدون ومجنون ليلى بالفرنسية. يقرأ بيت الشعر بالعربي ثم يحلّل دلالاته وجمالياته البلاغية بلغته الفرنسية. تخيّلوا مثلاً تدريس الشاعر الفرنسي بودلير باللغة العربية في جامعة من الجامعات العربية! سوف يعتبر الأساتذة تعليمه بالعربية جنوناً من جملة الجنون الضارب أطنابه في العالم العربي. ولكن أليس من معايير التقدّم الاستبصار بالأدوات والمناهج التي تستعملها الأمم التي ننظر اليها باعتبارها أمماً متحضّرة علمياً؟ وعليه فإنني أعتبر تعامل أندريه ميكيل مع القصائد العربية معياراً من معايير التقدّم.
«ألف ليلة وليلة» من تراثنا العربي، والطريف ان أول دراسة عربية جادّة عن شهرزاد كانت بقلم امرأة رائدة هي الدكتورة سهير القلماوي. لا أفهم سرّ العداوة لشهرزاد. لنفترض ان الكتاب ماجنٌ وغير أخلاقي وهو يتضمن مقاطع وصفية تثير الغرائز، ولنفترض جدلاً ان هذه التعابير تخلّ بالآداب، وتخدش الحياء، وتسفك دم الأخلاق، ولنفترض جدلاً ان هذا الكلام صحيح! أليس من المفروض ان نطبّق هذا المعيار بالعدل والقسطاس المبين؟ أليس من المفترض ان لا نمارس ما يمارسه الغرب من ازدواجية خبيثة في المعايير، وأن لا نتعامل مع تاريخنا من منظور عنصري؟ ثم لماذا نعامل بعض التراث على أنه ابن ستّ وبعض التراث على أنه ابن جارية؟ ولماذا نتعامل مع شريحة من كتاباتنا على أنها بنت حبر مثل الدم الأزرق، وشريحة أخرى على أساس أنها بنت حبر ملوّث؟.
وهل يبقى تراثنا تراثاً في حال طبّقنا عليه ما نطبّقه على «ألف ليلة وليلة»؟ الخسارة، في حال وضعنا المعيار حيّز التطبيق، فادحة. لأننا سنلغي من تراثنا شخصيات كثيرة، دينية وغير دينية، علينا ان نطرد الجاحظ من ديارنا وصفحات كتبنا، ونستعيذ بالله منه كما نستعيذ من الشيطان الرجيم، ففي كتابه «البيان والتبيين» كلام فاحش كثير، وتعابير عارية، وكذلك في كتاب «الحيوان» وكلمات ونوادر ما لا تجرؤ أية جريدة عربية، اليوم، على نشره. وعلينا ان نقطع نسل أبي حيّان التوحيديّ الأدبي من الوجود، لأنه كان فاسق اللسان في «الإمتاع والمؤانسة»، وفي «البصائر والذخائر»، وعلينا ان نرمي بالإمام جلال الدين السيوطيّ في سلّة المهملات لأنه ألّف كتاب «رشْف الزلال من السحر الحلال» وهو كتاب عن وصف «ليلة الزفاف» بلسان ومفردات ومصطلحات فقيه ومحدّث ومقرئ، وأن نتّهم الإمام ابن الجوزيّ بالمجون لأنه ألّف كتاب «أخبار الظراف والمتماجنين»، وعلينا ان نرمي بشعراء العصر الأموي، الفرزدق والأخطل وجرير في البحر لأن في شعرهم الهجائي سباباً من تحت الزنّار، وأن لا نعترف بابن الرومي سليط اللسان، وأن نسحب الجنسية من أبي نؤاس المارق ومن على شاكلته، وأن نحرق أوراق كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، او كتاب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» للثعالبي، وأن نلغي كل المعاجم العربية القديمة لأنها تتضمن كلاماً بذيئاً يجرح مشاعر الآداب.
من الحماقة ان تتعامل الأمة العربية مع أشياء حضارتها كما تعاملت طالبان مع «أصنام بوذا» التي كانت شاهد عيان على سماحة الحقبات الاسلامية الزاهرة.


 
 

السبت، 9 أغسطس 2014

عنترة ويوسف القرضاويّ

قالت لي احدى الصديقات اليوم ، نقلا عن قريب لها ملتزم، انه كاد أن ينتف شعر رأسه حين حدّثه شاب عن يوسف القرضاوي. الأمر ليس غريبا الى الآن ، ولكن غرابته تكمن في ان الشابّ ، أوّل طلعة عمره، كان يعتقد أن الشيخ يوسف القرضاويّ من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
لا فرق هنا، بين يوسف القرضاويّ وعنترة. عملا بالقول المأثور: من معرفته بالصحابة يصلّي على عنتر.

كان يشتري كتب العقّاد ووطه حسين ومارون عبّود وميخائيل نعيمة.

كان في السادسة عشرة من العمر. أغلب وقت فراغه أو عطلته المدرسيّة يقضيه في العمل كـ " درايفر" في مطعم. كان يسكن في ابي سمراء، والعمل في وسط المدينة. كانت النزلة من أبي سمراء الى البلد بالتاكسي بنصف ليرة، والطلعة بنصف ليرة. كان يفضّل النزول سيرا على الأقدام والصعود أيضا سيرا على الأقدام، ممّا يعني انه كان يوفّر على جيبته ليرة في اليوم.
كان سعر الكتاب يتراوح بين ثلاث وخمس ليرات، كان يقول لنفسه: الليرة التي أوفرها في اليوم تسمح لي في نهاية الأسبوع بشراء كتاب. كان يشتري كتب العقّاد ووطه حسين ومارون عبّود وميخائيل نعيمة.
كلّما وقع كتاب من هذه الكتب بين يديه يتذكّر ايام كان يتعامل مع النصف ليرة على أساس أنّها عدّة صفحات من كتاب .

أنا و" Nous Deux" والأدب العربي


 
 
كنت في صفّ البريفيه حين قرّرت أن أتخصص في الأدب العربيّ، وأذهب الى باريس لنيل درجة الدكتوراه من السوربون على غرار ما فعل طه حسين.
وحين التحقت بالجامعة اللبنانية واجهتني عقبة، هي عقبة اللغة الفرنسيّة. اللغة الفرنسيّة شرط حصولي على الليسانس في الادب العربي. وكنت ضعيفا في الفرنسيّة، كان كلّ ما املكه من وقت اكرّسه لقراءة كلّ ما له علاقة باللغة العربية: الشعر الجاهلي، سيرة ابن هشام، كتاب الأغاني، قصص الأنبياء، المقامات، الاحاديث النبوية، التفاسير. كنت في صفّ البريفيه القسم الثاني حين اشتريت تفسير ابن كثير ورحت أقرأه صفحة صفحة، وقرأت سيرة عنترة حين كنت في صفّ البريفيه.
قدّمت امتحانات السنة الأولى في الجامعة وسافرت الى باريس والتحقت بمعهد لتعليم اللغة الفرنسية في باريبس، طبعا ثلاثة أشهر لا تكفي لتطويع لغة، أي لغة كانت.
وحين عدت الى لبنان رحت ابحث عن طريقة تسهل لي هضم اللغة الفرنسية. قلت: سأتعامل معها كأنّها مادة من موادّ تخصصي في العربية. ولا بدّ من إيجاد وسائل تكسر هيبة اللغة الفرنسيّة في حياتي. لم أرد التعامل مع القصص والا الروايات ولا الفلسفة ، كان همّي اللغة لا ما تحمله اللغة. فالقصص والروايات وعالم السرد قد يبلبل رأسي، ويشتّت ذهني. وجدت طريقة ترضيني، وهي ان أشتري كتبا فرنسيّة تحكي عن العالم العربيّ، مثلا كتاب بلاشير عن المتنبي، وكان المتنبي من جملة الشعراء الذين ندرسهم، ورحت اقرأ شعر المتنبي بالفرنسي، وأقارن بينه وبين النصّ الأصلي، واشتريت نسخة قرآن مترجمة الى الفرنسيّة، ورحت اقرأ القرآن بالفرنسيّ، فالمعنى موجود في ذهني، وهذا ما يخفف عليّ التقاط المعنى، وصرت اشتري مجلة " noux deux"  لسبب بسيط، وهي انها تتضمّن قصصاً مصورة رومانسية بالفرنسيّ، لم تكن تعنيني الرومانسية، كان يعنيني الحوارات بين أبطال القصّة ، اللغة حوار، كانت الجمل بسيطة، وان غمض عليّ معنى استعين بالصورة لإيضاحه. وحصلت على نسخة من الف ليلة وليلة بالفرنسيّ فكنت أقرأ القصة بالعربيّ ثم اعيد قراءتها بالفرنسيّ. وكنت كلّما رأيت عربياً مترجماً الى الفرنسيّة أقوم بشرائه وقراءته.
كان قاموس المنهل يرافق خطواتي في الفرنسيّة أيضا. وكنت لا املّ من فتح القاموس كلّما وقعت عيني على كلمة لا أعرف معناها، وأعلّم الكلمة بقلم التعليم وأضع تاريخ فتح القاموس الى جانب الكلمة. حتى أراقب مدى قدرة ذاكرتي على التقاط  معنى الكلمة، وغالبا ما كنت افتح القاموس على كلمة لأعرف معناها فأكتشف انها كلمة قدّ مرت معي من قبل بالتاريخ الفلانيّ فأقوم بتعليم الكلمة بلون مغاير مع وضع التاريخ الجديد. وهكذا تحوّل المنهل الى قاموس بألوان قوس قزح.
اليوم كنت في مكتبة جرّوس فلفتت مجلة " nous deux"  نظري، وتذكرت ذكرياتي مع المجلة، والقصص المصورة وجزء من رحلتي الى عالم الفرنسيّة.
 
 
 
 

الاثنين، 4 أغسطس 2014

الهمزة واستاذ الجامعة

من المضحكات

أقرأ أحيانا لأشخاص يحملون شهادات دكتوراه ويعلّمون في الجامعة ويكتبون. ولكن كتابتهم لا تميّز بين همزة الوصل وهمزة القطع.

لا يحتاج تعلّم الفرق بينهما الى اكثر من ساعة من زمان.
ولكنّه الكسل وحب اظهار وهنهم فسبحان الله.

آدم وحواء واهدافك

فلتكن علاقتك بهدفك كعلاقة حوّاء بضلوع آدم .

اللغة حكيم عمره من عمر آدم

اللغة حكيم عمره من عمر آدم.
لا أقول " اللغة العربية".
أقول " اللغة " مجرّدة من الصفات كما تقول " الانسان" مجردا من الصفات، اي ليس الانسان العربي او الفرنسي او التركي اي ما يوحّد الانسان بمعزل عن صفاته.
ومن حكم اللغة انها تعرف ان الوصول الى الهدف متشعب الطرقات، ليس هناك صراط واحد نسلكه الى حيث نبتعي ان نذهب.
من هنا لا تخلو اللغة من المترادفات.
لا يمكن للغة اذا ارادت ان تعيش ان تلغي المترادفات ، وتلبس الافكار زيّا موحّدا.
بل حتى من يفرض عليها زيا موحدا فإنّه لا يمكنه ان يفرض عليها لباسها الداخليّ.
الزي الموحّد في الفكر يقتل الافكار.
الزي الموحد في الدين يقتل روح الاديان.
تعلّموا من اللغة حكمتها وحنكتها في التعامل مع الاشياء!

اختيار الموظّف قطعة من عقل المسؤول عن التوظيف

اختيار الموظّف قطعة من عقل المسؤول عن التوظيف.
قل لي من توظّف أقل لك من أنت.
وأنا هنا اتكلم على اي موظّف في اي مجال ومهنة، حتّى ولو كان موظّفا في غسل صحون في فندق.
الموظّف ( استاذ، طبيب، مهندس، زبّال، صحافيّ، ناطور بناية ... ) نصّ تقرأ فيه لا الموظّف وانّما ربّ العمل وافكار ربّ العمل.
حين اذهب الى مكان أقول في ذهني : سأقوم بقراءة طريقة العمال في العمل لأعرف آلية المؤسسة.
انظر الى عيون العاملين كيف تنظر، والى ايادي العمال كيف تعمل حتّى ولو كانت اليد تفرم خرطة بندورة.
العالم نصّ كبير ، والأشياء فيه كلمات وجمل وعلامات ترقيم.

الظروف " كرة كريستال" بين يديك وناظريك

وضع الحقّ على الظروف تنصّل من تحمّل المسؤولية.
اتهام الظروف بالمآل الذي وصلت اليه ضحك على الذقون.
حتّى الحظّ لا يبتسم للوجوه " العكشة".
فلا تتهم الظروف بالعبوس .
الظروف تريك ما تحب ان تراه.
الظروف " كرة كريستال" بين يديك وناظريك.
اتهام الظروف ، في الطالع والنازل، يشبه الإيمان بنظرية المؤامرة.
وهو إيمان بل استسلام لواقع الحال.
كثيرون اسمعهم يتكلمون عن الظروف التي اوصلتهم الى مكان لا يحبون.
ولكن من قال ان خطٌ الرجعة ليس في متناول قدرتهم اذا رغبوا.
الظروف زنزانة مفتاحها في جيبك.

اللسان والإنسان

الانسان يحكي. كلماته هي هو. مثلاً شخص يقول: " ما في شغل" يتحوّل الى عاطل عن العمل. تكون العبارة التي قالها ليست توصيفا لواقع بقدر ما هي توصيف لذاته في رؤيتها للأمور.
تحولت العبارة الى فخّ نصبه له فمه.
الفم خبيث ، ملعون، قد يشلّ تفكير صاحبه.
ضع حارس مرمى في شباك تفكيرك.
ضع ناطورا على باب افكارك.
لا تسمح بالدخول الا للكلمات التي لا تنوي شرّا.
ثمّة اناس كثيرون يضربون دماغهم بالعصا!

بروستات فكريّ

ثمّة أناس يعاني فكرهم من البروستات!

سموم الخلفيات

لا تحكِ من خلفيّة سنية ولا من خلفية شيعية. احك من خلفية انسانيّة.
الخلفيات سجون، الخلفيات تكبّل يديك، وتشلّ قدرتك على التفكير.
تعلّم كيف تفرك أذن خلفياتك بين وقت ووقت، وتعلّم كيف تصفع احيانا خلفياتك كفّا تستحقّه.
حمّم خلفياتك بالاسبيرتو، افرك ظهرها بالصابون، فرشِ أسنان خلفياتك، أحيانا رائحة فم الخلفيّات لا تطاق! تعاني من البخر ( البخر هو ، في المعجم العربي، رائحة الفم الكريهة).

ما تسمّي من يقف ضدّ الجيش؟

- ما تسمّي من يقف ضدّ الجيش؟
- زنديق.
- أوف، هيك فرد ضربة.
- وهل تظنّ الزندقة ضربة قاضية؟

اشكال التطرف وانواعه

التطرّف مقيت، وأنا هنا لا أتكلّم على التطرّف الديني. اتكلم على كلّ أشكال التطرفات. فقد تجد الملحد المتطرفـ، والشيوعي المتطرّف ، والعلماني المتطرف، والقومي المتطرّف، والعنصري المتطرف، والمؤمن المتطرّف، والمسيحي المتطرف، والمسلم المتطرّف، والفنّان المتطرّف، والآدمي المتطرّف في أوادميته.
التطرّف ، بكل أشكاله، ضيق نظر وضيق عطن.

ورد في القرآن الآية التالية: وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا.
آية فيها ما قصدت من قولي.

تطرّفوا باعتدال

تطرّفوا باعتدال . الله يرضى عليكم.
من وحي عبارة فرنسية برسم هواة شرب الخمر
L'abus d'alcool est dangereux pour la santé, à consommer avec modération
يرجى فقط وضع كلمة التطرف مطرح كلمة الخمر.

ساعات التخلّي

ما أكثر " ساعات التخلّي" في حياة اللبنانيين والعرب!

سكوت

السكوت مصدر رزق
من وحي عبارة :" بيعني سكوتك".

السبت، 2 أغسطس 2014

إسرائيل وهزيمة الـ«هاشتاغ» بقلم سوسن الأبطح

 
منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، لم تتلق إسرائيل ضربة إعلامية مفصلية وقاسمة، كالتي تنزل عليها اليوم، دون أن تتمكن من ردها. الجيش الإلكتروني، الذي رعته برموش العين، بهدف الترويج وبث المعلومات، وتفنيد آراء المنتقدين، كما فبركة الشائعات عبر الصور والأفلام، بقي عاجزا، أمام فداحة جريمة حي الشجاعية، ونحر الأطفال بالصواريخ وهم يلعبون على شاطئ البحر. تلك اللحظة التي ظهرت فيها جثث الصبية عارية، وممددة ووحيدة وهامدة، كانت حاسمة، برأي مراقبين، في كشف الجنون المتمادي لإسرائيل في استهداف المدنيين عمدا، ثم كرّت سبحة المشاهد المروّعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ترهيب الصحافيين، تطويع الأقنية التلفزيونية، تحريك مراكز النفوذ في كل من أميركا وأوروبا، لم يكن فعالا ولا مجديا.المقال الذي نشره رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان جاء مدويا. لم يكن سهلا، قبل أيام فقط، أن يصرح الرجل علنا بأن «الجيش الإسرائيلي يمارس إرهابا منظما وممنهجا في فلسطين والضفة الغربية»، واصفا ما تشهده غزة بـ«المجازر»، مطالبا بلاده «المنحازة إلى القوة» بـ«صحوة ضمير» و«رفع الصوت» قائلا: «حان وقت كشف الادعاءات والأكاذيب ونشر الحقائق الكاملة لا أنصافها فقط». ولا يرى دوفيلبان حلا غير «وضع الأراضي المحتلة تحت الوصاية الدولية، وإرسال قوة سلام يمكنها حماية المدنيين». أسوأ من ذلك بالنسبة لإسرائيل أن يؤيد كلام دوفيلبان القاسي جدا، سرب من السياسيين اليساريين، معتبرين أن الرجل ينطق بلسان حالهم.ولم يمضِ مرور الكرام مقال الباحث في قضايا الفلسفة السياسية في السوربون جان- كاسيان بيليه عندما كتب أن ما ترتكبه إسرائيل هو في أقل تقدير «جريمة أخلاقية» تاركا للمحاكم الدولية أن تصفه بـ«جريمة حرب». واضعا كل إنسان في مواجهة ضميره ليسأل: «هل قصف يمارسه الجيش الثاني في العالم من حيث القوة العسكرية، ويملك التفوق الكاسح، يوقع 74 في المائة من ضحاياه من المدنيين، يمكن الدفاع عنه حسب شرعة الأمم المتحدة؟» قائلا إن إسرائيل لم تتمكن من تقديم أي سبب يجعل حربها محقة.لا داعي لذكر اللائحة الطويلة للفنانين الذين استفادوا من شهرتهم للتشهير بما يحدث في غزة. الأهم منذ ذلك كله أن تسمع وبشكل متزايد أن إسرائيل تمارس «إبادة جماعية» وأن ما تفعله أسوأ مما شهدته ذات يوم «أفريقيا الجنوبية»، لذلك يتوجب معاقبتها ومقاطعتها.هذا تحديدا ما لا تريد أن تسمع به إسرائيل، لأنها تعلم أنها بداية النهاية فيما يتعلق بسمعتها. هكذا لن يتمكن أستاذ ابني الفرنسي بعد اليوم، من أن يقف أمام التلامذة اللبنانيين الذين يدرسهم، ليصف إسرائيل بالدولة «الديمقراطية» الوحيدة في المنطقة التي تحترم «حقوق الإنسان» وتنتمي إلى «العالم الحر» وحين يتصدى له تلامذته، يجيب بأنه يقدم توصيفا علميا لا صلة له بالمشاعر.الفيلسوفان الفرنسيان «العظيمان» ألان فينكلكروت وبرنار هنري ليفي اللذان يتصدران المشهد الفكري الفرنسي، منذ سنوات طويلة رغم عنصريتهما القميئة، وانحيازهما المطلق لإسرائيل، تلقيا صفعة موجعة. فقد خصص مساعد رئيس تحرير «لوموند ديبلوماتيك» مقالة طويلة جدا لكشف «أكاذيب» و«فبركات» ليفي، الذي يتباكى في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل على الفلسطينيين، مخاطبا إياه بالقول: «الحكومة الإسرائيلية تضمّ أحزابا لو كانت في أي دولة أوروبية أخرى لكان ليفي نفسه رفض استقبال ممثلين عنها. فهل الفاشي الإسرائيلي اليهودي مقبول أكثر من الفاشي الهولندي أو النمساوي؟». أما ألان فينكلكروت فحاله أسوأ من صديقه ليفي حين جاء «يكحلها فعماها» معتبرا أن «الذنب يتحمله الفلسطينيون لأنهم لم يحضّروا ملاجئ يأوون إليها عند القصف كما فعل الإسرائيليون لحماية أنفسهم» متأسفا على «اليهود في زمن صراع الحضارات لأنهم أينما حلوا وكيفما تصرفوا، سيدفع بهم عنوة، إلى الواجهة».في سابقة لعلها الأولى من نوعها، تفقد إسرائيل ذراعها الإعلامية الغربية الضاربة. ثمة شلل جزئي يصيب الجهاز الذي غالبا ما كان يتصدى ليبيض صورتها، ليعيد تلميع طلتها. بعض المقالات تحاول على استحياء أن تردع المستخدمين لكلمة «إبادة» أو «مجزرة»، على اعتبار أنهما من الكلمات «الكبيرة» التي يتوجب تجنبها حفاظا على الأمن الداخلي الفرنسي. على اعتبار أن وصف الفلسطينيين وكل العرب بالإرهابيين لا يزعج خاطر المهاجرين العرب، لكن العكس يصبح صحيحا. آخرون يحاولون تبرير ما يقوم به الإعلام الإسرائيلي، واضطراره لحجب الصور المروعة لجثث المدنيين، لحاجة إسرائيل للتماسك الداخلي، أثناء محنتها الحالية، تماما كما فعلت أميركا في العراق ذات يوم، دون أن ينسوا وصفه بـ«الموضوعية» وكتابه بـ«المهنيين».دفاعات إعلامية هزيلة جدا، أمام هول الكارثة الإنسانية التي أصبح إخفاؤها في عصر «فيسبوك» و«تويتر» مستحيلا والنتيجة أن «#غزة تحت القصف» حاز أربعة ملايين تغريدة مقابل 20 ألفا فقط لـ«# إسرائيل تحت القصف»، وما أدراك ما الهاشتاغ؟ «#»راهنت إسرائيل على أن مجازرها ستمر عابرة، بمعية بقية الأعمال الإجرامية التي يرتكبها العرب بحق بعضهم البعض، لكن يبدو أن «حسابات الحقل لم توافق حسابات البيدر» هذه المرة. نعم بمقدور إسرائيل أن تبيد الفلسطينيين إن أرادت، فلها ما يكفي من الذخائر والنيران والسند السياسي الدولي، لكنها لن تستطيع أن تدعي بعد اليوم، أنها صوت العالم الحر، وسط محيط من الغوغاء. فأهلا بإسرائيل بعد أن تعرّبت وصار إعلامها يكذب على مواطنيه، وأكثر كتابها يتباكون، وفلاسفتها موضع سخرية العالم.http://classic.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=781739&issueno=13032#.U93WQk0cTIU

>

من المسؤول عن كل هذا الجنون في العالم العربي؟

من المسؤول عن كل هذا الجنون في العالم العربي؟
ما أعرفه هو ان الحرب الأهلية في لبنان بدأت عام ١٩٧٥ اي قبل وصول الخميني الى الحكم في ايران، وما أعرفه هو ان اسرائيل وجدت قبل حزب الله بعدة عقود وان اسرائيل وصلت الى بيروت قبل ما يسمّى بحزب الله.
ثمّة جذور لهذا الجنون، جذور ترعرعرت تحت الأرض برعاية أنظمة كثيرة.

لبنان ليس دولة اسلامية

لبنان ليس دولة اسلامية
العراق ليس دولة اسلامية
سوريا ليست دولة اسلامية
فلسطين ليست دولة اسلامية
الاردن ليس دولة اسلامية
مصر ليست دولة اسلاميّة
هذه الدول حالة خاصّة في الشرق الاوسط.
هذه الدول فيها من المسلمين والمسيحيين واليهود.
هكذا كانت وهكذا ستبقى.
هذا قدرها ، وهو قدر جميل.
هذه ثروة هذه الدول، لا تلعبوا بثروتها.

كوكيشي ميكيموتو واللؤلؤ الاصطناعي

كوكيشي ميكيموتو واللؤلؤ الاصطناعي
كان كوكيشي ميكيموتو بيّاع معكرونة. احب ابنة ساموراي، فغيّر مهنته واخترع اللؤلؤ الاصطناعي.
الحب يصنع اللألئ!

الإعجاز الإلهيّ

الاعجاز الإلهي يتبدّى في كل شيء.
آيات الله تفوق العدّ.
اذا كانت نعمة واحدة لا تعدّ ولا تحصى فما بالك بالنعم؟
هل تعرف ان البرغشة اية من ايات الله؟
والذبابة لها ذكر في القرآن؟
انصحك اليوم كمسلم ان تذهب الى القرآن وتستخرج كل الحيوانات المذكورة فيه، وتسأل نفسك: ما الحكمة من ذكرها؟
ما هو عدد الحيوانات المذكورة في القرآن؟
هيّا الى البحث، فقراءة القرآن تعبّد و " تدبّر"!

الكوسى والتاريخ المرزرز

نقوّر التاريخ وكأنّه " كوساية" ثمّ نحشوه بما نشتهي.
البعض يحشوه ولكنه ليس خبيرا في الطبخ، فيطلع التاريخ معه " مُرَزْرَزَا" لا يفتح الشهيّة، والبعض الأخر لا يحسن الحشو ولا معالجة النار فتخرج " كوساية" التاريخ من طنجرته" مفزورةً".
التاريخ يتطلّب طباخا ماهراً.
مشكلة طبخة التاريخ ان بعض من يلتهم التاريخ لا يعرف " طعمة فمه".
يجد ما لا يؤكل من أطباق التاريخ " أطباقاً" تؤكل الأصابع وراءها من فرط طيبتها!

الهمزة تلعب بأفواه كثيرة وأقلام كثيرة،

الهمزة تلعب بأفواه كثيرة وأقلام كثيرة، والسبب في هذا هو انها همزتان لا همزة واحدة.
تحيّر الأفواه وتربك الأقلام .
مشاكل الهمزة لا تنتهي. ولكن مشاكلها حلوة لأنّها تمرين عضليّ وذهنيّ.
كيف هي همزتان؟
الا نقول : همزة وصل وهمزة قطع؟
همزة الوصل تذوب في وصالها، تتوارى عن الأنظار والأسماع.
همزة الوصل متواضعة لا تحبّ التشاوف والظهور، ولكن البعض لا يحترم موقفها ولا رغبتها فيظهرها ضدّ رغبتها.
انصح كلّ شخص القيام برحلة إلى صفحة من صفحات النت تتكلم على همزة الوصل وهمزة الفصل ، وفي ظرف ربع ساعة لا أكثر يأخذ فكرة عن كيفيّة استعمال الهمزتين ليحسن وصاله الحميم مع الكتابة والكلام.
#همزة

النعمة نقمة

النعمة اذا وقعت بين يدي أحمق قد تنقلب الى نقمة.
تنوّع لبنان الطائفيّ نعمة من الله ولكنها وقعت بين يدي سياسيين .. يا ساتر!

الجمعة، 1 أغسطس 2014

مشكلة الإسلام في من يقول: إنّ " الاسلام هو الحلّ".

مشكلة الإسلام في من يقول: إنّ " الاسلام هو الحلّ".
ما ينطبق على هذه العبارة هو كلمة قالها علي بن ابي طالب ، ذات صراع، : كلمة حقّ يراد بها باطل.
ماذا يفعل أكثر الذين يقولون "الاسلام هو الحلّ"؟
أليس لسان الخليفة أبي بكر البغدادي يقول: " الاسلام هو الحلّ"؟
هل اسلام البغدادي حلّ أم انحلال؟ حرام أم حلال؟
الإسلام لا هو حلّ ولا هو مشكلة.
الإسلام مثله مثل اي دين يمرّ بطلعات ونزلات.
الدين مثل اللغة قيمته في طريقة استخدام الناس له.
الدين ناسه، واللغة ناسها، والايديولوجيات ناسها.
مهما كانت اللغة جميلة وبليغة وفصيحة ماذا تفعل بين شفتي تأتاء أو فأفاء أو لحّان؟

طرابلس ليست قلعة المسلمين

أنا أنتمي الى مدينة طرابلس. ولكن لا احبّ الصاق عبارة " قلعة المسلمين" بها.
أحبّ لقبها الذي يسرقونه منها: طرابلس عاصمة الشمال.
وأحنّ إلى لقب " الفيحاء" الذي ابتلعه الباطون.

لا توقظوا النائمين قصيدة جديدة للشاعر العربي الكبير الدكتور أحمد حسن المقدسي مهداة إلى غزة

لا توقظوا النائمين
قصيدة جديدة للشاعر العربي الكبير الدكتور أحمد حسن المقدسي مهداة إلى غزة
لا تــُـوْقـِـظوهم فالجميع ُ نــيام ُ
ألـجــيـش ُ والــنـّـواب ُ والـحـُـكـّام

لا تــُـزعِـجوا حـُـكـّامَـنا مـوتوا بـِـصمْـت ٍ
إن َّ إزعـاج َ المُلـوك ِ حـَـرام ُ

مـوتوا ، فــلا مَـلِـك ٌ سَــيرْثيكم ولـن ْ
تبكـيكـــم ُ التـيْـــجان ُ والأقـــــــــــــــــلام ُ

اليوم َ يـَـأتــَـلِـف ُ الـــــــشقيق ُ مــــعَ العـــــــدوِّ
ويَــــــــقـتـل ُ الـــــــسَّــبَّـابَة َ الإبـْــــــــــــهـام ُ

لا .. لا تــُـصدق ْ كِــذ ْبَهم ودمـوعَهم
فـــمتى تـجود ُ بـِـدمعِـها الأصـنام ُ ؟؟

ودماؤكم لــيست تــُساوي فـي المـزاد ِ
بعـــوضة ً ، بـل إنــكم أرقـــام ُ

يحْـنــو الغــريب ُ علـــى الغـــريب ِ وعِــندنا
تقـــسوا علـى فـَـــلـَـذاتِها الأرحـــام ُ

فالعالــم ُ العــربي ُّ قـــد أضحى كنيـْـــسا ً
للـــيهـود ِ ، يـُــــــــــديْرُه حــــاخام ُ

الكــُــل ُّ قـــدَّم َ للـــيهود ِ ولاءه
مـا عــاد َ لا عــرب ٌ ولا إسـلام ُ

والعالـم ُ العــربي ُّ هـذا لـــيس َ أكـْــثر َ
مــن ْ سُــخام ٍ يَـــــعْـتـَـلِـيـْه ِ سُــخام ُ

لا تبــحـثوا بـِـدِيارهم عـــن عِــزة ٍ
فـمِــن َ الخليج ِ إلـــى المُــحيط ِ حـُـــطام ُ

تلك َ البـــلاد ُ حَــــظائر ٌ : حُـــكـَّـامُها
وجيوشـُــها وشــعوبُها أغــنام ُ

لـو كان مـِن ْ بين اليهود ِ " روافِـــض ٌ "
لَــرَأيْـــت َ حــفلات ِ الجـِـهاد ِ تــُـقام ُ

لـو جــــيش ُ إسـرائيل َ ســوري ٌّ
لـَــجُـن َّ جـنونـُهم ... واسـْـتــُـنـْفِر َ الإعـلام ُ

أبكي علـــــى مِــــصر ٍ وأرثـــــي حالـَــــها
لا مِـصــر ُ فــي مِـــــصر ٍ ولا الأهــــرام ُ

هـذي هــــي الأوطـــان ُ حـــين َ يَـسـُـوسـُـها
الزعـــران ُ .. والعُـــملاء ُ .. والأزلام ُ

يا ابن َ القــطاع ِ وأنــت َ سـيِّدنا
وتـاج ُ رؤوسِــنا ، والـحج ُّ والإحْــرام ُ

صــبرا ً فإن َّ الكـف َ تـَـهْزم ُ مِـخـْـرزا ً
والعَــصْف ُ فــي أيْــدي الـرجال ِ سِـهام ُ

لا تلـْـــتـَـفِـت ْ لنـُــباح ِ مَـن ْ جَـــبُنوا ، فـفـــي
سـاح ِ الــوغى يتــصاغر ُ الأقـــزام ُ

لا تــُـلق ِ بالا ً للـذين َ تـَـصَهْـيَـنوا
ونِضالـُهم حــيْن َ الــنضال ِ ، كـلام ُ

لا لا تـُـفاوضْــهم ، فاســئلة التفـاوض ِ
في الحـــروب ِ تــدوسُــها الأقــدام ُ

مــع َ كـُــــل ِّ صــاروخ ٍ يُــــكبِّر ُ في الســماء ِ
مُــهلـِّلا ً ، تــستيقظ ُ الأحـلام ُ

ما كـان َ رب ُّ الحـرب ِ يـــشوي لحْــمَـكم
لو سـاس َ في تــلك البــلاد ِ كِـــرام ُ

فـَـلـْـتـَـذهبوا مـع َ ربـِّـكم لتقاتلوا
مـوتوا بـصمت ٍ ، فالجـُـنود ُ نــيام ُ

العزل حرام

سمعت ، اليوم، هذه الطرفة من شيخ.

زنى رجل بامرأة فحملت منه، فقالت له: لمْ لم تعزلْ؟
قال لها: سمعت أنّ " العزل" ، في الإسلام ، حرام.

الله معك

أحبّ التوقّف ، بين وقت وآخر، أمام " تعابير" نستعملها في حياتنا اليومية.
منها عبارة" الله معك".
عبارة رائعة، تشعر بالأمن والأمان، حين تطلع من القلب، وتصبّ في القلب.
أن تشعر في اعماق روحك ان الله معك لهو شعور يصنع المعجزات، ويملأ النفس غبطة.

ما فينا نعمل شي

من العبارات التي " تكرسح" العقل عبارة :" ما فينا نعمل شي". عبارة قاتلة، اقرار بعجز كريه. قد لا يمكنك ان تغيّر الاشياء، ولكن يمكنك ان تغيّر نظرتك الى الاشياء، وحين تغير نظرتك الى الأشياء تغيّرها. تصير الاشياء أمرا آخر.
رأيت مرّو شخصا في البرّية ومعه اولاده. كان الاولاد عطاشاً، والماء ليس في متناول افواههم الصعيرة. كان مع الوالد اوراق. نظر الى الورقة نظرة مغايرة فصارت كوب ماء، تناول ورقة بين يديه وحوّلها الى ما يشبه القمع، سكب فيه الماء وراح يشرب ابناءه واحدا واحدا. والابناء فرحون بهذا الكوب السحريّ. شربوا ولعبوا.
من جعل الورقة كوبا؟
نظرة.

التطرّف يحتاج الى مال

من مضحكات الحياة.
ان الفقر يدفع الى التطرّف، ولكن التطرّف يحتاج الى مال لينمو.
وفي العالم العربيّ يتوفّر فقر مدقع وثراء ولا ثراء قارون!
اي ان متطلبات التطرّف متوفرة غنى وفقرا!

بين شهرزاد وجبران خليل جبران

سألني طالبا النصيحة: ايهما افضل ان اقرأ كتب جبران خليل جبران ام كتاب الف ليلة وليلة؟
قلت له: لا غنى لك عن صحبة شهرزاد، اتكّل على الله واقرأ " الف ليلة وليلة".

رحم الله امرءا "أهدى" اليّ عيوبي

من ينقدك بمحبة لا ينقدك وانما يقدّم لك هديّة.
هذا ما نستشفه من كلمة سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
رحم الله امرءا "أهدى" اليّ عيوبي.
اختيار فعل " اهدى" في هذا السياق يدلّ على عظمة من نطق بها.

الاميرة النائمة والكتاب

الكتاب كالأميرة النائمة يحتاج الى قبلة القارىء كي يستيقظ.

الموت منبع الابداع

لكلّ الأديان وظيفة واحدة أوجدها الموت، ابتكرها الموت.
الموت منبع الابداع.
الموت مولّد الأفكار.
الموت معين لا ينضب.
الموت سكرة انتجت فكرة.
" سكرة الموت" عبارة قرآنية كريمة.
إلى أين نذهب بعد الموت؟
كلّ الاديان تعمل على حلّ هذا اللغز الالهيّ.
فأبو نواس يعترف بأنّه لم يأت أحد من ذلك العالم الخفيّ، موئل الاحلام، والامال، ليخبرنا .
المعري حاول برسالة الغفران ان يسلّط الضوء على ذلك العالم الأخرويّ.
والغزالي في كتاب له لطيف: الدرّة الفاخرة في علوم الآخرة ان يحكي لنا عن ذلك العالم الأخر؟
لكلّ دين آخرته!
والآخرة أواخر.
المفرد، دائما، جمع!

تطرّف نائم

كثير من غير المتطرّفين متطرّفون بالسرّ، أو قل ان تطرّفهم يشبه الخلايا النائمة.

قتلته درسا

لا شيء يموت درسا. ويفترض دفن عبارة " قتل درسا" وان كانت هذه العبارة تتنفّس فمن المبرور وأدها.

مياه اللغة

لم تستهلك اللغة من طاقتها الا ما استهلكته انت على امتداد حياتك من المياه العذبة.
فخيرها لا يزال في ظهرها على قولة الامثال.

من كتاب المختار من شواهد الأشعار

في الأمثال والحِكَم



1- إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ *** فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ
2- إذا جاء موسى وألقى العصى *** فقد بطل السحر والساحرُ
3- إذا رضيتْ عني كرام عشيرتي *** فلا زال غضباناً عليَّ لئامُها
4- إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها
5- إذا ما أتيت الأمر من غير بابه *** ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتدي
6- إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا راى منك يوماً غرّة وثبا
7- إذا ملكٌ لم يكن ذا هبهْ *** فدعه فدولته ذاهبهْ
8- إذا كان رب البيت بالدف ضارباً *** فشيمة من في الدار كلهمُ الرقصُ
9- إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
10- إذا ما أراد الله إهلاك نملةٍ *** سمت بجناحيها إلى الجو تصعدُ
11- إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا *** أصبت حليماً أو أصابك جاهلُ
12- إذا قالت حذامُ فصدقوها *** فإن القول ما قالتْ حذامُ
13- إذا لم تستطع شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيعُ
14- إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها *** عُدَّتْ ذنوباً فقل لي كيف أعتذرُ
15- إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأيسر ما يمر به الوحولُ
16- إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا
17- إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ
18- إذا ما الجرحُ رمَّ على فسادٍ *** تبين فيه تفريطُ الطبيبِ
19- إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا *** كفى لمطايانا برؤياك هاديا
20- أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ *** ربداءُ تجفُلُ من صفير الصافرِ
21- أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ *** قد ضل من كانت العميان تهديهِ
22- أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من *** اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
23- ألم تر أن المرء تدوي يمينه *** فيقطعها عمداً ليسلم سائرهْ
24- ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
25- ألا رُبَّ باغٍ حاجةً لا ينالُها *** وآخرُ قد تُقضى له وهو جالسُ
26- إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
27- إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسُها *** عند التقلبِ في أنيابها العطبُ
28- أوردها سعدٌ وسعد مشتملْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورَد الإبلْ
29- بأبهِ اقتدى عدىٌ بالكرمْ *** ومن يشابهْ أبَه فما ظلمْ
30- بدأتم فأحسنتم فأثنيتُ جاهدا *** وإن عدتمو ثنيتُ والعودُ أحمدُ
31- بذا قضت الأيامُ ما بين أهلها *** مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ
32- بالملح نُصلح ما نخشى تغيرهُ *** فكيف بالملح إن حلت به الغِيَرُ
33- ترى الرجلَ النحيل فتزدريهِ ***وفي أثوابه أسدٌ حصورُ
ويعجبك الطريرُ فتبتليهِ *** فيخلف ظنك الرجلُ الطريرُ
34- تعشَّقتُها شمطاءَ شاب وليدُها *** وللناس فيما يعشقون مذاهِبُ
35- تقولُ هذا مِجاجُ النحلِ تمدحُهُ *** وإن تشأ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما *** والحق قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
36- ترجوا النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبسِ
37- تضاحكتُ بينهمو معجَبا *** وشرُّ البليةِ ما يُضْحِكُ
38- تكاثرت الظباءُ على خراشٍ *** فما يدري خراشٌ ما يصيدُ
39- حياك من لم تكن ترجو تحيته *** لولا الدراهمُ ما حياك إنسانُ
40- خذ ما تراه ودع شيئاً سمعتَ به *** في طلعةِ الشمسِ ما يغنيك عن زُحَلِ
41- خلا للِ الجو فبيضي واصفري *** ونقِّري ما شئتِ أن تنقري
وعارضها بعضهم بقوله :
42- خلا لكِ الجو فغني واطربي *** وخرِّبي ما شئتِ أن تُخَرِّبي
43- الخير لا يأتيك متصلاً *** والشر يسبق سيلَه مطرُهْ
44- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ***وأخو الجهالة في الشقاء منعَّمُ
45- رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلما *** صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ
46- رضيتُ ببعض الذل خوف جميعه ***كذلك بعضُ الشر أهونُ من بعضِ
47- زعم الفرزدقُ أن سيقتل مِربَعاً *** أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِربعُ
48- زعم المسفّه أن يغالِبَ ربَّهُ *** ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالبُ الغلاّبِ
49- ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ
50- ستذكرني إذا جربت غيري *** وتعلم أنني نعم الصديقُ
51- ستورُ الضمائرِ مهتوكةٌ *** إذا ما تلاحظت الأعينُ
52- سيذكرني قومي إذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماءِ يُفتَقدُ البدرُ
53- شكوتُ وما الشكوى لمثليَ عادة *** ولكن تفيضُ العينُ عند امتلائها
54- طفح السرورُ عليَّ حتى أنه *** من كُثْرِ ما قد سرني أبكاني
55- ظننتُ بهم ظناً جميلاً فخيبوا *** رجائي وما كل الظنونِ تُصيبُ
56- عتبتُ على عمروٍ فلما تركته *** وجربتُ أقواماً بكيتُ على عمروِ
57- العبدُ يُقرعُ بالعصا *** والحرُّ تكفيه الإشاره
58- أُعلل النفس بالآمالِ أرقُبُها ما *** أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ
59- فلم أر كالأيام للمرءِ واعظاً *** و لا كصروف الدهر للمرءِ هاديا
60- فما أكثرُ الأصحابِ حين تعدُّهم *** ولكنهم في النائبات قليلُ
61- فلو لبس الحمارُ ثياب خزٍ *** لقال الناس يالك من حمارِ
62- فإن كانت الأجسامُ منا تباعدت *** فإن المدى بين القلوب قريبُ
63- فإن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولى *** فإن غداً لناظره قريبُ
64- قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ *** وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَمِ
65- قد زال ملكُ سليمان وعاوده *** والشمسُ تنحطُّ في المجرى وترتفعُ
66- قد يجمعُ المالَ غيرُ آكلِهِ *** ويأكلُ المالَ غيرُ من جمعهْ
67- قد يرك المتأني بعض حاجتهِ ***وقد يكون من المستعجل الزللُ
68- قد يدرك الشرفَ الفتى ورداؤه *** خَلَقٌ وجيبُ قميصِهِ مرقوعُ
69- كشقي مقصٍ تجمعتا *** على غير شيءٍ سوى التفرقهْ
70- كعصفورة في كف طفلٍ يسومها *** ورود حياض الموت والطفلُ يلعبُ
71- كالعيسِ في البيداء يقتُلُها الظما ***والماءُ فوق ظهورِها محمولُ
72- كل المصائب قد تمر على الفتى *** فتهون غيرَ شماتةِ الأعداء
73- كأنك من كل النفوس مركبٌ *** فأنت إلى كل الأنام حبيبُ
74- كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة *** وإن ينل شبعاً ينبحْ من الأشرِ
75- لا تمدحنَّ امرأً حتى تجربه *** و لا تذمنّه من غير تجريبِ
76- لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها *** ولكنَّ أخلاق الرجال تضيقُ
77- لعل عتبك محمودٌ عواقُبهُ *** وربما صحَّت الأجسامُ بالعللِ
78- لِلموت فينا سهامٌ وهي صائبةٌ *** من فاته اليوم سهمٌ لم يفته غدا
79- ليس الغبيّ بسيدٍ في قومه *** لكنَّ سيدَ قومه المتغابيْ
80- وإن عناءً أن تُفَهِّم جاهلاً *** فيحسب جهلاً أنه منك أعلمُ
81- متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامَه *** إذا كنتَ تبنيهِ وغيرُك يهدمُ
82- ما حكَّ جلدك مثلُ ظفركْ *** فتولَّ أنت جميعَ أمرِكْ
83- مِكَرٍ مِفَرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً *** كجلمودِ صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ
84- من كان فوق محل الشمس رتبته *** فليس يرفعه شيءٌ و لا يضعُ
85- من الناس مَنْ يغشى الأباعدَ نفعُه ***ويشقى به حتى المماتِ أقاربهْ
86- موتُ النفوس حياتها *** من شاء أن يحيا يموتْ
87- المستجيرُ بعمروٍ عند كربته *** كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ
88- من يهن يسهلُ الهوانُ عليهِ *** ما لُجرحٍ بميتٍ إيلامُ
89- الناسُ للناسِ من بدوٍ وحاضرةٍ *** بعض لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
90- هب الدنيا تقاد إليك عفواً *** أليس مصير ذاك إلى زوالِ
91- هل يضر البحر أمسى زاخراً *** أن رمى فيه صبيٌ بحجرْ
92- ولو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ
93- ولم أر كالمعروف أما مذاقه *** فحلوٌ وأمل وجهه فجميلُ
94- وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ
95- وتجلُّدي للشامتين أُريهمُ *** أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
96- وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها *** ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ
97- وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتهِ *** حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
98- وفي السماء نجومٌ لا عِدادَ لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
99- وكأسٌ شرِبتُ على لذةٍ *** وأخرى تداويتُ منها بها
100- وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرهِ *** إذا استوتْ عنده الأنوارُ والظُلَمُ
101- وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ *** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
102- وما طلبُ المعيشةِ بالتمني *** ولكن ألقِ دلوك في الدلاءِ
103- ومن يكن الغرابُ له دليلاً *** يمر به على جيف الكلابِ
104- وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
105- و لا بد من شكوى إلى ذي مروأةٍ ***يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
106- ولكل شيءٍ آفةٌ من جنسهِ *** حتى الحديد سطا عليه المبردُ
107- وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ
108- وما الناسُ بالناس الذين عرفتهم *** ولا الدارُ بالدار التي كنتُ أعهدُ
109- ومن العجائبِ والعجائبُ جمةٌ *** أن يلهج الأعمى بعيبِ الأعورِ
110- ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدواً له ما من صداقته بدُّ
111- وكلٌ يميلُ إلى شكلهِ *** كميلِ الخنافسِ للعقربِ
112- وكم مرةٍ أتبعتكم بنصيحتي *** وقد يستفيد البغضةَ المتنصَّحُ
113- و يأبى الذي في القلبِ إلا تبيُّنا *** وكل إناء بالذي فيه ينضحُ
114- لا يسكن المرءُ في أرضٍ يهان بها *** إلا من العجز أو من قلة الحِيَلِ
115- يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
116- كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها *** فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ
117- يبقى الثناءُ وتذهبُ الأموالُ *** ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ
118- يريك البشاشة عند اللقــا *** ويبريك في السر بري القلمْ
119- يريد المرءُ أن يُعطى مُناه *** ويأبى اللهُ إلا ما يشاءُ
120- يُقضى على المرء في أيام محنتهِ *** حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ

من كتاب
المختار من شواهد الأشعار